اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تزايد مخاوف من اعتداء وشيك على الأقصى

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • تزايد مخاوف من اعتداء وشيك على الأقصى

    إثنان من اليهود المتشددين يمرون أمام المسجد الأقصى في القدس


    رام الله ، غزة - وكالات

    كشف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي تساحي هنغبي النقاب عن خطة أعدتها مجموعات من المتطرفين اليهود لنسف المسجد الأقصى، أو اغتيال شخصية إسلامية بارزة داخل الحرم القدسي. من جهتها قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الأحد 25-7-2004 إن الشرطة وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) يحوزون معلومات عن خطة أعدها يمينيون متطرفون بهذا الخصوص، وذلك فيما يواصل المسؤولون والسياسيون الفلسطينيون انشغالهم بأزمتهم الداخلية التي بدأت بسلسلة عمليات اختطاف لمسؤولين متهمين بالفساد.

    وقال هنغبي في مقابلة أجرتها معه القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، إن المعلومات المتوفرة حالياً تشير إلى وجود مخططات عملية لاستهداف الحرم القدسي الشريف. وتجنب المسؤول الإسرائيلي الإدلاء بأي تفاصيل أخرى، لكنه أوضح أن هذه المخططات ترمي إلى إحباط خطة الانفصال عن الفلسطينيين وإلى إحباط المسيرة السياسية، معتبرا أن الخطة القاضية بنسف الأقصى تهدف لتغيير الوضع السياسي في إسرائيل، لاسيما خطة الانسحاب الكامل من قطاع غزة وجزء من الضفة الغربية، مؤكداً أن لدى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي أدلة تؤكد ذلك.

    وقال وزير الأمن "لدينا كمية من المعلومات المقلقة التي تفيد أن الأمر ليس مجرد تخريف بل خطط عملية". ويعارض المستوطنون بشدة خطة شارون للانسحاب من قطاع غزة. وكانت حكومة شارون اتخذت في بداية حزيران/يونيو قرارا مبدئيا بانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة في نهاية 2005 على أبعد حد وإجلاء مستوطناتها الـ21 فيها وأربع مستوطنات معزولة في الضفة الغربية. وحذر هانغبي في بداية الشهر الجاري من خطر عملية اغتيال سياسي كبرى في إسرائيل قد يرتكبها متطرفون يهود.

    ومن ناحيته عبر نائب وزير الأمن الداخلي جدعون عزرا عن مخاوف مماثلة قائلا إن "التهديد كبير جدا وعلينا أن نمنع بأي ثمن تحقق مثل هذا السيناريو الكارثة". ودعا المسؤول السابق في الشين بيت إلى وضع متطرفين من اليمين المتطرف قيد "الاعتقال الإداري"، وهو إجراء موروث من الانتداب البريطاني على فلسطين ويتيح احتجاز أشخاصا مشتبه بهم بدون محاكمة لفترات يتم تجديدها. وغالبا ما تلجأ إسرائيل إلى هذه الوسيلة لاحتجاز ناشطين فلسطينيين لفترات طويلة.

    وأفادت يومية هآرتس الإسرائيلية في عددها الصادر صباح اليوم الأحد 25-7-204 أن المعلومات المتوفرة لدى أجهزة الاستخبارات تشير إلى نية عناصر يمينية متطرفة ارتكاب اعتداء ضد الحرم القدسي الشريف بواسطة طائرة صغيرة محملة بالمتفجرات أو اغتيال أحد رجال الدين البارزين في الحرم.

    ولم يستبعد المستوطن اليهودي نوعام فيدرمان الذي يعد من بين القيادات البارزة لليمين اليهودي المتطرف، أن يتم نسف المسجد الأقصى في الحرم القدسي من قبل المستوطنين، وذلك في ظل الوضع السياسي الذي يقوده رئيس الوزراء أرييل شارون. وقال فيدرمان، لجريدة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إنه لن يتفاجأ بحدوث أمر كهذا في ظل سعي الحكومة إلى تنفيذ ما أسماه "الطرد الجماعي لليهود" من المستوطنات. واعتبر أن "مخطط طرد اليهود من مستوطنة غوش غطيف" سيدفع اليمين للقيام بمثل هذه العملية، لأن الحكومة الإسرائيلية ستكون قد تجاوزت الخطوط الحمراء حينئذ على حد قوله.

