اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عقيدة الإمام ا لشوكاني - رحمه الله

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • عقيدة الإمام ا لشوكاني - رحمه الله

    عقيدة الإمام ا لشوكاني - رحمه الله

    عقيدة الإمام الشوكاني


    يرى " الشوكاني " أن طرق المتكلمين لاتوصل إلى يقين ، ولا يمكن أن تصيب الحق فيما هدفت إليه ، لأن

    معظمها ـ كما يقول ـ قام على أصول ظنية ، لا مستند لها إلا مجرد الدعوى على العقل ، والفريه على

    الفطرة .فكل فريق منهم قد جعل له أصولاً تخالف ما عليه الآخر ، وقد أقام هذه الأصول على ما رآه عنده هو

    صحيحاً ، من حكم عقله الخاص المبني على نظره القاصر ، فبطل عنده ما صح عند غيره ، وقاسوا بهذه

    الأصول المتعارضه كلام اللّه ورسوله في الإلهيات وما يتصل بها من العقائد ، فأصبح كل منهم يعتقد نقيض ما

    يعتقده الآخر .

    ثم جعلوا هذه الأصول معياراً لصفات الرب تبارك وتعالى ، فأثبتوا للّه تعالى الشيء ونقيضه ، ولم ينظروا إلى

    ما وصف اللّه به نفسه ، وما وصفه به رسوله ، بل إن وجدو ذلك موافقاً لما تعقلوه ، جعلوه مؤيداً له ومقوياً ،

    وقالوا : قد ورد دليل السمع مطابقاً لدليل العقل ، وإن وجدوه مخالفاً لما تعقلوه ، جعلوه وارداً على خلاف

    الأصل ومتشابهاً وغير معقول المعنى ، ولا ظاهر الدلاله ، ثم قابلهم المخالف لهم بنقيض قولهم ، فافترى على

    عقله بأنه قد تعقل خلاف ما تعقله خصمه ، وجعل ذلك أصلاً يرد إليه أدلة الكتاب والسنه ، وجعل المتشابه عند

    أولئك محكماً عنده ، والمخالف لدليل العقل عندهم موافقاً له عنده .

    ومن مظاهر هذا التناقض : ما وقع فيه المعتزلة من مبدأ نفي الصفات ، بناء على مبدئهم في التنزيه ، وما

    غلا الأشعرية من الوقوع في التجسيم ، بناء على ما ذهبوا إليه من التأويل ، والمبالغة في الإثبات.

    * يقول الشوكاني عن هذه المسائل :

    " و إن كنت تشك في هذا ، فراجع كتب الكلام ، وانظر المسائل التي قد صارت عند أهله من المراكز ، كمسألة

    التحسين والتقبيح ، وخلق الأفعل ، وتكليف مالا يطاق ، ومسألة خلق القرآن ، فإنك تجد ما حكيته لك بعينه " .

    لذلك : كان المسلك القويم في الإلهيات ، والإيمان بما جاء فيها ،
    هو مسلك السلف الصالح ، من الصحابة

    والتابعين ، من حمل صفات الباري على ظاهرها ، وفهم الآيات والأحاديث على ما يوحيه المعنى اللغوي العام

    ، وعدم الخوض في تأويلها ، والإيمان بها على ذلك ، دون تكلف ولا تعسف ، ولا تشبيه ولا تعطيل ، وإثبات ما

    أثبته اللّه ـ تعالى ـ لنفسه من صفاته ، على وجه لا يعلمه إلا هو ، فإنه القائل جل شأنه " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ

    وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " . فأثبت لنفسه صفة السمع والبصر ، مع نفي المماثلة للحوادث في الوقت نفسه.


    والإمام الشوكاني قد اعتنق هذا المبدأ ، وجعل عمدته في الدعوة إلى مذهب السلف هاتين الآيتين الكريمتين :

    أولهما قوله تعالى : " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ".

    وثانيهما قوله تعالى : " يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ".

    ففيهما الإثبات والنفي ، إثبات صفات الباري ـ جلَّ شأنه ـ ونفي مماثلة هذه الصفات للحوادث ، ثم تقييد هذا

    الإثبات بظاهر ما صرحت به الآيات وأجملته ، والزجر عن الخوض في كيفية هذه الصفات .

    وقد سجل الشوكاني آراءه ومذهبه في ثنايا كتبه المختلفه ولاسيما كتابيه :

    1 ـ " التحف في مذاهب السلف " .

    2 ـ " كشف الشبهات عن المشتبهات " .

    هذا ، وقد اعتنق الشوكاني هذا المذهب بعد طول بحثه ومطالعة في كتب " علم الكلام " حتى صرح بأنه لم

    يعتنق مذهب السلف تقليداً ، وإنما عن إجتهاد و اقتناع .

    ولذلك يقول :

    " ولتعلم أني لم أقل هذا تقليداً لبعض من أرشدك إلى ترك الاشتغال بهذا الفن ، كما وقع لجماعة من محققي

    العلماء ، بل قلت هذا بعد تضييع برهة من العمر في الاشتغال به ، وإحفاء السؤال لمن يعرفه ، والأخذ عن

    المشهورين به ، والإكباب على مطالعة كثير من مختصراته و مطولاته ، حتى قلت عند الوقوف على حقيقته أبياتاً منها :

    وغاية ما حصلته من مباحثي *** ومن نظري من بعد طول التدبر

    هو الوقف ما بين الطريقين حيرة *** فما علم من لم يلق غير التحير

    على أنني قد خضت منه غماره *** وما قنعت نفسي بدون التبحر


    فرحمه الله تعالى وأعلى درجته ونفع أهل السنة بعلومه.

تشغيل...
X