في خطوة هي الأولى من نوعها في العصر الحديث، دعا عائض القرني الداعية الإسلامي السعودي الرئيس السابق لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا إلى اعتناق الاسلام، في رسالة رسمية سلمها إلى سفارة بلاده في الرياض في السابع والعشرين من يناير (كانون الثاني) الماضي.
وتتضمن الرسالة التي وجهت باللغتين العربية والإنجليزية إشادة بالدور البطولي والنضالي للرئيس مانديلا في محاربة الظلم والطغيان الذي كانت تعاني منه بلاده، والمناداة بالمساواة بين فئات المجتمع، وهي أمور حث عليها الاسلام.
وذكر القرني لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي معه من مقر وجوده الحالي خارج السعودية، أن فكرة دعوة الرئيس نيلسون مانديلا للدخول إلى الإسلام وردت إليه بعد أن قرأ في نهاية العام الماضي مذكراته الشخصية، التي سطر خلالها شيئا من سيرته الذاتية، والمبادئ التي آمن بها، وسعى طوال تاريخه النضالي في تحقيقها.
وأوضح القرني أنه تنبه خلال قراءته للمذكرات الى ان مانديلا نفسه ذكر مداومته في الفترات الأخيرة على قراءة بعض الكتب الإسلامية، التي تعرف بالإسلام كدين وكرسالة سماوية، وأن ما قرأه وافق هواه ومعتقداته التي ينادي بها. وأفاد الداعية الإسلامي، أن الخطوة التي تلت ذلك توجهه لسفارة جنوب أفريقيا في الرياض، إذ تقدم لها بطلب تسليم الرئيس مانديلا الخطاب رسميا، غير أنهم اقترحوا إرسالها عبر حقيبة دبلوماسية بعد أن اطلعوا عليها وأعجبوا بها، وبالفعل تم تجهيز حقيبة تضمنت الرسالة وكتاب «لا تحزن» في نسخته الانجليزية، وعددا من الكتب التي تتحدث في ذات المضمون. وتوقع القرني أن يأتيه رد رسمي على هذه الدعوة من قبل الرئيس مانديلا في الأيام المقبلة، بعد انتهائه من قراءة الرسالة والكتب المصاحبة لها.
ولم يغفل القرني الإشارة إلى أنه تقدم بطلب رسمي للذهاب إلى جوهانسبيرغ والالتقاء بالرئيس نيلسون مانديلا، لسؤاله عن العديد من القضايا التي تعنى بالحوار وتبيان جوانب كثيرة عن الاسلام.
تعليق