اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المرأه الســــــــــــــــــــــــعوديه

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • المرأه الســــــــــــــــــــــــعوديه

    المرأة السعودية.. طروحات جديدة ورؤى إصلاحية د. هتون أجواد الفاسي*

    حدث ان سُوّق مجاناً في إحدى الجامعات السعودية كتاب ليكون موضوعا لمسابقة ثقافية كبرى مخصصة من قبل عمادة شؤون الطلاب لطالبات ومنسوبات الجامعة فقط. وضم إلى الكتاب شريط كاسيت ليشكلا معاً موضوع الثقافة التي يجري عليها التسابق من خلال دفتر ملحق بالكتاب والشريط تحتوي على الأسئلة المطلوب الإجابة عنها. وبإجابة الفتاة على الأسئلة تحصل على جوائز المسابقة التي تتكون من عشرة أجهزة كمبيوتر محمول وأكثر من ستين طقم ذهب وخمسمائة قطعة من الذهب الخالص ومئات من الأواني المنزلية وأكثر من خمسمائة قطعة من أرقى وأفخم الملابس والجلابيات المنتقاة واشتراكات في مجلات إسلامية وغير ذلك. وشريط الكاسيت عبارة عن محاضرة للشيخ الدكتور إبراهيم الدويش بعنوان: الثبات في زمن المتغيرات. أما الكتاب فهو للشيخ الدكتور بكر أبو زيد، عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ويدعى: حراسة الفضيلة. وهذا الكتاب مطبوع منه أكثر من نصف مليون نسخة على نفقة أوقاف صالح عبد العزيز الراجحي. أما محتوى الكتاب فهو يدور حول مفهوم المرأة المسلمة الفاضلة والأخطار المحدقة بها. ويتناول مواضيع حول الحجاب والاختلاط والزواج والمساواة وقوامة الرجل وغيرها. وأول الأصول التي يرى أن الفضيلة تقوم عليها هو وجوب الإيمان بالفوارق بين الرجل والمرأة والتي هي فوارق «جسدية ومعنوية وشرعية ثابتة قدراً وشرعاً وحساً وعقلاً». ثم يفصل بأن «الذكورة كمالٌ خَلقي وقوة طبيعية، والأنثى أنقص منه خِلقة وجِبلّة وطبيعة، لما يعتريها من الحيض والحمل والمخاض والإرضاع وشؤون الرضيع وتربية جيل الأمة المقبل، ولهذا خُلقت الأنثى من ضلع آدم عليه السلام، فهي جزء منه، تابع له ومتاع له. والرجل مؤتمن على القيام بشؤونها وحفظها والإنفاق عليها وعلى نتاجهما من الذرية. وكان من آثار هذا الاختلاف في الخِلقة: الاختلاف بينهما في القُوى والقدرات الجسدية والعقلية والفكرية والعاطفية والإرادية وفي العمل والأداء والكفاية في ذلك، إضافة إلى ما توصل إليه علماء الطب الحديث من عجائب الآثار من تفاوت الخلق بين الجنسين» (ص16). أما كتيب المسابقة فإنه حريص على أن تحفظ المتسابقة الكتاب والشريط عن ظهر قلب حتى تملأ الفراغات وتجيب على أسئلة مثل: اذكري ثلاثة أسباب لتحريم لبس العباءة على الكتفين. إنني أكتفي بذكر هذا النص الذي يمثل مقدمة الكتاب دون التعليق عليه، وأتركه لمن شاء فعل ذلك حتى يمكننا أن نتعرف على الكيفية التي تُربى بها المرأة في مجتمعنا، وبناء على قرار إداري لجامعة، يتفق وهذا المفهوم للثقافة. والواقع ان السعودية تمر بفورة من الطروحات الجديدة المنادية بالإصلاح، لاسيما الاقتصادي والاجتماعي. هي طروحات صادرة من أعلى المستويات، نقرأها في خطاب خادم الحرمين الشريفين أمام مجلس الشورى، وفي خطابات الأمير عبدالله المتعددة، والخطابات الرسمية الأخرى التي تعنى بلم شمل الأسرة المحلية، بشقيها المذكر والمؤنث. ويشكل الطرح الإصلاحي لوضع المرأة السعودية هاجساً لكثيرات وكثيرين على المستوى الفردي والعام، ويترجم هذا الهاجس وفق الاتجاه الذي يتبعه هذا التيار أو ذاك. وبشكل عام تتجاوب النساء مع هذه الدعوات الصادقة في مجالسهن الجادة، وفي كتاباتهن المنتشرة في الصحافة المحلية سواء في أعمدتهن الخاصة، (انظر على سبيل المثال: د. فوزية أبو خالد، «الجزيرة»: 29 مايو 2003، ليلى جمل الليل، «عكاظ»: 30 مايو 2003) أو مناسبات تنظمها الصحف المحلية (كاللقاء الذي أقامته صحيفة «عكاظ» بين كتابها وكاتباتها، من جهة، والأمير عبد المجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، من جهة أخرى، ركزت د. عزيزة المانع خلالها على مطالب النساء)، أو من خلال المواضيع التي تقترحها الصحف والمجلات كمواضيع حوار واستقطاب لآراء العامة والخاصة («اليمامة»، «عكاظ»، «الجزيرة»، «الرياض»، «الوطن».. وغيرها)، أو من خلال المداخلات والمناقشات التي تكتظ بها صفحات القراء والقارئات. كلها تقدم أشكالاً شتى من