قريبا سيكون هناك سائق آخر ، ولكن خفي،أمام هذا المقود منذ أن صُنعت السيارة حتى الآن والسائقون يتلقون النصائح من كل مكان، من المقاعد الخلفية والأمامية ومن المشاة والمارة لكن النصائح هذه المرة ستأتي من أمام السائق.

من جهاز كمبيوتر يساعد على إبقاء السائق يقظا طول الوقت من خلال طرح الأسئلة عليه وانتظار الإجابة عليها هذا الراكب الاصطناعي أو الوهمي، كما أطلق عليه، يقوم بتحليل الأجوبة وطبيعة كلام السائق لمعرفة إن كان السائق قد غلب عليه النعاس أو التعب، وعندها سيسأل الراكب الوهمي أسئلة أكثر صعوبة لإثارة السائق وجعله أكثر يقظة ونباهة وإذا لم تنجح هذه الأساليب في إيقاظ السائق فإن هذا الراكب الحريص، أو المزعج ربما، سيلقي بالماء البارد على وجه السائق للتأكد من يقظته ومن ثم سلامة قيادته لسيارته على الطريق علامات النوم وسيقوم هذا الكمبيوتر الذي طورته شركة آي بي أم في مختبر توماس جي وتسون في نيويورك، بمراقبة تصرفات السائق ومن ثم الرد عليها بما يتناسب ومقدار اليقظة أو النعاس وتشير أرقام وزارة المواصلات البريطانية إلى أن النعاس هو السبب الرئيسي لثلاثين في المئة من حوادث الطرق في بريطانيا ويبدأ الراكب الوهمي عمله إذا ما استنتج بأن السائق يوشك على النوم، من خلال التحدث معه ومن ثم متابعة ردود الفعل ويتم ترتيب الأسئلة من خلال تعرف الكمبيوتر مسبقا على هوايات السائق ومنغصاته ثم خزنها في ذاكرة الكمبيوتر وسيحلل الكمبيوتر إجابات السائق وردود فعله، وإذا ما كانت بطيئة أو غير مناسبة فسوف يستنتج بأن السائق قد أصابه التعب أو النعاس وبالإضافة إلى الاستماع إلى ردود فعل السائق فإن الراكب الوهمي يستخدم كاميرا لمراقبة فم السائق وتحليل قدرته على معرفة الأجوبة وسرعة إجابته وإذا ما أشارت ردود الفعل بأن السائق بدأ يتعب وتظهر عليه آثار النعاس فإن الراكب الوهمي يعمل على تنبيهه من خلال استخدام عدد من الأساليب، منها على سبيل المثال فتح النوافذ قليلا للسماح بدخول الهواء البارد أو إطلاق أصوات منبهة أو حتى رش السائق بماء بارد لإيقاظه ومن الأساليب الأخرى التي قد يتبعها هذا الراكب الحريص هذا، المختبئ جنب مقود السيارة، هي تغيير محطة الراديو أو إطلاق نكتة للفت انتباه السائق ويجري مخترعو هذا المنبه الكمبيوتري مفاوضات مع مصنعي السيارات لإقناعهم بتبنيه وتركيبه في السيارات التي ستنتج في المستقبل وقال الدكتور ولودزيميرز، أحد مخترعي الكمبيوتر، لمجلة نيوساينتيست العلمية، إن معظم السائقين يرغبون في أن يروا هذا .الجهاز في سياراتهم كي يستفيدوا من خدماته، وإن بالإمكان تلبية هذه الرغبة خلال ثلاث سنوات
منقول