اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • #21
    الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اعتذر عن تأخري في تنزيل الحلقة
    الامر الغريب هو انه لم يتم تنزيل تفريغ الحلقة على موقع عمرو خالد ولم اتمكن من ايجاد تلخيصها
    ان شاء الله اول ما ينزل التفريغ انقله لكم

    شاهدوا الحلقة على هذا الرابط

    http://www.amrkhaled.net/multimedia/multimedia630.html

    تعليق


    • #22
      الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟


      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      حلقة الصحة 3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      والصلاة والسلام على رسول الله- صلى الله عليه وسلم



      أهلا بكم وما زلنا مع صناع الحياة ..

      حلقة اليوم هي الحلقة الثالثة و الأخيرة في ( الصحة ) و في الحقيقة الحلقة الماضية كانت حلقة مليئة بالأوجاع, وقد لمسنا من خلالها مشكلات كثيرة وتكلمنا عن الواقع المرير للأمراض الغير معدية وقلنا أن الوطن العربي أصبح موطنا لكثير من هذه الأمراض الخطيرة كالسمنة وأمراض ضغط الدم والسكر فقد فاق الوطن العربي العالم أجمع في هذه الأمراض ، وكذلك قضية المياه الملوثة المنتشرة في العالم العربي والقرى الكثيرة التي يشرب أهلها مياه ملوثة. تكلمنا عن مشاكل كثيرة جدا .

      عرضنا مشكلة جودة الخدمة في المستشفيات، فهي تحتاج إلى نظام للجودة يضغط عليها ويحسن الخدمات فيها, تكلمنا عن الأدوية ومشكلة الدواء في الوطن العربي كله...



      الحقيقة تكلم الشباب عن أوجاع زيادة وقالوا لنا : أن الصورة التي عرضناها الحلقة الماضية- يعني هم موافقون عليها- قالوا أن الحل الأساسي أن نبدأ بالتخطيط في كليات الصيدلة و نبدأ بالتخطيط بالوزارة الصحة كيف نصلح من هذا الواقع ؟! ..كيف تكون رسائل الدكتوراة والماجستير مفيدة للواقع الذي نعيش فيه؟ ...كيف نرتقي بشباب الجامعات ونصلح فيهم ؟ ..عندنا آمال كبيرة أن نحقق هذه الرؤى جميعها.. وعندنا آمال أن ما قيل في الحلقة الماضية يتناوله الشباب و يتحركون به ، لكن بلا شك الواقع كان صعب جدا جدا جدا ..



      هذه الحلقة مختلفة نوعا ما ، هذه الحلقة سنتكلم فيها عن شيء بعيد عن الأجهزة والمستشفيات والأدوية..سنتكلم عن الشيء الذي رغم نقص الإمكانيات بشدة ورغم كثرة كمية المشاكل التي ذكرت الحلقة الماضية... لو وجد هذا الشيء يكن مثل البلسم ، ما هذا الشيء ؟ !

      إنسانية الإنسان.. إنسانية الطبيب.. إنسانية الأصحاء تجاه المرضى..

      الإنسانية ..الرحمة..الرحمة التي تضع الابتسامة الحلوة على الوجوه..حسن التعامل مع المريض.. الرقة.. فالطب أصلا مهنة الإنسانية.. هل نسيتم هذا ؟ الإمام الشافعي يقول كلمة جميلة جداً يقول :" أنبل العلوم بعد علم الحلال والحرام علم الطب فقالوا له:لما؟ قال:لأن الله يريد أن يرحم العالمين سبحانه وتعالى, والنبي رحمة للعالمين, والطب جزء من هذه الرحمة للعالمين"

      أليس كذلك ؟ أليس في الطب رحمة للناس؟ تأملوا نظرة الإمام الشافعي لمهنة الطب...



      في هذه الحلقة سنكلم مَنْ ؟ !

      سنتكلم فيها مع الثلاثة: الأطباء وأقول لهم أربع وصايا..وأكلم المرضى وأقول لهم أربع وصايا..وأكلم الأصحاء وأقول لهم أربع وصايا...

      يعني هدفي من هذه الحلقة : أحنن قلب الطبيب على المريض، وأحنن قلوب الأصحاء على المرضى ، و أحنن قلب المريض على نفسه وأصبره.. وكأن نيتي من هذه الحلقة أن تتداول هذه الحلقة بين الناس وتكون في شرائط ونعطيها للأطباء لنذكرهم ونعطيها للمرضى لنصبرهم.. ونعطيها للأصحاء لنفكرهم ..



      ماذا نقول للأطباء ؟

      أقول لهم يا أطباء, أول شيء نريده منكم الرحمة والحنان... الرحمة والحنان أعرف أوضاع و ظروف الأطباء ، وبالأخص ظروف الأطباء الشبان ، نعرفها جيدا..أعرف أنه تخرج من دراسته متأخرا عن بقية زملاءه الذين في عمره.. أقرانه في الكليات الأخرى... أعرف أن كل أصحابه بدءوا حياتهم و تزوجوا ويمكن أنجبوا...وهو ما زال في السنة الخامسة والسادسة من دراسة الطب ، ويلي ذلك تحضيره لدبلوم أو ماجستير حتى يكون طبيبا جيدا ...أعرف ضغط الحياة المادية عليه, أعرف أنه يأمل أن يتزوج ويتمنى أن يعيش.. هذا حقه, ليس ذلك فقط , أعرف أيضاً أنه مطالب بصفته طبيب أن يظهر بمظهر معين وبشكل معين وأداء معين...يظهر به للمجتمع ..وكل هذا يحتاج إنفاق..وأعرف أن هناك آلاف مثله يعانون ذلك.. وأنه يريد أن يتعلم تعليما جيدا لكنه ليس لديه القدرة على الحصول على التعليم الجيد وأعرف أكثر من هذا أن هناك آلاف الخريجين مثله...فأين يجد مستقبله ؟ ...وكيف يتميز بينهم ؟ وأعرف أن العمر يمر ، لكن هذا لا يمنعني أن أقول له أين؟!

      شيء لن يكلفك مالا : الحنان .. العطف...الرحمة..أقول لكم يا أيها الأطباء حديثي التخرج... أرجوكم أن تحفظوا حديثا جميلا جدا

      يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة يا إبن آدم مرضت فلم تعدني فيقول كيف أعودك يا ربي وأنت رب العالمين؟ فيقول مرض عبدي فلان, أما تعلم أنك لو زرته لوجدتني عنده؟

      هذه كلمتي للأطباء ببساطة شديدة...



      انظروا إلى تاريخنا الجميل..تاريخ المسلمين... وتخيلوا كانوا يسمون الأطباء ( الرحماء ) !..تخيلوا ماذا يسموهم ؟ ما لقب عمر بن الخطاب ؟ أمير المؤمنين . أليس كذلك ؟... والطبيب ما لقبه؟

      منقذ المؤمنين...تأملوا هذه اللفظة وانظروا تاريخنا الجميل ، كانوا يسمون الطبيب الرحيم ( منقذ المؤمنين ) ..يا جماعة ألا يوجد بيننا من سيأخذ لقبا يوم القيامة ، ولا في الدنيا أمير المؤمنين يعني عمر فقط !!...لكن كم من الأطباء يستطيع أن يأخذ لقب ( منقذ المؤمنين ) ؟

      تخيل معي ينادى يوم القيامة : ليقم منقذي المؤمنين ، فيقوم الرازي ويقوم ابن سينا ويقوم فلان ويقوم الدكتور الفلاني وتقوم الدكتورة الفلانية النساء .....طبيبات... الطبيبات النساء أنت أولى بهذا الكلام ، لا تكوني غليظة...



      إن فقهاء المسلمين للتعبير عن أهمية قضية الرحمة والحنان ومدى علو شأنها عندهم ، قالوا : يجوز للطبيب والممرض أن يتخلف عن صلاة الجماعة من أجل المريض.. بل ويتخلف عن صلاة الجمعة من أجل المريض... فقيل لهم: هل تقصدون ساعة إجراء العمليات الجراحية ؟ قالوا : إن اشتكى المريض وتأوه فالأولى بالطبيب أن يكون بجواره .

      لا يفهم الأطباء هذه القضية خطأ ويتخلفوا عن صلاة الجمعة ويبحث له عن مريض في هذا الوقت لكن الفكرة ..انظروا رؤية الفقهاء لقضية الطب وعلو شأنها لديهم ؟



      انظر الأجمل من هذا !

