يزعم بعض الناس أن منهج أهل السنة والجماعة لم يعد مناسبا لهذا العصر, مستدلين بإن الضوابط الشرعية التى يراها أهل السنة والجماعة لا يمكن أن تتحق اليوم.
الجواب:
الذي يرى أن منهج السلف الصالح لم يعد صالحًا لهذا الزمان؛ هذا يعتبر ضالاً مضلاً؛ لأن منهج السلف الصالح هو المنهج الذي أمرنا الله باتباعه حتى تقوم الساعة:
يقول صلى الله عليه وسلم: ((فإنه من يعش منكم فسوف يرى اختلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ))[1] ، وهذا خطاب للأمة إلى أن تقوم الساعة، وهذا يدل على أنه لابد من السير على منهج السلف، وأن منهج السلف صالح لكل زمان ومكان.
والله سبحانه وتعالى يقول: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة: 100]. {اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ}: يشمل الأمة إلى أن تقوم الساعة، فالواجب عليها أن تتابع منهج السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والإمام مالك بن أنس يقول: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها".
فالذي يريد أن يعزل الأمة عن ما فيها، ويعزل الأمة عن السلف الصالح؛ يريد الشر بالمسلمين، ويريد تغيير هذا الإسلام، ويريد إحداث البدع والمخالفات، هذا يجب رفضه ويجب قطع حجته والتحذير من شره؛ لأنه لابد من التمسك بمنهج السلف والاقتداء بالسلف، ولابد من السير على منهج السلف، وذلك في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا.
فالذي يريد قطع خلف الأمة عن سلفها مفسد في الأرض، يجب أن يرفض قوله، وأن يرد قوله، وأن يحذر منه، والذين عرف عنهم هذا القول السيئ هم الشيعة ومن وافقهم من المضللين؛ فلا عبرة بهم.
[1] رواه الإمام أحمد في "مسنده" (4/126، 127)، ورواه أبو داود في "سننه" (4/200)، ورواه الترمذي في "سننه" (7/319، 320)؛ كلهم من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه.
فتاوى المنتقى / ج1
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
تعليق