اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

والدة المطلوب عبد المجيد المنيع توجه له.. ( نـــداء )

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • والدة المطلوب عبد المجيد المنيع توجه له.. ( نـــداء )

    ابني العزيز :
    لا تدري كم أضناني السهر، لا تدري كم ذرفت عليك من الدموع، تحاملت على نفسي ومرضي، وانتصرت على دموعي دقائق لأعبر لك عما يجول في خاطري.
    لم يسعفني قلمي فأنت تعلم حالي، ولم يسعفني لساني المتلعثم للتعبير عما في الجنان.
    فاستعنت بأخي لأبث له شجوني فيسطرها لك.
    في الجمعة حيث لم يبق إلا يومان على شهر المغفرة والعتق من النار، في هذا اليوم افتقدت طلعتك وغاب عني محياك.
    كان من حقك أن تتوقع ما يسوءك، أو تخشى على نفسك من بعض ماتسمعه من الآخرين، لكن كنت أحسب الغياب أياماً، بل ربما أسابيع، وإذا به يطول، وإذا بك تنقل نفسك إلى دوامة ربما أرغمت على اتخاذ قرارات لست مقتنعا بها.
    يطول غيابك لتطول معاناتي، ولأعيش أسبح في بحر الدموع، مرتمية على فراشي لا يهنأ لي طعام، ولا أقر بعيش، تعروني انتباهة ويقظة لأسمع خبراً، أو أحدق في شريط إخباري متحرك تزداد معه نبضات قلبي، ثم أعود لما كنت عليه.
    دفعني إخوتك وأخوالك إلى الطبيب مراراً، فلم يجد علة أو شكوى، سعوا للرقية لكنها لم تغن أما مكلومة.
    ولدي العزيز: أم تدر كيف بلغ الحال بنبي الله يعقوب مع يقينه بربه وخالقه، فكيف بامرأة ضعيفة؟
    ولدي العزيز: عهدتك بارا صالحا، كنت أفخر بك على الآخرين، أقلب طرفي كل مناسبة، أبحث عمن أرى أنها ستسعد بالاقتران بك، ولم يدر في خاطري هذا الغياب، وليس كأي غياب.
    حين ترحل أسبوعا أو دونه أنتظر اتصالك مطمئنا فكيف بهذا الرحيل ياولدي؟ كيف بهذا الرحيل وأنا أخشى أن أسمع بك قاتلا أو مقتولا.
    ولدي العزيز: "لايرحم الله من لايرحم الناس" فكيف بك لاترحم والدتك التي أنت أعلم مني بحقها ومنزلتها، كيف بك وهي طريحة الفراش تتضور ألما وأسى، تمنعها معاناتها عن حضور أقرب المناسبات العائلية.
    ولدي العزيز أتمنى أن تغتنم ماتبقى في هذه المهلة فلعلها أن تتيح لك نافذة أخرى تنطلق من خلالها لمشاريع في حياتك أكثر جدوى وأنفع للأمة.
    بارك الله فيك وحفظ وردك سالماً.

    ||اللهم لكَ الحمدُ كما ينبغى لجلال وجهكَ وعظيم سُلطانك||
تشغيل...
X