      نعرف جميعا أن الطبيب عندما يتخرج من كليته يقسم قسماً ، تخيلوا أن أول من ابتكر هذا القسم كان في القرن الثالث الهجري ، في عهد الدولة العباسية ،، سأقرأ لكم القسم وتأملوا كيف كان هؤلاء الناس يتكلمون عن رحمة وحنان الأطباء وكيف أعطوها من الأهمية ؟

      "أقسم بالله رب الحياة والموت, واهب الصحة وخالق الشفاء وكل علاج, وأشهد أولياء الله من الرجال والنساء جميعا على أني أفي بهذا اليمين, وأرى أن المعلمين لي هذه الصنعة بمنزلة أبائي,...و أما الجنس المتناسل منه.. فأرى أنه مساوٍ لأخوتي, وأعلمهم هذه الصناعة إن إحتاجوا إليها وأن أعلمها لهم بغير أجرة ولا شرط وأن أرحم كل مريض غاية الرحمة, وأن أرحم أهل المريض ولا أتأخر عليه مهما كلفني الأمر رحمة بأهله... وكل المنازل التي أدخلها إنما ادخلها لمنفعة المرضى لا لظلم ولا لجور ولا فساد .. وأما الأشياء التي أعاينها في أوقات علاج المرضى أو أسمعها في غير أوقات علاجهم فلا أنطق بها خارجا..وأمسك عنها وأرى أن مثلها لا ينطق به ...



      هذا الكلام في أي عام ؟!

      ثلاثمائة للهجرة...انظروا كيف كنا سباقين ؟

      الرحمة بالمريض أيها الأطباء ..هذا المعنى الأول الذي أريد قوله...والحقيقة أنا آسف عندما أقول أن لو نظرنا إلى الغرب و رأينا الرحمة بالمريض مع أن ديننا قال هذا الكلام ...انظروا الرحمة بالمرضى في قسم واحد من مستشفيات الغرب ألا وهو مستشفيات الأطفال، عندما زرت أطفال في مستشفيات الأطفال في إنجلترا .. عندما تدخل تجد الغرفة التي بها الطفل مليئة بالألعاب من حوله ، والممرضات لا تلبسن المعطف الأبيض ، ولكن ترتدين ملابس أشبه بثياب النادي ، عندما تدخل تجد الأطباء والممرضات يلعبوا مع الأطفال ويعاملوهم بحب ، فتجد الأولاد يحبوهم حبا غير عادي ، وأتضح لي أنهم يدرسوا برامج في السلوك النفسي للطفل ، وكيف يجذب الطفل إليه .



      سأذكر لكم ما يجعلكم تتعجبون أكثر من هذا .. المبشرات المسيحيات ... الممرضات في أفريقيا...ممرضة أتت من هولندا وأسبانيا وإنجلترا جميلة جدا و شابة جدا ، ذهبت إلى صحراء أفريقيا تحمل طفلا إفريقيا يمكن أن يكون لعابه يسيل أو يمكن أن يكون مجروحا وتحتضنه وتقبله ، لماذا تفعل هذا ؟!

      عندها رسالة..وأين بناتنا أليس عندهن رسالة ؟ وكذلك رجالنا أليس عندهم رسالة ؟ كل واحد يجيب عن نفسه.. يا أطباءنا ...أين الرسالة؟؟؟

      طبعا تعرفون أن سيدنا عيسى النبي العظيم سيدنا عيسى طبيب.. أبرأ الأكمه والأبرص ..بإذن الله...هل تعرفون لماذا سمي سيدنا عيسى بالمسيح ؟ لأنه كان يربت بيده عليهم ( يطبطب )..ماذا يعني ذلك ؟ المسيح جاءت من المسح , يمسح على المريض فيشفى بإذن الله فسمي بالمسيح..أين (الطبطبة )يا أطباءنا ؟ أرجوكم نتمنى أن نرى الأطباء كلهم يفعلوا هذا... يا أطباءنا أين الكلمة الحلوة التي أحلى من مائة دواء؟؟؟



      تخيلوا يا جماعة أن المستشفيات في بلادنا في الحضارة الإسلامية كيف كانت ؟ !

      كان بها قاعة اسمها قاعة التمثيل الفكاهي, من أجل تسلية المرضى، متى كان هذا الكلام ؟ ثلاثمائة هجرية... هل وصلت الحضارة الإسلامية لهذه الفكرة ؟ ولهذا الرقي ؟ قاعة تمثيل ويدخل المرضى ويجدوا ممثلين يمثلون لهم ، وقد دفعت المستشفى لهم الأجر على تمثيلهم بعض التمثيليات المضحكة ، وقاعة أخرى للغناء يسمعوا فيها الموسيقى ، وقاعة ثالثة ولكنها ليست بقاعة ، إنها شيء عجيب جدا ، المرضى في الليل عندهم أرق يتمنون طلوع الفجر فماذا نفعل لهم ؟ نسمعهم صوت الآذان بصوت جميل جدا وصوت هادئ على فترات متقطعة حتى يطمئن المريض أن الفجر قرب وقته ...وكذلك هناك منشدون طوال الليل بجوار حجرة المرضى ينشدون بصوت يؤنس اليقظان و لا يوقظ النائم..



      نحن لا نريد أن ننبهر بالغرب ونقول أن الغرب الوحيد الذي نجح و نحن ضائعون ، نحن الآن سيئون فقط لكن لن نظل على هذه الحالة من السوء والتردي ...أملنا في الرجال والشباب الذين سيغيرون شكل الدنيا... في العشرين أو الثلاثين عاما القادمة .

      وفكرة النهضة ليست كلام فقط ..بل ستكون ..نعم ستكون واقعا بالشباب الذين حضروا اليوم وبالناس الذين يشاهدوننا الآن .



      فن التعامل مع المريض ، هناك مادة مع الغرب تدرس الآن اسمها ( أخلاقيات المهنة ) ، ولم يبدأ تدريسها في الوطن العربي للأسف إلا يمكن في السنة الأخيرة قبل التخرج ..

      يقول لك مثلا من الأشياء الجميلة في فن التعامل مع المريض ، لو كشف الطبيب عورة المريض أو رفع الغطاء من غير أن يستأذن المريض وأعرف نساء كثر يتأذين مما يحدث فيهن أثناء الكشف - لا نقصد شيئا سيئا - لكن..لا يوجد فن التعامل مع المريض...ليس هذا فقط ، بل لا بد أن تستأذنه في مرضه يعني تحب أعرف مَن مِن أهلك على هذا المرض أم يبقى سرا ؟ يتعلمون في الغرب أن هذا الجسم جسم المريض وليس جسمك أنت أيها الطبيب .



      النقطة الثالثة التي أوصي بها – واسمحوا لي أن أقول أوصي بها - هي التعلم المستمر أيها الأطباء الشباب ويا أيها الأساتذة الكبار .. التعلم المستمر لا ينفع أن نقول أنهيت الدراسة أو ليس عندي وقتا .. لا ينفع ذلك أتعرف لماذا ؟! أتعرف لماذا التعليم المستمر ؟!

      لأنه أيضا سبب ستقابل به الله يوم القيامة ، انتبهوا

      قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم :" لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن شبابه فيما أبلاه وعن عمرهفيما أفناه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه‏."‏

      من ضمن ما يسأل عنه الإنسان الصحة ، فتخيل مريضا واقفا أمام ربنا يوم القيامة ..يُسأل ماذا فعلت بصحتك؟ أين ذهب عمرك ؟ يجيب المريض يا رب هذا الطبيب ... هو الذي ضيع عمري وضيع شبابي



      هناك أية ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

      ما علاقة هذه الآية ؟

      أعطى الله لكل شعب خصائص معينة يكتشفوا من خلالها أشياء معينة ، وشعب أخر يكتشف أشياء أخرى ؛ حتى يكون الناس جميعا في حاجة لبعضهم البعض فتتكامل البشرية

      ماذا تريد أن تقول ؟ باعتقادي وهذه نظرية عندي أن أحد أسباب الأمراض الموجودة في العالم والتي لم يكتشف لها دواء حتى الآن أننا متقاعسون في مجال البحث العلمي ....وأن هناك أمراض عند أمم أخرى دواءها عندنا ...



      ماذا بقي للأطباء؟؟؟

      النقطة الرابعة و الأخيرة .. ذَكِر المريض بالله ،

      ماذا يعني ( ذكر المريض بالله ) ؟ يا جماعة العلاج بالإيمان أقوى من العلاج بالأدوية.. أنا لا أقول هذا من أجل الدين فقط ، أنا أقول هذا حتى يشفى المريض .. و أنت تحقق نجاحك... العلاج بالإيمان أقوى من العلاج بالأدوية..

      أضرب لكم مثلا جميلا جدا ... هناك طبيب شهير متخصص في مشاكل الركبة والعظام ، هذا الطبيب يعالج ثلاثة أو أربعة لاعبين لكرة القدم في مصر ، وكان سببا في تدينهم ، ولم يكلمهم أبداً في الدين ، ما هذا ؟! كيف تكون هذه القصة ؟!

