اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نزولاً حتى الزرقاوي والفقيه

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • نزولاً حتى الزرقاوي والفقيه

    التاريخ العربي المعاصر مليء بالغرائب المذهلة.. الأحداث الغربية التي حولت «المواطنة» بفتح الطاء عند العربي إلى ساحة إثارة ومزايدات وقتل.. لا نعتقد أن التاريخ يبدأ بصدام حسين والقذافي أو بتهيئة العراق للغزو الأمريكي.. هناك التواطؤ الذي قاد إلى كل ذلك بما فيه تحويل السودان إلى حروب أهلية، وخنق الجزائر في حروب أهلية وعراك معقد مع المغرب، وتوالي الرئاسات المزمنة في أكثر من ست دول عربية..

    العودة إلى مخزون الذاكرة بما تحتفظ به من معلومات عن عصر الخمسينيات والستينيات سوف تضع بين أيدينا محصولاً مفجعاً لما كان يتم به التحريض الشعبي والتجاوز المخابراتي من تهديم ليس للقيم وحدها ولا في إنتاج «مواطنة» بفتح الطاء مرعوبة ذليلة تخاف شبهة الاتهام الحكومية ولكن في غياب الاقتصاد الفاعل وتهديم مؤسساته وتحويل مجالس إدارته إلى عضويات عمالية بدعوى مشاركة الشعب في إدارة رأس المال.. غياب الثقافة القادرة على نشر الوعي صحافة ومؤتمرات ونشراً لئلا تكتب عبارة نقد واحدة حتى انحصر العالم العربي وأصبح في حجم مدينة دبي التي وحدها تنظم المؤتمرات وتصدر الدراسات بأكبر قدر من الحيادية..

    لم يستلم رئيس دولة في ذلك الوقت كرسي الحكم من سلفه عبر مصافحة تهنئة ولكن عبر رصاصة تنحية.. حتى الهاربون في الخارج أردتهم رصاصات الانتقام..

    هل قرأنا مذكرات أبوداود وعرفنا من قتل أبونضال، وكيف تمت تصفية رسام كاريكاتير هو ناجي العلي في لندن؟.. هل استمعنا إلى حسين الشافعي في شهادته على العصر عن كيف تمت هزيمة 67م ومن الذي قتل صهر الشيخ علي الطنطاوي في سويسرا آنذاك؟.. دعك من أساليب التصفية المحلية للمئات كأن يواجه المرحوم مصيره المحتوم بسبب حادث سير ارتكبه سائق تاكسي.. أو يختفي الفقيد في مساء ما دون وجود ثوابت اتهام تدين أحداً.. أو الخروج من السجن إلى المقبرة دون أن يعرف أحد ذلك.. حتى الذين رفعوا رايات الحرب اللبنانية مات المواطنون البسطاء في ميادينها بينما مات بعض القادة بواسطة الاغتيالات مثل بشير الجميل وكمال جنبلاط ورينيه معوض الذي مات كرئيس جمهورية ولم يكن محارباً..

    عندما تقرأ الصحف العربية وتستمع إلى حوارات النقابات الصحفية أو المؤتمرات المعنية بالثقافة أو الفن فلابد أن تتصور واقعاً مقبولاً ومتفائلاً لعالم عربي جديد.. لن يلازمك هذا التفاؤل منذ الآن ولكن منذ قاد المطرب محمد سلمان المظاهرات في بيروت في مستهل الستينيات مبشراً بالوحدة الخيالية الكبرى.. لكن عندما تتأمل طبيعة الأوضاع العربية الحقيقية وحريات الرأي وحريات الممارسة الاجتماعية والاقتصادية فإنك لن تكون متشائماً لو توقعت أن النمو والتطور قريب من القبائل الافريقية المعدومة الإمكانيات أكثر مما هو في متناول المجتمعات العربية المهدرة فيها معظم الإمكانيات.. من أولئك القتلة والمهرجين أثناء الخمسينيات والستينيات يتدرج بنا التاريخ العربي عبر السيرة الذاتية لصدام وعمليات إسقاط الطائرات وقتل الأبرياء في التجمعات حتى نصل إلى عصر الزرقاوي شبه الأمي الذي يقتل المسلم العراقي قبل غيره باسم الجهاد وينحر كالشاة المرأة العاملة في الخدمة الإنسانية باسم الإسلام.. عصر الفقيه.. مجنون لندن.. الذي لا يستطيع أن يقول لنا من يشتري له خبز قوته في أغلى مدن العالم معيشة ويمون له مصاريف تهريجه الإعلامي تلفزيونياً ونشراً.. لا يستطيع أي أحمق متمرد على كل رادع أخلاقي من أي بلد عربي أن يمارس سفالات الفقيه وبذاءة ما يقول.. لولا أن الفقيه يثق بأنه يعتمد على التعامل مع جانب أخلاقي.. لا يتمتع به هو وإنما تتمتع به به دولة ومجتمع يمارس ضدهما أبشع البذاءات اللفظية والتحريض المتهور على الفتنة، فالدولة والمجتمع لم يتربيا على استئجار مرتزقة الحروب من أمريكا الجنوبية وافريقيا مثلما تفعل معظم الدول العربية عندما تريد أن تتخلص من معارض.. والفقيه تجاوز مستنقعات اللغو الآسنة إلى مراحيض القذارة التي يغرق بها نفسه.. ومع ذلك هناك أخلاق هنا تحكم التصرفات والعلاقات..
    ||اللهم لكَ الحمدُ كما ينبغى لجلال وجهكَ وعظيم سُلطانك||
تشغيل...
X