ركب الحافلة لم يقدم الازهار لأحد هذه المرة وقال له السائق: هناك وجه جديد في الحافلة وجه صريح ودائم الشكوى من روائح المطبخ والزيوت والعرق وقلب بسيط وطيب كله ايثار ويحب أن يقدم المساعدة للجميع
تحمس كثيرا لرؤية هذا الوجه ومرت الحافلة بجوار منزلها
ركبت الحافلة قالت للسائق بانفعال: ألم أخبرك بأن تتصل بي قبل وصولك لقد بقيت لفترة طويلة أنتطرك أنتظرك هنا أمام الباب
وبقيت تتحدث عن مسكنها الجديد وكيف بقيت تنظفه لفترات طويلة و....
قاطع حديثها بابتسامة وقدم لها الياسمين.
قالت له في احدى المرات: أنت تشبه ابن أختي الصغير سبحان الله نفس الابتسامة ونفس الحركات مع أنه يعرف كل شيء ولكنه يمثل دور الغبي أمام الناس ليعرف المزيد ويبدو أن الطفل بداخلك لم يمت.
قال لها: لا تنسى أن تجلبي صورته لي.
فاجابته: انها في البلد.
كان دائم السؤال عن الصورة كل يوم يسأل عن الصورة ويكرر السؤال بطرق مختلفة لادخال السعادة إلى قلبها وقلب جميع ركاب الحافلة: من الافضل لك أن تذهبي في نهاية هذا الاسبوع وتجلبي لنا الصورة
وفي أحد المرات عندما سألها توترت قسماتها واكفهر وجهها ونظر إليها فتملكته دهشة عميقة كانت كزهرة ياسمين ذابلة على شرفة الاحزان وقالت له: مع من أذهب إلى البلد يا أخي وأخواني لا يسألون عني مع أنني اشتريت لهم سيارة جديدة وأحاول قدر المستطاع أن أوفر كل ما يحتاجون إليه ولا أرفض لهم أي طلب!
بقي الجميع صامتا ولم يتكرر السؤال بعد ذلك.
تعليق