      هذا الطبيب عظيم جدا..كل اللاعبين يحتاجون له لأنه ماهر جداً .. يذهب اللاعبون عند هذا الطبيب وبالتالي لا بد أن يقوموا بعمل تمارين يفعلها اللاعبون بمئات المرات مثل : ترفع قدميك على ثلاث مرات وتنزلها على ثلاث مرات إلى أن يملوا منها ، لكن هذا الطبيب يعمل شيئا جميلا جدا ، سترفع قدميك معي كالتالي... سنقول مع بعض ثلاث مرات : الحمد لله ، الحمد لله ، الحمد لله... وسننزلها ثلاث مرات ونقول : لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله...

      ستعمل هذا في البيت ثلاثمائة مرة ، يحكي اللاعبون لي - وهم أصحابي – عندما بدءوا في ذكر الله ، وبعد أن كانت ، واحد ، اثنين ، ثلاثة ثقيلة على قلوبنا ، أصبحنا نأخذ1 حسنات بذكر الله وأصبحنا نعما التمرين ولا نريده أن ينتهي .. العلاج بالإيمان أقوى من العلاج بالأدوية..

      هذه أربع نصائح للأطباء.



      الآن نكلم المرضى

      أريد أن أقول لكم أربعة أشياء :

      أول نقطة : أعرف الأمراض المنتشرة في العالم العربي الآن ..مثل الالتهاب الكبدي ، وأمراض الكلى أول نصيحة الصبر ، فالذي يصبر على مرضه ليس له إلا الجنة ، صبر المرض يساوي الجنة !! هل تعرف ماذا تعني الجنة ؟!

      سأروي لكم قصة جميلة جداً

      عن عطاء بن أبى رباح قال : قال لي ابن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟

      قلت : بلى

      قال : هذه المرأة السوداء أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي.

      قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " إ ن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك .

      فقالت : أصبر ولي الجنة و قالت : إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف.

      فدعا لها الرسول الكريم .. " رواه البخاري ومسلم



      انظر ماذا قال لها الرسول - صلى الله عليه وسلم – فماذا لو قيل لك ذلك ؟ ما رأيك في شيء مثل ذلك ؟



      واسمع حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه"[ صحيح البخاري] فللمرض بعد ثاني أيها الأحبة، المرض له بعد عظيم جدا عنوانه: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر:10] كل الناس يقفون في طوابير الحساب يوم القيامة وحضرتك لا تحاسب، هل صبرت؟ إلى أين أنت ذاهب؟ ذاهب إلى الجنة مباشرة، أيها الناس أيها المرضى، أول طلب أطلبه منكم الصبر، ولنا في أيوب -عليه السلام- أسوة حسنة، مكث (18) سنة قعيدا دون حراك، (18) سنة دون أية حركة! فتخيلوا، وزوجته تقول له: أما ضجرت؟ ألم تتعب؟ فيرد عليها ويقول كم أبقانا الله في النعيم؟ إلى أي مدى أنعم الله علينا؟ فقالت له (40) سنة. قال وكم لنا في البلاء؟ قالت (18) سنة. قال نصبر حتى يستوي البلاء بالنعيم. يعني أن الله أنعم علينا (40) سنة برحمته أفنسخط من (18) سنة!



      الأمر الثاني الذي أريد أن أوصي به المرضى أجمل من الصبر، الرضا عن الله، فليس صبرا فحسب وإنما أصبر وأرضى عنك يا رب، راضٍ بكل ما تقضيه لي، كلمة الرضا هذه يا إخوتي كلمة سحرية، انتبهوا، سحرية، أتعرف ماذا تعني سحرية؟ تعني أن تكون تعبان ومهموم فتأتي كلمة الرضا عن ربنا فتمسح الهم من على قلبك ويتفتح الوجه وتزول التجاعيد وينتعش القلب، أتدرون الرضا هذا ماذا يعني؟ الرضا ألا تتهم الله في ملكه، الرضا سكون القلب مع الله، في أن تجعل اختيار الله وفق ما يريد، فإن مرضت فأنا راضٍ يا رب، وإن مرض ابني فأنا راضٍ، يقول العلماء في الرضا أنه باب الله الأعظم، من دخله دخل جنة الدنيا، فيستريح في الدنيا ويضمن جنة الآخرة؛ لأنك راضٍ عن ربنا، راضٍ عن أفعال الله في حياتك، يقف قلبك مع الله حيث أراد هو.



      لذلك أقول نصيحة للمرضى بل وللأصحاء أيضا: الإسلام يدرِّبـك على الرضا، كيف؟ تمرينات تؤديها كل يوم كالتمرينات الرياضية، ما تمرينات الرضا هذه؟ يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من قال حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا كان حقا على الله أن يرضيه"[حسن ابن حجر] سترضى في هذا اليوم، لاحظ التمرين وثوابه الدائم، فمن يقول ذلك يضمن رضا الله في ذلك اليوم، رضيت بالله ربا وبالإٍسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا ورسولا، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من قال حين يسمع المؤذن : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأن محمدا عبده ورسوله. رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا. غفر له ذنبه"[ صحيح مسلم] أمتخيل أنت كيف هي أهمية الرضا عن الله -سبحانه وتعالى-! واسمعوا دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء"[صحيح الألباني] وليس قبل القضاء؛ لأن ما قبل القضاء مجرد كلام، لكن أرنا العمل والرضا بعد القضاء.



      عمران بن حصين صحابي جليل، جاهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- عشرين سنة، وبعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- أصابه مرض فأقعده (30) سنة، لا يقوم من على فراشه (30) سنة! حتى أنه قد فتِحتْ له في السرير فتحة صغيرة ليتبول منها! يدخل الناس عليه لا يدرون ما يقولون له، فيقول لهم: شيء أحَـبَّه الله أحببْـته. أحب ما يحب ربنا، فالرضا الرضا أيها المرضى، أظن هذه الكلمات كالدواء أليس كذلك؟ إن شاء الله.



      سيدنا عروة بن الزبير، خالته السيدة عائشة، عروة بن الزبير أخذ ابنه وذهب ليزور أمير المؤمنين في دمشق، فلما وصل إلى أمير المؤمين أصابه مرض في رجله، فكشفوا عليه ثم قالوا له يجب أن تـبْتَر رجلك، فبتِرت رجله، والألم شديد، ونزل ابنه يلعب مع الخيل في إسطبل أمير المؤمين فداسته الخيل فمات، ففي يوم واحد مات ابنه الصغير المقرب إلى قلبه كثيرا وبتِرت رجله، فدخل الناس عليه لا يعرفون ما يقولون له، فقال لهم: اللهم لك الحمد كان عندي (8) أولاد فأخذت واحدا وأبقيت سبعة، وكان عندي (4) أعضاء فأخذت واحدا وأبقيت ثلاثة، فإن كنت أخذت فقد أبقيت، وإن كنت ابتليت فقد عافيت، فلك الحمد على ما أبقيت ولك الحمد على ما أخذت. الرضا باب الله الأعظم، ما رأيكم؟ يا أيها المرضى ويا أيها الأصحاء الرضا الرضا.



      الأمر الثالث وهو الإكثار من الصدقة، لماذا؟ أذكرك بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- "داووا مرضاكم بالصدقة"[حسن الألباني] ألديك مريض؟ داوه بالصدقة، أبدا لن أنسى هذه القصة لأنني رأيتها وعشتها، صديق لي له ابن في الخامسة من عمره، فجأة أصاب الولد الهزال، ولم يعد يأكل، يمرض ويضمحل ويضمحل ، فكشفوا عليه فإذا هو مصاب بسرطان مبكر ، شهرين أو ثلاثة ويموت، أتتخيلون ألم أب على ابنه وهو يموت؟ كيف يكون ألمه عليه؟ وفي يوم وهو مهموم وماشٍ في الشارع لقي امرأة كبيرة في السن تبحث في القمامة على طعام فقال لها ما بك يا حجّة؟ ماذا تفعلين؟ فقالت له عندي (4) عيال أربيهم. فقال لها يا حجة تعالي معي، لا تخافي. وأخذها إلى الجزار، ولم يعطها قرشين فحسب، ألم نقل فن التعامل مع المرضى، وفن الصدقة، وأخذها إلى الجزار وقال له ستأتي هذه المرأة إليك كل شهر لتعطيها كذا وكذا وكذا وأنا سأدفع الأموال، ثم أخذ المرأة إلى البقال وقال له ستأتي إليك هذه المرأة كل شهر لتعطيها كذا وكذا وكذا وسأدفع الأموال، ثم ذهب بها إلى الخياط وقال له ستأتي إليك هذه المرأة كل شهر لتعطيها ملابس لعيالها، ملابس كذا وكذا وكذا وسأدفع الأموال. يقسم بالله وأنا شاهد أنه بعد ثلاثة أسابيع تحسن الولد أكثر وأكثر، فذهب للأطباء فقال لهم ابني يتحسن وأصبح يأكل، فكشفوا عليه وقالوا له لا نحن نريد الولد الذي جاءنا قبل ذلك، الذي قمنا نحن بالكشف عليه. قال لهم هذا هو ابني. قالوا له لا من المؤكد أنه أخوه، أين الولد الذي كان مصابا بالسرطان؟ فقال هو والله هو. فقالوا ما عندنا من تفسير. فيقول بقيت أمشي وأنا في حيرة، وفي يوم من الأيام فتحت كتابا فيه بعض الأحاديث فقرأت حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "داووا مرضاكم بالصدقة"[حسن الألباني] فأغلقت الكتاب وسجدت لربنا، أنا فهمت يا رب، أنت من بعث لي هذه المرأة لكي... "داووا مرضاكم بالصدقة"[حسن الألباني].



