اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نصيحة إلى إخواني

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • نصيحة إلى إخواني

    بسم الله الرحمن الرحيم


    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,

    في البداية أود أن أشكر إدارة المنتدى لقبولي عضوا جديدا في هذا المنتدى, و ارجو أن تكون مشاركاتي لها نفع و فائدة لإخواني المسلمين.

    في الحقيقة, لا يخفى علينا نحن المسلمون, و لا يخفى على اعدائنا أيضا, بأننا بدأنا نمزق بعضنا بعضا, فلا هدفنا واحد, و لا كلمتنا واحدة, فكل ذهب إلى ما يمليه عليه هواه, و أتباع الهوى لا يأتي بخير, فقال تعالى:"و من أضل ممن أتبع هواه".

    الكلمة تفرقت, و الصف أنشق, فكل يدعي أن رأيه الصواب, فصار من الصعوبة بمكان أن ترجع صاحب الرأي عن رأيه.

    قد نكون نسينا للحظات كثيرة أننا لم نخلق لنقضي جل وقتنا للتعبير عن آراءنا و وجهات نظرنا, و لكن خلقنا لنعبد خالقنا و إلهنا, فقال تعالى:"و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون". فرأينا أنفسنا ننصرف و لو من غير قصد عن الحكمة التي من أجلها نحن موجودون في الحياة.

    إن عبادة الله عزوجل تقتضي منا التسليم لأمره و حكمه, فلا أمر يعلو أمر الله, و لا حكم يعلو حكم الله. فمن الأمور المسلم بها عند كل مسلم أن ما من أمر و لا حكم لله إلا و وراءه حكمة عظيمة سواء أدركته عقولنا أم لا.

    قد يكون هذا الأمر الذي أمرنا الله به و أرتضاه حكما لنا في الدنيا يخالف هوانا و بشدة, فلما قيل للنبي صلى الله عليه و سلم (يا نبي الله, أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم و يمنعونا حقنا, فما تأمرنا؟ فأعرض عنه, ثم سأله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: اسمعوا و أطيعوا, فإنما عليهم ما حملوا, و عليكم ما حملتم). رواه مسلم.

    فعلى الرغم من الجور الذي يحصل للرعية من ولاة أمورهم, إلا أن الرسول عليه الصلاة و السلام أمرنا بالسمع و الطاعة لهم. قد لا يستوعب أحدنا الحكمة من ذلك, و لكنه و بلا شك هو المنهج الرباني الحكيم العادل, فلا جدال و لا مجادلة فيه.

    و عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول (خيار أئمتكم الذين تحبونهم و يحبونكم, و تصلون عليهم و يصلون عليكم, و شرار أئمتكم الذين تبغضونهم و يبغضونكم, و تلعنونهم و يلعنونكم) قال: قلنا يا رسول الله, أفلا ننابذهم(أي نخالفهم)؟ قال (لا, ما أقاموا فيكم الصلاة, لا, ما أقاموا فيكم الصلاة). رواه مسلم.

    فعلى الرغم من درجة البغض و الكراهية التي يصل إليها الطرفين, و هم الراعي و الرعية, إلا أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى المسلمين عن مخالفة الحاكم ما دام أنه يقيم الصلاة في البلاد. نعم, لا تستوعب عقولنا الحكمة من هذا المنهج, إلا أنه هو المنهج الذي أرتضاه لنا ربنا الذي له كل الفضل علينا, فما علينا إلا السمع و الطاعة لله, فلأجل ذلك خلقنا.

    فَقِه هذا المنهج من سبقنا من كبار أئمة الهدى, أحمد بن حنبل و أبن تيمية و غيرهم. أوذوا في أنفسهم بشدة من ولاة أمورهم, فعذبوا و سجنوا و ضربوا, إلا أنهم ما خلعوا يدا من طاعة, لا خوفا من حكامهم, و لكن سمعا و طاعة لله و رسوله. فأولئك أناس كرسوا حياتهم لعبادة الله, و نشر دين الهدى و الحكمة, و الدفاع عن الدين و الذب عنه, فاستحقوا بذلك الإمامة في الدين, و الظهور علي الغير, مصداقا لقول الله تعالى (و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون).

    إن تحدثنا عن المملكة العربية السعودية, فلله الحمد و المنة, فقد من الله عليها و على شعبها بأن فيها العلماء الربانيين, الذين يهدون الناس إلى طريق الرشاد, ذلك الطريق الذي ارتضاه الله عزوجل لعباده. و من تمام منة الله عزوجل على شعب المملكة أن أيد الله العلماء بالسلطان. فصارت لها هيئة للأبحاث و الفتوى و الدعوة, فصارت للملكة مكانتها بين الشعوب الأخرى, حتى صار يقصد إليها من يطلب العلم. و صارت مؤلفات علماءها منتشرة في البلدان كافة, و بلغات مختلفة, كيف لا و هي بلد قد عرفت قيمة العلم الشرعي, ذلك العلم الذي من خلاله يعرف العبد شرع ربه من غير نزوع إلى الهوى.

    فالزموا بارك الله فيكم العلماء الربانيين, فهم أعلم بشرع ربنا منا, و لا تلتفتوا إلى ثلة منكم يريدون إتباع أهوائهم, و يريدون من يؤيدهم على الباطل. فأعتصموا بحبل الله جميعا و لا تقرقوا, و من تفرق عنكم فلا تحزنوا, بل أفرحوا أن أختاركم الله لتكونوا من عباده المخلصين الذين ثبتوا على شرع الله و انصاعوا لأمره و لم ينقادوا لأهوائهم المفسدة.

    هذه نصيحة مني لإخواني, علها تجد قبولا في أنفسهم, و أسأل الله العلي الحكيم أن يثبتني و أياكم على الحق, و أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه.

    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    آخر اضافة بواسطة أبوعبدالرحمن الفارس; 27-01-2005, 04:52 AM.
تشغيل...
X