اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من أم المؤمنين رملة إلى من تراه من المؤمنات

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • من أم المؤمنين رملة إلى من تراه من المؤمنات

    لكل ملة من الملل ونحله من النحل تميز يميزهم عن غيرهم .. عبادة وتعاملا ومعابد .. بل وحتى ملابس .. فهي الأخرى من شعارات الأمم الظاهرة , فهذا اللباس هندي , وذاك ياباني , وآخر أوروبي !

    والمرأة المسلمة المؤمنة لها تميزها الكامل والواضح في طاعة ربها , وامتثال أمره واجتناب نهيه .. وهي تتعبد الله عز وجل في كل لحظاتها وسكناتها , وفي كل أمر عظم أو صغر لان مصدر التشريع هو الله عز وجل ..

    فها هي المؤمنة تتعبد الله عز وجل بالصلاة تقيمها وتؤديها ,ثم هي مره أخرى تترك الصلاة لعذر شرعي وتتعبد الله عز وجل بهذا الترك .. فما اجمل الامتثال وما انصع التسليم !!

    هاهي التوبة والأوابة تلقى جانبا ما استجد من أنواع العباءات وهي تتأمل وتقول : أنا لست ألعوبة بأيدي من يريد إسقاط الحجاب .. ولست دمية يعبث بها العابثون .. أنا امرأة مسلمة اسلم بأمر الله ورسوله في الستر والعفاف , ولا تقوم قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام , والعباءة ليست ثوبا وكساء فحسب بل هي عبادة وطاعة و طريق جنه ومورد نجاه !.

    وتلك العباءة الساترة المحتشمة ابرز مظاهر المرأة المسلمة التي تتحرك ولا تهمس إلا بأمر , ولا تقوم ولا تقعد إلا بأمر الشرع المطهر مثل شقيقها الرجل , لذا فهي تسير واثقة الخطا , ملقيه جانبا : ما خالف الشرع مبتعدة عن المطايا المسمومة التي يريدها الأعداء والمغفلون أن تعتلي ظهرها لتطرحها حيث شاءوا!!

    إنها صاحبه موقف وقدوة .. كلما رابها أمر واستجدت محدثه ألقى الأعداء لها بسهام .. تمثّلت مواقف المؤمنات الخالدات , الصالحات القانتات ,وعادت سريعا إلى ربها محافظه على دينها وعفافها وحيائها .. تعلم على اليقين أن خير أعمالها القرار في بيتها وزينه عملها وأجله للأمة أن يخرج من تحت يدها الحنون أمثال عمر وخالد وعمار ومعاذ ..

    هاهي الحيّية التقية النقية التي تعد لراية الإسلام يدا لا تسقط من المجاهدين والدعاة المصلحين .. تتأمل في ما جرى لأم حبيبه رضى الله عنها , رملة بنت أبى سفيان .. زعيم مكة وقائدها .. فقد كانت زوجة لابن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم عبيد الله بن جحش الأسدي , وقد اسلم زوجها عبيد الله أسلمت رملة معه . وهاجرت مه زوجها إلى الحبشة وتركت موطنها وأباها أبا سفيان وتركت الدار والأحباب طلبا لرضا الله عز وجل .. ولكن الحياة لم تصف لهذه المؤمنة الصابرة المهاجرة فقد فجعت بعد حين بردة زوجها عبيد الله عن الإسلام ود***ه النصرانية .. وجاهد أن يردها عن دينها فأبت وثبتت على دينها كالجبال الرواسي والتزمت الصبر وتعاهدت الدعاء , وكانت قد وضعت ابنتها حبيبه التي كنيت بها , فصارت تدعى " أم حبيبه " وكانت في نهارها وليلها مهمومة مغمومة مفجوعة في أهلها وزوجها تتناوبها الوحشة والغربة حينا والفجيعة والحزن حينا آخر .. وكادت أن تهلك غما وكمدا واسى وحسرة , فهي امرأة مسكينة وحولها طفلة صغيره وزوج تنصّر , وفي مكة أب مشرك يتربص بها وبالمسلمين الدوائر .. ولم يبّرد وجع كبدها وانّه قلبها .. إلا طارق أتى إلى النجاشي من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يزوج أم حبيبه برسول الله صلى الله عليه وسلم .. وقرّت عين أم حبيبه وتدثرت بشرف عظيم حين تسمت بأم المؤمنين أزل الله ما بقلبها من حزن وقلق وهم وغم .