      الأمر الرابع والأخير الذي أقوله للمرضى: استمر في العطاء مهما كان المرض، وماذا يعني إن كان ابنك مصابا بالسكر؟ فليقم وليعمل وينتج، فنحن أمة تريد العطاء، نحن أمة يجب أن يعمل شيوخنا قبل شبابنا؛ ليفوق الشباب من سباتهم فيجد الكبار المرضى وهم يعملون، فلو عمل المرضى لعمل الشباب من باب أولى، فهذا النائم على القهاوي يشرب الشيشة ويلعب ويرى الأمة وهي ضائعة سيفوق وينشط ويقول عيب عليّ.



      وماذا نقول للأصحاء؟

      عودوا المرضى، لماذا أصبحت هذه الطاعة ثقيلة على قلوبنا؟ يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح"[صحيح الألباني] تخيل! صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، رواه الترمذي، ولكن من الذي عاد النبي -صلى الله عليه وسلم- لما مرض؟ جبريل -عليه السلام- نزل من السماء ليس بآيات من القرآن بل نزل من السماء يعود رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يا سلام! ويقول له كلمات جميلة جدا: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين أو حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك"[صحيح الألباني] لما كنت في مصر، ولما كان القلب يقسو، كنت آخذ الشباب معا لزيارة المقابر، نذهب ونرجع أناسا آخرين! فلما سافرت إنجلترا أعدت الكرَّة ثانية فذهبت أنا والشباب لزيارة المقابر، فوجدنا المقابر ورودا وحدائق! ما هذه المقابر! ولكن ما العمل؟ كيف سنرقق قلوبنا الآن؟ أتدرون ماذا فعلنا؟ ذهبنا إلى مستشفيات الحروق، لا تظن أن عيادة المريض لا تكون إلا لأحد أقربائك، لو ذهبتم إلى مستشفى الحروق أو قسم الحروق في أي مستشفى غدا فستلاحظ تضاعفا في عبوديتك لربنا أضعافا مضاعفة، وسيرقّ قلبك مئة مرة، وتذكر هذه الكلمة، عيادة المريض، زوروا المستشفيات وخذوا الهدايا معكم.



      الأمر الثاني الذي أطلبه من الأصحاء أن تذكروهم بالله -سبحانه وتعالى- وهذه نفسها قلتها للأطباء، فالعلاج بالإيمان أقوى من العلاج بالأدوية، ذكروا المريض بالله -سبحانه وتعالى- ناوله أشرطة إيمانية، كلِّمه في الدين، اقرأ عليه القرآن، ناوله سبحة، ذكره بربنا قدر ما تستطيع.



      الأمر الثالث: ادعُ للمريض، ادعُ له أمامه، وأعلمك دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول في الحديث الصحيح: "من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك(؛ إلا عافاه الله من ذلك المرض"[صحيح الألباني] تعلموا هذا الحديث واكتبوه يا إخوتي، ودعاء آخر أيضا أعلمك إياه، فسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- كان لما يعود مريضا يسأله أين الألم؟ لاحظوا فن التعامل مع المرضى، تعلموا أيها الأطباء من النبي -صلى الله عليه وسلم- ليت الأطباء يفعلون هذا، والله سيعشقك المريض، يسأله أين الألم؟ فيقول لك في هذا المكان، فيقوم النبي -صلى الله عليه وسلم- بوضع يده الشريفة على مكان الألم قائلا: "أذهب البأس رب الناس، اشف و أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما"[صحيح الألباني]



      آخر شيء أقوله للأصحاء تجاه المرضى أن تتعاملوا معه بشكل طبيعي، لا تشعره بأنه مريض، ارفع روحه المعنوية، قل له يلزمك أن تقف وتنتج، فإن كان ابنك معوقا من ذوي الاحتياجات الخاصة هل سنقعد ونبكي بجانبه؟ لا، بل تقول له أنت رجل وعليك أن تعمل، وما المشكلة في ذلك؟ استعد قواك وكن رجلا. لا نريد أيها الأحبة نظرة الشفقة التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من شعور المريض بمرضه، أنا سأعرض عليكم فيلما، هذا الفيلم عجيب جدا، وفيه رسالة، تعالوا لنشاهد معا هذا الفيلم.



      يرنّ الهاتف وترد السكرتيرة وتقول السلام عليكم وتقول حاضر حاضر ثم تغلق الهاتف ثم تقوم بإرسال فاكس ثم تطبع على الآلة الكاتبة وتقول أنا مشغولة جدا، عملي هو كل حياتي، أنتم هكذا عرفتم كل شيء عني، ولكن بقي شيء واحد فقط لم تعرفوه. وتشير الكاميرا إلى الكرسي المتحرك الذي تجلس عليه السكرتيرة فهي مقعدة، وتقول هل تفاجأتم، أنا ناريمان، يا ترى هل تغيرت نظرتكم لي، ليتكم تهتمون بقدراتي قبل أن تروا مشكلتي.



      نحن هكذا انتهينا من أربع وصايا للأطباء:

      1. الرحمة والحنان.

      2. فن التعامل مع المريض.

      3. التعلم المستمر.

      4. تذكير المريض بالله.



      أربعة للمرضى:

      1. الصبر

      2. والأكثر منه الرضا عن الله.

      3. والأكثر منه "داووا مرضاكم بالصدقة".

      4. والأجمل منه الإصرار على العطاء والبذل والنجاح في الحياة رغم المرض.



      أربع وصايا للأصحاء:

      1. عيادة المريض وإلم تعرفه، اذهبوا إلى المستشفيات.

      2. تذكير المرضى بالله.

      3. ادعُ له وتعلم دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-.

      4. ساعد الناس في أن تنجح في الحياة، فلا تشعره بالشفقة بل أشعره بأنه قادر على العطاء والإصرار على النجاح.



      هذه الحلقة تتطلب القلب، وأناس يحبون الناس، تتطلب أطباء رفيقين يريدون دخول الجنة، تتطلب مرضى ليصبروا فيدخلون الجنة، تتطلب أصحاء ليزوروا المرضى ليدخلوا الجنة، تتطلب قلبا، نريد أن نعود إلى قلوبنا، فعلى ماذا قامت نهضة أوروبا؟ قامت على الماديات البحتة، ولدينا في نهضتنا ما ينقصهم وهي الإنسانيات العالية جدا جدا جدا، المرتبطة بجنة ورضا الله ورحمة، فقد قال ربنا -سبحانه وتعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء:107]. أرجوكم أن تطبقوا هذه الحلقة؛ لأنها سهلة جدا، وهي أسهل حلقة في صناع الحياة، وأرق حلقة في صناع الحياة، أسأل الله تبارك وتعالى أن تصل هذه الحلقة للناس أجمعين، أرجو أن تتابعونا في الحلقة القادمة التي أعتقد أنها أهم حلقة في صناع الحياة والتي إن شاء الله سننقل صناع الحياة بها نقلة جديدة، فابقوا معنا لأننا سنبدأ العمل بجدّ، أسأل الله -تبارك وتعالى- أن يفتح علينا وينصرنا ويعزنا، ونراكم الأسبوع المقبل إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

      تعليق


      • #23
        الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        اهم حلقات صناع الحياة

        حلقة الاستقصاء 1

        مستقبل صناع الحياة ..المستقبل لكم يا شباب...الأيام اللي جاية بتاعتكم أنتم

        العالم كله الآن ينظر لشباب هذه المنطقة ..أنتم أعلى معدل شباب يسكنون منطقة من مناطق العالم وفي أهم منطقة



        فما هي النظرات في العالم لكم الآن يا شباب العرب والمسلمين

        1- هناك من ينظر لكم خائفا لزيادة عددكم وزيادة تدينكم خائفا من الإرهاب والعنف



        2- هناك من ينظر لكم بترقب لماذا هم صامتون ..كتلة صامتة صماء لا تنطق..ماذا يريدون..أليس لهم مطالب في الحياة ..أين ستذهب طاقتهم وليس هناك في الوطن العربي أي مجال أو مشروع لاستيعاب هذه الطاقات



        3- هناك من ينظر لكم بشفقة ..مسكين هذا الشباب متهم بالضحالة والسطحية والسلبية وهم إذا أتيحت لهم الفرصة والتوجيه سيغيرون وجه هذه المنطقة من العالم لأنهم يملكون القوة والإيمان والصدق والطهارة لكن تبقى أنه لا أحد يسمع لهم أو يوجههم..