    من جانبه حذر رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الشاباك) السابق كرمي غيلون، من مغبة الاعتداء على الحرم القدسي الشريف من قبل متطرفين يهود، مؤكداً أن اعتداءً من هذا القبيل سيضع نهاية لإسرائيل. واعتبر غيلون الذي يرأس حاليا مستعمرة "مبسيرت تسيون" اليهودية، في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم الأحد25-7-2004 ، أن الخطر الحقيقي الذي يمكن لإسرائيل أن تواجهه يكمن في محاولة المساس بالحرم القدسي.

    وفي مطلع الثمانينات تمكن جهاز الشين بيت من تفكيك مجموعة سرية كانت تعد لتنفيذ اعتداء كبير على المسجد الأقصى لنسف اتفاق السلام مع مصر والحيلولة دون تفكيك مستوطنات يهودية في سيناء.. ويعارض المستوطنون بشدة خطة شارون للانسحاب من قطاع غزة ومستوطناته.

    من جهته تحدث القائد السابق للشرطة الإسرائيلية الكومندان شلومو ارونيشكي في نهاية الأسبوع لصحيفة "يديعوت احرونوت" عن "عمليات اعتقال وقائية" لناشطين يمينيين خوفا من اعتداء يستهدف المسجد الأقصى. وقال إنه أصدر أوامر بتعزيز مراقبة زوار المسجد الأقصى خوفا من أن يندس بينهم عناصر متطرفة، ويقع المسجد الأقصى في وسط البلدة القديمة في القدس في القطاع الشرقي العربي من المدينة الذي احتلته إسرائيل وضمته في 1967.

    انشغال فلسطيني بالأزمة الداخلية

    وفي هذه الأثناء ظهر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس على شاشات التلفزيون ليجلي جانبا من المشكلة الداخلية التي تشغل الساحة الفلسطينية الداخلية، نافيا وجود أي خلاف بينه وبين رئيس الحكومة أحمد قريع حول الصلاحيات، وقال إنه سيقبل تطبيق مقترحات لإجراء تغييرات في الحكومة كان قد طرحها قريع، وقال أيضا إنه يرحب بمقترحات طرحها أعضاء بالمجلس التشريعي الفلسطيني لإبدال بعض الوزراء.

    وكان قريع قد تزعم نداءات تطالب بإجراء الإصلاحات وقدم استقالته الأسبوع الماضي إلى عرفات بسبب هذه المسألة. ورفض عرفات استقالة قريع. وقال عرفات للصحفيين في رام الله بالضفة الغربية فيما يتعلق بإسناد وزارة الداخلية إلى رئيس الوزراء "إن هذا من حق رئيس الوزراء، وأن يقدم ما يراه مناسباً وأنا موافق على أي شيء يختاره وأنا ثقتي به أخوية وكاملة وعالية".

    و اتهم قائد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اهارون زاييف الرئيس الفلسطيني بأنه يماطل في الوقت حتى يحين شهر نوفمبر متأملاً أن يخسر بوش في الانتخابات الرئاسية وتسقط بذلك حكومة شارون. وفي أول تصريح عام له بعد الاضطرابات التي خرجت في غزة أكد عرفات ثقته برئيس وزرائه ونفى أن تكون حكومته تمر بأزمة داخلية، كما أكد عرفات أنه أعتمد بعض التغييرات الوزارية في حكومته.

    وذكرت صحيفة هآرتس أن زاييف أكد في جلسة أسبوعية لمجلس الوزراء أن ثمة اعتراضات واضحة بدأت تتصعد في غزة ضد سياسة عرفات، وأضاف زاييف أنه لا توجد في الضفة الغربية انتقادات ضد عرفات بنفس الحجم الذي ظهرت به في غزة. وقال زاييف " ينتظر عرفات قدوم شهر نوفمبر أملاً بأن يخسر في الانتخابات ويخرج من المكتب الرئاسي، كما أنه يتوقع أن يتم استبعاد شارون من منصبه أيضاً". وابتسم شارون لما نقله زاييف عن عرفات وقال ساخراً "حتى عرفات يريد أن يرى خروجي، كنت أعتقد أن الإسرائيليون وحدهم من كان يتمنى تنحيتي".

