اخاطب بهذه الكلمات ابناء قومي وجيلي من الشباب لعل وعسى ان تجد تلك الكلمات في مسامعهم صدى
وتجاوب حقيقي .
الى كل من اغرقته دموعه اليائسة . الى كل من خطف منه احساسه وتمييزه للحياة . الى كل من زحف الظلام على اروقة قلبه .
اليكم يا من تعيشون عالما وهميا بعيدا عن الواقع الملموس .
يا من استخرجتم لأمالكم بدل فاقد يغنيكم عن تحقيقها .
اليك ايها الشاب السعودي .......
يا من فشلت في السيطرة على ومضات عقلك . يا من اعتدت على اساليب الصفقات والمقايضات واصبحت كل علاقاتك الانسانية عبارة عن مشاريع وتجارة حرة مربحة .
يحتمل انك رجل اسطوري في عصر لا يعترف بالاساطير .او انك عبارة عن قارب شراعي بمجدافين يسيران في اتجاهين متعاكسين .
يا من تهوى الابحار يوميا بحثا عن مرافيء جديدة وقارات بعيدة ومجهولة لعلك تجد خلفها امراة ... مجرد امراة .
من الصعب ان تلتقي انت وذاتك على ظهر سفينة واحدة . مشكلتك الاساسية انك تتعامل مع الحب كمناخ تدرس توقعاته وتقلباته او كخبير ومجرب ومجازف خطير .
اعترف بانك احيانا متميز ومتجدد ولكني ارفض ان اكون تابعة لك ذات يوم . فانا لا اسير اعتمادا على وقع خطواتك وآثارك لانها غالبا ماتكون خاطئة .
اتصورك قادرا على ترويض المراة وجعلها مبهورة بك ولكنك فشلت معي انا لاني عرفت مكامن ضعفك وارفض ان ادفن معالم انوثتي تحت انقاض غرورك الرجولي المزعوم .
هل تعرف بماذا اشبه قلبك المتقلب ؟ بساعة الحائط التي تحرك بندولها يمينا ويسارا .
اني لست حرفا في مسودة افكارك البالية او صورة منكرة داخل برواز مهشم ومقلوب عليه الف صورة وصورة لمن سبقوني من النساء ولمن سياتي بعدي ايضا .
جاء وقت تساقط الاقنعة واظهار العيوب ........
يالك من فنان بارع . تغازل الجمال وتعزف بمهارة على اوتار قلوب العذارى وتتقن معزوفة الايقاع بالضحية التي تحوم حولها ازمانا وازمان وتحلف وتقسم لرفاقك بانها واقعة لا محالة .
يالك من مغرور . تملك وسامة مصطنعة بفعل اللباس الملكي وعطر العود ولك حضور اقوى من اندفاع الامواج ومخدرا لا تتحمله انثى الا ووقعت هزيلة تترجاك بسخاء ان لا تتركها .
تمجد غرائزك وتنميها وتعطيها كل ما تحتاجه لتترعرع وتنمو داخلك .
ملايين الينابيع لغفراني لا تستطيع غسل ما اقترفته ذنوبك لقلبي وقلوب غيري من النساء .
قمتك واهية وقاعك فارغ تافه سطحي . وكلما اقتربت منك اسمع صدى ارتطام احلامي داخل اغوارك القاتمة .
تمتلك شلالات من القسوة والجبروت . لا تتنازل لا ترحم لا تشعر . وكلما رفرفت لي راية سلام معك انكستها واعلنت علي الحرب من جديد .
مشكلتي الوحيدة والتي هي من صالحك باني لا اتوق لغيرك من اجناس الرجال .
وكم كنت معزولة عن عالمكم لاني اعرف مدى صخبه وجنونه وبراءتي وعذريتي لا تتجاوب مع متناقضاتكم ولكنك اجبرتني على اللحاق بك وفك ابواب عزلتي وتمكنت بمهارتك ان تبطل الغاما زرعتها انا حول اسوار حياتي. ولكنك اقتحمتها وليتك صنت حقوق استقلالها .
اعترف لك باني في قمة غضبي منك ومن امثالك ومجرد التفكير في اعماق شخصيتك يصيبني بالضجر والاشمئزاز .
اشبهك احيانا بالكرة التي تتقاذفها الاقدام من ملعب لملعب تائهة بين الصراعات وللاسف دائما ما يكون حليفك الفشل .
تنتابك لحظات من الجنون والطلاسم الغريبة التي يستعصي حتى على نفسك فك الغازها ورموزها .
تتملكك الهواجس والشكوك والغيرة حتى من نفسك وكم جعلت حياتي معملا لتجاربك وجعلتني فيه كفئران التجارب التي تخضع ذليلة لاي عملية دون معرفة هويتها .
لا تمتلك اى نوع من انواع الحماية لانك نفسك لا تستطيع حماية نفسك من حماقاتك وطيشك .
تتحدث بلغة الارقام والمادة والجمود وتتباهى باخطائك . بزلاتك . بجنونك . ونزواتك .
يحزنني احيانا وضعك ويؤلمني باني لن اترافع في قضيتك اليوم لاني اعي تماما بانها قضية خسرانة .
ويا حبذا لو تقيد ضد مجهول اسمه : شاب سعودي .

خاطرة ضاجة متضجرة من فئة معينة من شبابنا السعودي الذي لا يعرف شي من الوعي والادراك والحضارة القيمة . حاولت ان اقدم لهم باقة ورد يشتمون منها رائحة اخطاءهم . وانتقدهم النقد السليم وبعيدا عن التجريح قدر الامكان .
واستثني من كل ذلك حبي الوحيد الرجل الذي اخجل ويخجل قلمي من وصف شخصه .
ولا املك ان اقول الا : اكثر الله من امثالك حبيبي .

اختكم المحبة

ميــــــــــــــــــــلاد عاشقة