        4- هناك من ينظر لهم بأمل ..تلمع عينيه هؤلاء هم آخر أمل لإحداث النهضة في هذه المنطقة من العالم.. وأنا من هؤلاء ..وهذه نظرة صناع الحياة ..أقول هذه الكلمات وأنا متأكد أن بعد 10 سنين مش أكثر ، سأعيد عليكم هذا الشريط وتضحكون..حصل ..أنا كنت عايش



        كل العالم نظره موجه لشباب هذه المنطقة باهتمام شديد وترقب ..لكن.. تصدقوا أن الجميع يأملون في صناع الحياة أن يتحركوا وينتجوا ..الخائف والمترقب والمشفق والمؤمل ..كلهم يتمنون لو تحركتم خوفا من أن يتحول طاقتكم إلي انفجار يهز العالم ولأن الدنيا بتتغير كما قلت من قبل كل 100 سنة ..الدنيا تغير أفكارها ونظرتها ونحن في لحظات التغيير التاريخية.. أبي وجدي.. لم يشهدوا هذه اللحظة التاريخية .



        لكن نحن نشهدها الآن من 2005-2006 قطار جديد سيتحرك ..صفحة ستقلب ..هذا يوم من أيام الله يؤذن بصفحة جديدة من تاريخ الأرض ودائما هناك إشارات يفهمها من يفهمها ويجهلها من يجهلها ..مثل إذا جاء نصر الله والفتح كانت إشارة بنصر وفتح ...وشيء آخر فرح به الصحابة كلهم إلا أبو بكر بكى لها لأنه فهم أنها إشارة بوفاة النبي وأنه قد إنتهت رسالته وبداية عهد جديد يتحمل فيه الصحابة التبعة ..و 2005 – 2006 كلها إشارات بتحمل الشباب التبعة ..







        وأنا أقول المستقبل لشباب صناع الحياة ...لكن لابد أن نساعد هؤلاء الشباب ، حدثت أول أمس أحداث مؤسفة في مصر ..كلنا حزنا لها ورفضناها ..لأكن لابد أن نقول أن ما حدث وسيحدث من إنحرافات فكرية وسلوكية ..أحد أساباه الرئيسية ما بدأناه في بداية المرحلة الثالثة من صناع الحياة ...البطالة لذلك سنعود مع حلقة اليوم مرة أخرى لحلقة البطالة ..



        فاكرين لما تكلمنا عن البطالة في بداية المرحلة الثالثة من صناع الحياة ...نحن لن نترك شيء ولكن نعود إليه ... فاكرين قلنا ايه عن خطورة البطالة ....انظر حلقة البطالة

        مشكلة في كل بيت ، مشكلة لأهلينا وأقريبنا وشبابنا ، لما ابنهم أو بنتهم دخل المدرسة والجامعة ، أبوه صرف كل ما يملك علشان يعلمه أفضل تعليم متاح ، وكان حلم الأب والأم العيله كلها أن ابنهم ده يتعمل ويتخرج ويشتغل ويكون حاجة عظيمة لنفسه ولعلته ولبلده وكبر الشباب وكبر معاهم حلمهم ، كان الحلم بيقول بعد 16 سنة تعليم حاشتغل في عمل متميز وبيت وفلوس واستقرار وجواز فلما اتخرجوا صحيوا من الحلم على صدمة شديدة .......... مفيش شغل .... بطالة



        -البطالة هي أخطر مشكلة تواجه بلادنا الآن لأن اللحظة اللي أن بتكلم فيها الآن ..في في بلادنا (16 مليون) عاطل.



        يعني إيه بطالة ؟؟ تعريف البطالة

        هو شخص لديه قدرة على العمل والرغبة في العمل ويبحث عن عمل ولكنه لم يجده بعد .

        قادر يرغب يبحث لا يجد





        طب حجم مشكلة البطالة أد إيه؟؟

        - أعلى معدل بطالة في العالم موجود في الوطن العربي ...

        - ولو نظرنا على بطالة الشباب وحدهم (وفقا لتقرير الأمم المتحدة 2003 ) سنجد أن بطالة الشباب في العالم 12 % بينما بين الشباب في الوطن العربي 26،5 % يعني كل ألف شاب في بلادنا منهم 265 عاطل



        - الكلام ده سنة 2003 ، طب الان سنة 2005 ما الوضع ؟ في مؤتمر دافوس الاقتصادي العالمي يناير 2005 ، أعلن رئيس المنتدى الاقتصادي العربي أن نسبة البطالة في الوطن العربي 15 % وأن النسبة بين الشباب 30 % يعني كل ألف شاب الآن منهم 300 عاطل، وأن من الآن لسنة 2013 لو استمرت الأمور كما هي الآن سيكون عندنا 80 مليون عاطل ، يعني محتاجين 80 مليون وظيفة



        - يعني الآلاف بل ملايين من شبابنا حيتولد ويتعلم ويتخرج ويموت دون أن يجد عملاً ... تخيل

        - ده غير البطالة المقنعة بالملايين وغير الملايين اللي بيشتغلوا في حاجات ما مابيحبوهاش



        ..ده غير ذل الوظيفة لأن في ناس مذلولة لأنها عارفة لو سابت الوظيفة الحالية هتتطرد في الشارع وأصحاب الشغل عارفين الحكاية ديه فيذلوا فيهم لأن كله عارف لو أخذت موقف تحفظ بيه كرامتك هتترمي في الشارع ..حتي يقفد الإنسان احترامه لنفسه ..يعني لو ماعملناش حاجة احنا داخلين علي كارثة مش نهضة



        والنتيجة بعد اللي شوفناه حتكون إيه ؟؟

        مجموعة مصائب رهيبة متركبة على بعضها تبدأ بألم وغربة واكتئاب

        § توصل لأمراض نفسية أو لإدمان مخدرات للهروب من الواقع الأليم ،توصل لانتشار الجرائم والعنف، توصل لضعف الانتماء للبلد وكراهية المجتمع وأكيد توصل لعنف وارهاب لأنه منهار كاره للمجتمع،

        § وكمان تأخر سن الزواج ..توصل لانتشار الزواج العرفي أو الزنا ...توصل لانحلال أخلاقي وفقد القيم في المجتمع.



        - وكمان حالة الأب والأم وهما شايفين أبنهم بعد مشوار التربية والتعليم الطويل جنبهم في البيت تخيل الألم!!!



        - وكمان إهدار الأموال الطائلة (المليارات) التي استثمرها المجتمع في تعليم هؤلاء الشباب ورعايتهم صحياً واجتماعيا وتكون النتيجة في الآخر قاعدة قهاوي أو فرجة على التلفزيون ، لاحظ كل ما البطالة بتزيد كل ما القهاوي بتزيد، القهوة أصبحت مشروع لا يخسر أبدا.



        - وكمان ضياع الدين ألف درس وألف واعظ مؤثر لن يوقف السرطان وبالتالي الناس اللي بتقول مال البطالة ومال الدين ... البطالة حتفضل تأكل في ديننا ، لو استمر الحال كده



        - مزيد من الانهيار نتيجة البطالة مش هنعرف نوقفه بالوعظ ...احنا بنحل مشكلة البطالة علشان نحافظ على تدينا ، عارفين لما النبي سمّى بعض الذنوب الحالقة وقال لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين .اهي البطالة كده .



        نشر الأهرام عن البطالة 200



        يقول النبي : إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال إني رأيت الجيش يعيني وإني أنا النذير العريان فالنجاه النجاء، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا (تحركوا) فنجوا، وكذبت طائفة فصبحهم الجيش فاجتاحهم



        وأنا النذير العريان قالها النبي في الكفر وأنا أقولها في البطالة..الفقر (لأن النبي جمع بينها.. أعوذ بك من الكفر والفقر) وأنا أقول لكم في قضية البطالة أنا النذير العريان...