    من ناحيته نفى محمد دحلان الذي كان يشغل منصب مستشار الرئيس عرفات للشؤون الأمنية أن تكون له علاقة يالتوترات التي تحدث في قطاع غزة والتي تعارض سياسة عرفات. وأكد دحلان الذي يعارض سياسة عرفات في الإدارة المركزية، أن تنظيم المظاهرات شرف لا يستطيع دحلان الحصول عليه. ونقلت صحيفة هارتز عن دحلان قوله ان الأحداث في غزة هي نتاج عشر سنوات من المطالبات من قبل القيادات في السلطة الفلسطينية تجاه مصالح الناس. ونقلت الصحيفة أن دحلان لم يوجه انتقادات مباشرة تجاه عرفات وإنما كان حديثه موجه إلى مساعدي الرئيس الفلسطيني الذين يتحملون الفساد الإداري الحاصل الآن مستفيدين مادياً مما يحدث.

    وفي سياق متصل استمرت حالة الفوضى يوم السبت في قطاع غزة حيث أحرق مجهولون مقرا للشرطة الفلسطينية واحتل مسلحون من كتائب شهداء الأقصى المنبثقة عن حركة فتح لمدة 5 ساعات مقر محافظ خان يونس جنوب القطاع بينما دانت مجموعات أخرى في الضفة الغربية هذه الأعمال. وفي آخر استعراض للقوة قام عناصر من كتائب شهداء الأقصى باحتلال مقر محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة مدة خمس ساعات ثم انسحبوا منه بعد اتفاق على إعادة خمسين من أعضاء أجهزة الأمن الذين فصلوا في وقت سابق.

    وقالت مصادر أمنية إن قرابة 20 رجلا مسلحين وملثمين قاموا باحتلال المقر المكون من خمس طبقات لمدة 5 ساعات ومنعوا الموظفين من دخوله. في المقابل لم تحصل كتائب شهداء الأقصى على أحد مطالبها الرئيسية وهو استقالة اللواء موسى عرفات احد أقرباء ياسر عرفات الذي عين مؤخرا مديرا للأمن العام في قطاع غزة.

    أزمة عرفات مستمرة

    وقال مسؤول في كتائب شهداء الأقصى في اتصال هاتفي من داخل مقر المحافظة المحتل مع وكالة الأنباء الفرنسية "نطالب بإعادة 52 من أفراد فتح المناضلين الذين يعملون في أجهزة أمنية وتم فصلهم إلى أشغالهم". وأضاف المسؤول الذي عرف عن نفسه باسم أبو احمد "نطالب بالإصلاحات التي يتمناها الشعب الفلسطيني وبطرد المفسدين وإلغاء تعيين (اللواء) موسى عرفات"، مؤكدا "لن نسمح لأي شخص بقمع الانتفاضة بدعوى الأمن الداخلي". وتابع "سنواصل خطوتنا إلى حين تحقيق مطالبنا" رغم تأكيده أن اتصالات جرت معهم من قبل مسؤولين في الأجهزة الأمنية بناء على تعليمات من الرئيس ياسر عرفات لإنهاء هذا الاحتجاج. من جهة ثانية قال حسام أبو زايد المسؤول في حركة فتح في قرية الزوايدة القريبة من قرية دير البلح وسط قطاع غزة لفرانس برس إن "مجهولين قاموا صباح اليوم بإحراق مقر شرطة القرية الذي أتت عليه النيران وألحقت أضرارا في مقر بلدية القرية الذي يقع في المبنى نفسه".

    يذكر أن كتائب الأقصى تقود منذ أسبوع تظاهرات عنيفة احتجاجا على تعيين موسى عرفات قائدا للأمن العام في قطاع غزة مؤكدة أنه أحد رموز الفساد الذي تعاني منه السلطة الفلسطينية. لكن بيانا وقعه "الجيش الشعبي" الاسم الذي تطلقه كتائب الأقصى على جناحها في الضفة الغربية رأى أن الحوادث التي شهدها قطاع غزة اليوم السبت جاءت "استكمالا للمشروع الأمريكي الصهيوني".

    وأفاد البيان أن "ما يجري في غزة ما هو إلا استكمال للمشروع الأمريكي الصهيوني الذي بدأ به زعيم عصابة البيت الأبيض (الرئيس جورج) بوش دعما لطيفه المجرم (ارييل) شارون (رئيس الوزراء الإسرائيلي) لعزل القيادة الفلسطينية التي رفضت الإملاءات والإغراءات". ونفى البيان الذي حمل توقيع "الجيش الشعبي كتائب الأقصى" ووزع في الضفة الغربية أي صلة لكتائب الأقصى "لا من قريب ولا من بعيد في هذه الأعمال المشبوهة".

