Tweet
هذه الصفات.. وهذا الحصاد..؟؟
[CENTER]لا تكاد تقع عين المرء على صحيفة عربية من هذه الصحف التي تصدر في البلاد العربية حتى تغرق بسيل لا ينقطع من الكلمات التي تمجد القيادات العربية، وتطلق عليها من الاوصاف ما يرفع هذه القيادات الى مصاف الانبياء والرسل ويصبغ عليها صفة العصمة، واول هذا الذي توصف به القيادات العربية هي الحكمة، وهي صفة لا يجد لها المرء اثراً في جل القرارات التي تصدر عن القيادات العربية، لأنها قرارات تصب في خانة الرعونة والتهور وضيق الصدر مما يجعل بينها وبين الحكمة طلاقاً بائناً وعداءً مستحكماً. غير اطلاق صفة الحكمة على قرارات القيادات العربية، فإن اجهزة الاعلام العربية لا تخجل من ان تصف حكام بلادها بأنهم بناة الاستقلال وحماته واصحاب القرارات الوطنية المستقلة، وهي فرية لا تنطلي على طفل رضيع، فأي استقلال هذا الذي يتحدثون عنه في ظل عودة القواعد العسكرية الاجنبية الى ارض الامة؟ بل وفي ظل الاحتلال المباشر لأجزاء كبيرة من ارض الأمة وفي ظل استباحة سماء الامة ومياهها، واي استقلال هذا الذي يتبجحون به وجل القرارات حتى ما صغر منها لا تصدر الا بايحاء من وراء المحيطات، ومن مكاتب سفراء بعض الدول الذين عادوا لممارسة ادوار المندوب السامي في حقبة الاستعمار، التي تلت الحربين العالميتين الأولى والثانية اللتان لم تصل بشاعتيهما الى مستوى ما تمارسه الآلة العسكرية الاميركية من فظائع في العراق وافغانستان، ومن قبلهما في فلسطين بواسطة حليفها الاستراتيجي الغاصب لأرض فلسطين، ثم نتحدث عن حماة لاستقلال، فعن أي استقلال يتحدثون واي فرية يحاولون تمريرها على ابناء الامة الذين يدفعون ثمن كل افتراءات جوقة النفاق التي تتحدث عن حكمة القرارات وعن حماية الاستقلال؟! تماماً مثلما تفتري هذه الجوقة عندما تصف القيادات العربية بأنها قيادات وحدوية تسعى لتحقيق حلم العرب باقامة وحدتهم الكبرى، وواقع الحال يؤكد انه ما من شريحة عربية تقف حجر عثرة في سبيل وحدة الامة اكثر من شريحة القيادات التي تعتبر الوحدة العدو الاول لمصالحها ولامتيازاتها ولوجودها من حيث المبدأ، لكنه النفاق الذي لا يخجل عندما يسفر عن وجهه الكالح ويصر على ترويج الافتراءات وفي طليعتها فرية الديمقراطية العربية التي تجعلنا نسأل الصحافة العربية انه اذا كانت الديمقراطية العربية بمثل هذا الازدهار فما هو تفسير هذا الازدحام في السجون العربية، وما هو تفسير كل هذه الملايين العربية المشردة من بلادها، ولماذا لا تستطيع المعارضة العربية ان تعبر عن ذاتها وتعلن عن رأيها الا في المنافي؟. واذا كانت الديمقراطية العربية حقيقية فمن اين جاءت نسبة 999.99 بالمائة، ولماذا هذا الخلود لبعض الحكام العرب الذين تغص المنافي بالمعارضين لهم وتغص السجون بالرافضين لسياساتهم؟، أليس هو التضليل بعينه؟، الذي لا يوازيه الا ضلال الحديث عن ازدهار البلاد العربية الذي تتغنى به صحافة الانظمة الحاكمة لهذه البلاد، فأي ازدهار هذا في ظل هذه النسبة المرتفعة من الامية، واي ازدهار تتحدث عنه الصحافة العربية والمواطن العربي لا يجد ماء ليشرب؟، فما بالك بالنظافة والسياحة وغيرها، واي ازدهار هذا الذي تتحدث عنه الصحافة العربية في بلاد تفتقر مدنها الى الطرقات النظيفة والى شبكات المياه والهاتف السليمة واي ازدهار وتقدم هذا الذي تتحدث عنه الصحافة العربية في ظل العدد المتزايد يوماً بعد يوم من الفقراء والجياع والمعدمين العرب والذي يؤكد حجم الافتراء الذي تمارسه جوقة المنافقين وهي تتحدث عن مجتمعات العدل والمساواة التي بنتها القيادات العربية في بلادها والتي يكذبها الواقع الذي يؤكد ان لا مكان في بلاد العرب الا للمحاسيب، ولا وسيلة الا للواسطة وللمحسوبية وللمنافقين الذين يجدون في الترويج للباطل واصحابه صنعة ومصدراً للعيش الحرام الذي تدفع ثمنه الشعوب فقراً ومقابر جماعية، ويدفع ثمنه الحكام سجناً وأسراً ولعنات تطاردهم على مدار التاريخ. ولذلك فإننا نطرح على هؤلاء المنافقين سؤالاً بسيطاً خلاصته، اذا كانت القيادات العربية تتصف بكل هذه الصفات المميزة فلماذا كان حصاد الامة في ظل هذه القيادات هشيماً مراً علقماً؟.
اعجبني هذا المقال.. فأحببت أن أنقله اليكم..[/CENTER]
مع خالص احترامي
دعاء
الخليج
تعليق