        طوفان ...تسونامي

        كله غافل ...الفيديو كليب شاغل لتخدير الشباب وهو يساقون إلي المصير المحتوم وطلبة ثانوي والجامعة مش حاسين لسه ماشين في الطابور ..التعليم اللي آخره بطالة ..لا أحد يفكر في مشروع صغير يعمله أو حرفة يتعلمها



        خطورة البطالة ...



        من المسئول الأول عن البطالة والفقر في بلادنا ..

        § هل هو خطأ الشباب المهمل أساسا ... لا حرام

        § هل هو جشع رجال الأعمال وعدم اهتمامهم إلا بأنفسهم ...برضه ..لا

        § هل هو خطأ المدرسين وأساتذة الجامعة اللي لا يعملوا بجدية ..برضه لا



        من المسئول الأول عن البطالة في العالم العربي...

        الحكومات هي المسئول الأول ليس فقط في الوطن العربي لا... في الشرق والغرب في الماضي والحاضر









        أهم بيان شهري يصدر عن حكومات الدول المتقدمة هو إحصاء رقم البطالة وهل هي في تزايد أم نقصان ...

        وعلى أساس هذا البيان يتحدد سعر عملة الدولة في السوق ...

        - اليورو سعره يرتفع ..أحد أسبابه لأن أوربا نجحت في تخفيض نسب البطالة

        - والدولار سعره ينخفض أحد أسبابه أن أمريكا فشلت في تخفيض نسب البطالة ..بل على أساس معدل البطالة يتقرر استمرار الحكومة أو سقوطها في الانتخابات...



        نعم الحكومات هي المسئولة من قديم الزمن وهذه نظرة الإسلام



        عمر بن الخطاب ..قصة المرأة التي فطمت ابنتها مبكرا فيبكي لشعوره بالمسئولية ...تخيل مسئول عن رضاعة طفل ..فيقرر إعانة الرضاعة فيقلده الغرب الآن Child Benefit

        لو عقرت بغله في العراق ...بغله ..فما بالك ب 16 مليون بنى آدم



        كلكم راع وكللكم مسئول عن رعيته ..النبي في الحديث ده حط دوائر كثير للمسئولية لكن أول دائرة للمسئولية قالها النبي ..الحاكم راع ومسئول عن رعيته



        عن أنس بن مالك رضى الله عنه : أن رجلا من الأنصار ، أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أما في بيتك شيء؟؟

        قال : بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه ،وقعب نشرب فيه الماء .

        قال : ائتني بهما ....فأتاه بهما فأخذهما الرسول صلى الله عليه وسلم وقال ..من يشتري هذين؟؟

        قال رجل : أنا آخذهما بدرهم.

        قال: من يزيد على درهم ؟ مرتين أو ثلاثا.

        قال رجل : أنا آخذهما بدرهمين

        فأعطهما إياه : وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري وقال ..اشتر بأحدهما طعاما وانبذه إلي أهلك ، واشتر بالأخر قدوما فاتني به ..فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده ، ثم قال له "أذهب فأحطب وبع وأرينك خمسة عشر يوما "



        لماذا ذهب الرجل للنبي لعمله أنه سيتبنى أمره ,,,والنبي لم يتعامل مع الأمر باستخفاف ..بالعكس

        فذهب الرجل يحتطب ويبيع ، فجاءه وقد أصاب عشرة دارهم !! فاشتري ببعضهما ثوبا وببعضهما طعاما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خيرا لك من ؟؟؟؟





        - تجئ المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة ؟ إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة :

        ؟؟أي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع))



        - ففي هذا الحديث نجد النبي صلى الله عليه وسلم يحل المشكلة ويبذل فيها الجهد ويهتم بالرجل اهتمام شديد لأن النبي في هذه اللحظة حاكم ومسئول عن رعيته..وعلي ولي الأمر أن يعينه في إتاحة الفرص للكسب الحلال وفتح باب العمل أمامه .



        - أن هذا الحديث يحتوي على خطوات سباقة، سبق بها الإسلام كل النظم التي لم تعرفها الإنسانية إلا بعد قرون طويلة من ظهور الإسلام. إنه لم يعالج مشكلة السائل المحتاج بالمعونة المادية الوقتية ...كما يفكر كثيرون



        أسلوب النبي في التعامل مع المشكلة :

        1- وفر له التمويل.

        2- ثم أهتم بالجانب الاجتماعي.

        3- ثم ساعده في اختيار العمل ....مكتب إستشاري واختار له مشروعاً فردياً صغيراً.

        4- تهيئة وتوفير وسائل الإنتاج.

        5- التدريب.."فشد فيه عوداً بيده لتعلم الرجال"، "ودورة العمل والبيع لهذا المنتج "،"أذهب فاحتطب وبع ولا أرينك 15 يوما " .

        6- مهلة زمنية لمقابلة النتائج.

        7- التوجيه النظري لقيمة العمل جاء أخيراً



        والعجيب يا جماعة أن حكام المسلمين على مر الزمان كانوا فاهمين أن قضية البطالة جزء أساسي في حديث كلكم راع ولكم مسئول عن رعيته ..لدرجة أن حكام المسلمين في الأندلس وضعوا نظام عظيم ..أوربا تقلده الآن ..ربطوا التعليم في جامعات الأندلس خاصة في جامعة قرطبة باحتياجات سوق العمل

        فعينوا في كل جامعة إدارة مخصوصة شغلتها تنزل تعمل survey في الأسواق عن احتياجات السوق المحلية ثم تلزم أساتذة جامعة قرطبة بعمل مناهج لتدريب الشباب على أمور لها علاقة بسوق العمل فيخرج كل خريج على مهنة وحرفة مستنيها ..فلا تحدث بطالة ..

        أما الآن ليه البطالة كبيرة عندنا كده ..ليه هتوصل لـ 80 مليون ؟ لسببين مش لأن الشباب نايم ..لا لسببين متعلقين بالحكومات ..وهذه كلمة حق ...



        أولا ..لم نسمع عن جهة رقابية في الحكومة تربط التعليم بسوق العمل وبالتالي تحدث الفجوة الضخمة بين الخريجين واحتياجات سوق العمل... فيخرج خريجين مش محتاجهم سوق العمل.. وسوق عمل محتاج ناس مش موجودين فما تركبش البزل في بعض ..فتحصل بطالة ..



        ثانيا : كان المفروض أن الحكومات تعمل حاجة تانية ..كان مفروض الحكومات تعمل مشروعات قومية شاملة ...لكن للآسف معظم هذه المشروعات فشلت فخسرنا رأس المال اللي كنا ممكن نعمل به ...



        والتاريخ لم يرحم دول وحكومات لم تعتني بتشغيل شبابها ولم توفر لشبابها فرص الإبداع والإنتاج ..فازالت ممالك وغربت شمس دول ..فمثلا ..المماليك أهملوا الصناعة وتشغيل الشباب واستسهلوا واعتمدوا على إيرادات طريق التجارة المار بمصر ولم يهتموا بالإنتاج والتصنيع... فلما اكتشف رأس رجاء الصالح انهار اقتصاد الدولة وزالت دولة المماليك



        الاستسهال والاعتماد على غير الله وعلى أي مورد غير سواعد الشباب لا يؤدي إلي النهضة والمسألة أكبر بكثير من إيرادات ودخل وفلوس ، البترول بيجيب فلوس ولكن لا يعني نهضة ، السياحة بتجيب فلوس لكن لا تبني نهضة ، الموقع والممرات البحرية والبرية بتجيب فلوس لكن لا تبني نهضة ..النهضة لا يبنيها إلا عقول مبدعة وسواعد فتية وعمل دؤوب مخلص مبتكر ..



        طب هي الحكومات كانت هتعمل ايه يعني ...تعمل حل سهل وممكن وهو الحل الحاسم اللي يحل المشكلة ..توجه الشباب يعمل مشروعات صغيرة ..صناعية أو خدمية أو حرفية ..يعني ايه مشروعات صغيرة .؟؟؟



        إذن الدور على مين الآن ؟ هل نظل مكتوفي الأيدي في انتظار الحكومات أم نتحرك نحن ؟ أو على الأقل اللي عنده الموهبة والملكة والقدرة ، يبدأ بإنشاء مشروع صغير ناجح ، يكبر المشروع ويساهم ولو بقدر بسيط يحل جزء من المشكلة القومية الكبرى













        فما الحل وما دور الشعوب والشباب الآن ....

        المشروعات الصغيرة هي الحل يعني ايه مشروعات صغيرة ؟؟

        صناعات صغيرة يعني واحد أو واحدة طبعا لأن النهضة ستكون من الشباب والفتيات على حد سواء ، اثنين

        أو ثلاثة أصحاب يكونوا شراكة مع بعضهم البعض ويعملوا مشروع صغير ، لكن ماذا ينتج ؟! ينتج منتجا

        صغيراً وبسيطا أي ليس معقداً تكنولوجياً ، ولا يحتاج لمال كثير ، ينتجوا مع بعض أو يشغلوا معهم الشباب

        أو يشتغلون بأنفسهم أو يشركوا معهم أي عدد من الناس: واحد أو اثنان أو خمسة أو عشرة أو عشرين لو

        ربنا فتح عليهم .



