وقال المترجم الذي تحدث إلى CNN شريطة عدم الكشف سوى عن إسمه الأول فقط نظراً لظروف أمنية، إنه عرف منذ الوهلة الأولى لاعتقال أحد حراس صدام الشخصيين أنه سيقودهم إلى مكان اختبائه. وأجهش الحارس في البكاء قائلاً "لا تقتلوه.. سأقودكم إلى مكان صدام".
وقاد الحارس القوة الأميركية الخاصة وبرفقة المترجم سمير إلى المزرعة التي تم تفتيشها بدقة دون العثور على أثر لصدام، وحتى أشار الحارس إلى حفرة صغيرة غطتها الأوراق الجافة والقاذورات. وعقد هول الكشف عنه، لسان سمير الذي تحدث قائلاً"عندما تفكر في صدام حسين، ذلك الديكتاتور، ذلك الفرد الذي كان يتمتع بالسلطة والجبروت على كل أفراد شعبه فلن يخطر على بالك أبداً أن تجده هناك.. ولكنه كان هناك".
وبدأت القوات الأميركية في إطلاق النار على الحفرة عندما بدأ صدام في الصراخ من الداخل طالباً عدم إطلاق الرصاص قائلاً "لا تطلقوا النار.. لا تقتلوني".
وعرف سمير على الفور لحظة خروج صدام من الحفرة أن الرئيس العراقي المخلوع قد وقع أخيراً في قبضتهم بالرغم من الحالة الرثة التي بدا عليها، ووسط عدم تصديق عناصر القوة الأميركية التي طالبته بسؤاله عن إسمه للتحقق من شخصيته "بالرغم من تأكيدي أنه صدام".
وأطبق المترجم بيديه على صدام قائلاً "تصف نفسك بالبطل وقائد الأمة العربية.. أنت لاشيء.. لو كنت رجلاً بالفعل لقتلت نفسك". وتذكر المترجم العراقي إن الرئيس العراقي المخلوع ردد بالإنجليزية مرتين "أميركا.. لماذا" عندما طلب منه أحد عناصر القوة الأميركية الخاصة أن يقول له إن الرئيس الأميركي، جورج بوش، قد بعثنا للعثور عليك" وكان رد صدام بالعربية إن "حذائي أفضل منك ومن عائلتك".
وتذكر المترجم العراقي إن "الديكتاتور السابق" نعته بـ"الخائن والجاسوس"، ودفعه الغضب إلى تسديد عدة لكمات لوجه صدام وحتى أوقفته عناصر القوة الأميركية الخاصة.
إلى ذلك التقى سمير بالرئيس الأميركي الشهر الماضي حيث عرض عليه صورة شهيرة تظهر المترجم وهو جاثم فوق صدام، ورد بوش قائلاً إنه قد رأى الصورة بالفعل من قبل. واختتم المترجم العراقي حديثه برسالة إلى الشعب الأميركي تقول "إلى الأميركيين الذين يقولون إن الحرب لم يسو ثمنها أريد أن أقول إن ما فعلوه في العراق هو الصواب.. لقد أنقذوا حياة.. إنهم يغيرون العراق".
تعليق