Tweet
شهد المؤشر العام للأسهم السعودية "TASI" بعد وصوله إلى أعلى قيمة إغلاق في تاريخه وهي 6346 نقطة (17 مايو 2004) تراجعاً حاداً بلغت نسبته 19% أو ما مقداره 1232 نقطة (إغلاق الخميس 27/5/2004). ولكن هذا التراجع لم يكن مفاجئاً لكثير من المراقبين الذين توقعوا حدوث هذا الانخفاض بعد الارتفاعات الغير مبررة استثمارياً لعدد من أسهم السوق.
تأثير انخفاض سهم "السعودية للكهرباء" على المؤشر العام:
وحيث أن المؤشر العام يعكس أداء جميع أسهم الشركات المدرجة فيه ويعتمد على الحجم السوقي لكل شركة (سعر السهم × عدد الأسهم المصدرة) كما هو الحال في أغلبية مؤشرات أسواق الأسهم العالمية، فقد تأثر المؤشر العام للأسهم السعودية بالهبوط الحاد لسهم "الشركة السعودية للكهرباء" حيث تراجع سعر السهم بنسبة 45% ولكن من المهم ملاحظة أن سهم "الكهرباء" كان يمثل نحو 18% من إجمالي حجم سوق الأسهم السعودي قبل نحو 10 أيام فيما يمثل حالياً 12% فقط ما يعني تقلص تأثيره على المؤشر. واللافت للنظر أن هذا السهم وبسبب تحوله إلى سهم مضاربة كان قد ارتفع بنسبة حادة (361% خلال 15 شهراً وبنسبة 70% خلال 20 يوماً قبل الانخفاض الأخير) في ظل عدم وجود أي مبرر استثماري يبرر هذا الارتفاع المفاجئ، مما تسبب بعد ذلك في تراجعه بحدة، وبالتالي أثر بشكل سلبي على السوق ككل وكان تأثير هبوط سهم "الكهرباء" يعادل 522 نقطة من إجمالي 1232 نقطة فقدها المؤشر العام للأسهم السعودية خلال الأسبوعين الماضيين. وهنا يتبادر لنا سؤال هام وهو ما هو سبب ارتفاع هذا السهم خلال فترة وجيزة ولماذا أقبل المتداولون على الاندفاع على شراءه مما أدى إلى ارتفاعه بحدة؟، وهل كان ذلك بناءاً على معلومات من مؤسسة النقد العربي السعودي أو من موقع "تداول" الرسمي أو من تقارير استثمارية من البنوك أو المكاتب الاستشارية أم كانت بسبب تحليلات صحفية في الجرائد أو بسبب توصيات منتديات الإنترنت!؟ وهذا السؤال يجب الإجابة عليه في المستقبل.
أسهم المضاربة:
إن ما حدث في سهم "الشركة السعودية للكهرباء" حدث أيضاً في جميع أسهم المضاربة، فقد انخفض المؤشر الذي أنشأه مركز بخيت لقياس أداء أسهم المضاربة ويضم أكبر 20 شركة مضاربة بنسبة 48% خلال هذه الفترة ذاتها إلا أن تأثيرها كان محدوداً على المؤشر بسبب صغر حجمها السوقي والذي يمثل 1% فقط من إجمالي حجم السوق.
الأسهم الكبرى:
في المقابل فإن الأسهم ذات المراكز المالية القوية تأثرت بالتراجع العام للسوق إلا أن الملاحظ أن هذه الأسهم تراجعت ولكن بنسب أقل بكثير من سهم "السعودية للكهرباء" وأسهم المضاربة، حيث انخفضت أسهم كل من "شركة الاتصالات السعودية" و "الشركة السعودية للصناعات الأساسية - سابك" و "شركة الراجحي المصرفية للاستثمار" بنسب 15% و 11% و 8% على التوالي وهي انخفاضات تعتبر مقبولة نسبياً مقارنة بأسهم المضاربة والكهرباء مما يعكس وعي المستثمرين وتمييزهم بين أسهم المضاربة والأسهم الاستثمارية.