    تحذيرات للأقصى

    وأكد بيان "الجيش الشعبي كتائب الأقصى" أن حوادث غزة تقف وراءها "زمرة تحاول زج اسم كتائب الأقصى في هذه الأزمة التي افتعلوها بشكل مقصود وتحاول الضغط من الداخل وطرح موضوع الفساد". ورأى البيان أن الفساد "موضوع حق يراد منه باطل ينفذ عبر أدوات محلية معروفة لشعبنا باستعراضات وإطلاق النار على مراكز الشرطة والسلطة متجاهلة الاحتلال والاغتيالات التي يمارسها عدونا كل لحظة". وحذر "الجيش الشعبي كتائب الأقصى" من "محاولة زج اسمها" في هذه الحوادث موضحة أن "الجهة التي تقوم بهذه الأعمال باتت معروفة لدى كافة أبناء شعبنا (...) وجهات مشبوهة لا تنتمي إلى المقاومة ونهجها المتعارف عليه في مقاومة الاحتلال والدفاع عن شعبنا".

    ودفعت حالة الفوضى هذه رئيس الحكومة احمد قريع إلى تقديم استقالته في 17 تموز/يوليو إلى ياسر عرفات الذي رفضها وكلفه تشكيل حكومة جديدة لتجاوز الأزمة. ويطلب قريع بصلاحيات اكبر في مجال الأمن. ونفى عرفات اليوم وجود أي خلاف مع احمد قريع حول الصلاحيات. وقال في ختام لقاء مع دبلوماسيين عرب في مقره العام في رام الله إن قريع "لديه ثقتي الكاملة وليست هناك مشكلة حول الصلاحيات". وأضاف "سأقبل كل ما يطلبه قريع لكنه لم يقدم حتى الآن أي طلبات محددة".

    وكان المجلس التشريعي الفلسطيني تبنى الأربعاء بغالبية كبيرة تقريرا انتقد إدارة قريع للقضايا الأمنية ودعا إلى تشكيل حكومة جديدة. من جهة أخرى ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن القوات الإسرائيلية دمرت ستة منازل لفلسطينيين في منطقة بلوك (ج) بمخيم رفح للاجئين الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة خلال عملية توغل فجر اليوم السبت. وذكر مصدر في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الدولية (الاونروا) أن هذه المنازل تؤوي عشر عوائل تضم 50 شخصا باتوا بلا مأوى بعد تدمير منازلهم .

    إغلاق معبر رفح

    من جهة ثانية صرح مصدر امني لوكالة الأنباء الفرنسية أن "أكثر من 2000 مسافر فلسطيني ينتظرون عند الجانب المصري في معبر رفح الحدودي بين الأراضي الفلسطينية ومصر والذي تواصل السلطات الإسرائيلية إغلاقه لليوم الثامن على التوالي أمام المسافرين والقادمين الفلسطينيين". ويشكل هذا المعبر المنفذ البري والوحيد للفلسطينيين للسفر من والى قطاع خصوصا بعد إغلاق معبر ايريز شمال قطاع غزة ومنع إسرائيل الفلسطينيين من استخدامه للسفر عبر موانئها وتدمير مطار غزة الدولي منذ بداية الانتفاضة الحالية في سبتمبر/أيلول 2000.

    وفي الضفة الغربية اعتقل الجيش الإسرائيلي ليل الجمعة السبت خمسة ناشطين فلسطينيين مطاردين. وأخيرا دعت لجنة تابعة للمستوطنين اليهود من معارضي الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة إلى تشكيل "سلسلة بشرية ضخمة" الأحد تمتد من القطاع إلى القدس.

    وقال ناطق باسم لجنة تحرك مستوطنات غوش قطيف في قطاع غزة إن "عشرات آلاف الأشخاص" سيشاركون في هذه السلسلة التي ستمتد تسعين كيلومترا. وتندرج هذه التظاهرة في إطار حملة للمستوطنين واليمين المتشدد ضد خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون للانسحاب من قطاع غزة قبل خريف 2005 وإزالة مستوطناته الـ 21 حيث يقيم ثمانية آلاف مستوطن.



    Mohamed Amin
تشغيل...
X