(المصدر:- مجلة فواصل، العدد79،ديسمبر 2000م ، الكاتب:- طلال الرشيد)
يقول المولى عز وجل في محكم تنزيله: { وجعلنا الليل و النهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة … ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شئ فصلناه تفصيلاً } صدق الله العظيم
لاشك أن هذه الآية تثبت أهمية الحساب في تركيبة الكون ، ومن باب أولى أن يكون للقران إعجاز رقمي يثبت هذه الأهمية ، وندرك هنا ملاحظة هامة وهي أن ، كلمة ( حساب ) الواردة في الآية جاءت الكلمة رقم "19" وأتى من بعدها { وكل شيء فصلناه تفصيلاً } وستعرفون لماذا هذه الملاحظة هامة جداً في سياق ما سيأتي.
لقد اطلعت على محاضرة قيمة جداً للشيخ بسام جرار بعنوان (زوال إسرائيل .. نبوءة أم صدفة رقمية) ورغبت أن أطلعكم على ما جاء فيها لثقتي أنها واحدة من أهم المحاضرات العلمية في التفسير وبيان الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم ومثلها يستحق الاهتمام والتنبيه. فهي تبعث الأمل لما تنتظره الأمة دهراً طويلاً ولكن بالتأكيد يجب أن لا تركنا للتواكل .
الإعجاز الرقمي :- أبان الشيخ بسام جرار خلال محاضرته عظمة القرآن ، وأنه مصدر الإعجاز مؤكداً بأن القرآن الكريم بناء هائل غاية في الجمال و التعقيد، ويثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأنه من عند الله ، وأن سيدنا محمد هو رسول أرسله الله … ومن عظمة الإعجاز أن هذا البناء بكامله مبني على عدد من الحروف.. و لو أزلنا حرفاً.. أو أضفنا حرفاً لانهار البناء بكامله.. وقد أثبت العلم الحديث أن في القرآن ما يمكن أن نسميه بـ(النظام الحسابي الرقمي "المعجز") وهذا البناء قائم على العدد"19" و مضاعفاته ، والعدد "19" يجمع بين بداية العد الحسابي ونهايته.. "1"بداية و"9"نهايته.. هكذا موجود في القرآن فمسالة العدد بالذات ليس فيها مجال للاجتهاد.
السبب الديني :- أورد الشيخ بسام في بداية محاضرته ملاحظة هامة كشف من خلالها سر تقديس البهائيين للرقم"19" وقال إنه يمكن في أن مجموع أحرف (بسم الله الرحمن الرحيم ) يساوي "19" حرفاً، ولهذا السبب قدَّس البهائيون الرقم 19.. والبهائيون جماعة مرتدة عن الإسلام ظهرت في إيران في القرن التاسع عشر. و السنة تساوي 361 يوماً ، وتساوي "19" شهراً والشهر 19 يوماً ، أما تقديس الأرقام في الإسلام فهو غير وارد، فتقديس الرقم"1" لا يؤثر على اعتقادنا بأن الله واحد، وتقديس الرقم"7" لن يمنعنا من الطواف حول الكعبة"7" أشواط، ومن الناحية الفلكية فإن الرقم"19" يحكم الأرض والشمس والقمر من حيث الالتقاء بنفس النقطة مرة كل "19" سنة .
ميزات حسابية للرقم " 19 " :- وقد عرج الشيخ بسام إلى القوانين الحسابية ومدلولات الرقم "19" حيث ذكر أن :
أقل الأرقام "1"وأكبر الأرقام "9" وأي عدد صحيح هو تكرر للعدد"1"والرقم "19"هو أصغر رقم يمكن تكوينه من بين الأرقام .
وتطرق الشيخ في محاضرته التي أعدها كمال نخلة إلى مضاعفات العدد "1"والعدد"19"وقدم عدداً من الأمثلة التي تدل على ميزاتها حيث قال :-
مضاعفات العدد"1" هي : 1×1=1 ، 1×2=2 ، 1×3=3 ، إلى 1×9=9
ومضاعفة العدد"9"تساوي "18" حيث نخرج بالتالي :-
18×1=18 وبجمع 8+1=9
18×2=36 وبجمع 6+3=9
18×3=54 والجمع 4+5=9
18×9=162 والجمع 2+6+1=9
أما لماذا كان العدد"19"فلأنه مكون من أقل الأرقام وهو"1"وأكثر الأرقام وهو"9"وهناك أساس رياضي لاعتماد العدد "19". موضحاً ميزاته على النحو أدناه :-
و المبرر الحسابي للرقم "19"يلاحظ مما يلي:- 19×1=19 وبجمع 9+1= 10 ثم نجمع 0+1=1
19×2=38 وبجمع 8+3= 11 ثم نجمع 1+1=2
19×3=57 وبجمع 7+5= 12 ثم نجمع 2+1=3
19+9=171 وبجمع 1+7+1=9 ثم نجمع 2+7=9
إعجاز الرقم"19" :- وحول إعجاز الرق "19" في القرآن الكريم أورد الشيخ بسام العديد من الأمثلة التي دلت على ذلك بجلاء،حيث قال أن :-
عدد سور القرآن الكريم 114سورة ،وهذا الرقم يساوي 19×6 و أول ما نزل من القرآن الكريم "19"كلمة {اقرأ باسم ربك الذي خلق ،خلق الإنسان من علق ،اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم ،علم الإنسان ما لم يعلم } – كل سورة من سور القرآن الكريم تبدأ بـ "بسم الله الرحمن الرحيم"وعدد حروفها"19"حرفاً
- عدد البسملات في القرآن الكريم"114"بسملة.
فسورة التوبة لا تبدأ بالبسملة ولكنه تم تعويض هذا الغياب في سورة النمل {إنه سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم} .
يتبع
تعليق