المؤشرات المالية لسهم "السعودية للكهرباء":
ولكن هنالك سؤال مازال معلقاً وبحاجة للإجابة وهو ما هو السعر العادل لسهم "السعودية للكهرباء"؟ لمعرفة السعر العادل لسهم "السعودية للكهرباء" يجب أن نقارن المراكز المالية لها مع الشركات الكبرى في السوق، حيث يتم مقارنة البيانات المالية للشركة بالبيانات المالية لأكبر 3 شركات مدرجة في السوق وهي "الاتصالات السعودية" و "سابك" و "الراجحي المصرفية للاستثمار" حيث نجد أن أرباح هذه الشركات التي أعلنتها عن الأشهر 12 الماضية نمت بنسب بلغت 87% و 94% و 42% على التوالي مقارنة بالفترة المقابلة من العام السابق أي بمتوسط نمو بلغت نسبته 83% فيما نمت أرباح "السعودية للكهرباء" بنسبة بلغت 24% فقط. أما من حيث نسبة الأرباح الموزعة إلى السعر السوقي وهو أمر قد يعتقد البعض أنه من مميزات " السعودية للكهرباء" فإننا نجد أن النسبة تصل إلى 3.5% في مقابل أن نسبة الأرباح الموزعة للشركات الثلاث الكبرى بلغت 4.5% و 2.8% و 3.0% على التوالي مما يعكس أحد أهم أسباب توجه المضاربات على السهم بحجة أن الأرباح الموزعة "مرتفعة" ولكن يجب الحذر والانتباه إلى أن الأرباح الموزعة للشركة "مدعومة" بينما لا تحظى الشركات الأخرى بهذا الدعم، حيث تنازلت الدولة عن حصتها في أرباح الشركة (يبلغ الربح الموزع الحقيقي 0.66 ريالاً فقط وليس 3.5 ريال وذلك في حال عدم تنازل الدولة و "أرامكو" عن أرباحهما في الشركة) هذا بالإضافة إلى محدودية نمو أرباحها والخطة الاقتصادية المعلنة للدولة في تخصيص حصصها في الشركات المساهمة وبالتالي فمن الطبيعي أن يتلاشى هذا الدعم للأرباح الموزعة تدريجياً. أما من حيث مكرر الربحية فإننا نجد أن مكرر ربحية سهم "الشركة السعودية للكهرباء" مرتفع جداً على الرغم من الانخفاض الحاد الأخير في سعر السهم إذ تبلغ قيمة مكرر الربحية 59 مقارنة بقيمة 17 و 17 و 24 للشركات الثلاث الكبرى على التوالي. وعليه فإننا نجد أن السعر الحالي لسهم "الشركة السعودية للكهرباء" مازال مرتفعاً مقارنة بالأسهم الكبرى في السوق، وهذا قد يعود ليسبب تراجع آخر في سعر سهم "السعودية للكهرباء" ، إلا أنه بسبب الوعي المتزايد للمتعاملين في سوق الأسهم السعودي فإنه لا يجب أن ينعكس ذلك على أسعار أسهم الشركات الأخرى ذات المراكز المالية القوية.
أثر تغير ريال واحد في سعر السهم على المؤشر العام:
يلاحظ التأثير الكبير لسهم "السعودية للكهرباء" وذلك بدارسة تأثير زيادة ريال واحد في سعر كل سهم في السوق وتأثيره على المؤشر العام، وبعملية حسابية نجد أن تغير ريال واحد في سهم "السعودية للكهرباء" يؤثر بعدد 6.2 نقطة على المؤشر العام للأسهم فيما أن تأثير تغير جميع الأسهم الأخرى في السوق بريال واحد يبلغ 11.8 نقطة فقط، وهذا يدل على مدى التأثير الكبير لسهم "السعودية للكهرباء" على المؤشر العام للأسهم السعودية. ومن الملفت للنظر أن المؤشر العام للأسهم ارتفع خلال يوم الأحد 30 مايو بنسبة 1.5% على الرغم من انخفاض أكبر 7 شركات في السوق والتي تمثل نحو 64% من إجمالي حجم سوق الأسهم السعودي، إلا أن تأثير سهم "السعودية للكهرباء" كان مخالفاً حيث ارتفع بنسبة 9.9% وكان له التأثير الأكبر في رفع المؤشر العام للأسهم.