    وتتابع الأيام والشهور فإذا بالفجر الصادق يلوح في أفق المدينة النبوية مبشرا بنصر مؤزرا وفتح لمكة قريب بعد أن نقض المشركون صلح الحديبية .. فحاروا في استعداد المسلمين وقدموا وأخروا واستشاروا .. وقرروا أن يبعثوا من يثني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فتح مكة ويؤجله ولو إلى حين , فكان رسولهم إلى المدينة أبا سفيان ابن حرب _والد أم المؤمنين " رملة " قبل إسلامه .. الذي تسلل تحت جنح الليل في هدوء وحذر حتى استقر به المقام في المدينة وهتف قلبه .. أن سر إلى ابنتك رملة فلن تخيب ظنك ولن تفشي سرك وستكون يدا لك .. وتنازعته رغبة الأبوة وحنانها فأدرك ذلك كله بالخظا السريعة إلى منزل ابنته رملة يريد أن يدخل بيتها .. ولم تكن رأته منذ هاجرت إلى الحبشة قبل سنوات طويلة , فوقفت تنظر إليه بادية الدهشة والحيرة وقد عقدت المفاجأة لسانها , أدرك والدها ما نزل من هول المفاجأة والمباغتة فأعفاها من أن تأذن له بالجلوس وتقدم بعاطفة الأبوة ليجلس على الفراش وهو مطمئن الفؤاد .. ولكن انطق الله عز وجل لسان رملة رضى الله عنها وحرك يدها فاختطفت الفرش وطوته عن أبيها فقال لها متسائلا : يا بنيه , ما ادري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني ؟ فأجابته جوابا أذهله .. قالت : بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك , فلم احب أن تجلس عليه .

    لقد محضت أم المؤمنين رملة بنت سفيان _رضى الله عنهما _ ولاءها لله , فلم تأس على زوج تنكب عن الصراط وارتد عن دينه , وتحملت في غربتها الضيق والمعاناة , ثم هاهي تتغلب على عاطفة الأبوة وتظهر ولاءها لله ورسوله وللمؤمنين , وبراءتها من الكفر والمشركين , حتى وان كان أباها أو أخاها .

    تأملت مؤمنة هذا الزمن موقف أم المؤمنين وتأسفت على حال أخواتها وكيف عصفت بهن الفتن , فقلّ الدين وضعف الاتباع , واصبح البعض منهن يتقلبن في يد كل ساقط وخلف نداء كل ناعق , ولذا ظهرت أنواع من العباءات غير المحتشمة , وترجلت النساء , وندر الحياء , وكثرت الخّرّاجات الولاّجات , ممن همهن الموضة والأزياء ولو على حساب دينهن !!

    لقد طال بمؤمنة هذا الزمن التفكير ألقت عصا الترحال وهي ترسل الطرف وتقلب النظر وتتأمل عباءة اسمها " العباءة الفرنسية " وتساءلت في عجب : منذ متى والفرنسية تلبس العباءة ؟ أهمّها سؤال اشد إيلاما .. منذ متى والفرنسية الكافرة تهتم بحجاب المرأة المسلمة وتعتني به ؟! واسقط في يد مؤمنة هذا الزمن وهي ترى تلك العباءة ة وشكلها !

    أختي المسلمة : هذه رسالة كتبت بدموع الصبر , وانين الفاجعة , وصدق التوكل , وثبات اليقين , والرغبة فيما عند الله عز وجل .. إنها أيتها المؤمنة رسالة من أم المؤمنين " رملة " إليك خاصة , فما هي رسالتك أنتِ للأجيال القادمة؟!

    بقلم الأستاذ / عبد الملك القاسم

    يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الأوهام والظنون، ولا تغيره الحوادث، ولا يصفه الواصفون، يا عالماً بمثاقيل الجبال، ومكاييل البحار، وعدد قطر الأمطار، وورق الأشجار، وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار، ولا تواري منه سماءُ سماء، ولا أرخى أرضا، ولا جبل ما في وعره، ولا بحر ما في قعره.

    أسألك أن تجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك، وخير ساعاتي مفارقة من دار الفناء إلى دار البقاء، التي تكرم فيها من أحببت من أوليائك وتهين فيها من أبغضت من أعدائك.

    أسألك إلهي عافية جامعة لخير الدنيا والآخرة، مناً منك علىّ وتطولاً، ياذا الجلال والإكرام.
تشغيل...
X