        توزيع الوظائف :

        في الدول المتقدمة 60% - 80% من الوظائف في المنشآت الصغيرة والمتوسطة

        بينما باقي 20 % - 40 % موزعة على :

        [img]file:///C:/DOCUME~1/commuser/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/img] القطاع الحكومي

        [img]file:///C:/DOCUME~1/commuser/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/img] القطاعات العسكرية

        [img]file:///C:/DOCUME~1/commuser/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/img] المؤسسات والشركات الكبيرة



        النتيجة ..لإيجاد أكبر عدد من الوظائف يجب الاهتمام بتنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة..

        بناء على كثير من الإحصائيات العالمية فأن معظم الوظائف في الدول المتقدمة (ما يزيد عن 80 % ) موجود في منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة..، بينما إجمالي المشروعات الصغيرة في الوطن العربي حوالي 700 ألف فقط منشأة في الوطن العربي ...



        يعني لو بلد مثل مصر 500،000 شاب..الشباب عمل مشروعات صغيرة كل مشروع اشتغل فيه 10 إلي 20 فرد ..10 مليون ..هيتفضل نصفهم ..شغلنا مليون ..لا توجد آليات لتجهيز هذا العدد لذلك هو مشروع قومي هو الحل الوحيد ..

        أي لأنه لإحداث أكبر الأثر على سوق العمل وزيادة معدل نمو الوظائف لابد لنا من الاهتمام بتنمية قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة وزيادة أعدادها وإيجاد الحوافز والبيئة اللازمة لنموها..



        ففي الولايات المتحدة الأمريكية توجد وزارة المنشآت الصغيرة والتي قامت في عدد عام 2004 بضمان قروض لتلك المنشآت ما مجموعه 15،8 بليون دولار أمريكي ...






        وفرت الصناعات الصغيرة والمتوسطة بالولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 1992 وحتى عام 1998أكثر من 15 مليون فرصة عمل، مما خفف من حدة البطالة وآثارها السيئة، وأن المشاريع الصغيرة تستوعب 70% من قوة العمل الأمريكية. وفي دراسة عن دول الإتحاد الأوربي في عام 1998، تبين أن الصناعات الصغيرة والمتوسطة توفر حوالي 70 % من فرص العمل بدول الاتحاد.وفي دول منطقة شرق آسيا والباسفيك (pacific Rim Countries ) تشكل المشاريع الصغيرة ما يزيد عن 95 % من إجمالي المشاريع، وتستقطب ما بين 35% و 85% من إجمالي قوة العمل. وفي ماليزيا، شكلت المشاريع الصغيرة حوالي 85 % من إجمالي عدد المشاريع الإنتاجية (التقرير الصناعي ، 1999).



        الصناعات الصغيرة اليابانية تستوعب حوالي 84 % من العمالة اليابانية الصناعية وتساهم بحوالي 52% من إجمالي قيمة الإنتاج الصناعي الياباني وفي إيطاليا 2 مليون و 300 ألف مشروع فردي صغير.



        ففي إيطاليا 750،000 مشروع صغير يشغل كلا منها أقل من 10 عمال/موظفين. وهذه المشاريع عبارة عن شركات تعمل جنبا إلي جنب يصل عددها إلي 2،300،000 مشروع فردي، ففي الشمال الإيطالي 250 شركة لإنتاج الكراسي متنافسة فيما بينها، لكنها تتعاون بشكل اختصت فيه كل شركة بجزء من تلك الصناعة فحققوا إنتاجية عالية ونوعية ممتازة منافسة

        نكمل في المداخلة القادمة بإذن الله

        تعليق


        • #24
          الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟

          أهمية دور المنشآت الصغيرة والمتوسطة ..

          1. أكبر منتج وخالق للوظائف وفرص العمل ...تستوعب 60-80 % من مجموع الوظائف في سوق العمل ..

          2. مصدر للإبداع والأفكار الجديدة التي قد يتنج عنها نجوم وعمالقة المستقبل ..ميني سوفت السعودية أو سعودي نيوز نيتورك

          3. إتاحة الفرص لجميع شرائح المجتمع والمناطق وكذلك المرأة ليكون لهم دور فاعل ومؤثر على مجتمعهم وكذلك اقتصاد الوطن ..

          4. تنمية جميع المناطق مما يعني إيقاف الهجرة إلي المدن



          طب لما هي الحل..حكومتنا لم تفعلها ليه ... الموضوع مش معمول بجدية









          أصل المشروعات الصغيرة علشان تنجح محتاجة ايه ..محتاجة خمس حاجات ..

          1. أفكار لمنتجات لها ميزة نسبية في بلادنا

          2. محتاجة تمويل للمشروعات الصغيرة

          3. تدريب على طريقة إدارة مشروع صغير

          4. تسويق للمنتجات

          5. ومناخ إداري مناسب للبلد

          الحكومات لم تفعل الخمسة ..,فرت تمويل ضيق بدون تحديد ميزة نسبية للمشروعات الأولى ولم تحتضن الشباب وتدربهم ..لا يوجد حضانة ورعاية شاملة لهؤلاء الشباب لذلك رغم أنها مسئولية الحكومة ..هل سنظل مكتوفي الأيدي في انتظار الحكومات ...

          عايزين نشوف دروس من بلاد أفقر مننا ، مشكلة البطالة عندهم أضعاف عندنا ، ومشكلة التخلف عندهم أسوء من عندنا ..ناس مخلصين تحركوا ... البلد ديه هي بنجلاديش .....بنجلاديش ؟؟ بتقول هنشوف درس من بنجلاديش .....أيوه



          قبل ما أقول الدرس بتاع بنجلاديش عاوز أقول لكم حاجة

          في وقت محمد علي اليابان بعثت وفد لمصر علشان يشوف ازاي نهضت ويتعلم منها ويأخذ الدرس ... فين اليابان النهاردة وفين مصر ..خلونا نشوف ايه اللي ممكن نتعلمه من بنجلاديش قبل ما بنجلاديش ...تحصل اليابان ..واحنا زي ما احنا



          في راجل اسمه محمد يونس كان دكتور في الجامعة يدرس النظريات الاقتصادية...والناس جوعي تموت من المجاعة ، وهو يقول كنت أحس أن دروسي تشبه دروس الأفلام السينما الأمريكية،ولما كنت أخرج من قاعة المحاضرات المريحة ، كانت عيني تصطدم بواقع الشوارع في دكا ، فقر شديد ، جوع ، بطالة رهيبة.



          عارفيين عمل ليه؟؟؟ ترك الجامعة واستقال ونزل القرى وحاول يحل المشكلة، مراته طلبت الطلاق وأطلقت لأنه مجنون دكتور الجامعة عايش في القرى،بدء بقرية صغيرة ذهب لإمراة فقيرة وجدها بتعمل كرسي خوص ....بكام اشتريتي ؟؟؟ ...5 تاكا ..وبكام حتبعيه 5 ونصف ليه؟؟؟ وهو يساوي أصلا 30 تاكا..



          لأن أن أصلا لا أمللك 5 تأكا ..ده تاجر الكراسي يعطيها لي ..لأعمل له الكرسي ...مقابل نصف تاكا،

          قال لها : لو أعطيتك ال 5 تاكا بدون مقابل وتبيعيه بالسعر اللي تحبيه 30 تاكا وأنا شريك في الربح 15 & 15.



          وأصبحت المرأة صاحبة مشروع ونجحت الفكرة ، ثم عملها مع خمس عائلات من جيبه ونجحت التجربة كراسي ؟؟ وأراد يعممها على القرية كلها ... هو لا يملك كل هذا المال ..راح للبنك وطلب قرض لأهل القرية ..



          فقال البنك ..أنا لا أقرض الفقراء ، نحن نقرض الأغنياء فقط يــاه يعني البنوك بتقرض الأغنياء ولا بتقرض الفقراء ؟؟ ومين صاحب الفلوس اللي في البنوك

          الفقراء اللي خاطط الف جنيه واللي حاطط ألفين وتيجي الغني بيقترض 5 مليون جنيه أو عشرة مليون جنيه ، أم الفقير لو عاوز يعمل مشروع علشان يخرج من دائرة الفقر ..

          ....ثم ما الضمانات أنهم سيردوا القرض .....لأن حياتهم سترتبط بهذا القرض سيردوه.لينفقوا وهكذا..



