وقوله تعالى : (" وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى ").
اذ يقول :
[ تأملت ذكر أقصى المدينة ،فاذا الرجلان جاءا من بعد في الأمر بالمعروف ،ولم يتقاعدا لبعد الطريق ] .
وياله من استخراج بديع مع بساطته .
فهذا رجل سمع الد عوة فاستجاب لها بعدما رأى فيها من دلائل الحق والمنطق ما يتحدث عنه في مقالته لقومه . وحينما استشعر قلبه حقيقة الإيمان تحركت هذه الحقيقة في ضميره فلم يطق عليها سكوتا، ولم يقبع في داره بعقيدته وهو يرى الضلال من حوله والجحود والفجور ، ولكنه سعى بالحق الذي استقر في ضميره وتحرك في شعوره . سعى به الي قومه وهم يكذبون ويجحدون ويتوعدون ويهددون . وجاء من أقصى المدينة يسعى ليقوم بواجبه في دعوة قومه الي الحق ، وفي كفهم عن البغي، وفي مقاومة اعتدائهم الأثيم الذي يوشكون ان يصبوه على المرسلين .
وظاهر ان الرجل لم يكن ذا جاه ولا سلطان ، ولم يكن في عزوة من قومه أو منعةمن عشيرته، ولكنها العقيدة الحية في ضميره تدفعه وتجيء به من أقصى المدينة الي اقصاها .
------------------
سهام الليل لاتخطىء ولكن ....... لها امد وللأمد انقضاء
فيمسكهااذاماشــاء ربـي ....... ويرسلهااذا نفذالقضاء
تعليق