الأفكار الإصلاحية والأولويات التي تراها كل واحدة من موقعها. لقد غدت لفظة «الإصلاح» على كل شفة، ما بين المؤمن بها وبعض المشكك في جديتها. وما سوف اتناوله هنا ـ وأنا المؤمنة بجدية النية على الإصلاح، والمتفائلة بأن التقدم يكون إلى الأمام وأن من المهم التركيز على نقاط الالتقاء للخروج بأفضل الحلول المرضية للمجتمع ككل وليس لحساب طرف على الآخر ـ هو تحديد للمشكلة من وجهة نظري وطرح المزيد من هذه الآراء والأولويات وفق ما أراه، من جانب، وألفت النظر إلى بعض الظواهر التي تحتاج لمناقشة قبل أن تُعطى صفة محددة والتي أمثل عليها بكتاب حراسة الفضيلة مما تُربى عليه المرأة في بلادنا وجامعاتنا. إن المشكلة في نظري هي أن المرأة «الواعية» لوجودها تفتقد إلى هذا الوجود في بلادنا وذلك يظهر في أشكال متعددة على رأسها تغييبها وتغييب صوتها من القرارات التي تخصها على كل المستويات واتخاذها نيابة عنها. أو بتعبير آخر، فإن المرأة تعتبر مواطنة غير كاملة الأهلية القانونية والاجتماعية والمالية، ووفق تفسيرات أخرى، غير كاملة الأهلية العقلية والنفسية، وبالتالي فهي دوماً في حاجة إلى الوصاية عليها. وغالب هذا التوصيف يعود إلى الأنظمة المدنية ويعود جزء آخر منه إلى الأنظمة الاجتماعية وتقاليدها. ويترتب على هذا التأسيس غالبية المشكلات الأخرى التي تدور حولها أفكار الإصلاح. فما العمل؟ إن هناك نية نثق بأنها صادقة للعمل على تعديل الوضع القائم لرفع التعطيل الذي يقع على المجتمع ما بين نصفٍ معطل، ونصفٍ يقوم على خدمة النصف المعطل. ولكن الحلول التي طرحها المسؤولون، ممن يقررون نيابة عن النساء، تركز على حل مشكلتي العمل والتعليم اللذين بحاجة إلى توسيع مجالاتهما. وهما مشكلتان محوريتان في عملية الإصلاح المذكورة وقد عبر عنها خادم الحرمين الشريفين مؤخراً في خطابه أمام مجلس الشورى بالنية لتوسيع نطاق العمل للمرأة السعودية. ولكني أرى أن من المهم قبل ذلك أن تشارك المرأة في مواقع اتخاذ القرار، التي ليست بالضرورة تختص بقضايا المرأة وإنما تلك التي تهم المجتمع ككل، سواء كانت قرارات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو تربوية. وتُفعّل مشاركتها هذه من خلال سن الأنظمة التي تعطيها الصلاحيات اللازمة وتحفظ حقوقها وتنظم واجباتها. إن هذا مطلب مشروع لأي دولة مدنية كما هي الدولة الإسلامية التي يشارك في مواطنتها وعمارتها الرجال والنساء كافة. والقرار السياسي مطلب مهم نرى أن بيده دعم هذا التفعيل إن أراد من بيده هذا القرار، ونأمل أن يكون تناول قيادة البلاد لأمر النهوض بالمرأة في الخطاب الرسمي مؤشراً إلى أنهم سوف يدعمون الإصلاح بالقرار السياسي المناسب. فتوسيع مجالات العمل للمرأة السعودية غدا ضرورة ملحة وهي المحصورة في التعليم والصحة والخدمة الاجتماعية، وعلى نطاق ضيق، في القطاع الخاص، بحيث لا تتجاوز نسبة النساء العاملات في مجمل القطاعات 3.7% من مجمل الداخلين في سوق العمل، والذي خلق بطالة نسائية مفتعلة بدأت تضغط اقتصادياً واجتماعياً بشدة. لذا فهذه القضية تعد من المطالب المحورية، لكن من المهم إدراك أن عمل المرأة لا يقف بمفرده مطلباً يمكن أن يُخلق ويعطى، إنه متعلق بكثير من المؤثرات والمعوقات والدوافع والمثبطات. إنه بين شد وجذب منذ ظهر خطاب يستعيب عمل المرأة ويرى في نفسه وصياً على ما تفعل وما تعمله، ولذلك فهو بحاجة إلى قرار سياسي ليجعله أمراً واقعاً. وتوسيع نطاق التعليم جودة وتنويعاً يعد مطلباً أساسياً هو الآخر ومتعلق بسوق العمل وفرصه. ذلك أن مجالات التعليم محصورة للمرأة السعودية في تخصصات بعينها، فتستبعد من الهندسة والقانون والإعلام والفلك والتربية البدنية والسياحة وكثير من تخصصات الحاسب الآلي والزراعة والعلوم الإدارية. وذلك لأسباب منها فني وغالبها تقليدي وبعضها يعزى إلى الدين مما يمكن تفنيده ولكنه هو الآخر لا يمكن تفعيله من غير قرار سياسي كسابقه الذي دشن تعليم البنات عام 1960. ومهما يكن فنحن كمواطنات شريكات في بناء الوطن وفي صنع المستقبل وحريصات على تقدم بلادنا ونموها نمواً طبيعياً وصحياً بما لا يخالف الدين.


    مؤرخة وكاتبة سعودية Hatoon-alfassi@columnist.com










    All Rights Reserved © كل الحقوق محفوظة

    المـــــــــــــــــــــــــواطنه
تشغيل...
X