          لم يصدقه البنك وضحكوا عليه ..... مجنون ..فقال للبنك هل تقرض هذه القرية وأنا الضامن لجميع القروض واضعاً ممتلكاتي وسيارتي لذلك ؟؟؟



          وتحولت القرية لمشروعات صغيرة ...يقول بدأ الناس ينتعشون ((ومن أحياها)) يعملون



          ثم جاهد أكثر واتفق مع البنك أن يدير هو فرع مستقل لهذا المشروع ونجح ثم أفتتح بنك الفقراء جيومان بنك بعد 10 سنوات من الجهد المضني ..



          الآن بنك الفقراء يخدم 2،5 مليون نسمة في بنجلاديش ، وأصبح محمد يونس صاحب أول فكرة بنك لتمويل المشروعات الصغيرة وأصبح شعار البنك "اليد العليا خير من اليد السفلى" واستعانت به الدنيا ...الآن محمد يونس فوق السبعين ، لكن بنكه في أكثر من 50 بلد من قارات الدنيا أهدي هذه القصة لأساتذة الجامعة ورجال الأعمال.



          ...... لقطة محمد يونس

          نموذج آخر لناس حاولوا هناك رجال أعمال وشركات مخلصون

          وهنا أحب أن أقول في الماضي كانت كلمة شركة لا تعني إلا حاجة واحدة فقط ...تحقيق الربح لكن بدأت تظهر شرطات أخرى اسمها شركات Athical Corporats

          شركات ذات خلق لها هدفين ..هدف ربحي وهدف إنساني ، فصارت الشركات نوعين ..شركات ذات خلق وشركة هدفها الربح ..شركة لها قلب ..عندها عواطف ..تخيل إعتزاز العاملين وفخر صاحب العمل بنفسه ..تخيل ولاء العاملين للشركة وهكذا تقدمت اليابان ومن يعمل معها كذلك بل سبقها



          ..سيعرضون النتائج ..

          هتلاقوا شركات تدربكم ..شركة زي شركة توياتا عبد اللطيف الجميل ..

          - لقاء مع ابرهيم بداوود عن دور الشركة في دعم المشروعات الصغيرة

          من رجال الأعمال يحمل هدف إنساني لشركته ويختار مجال إنساني لتكون شركة ذات خلق ...



          - د.عمرو ود.شاكر ..إحنا والمكتب الإستشاري

          - دورة أكتشف قدراتك اللي بدأت على الموقع للدكتور عبد الرحمن ذاكر..

          - انجازات المكتب الإستشاري ..شفتهم ناس اتحركت ازاي

          محمد يونس ...تويوتا ...احنا صناع الحياة ...لكن كل ده مش كفاية لازم حركة عالمية مؤسسة أو مؤسسات أهلية تعمل الخمس حاجات ويكون مشروع قومي لبلادنا ازاي هنعمل كده ... هنوجه نظر العالم كله لشبانبا ونسمع العالم صوتنا الشباب عايز يعمل مشروعات صغيرة لازم نساعده ...

          ..هنعمل استقصاء يشارك فيه ملايين الشباب العربي هدفه.. إن جميع الجهات المحلية والدولية تنظر لمشكلة البطالة من وجهة نظر الخبراء ولكن احنا عايزينهم يسمعوا يسمعوا وجهة نظر الشباب في المشكلة





          فماذا تريد منا ؟؟؟

          أنا قلت العالم كله ينتظركم وينظر لكم يا شباب ...ماذا تريدون ..

          نريد إلا يحرم شاب عربي من فرصته في أن يجد عملا يبني به مستقبله...

          ولأن هذا هو دور الحكومات أصلا سنطالب الحكومات في أن تؤدي هذا الدور ولن نهدأ حتى تتوافر كل الأدوات لتحقيق ذلك ..





          فاكرين قصة عمر بن الخطاب مع القبطي غير المسلم اللي ضرب ابن عمر بن العاص على دماغه ..تصدقوا الشاب مشي من مصر للمدينة علشان يأخد حقه ..مجرد ضربة على دماغه واحنا بنسمع الحكاية ديه وبنفتحر باللي عمله عمر بن الخطاب ..أنا عاوز النهاردة أفتخر باللي عمله القبطي اللي عنده كرامة وعنده إيجابية ، لم يسكت عن حقه ومشي المسافة ديه كلاها علشان يأخذ حقه في تاريخنا الإسلامي مع أن 80 مليون عاطل مش مجرد ضربة.. ديه 80 مليون ضربة ولذلك ..سنطرق كل الأبواب من أجل تخفيف حدة هذه المشكلة وتقليصها لأقل درجة ممكنة



          هنفوق العالم كله ..يبصلنا ويجمع جهوده.. يحل مشكلة البطالة في بلادنا ..هنوصل صوت الـ80 مليون للعالم كله نهز العالم نقوله الـ 80 مليون مش مهملين ولا غير مبالين ولا صامتين ...الـ 80 مليون عايزين حقهم في العمل ..إزاي ؟؟ هنعمل استقصاء نسأل فيه الـ 80 مليون شاب أنتوا عايزين فرص عمل ولا لا .. ..نسألهم

          أنا لافيت وقابلت عشرات من رجال الأعمال والمؤسسات المهتمة بالمشروعات الصغيرة قالوا لي عن المشروع الصغير هو الأمل الأخير ، لكن للآسف إحنا جاهزين لكن المشكلة في الشباب هو الشباب عايز يشتغل بجد ..الشباب عايز يتدلع ويتفرج على النجوم والكليبات ...قلت لهم مش صحيح وحتي لأن لم يجدوا التوجيه للعمل لهذا الاستقصاء ...هام جدا للعالم كله ..أنا أقسم على كل شاب وولي أمر أن يشارك معنا في هذا الاستقصاء



          · هل موضوع التوظيف وإيجاد فرص العمل هو فعلا موضوع له أهمية وأولوية بالنسبة لكل شاب عربي أم أننا غير مهتمين وجدنا فرص عمل أم لم نجد ...



          · هل نحن مستعدين نصنع نهضة من خلال البدء في مشروعات صغيرة تغير الواقع الذي نعيشه ..



          · هل يمكن لنا إذا أوجدنا من يوفر لنا التمويل والتدريب والأسواق بدل الطابور الطويل في انتظار وظيفة أن تنتقل إلي النجاح وأعمار الأرض.



          لو قدرنا نوزع الاستقصاء ده يا شباب ووصلنه لـ 5 مليون من الـ 80 مليون ولو رد علينا ملايين صرخة رجل واحد ...

          أيوه عايزين نشتغل ونتج ونعمر ولن نستنى الوظيفة.. ونعمل مشروع بجد.. حد يمولنا ويدربنا ويعلمنا ازاي نعمل مشروع ويدلنا على أسواق بيعه .



          لو جمعنا الملايين دول وقمنا نتكلم باسمهم وحملنها للأرض كلها هنهز الكرة الأرضية ..هزة ما حصلتش من سنين طويلة والكل هيبص ناحيتنا ويقول ده الشباب العربي نطق وخرج من صمته ..ده الاستقصاء بيقول دول عايزين يشتغلوا بجد ..ساعتها هتنشأ مراكز التدريب اللي بجد مش وهمية في كل العالم العربي ..وساعتها هيطلع التمويل من تحت الأرض ونلاقي حل لمشكلة لتمويل الشباب ..وهتتخلق أسواق تسوق منتجات الشباب والمياه هتجري بإذن الله ..المياه هتجري في الأرض الصحراء العطشانة تحييها بإذن الله ..والشرارة الأولى هتكون هذا الاستقصاء



          لو أن كل واحد وحده حاول يحل هذه المشكلة لن نعمل شيء ..كام عنده وسطة وكام ليس عنده

          لازم نمسك في أيدي بعض ونتكلم للعالم بصوت واحد ، ونحول الآراء الفردية إلي رأي واحد جماعي

          يقولون عنا في بلادنا وفي الغرب أن الشباب العربي ..مستهتر ومش عايز يشتغل .وده موقف ..التمويل والتدريب



          الاستقصاء..أنت عايز ده يؤدي لايه ... إنشاء مؤسسات ضخمة في العالم العربي تعمل الخمس حاجات..

          إذا نجحنا في جمع ملايين المشاركين في هذا الاستقصاء سنجد الطريق لتصغى كل الآذان لكلمة الملايين حول مستقبل العمل والشباب العربي

          يجب أن يوزع في المساجد ..القرى ..المدن ..المدارس بأنواعها ...الجامعات ..أول شيء توزيع هذا الاستقصاء ليصل إلي 16 مليون ..لازم يقولوا رأيهم



          يا شباب صناع الحياة ..بسرعة فورا ..وفقوا كل جهدكم لجمع هذا الاستقصاء قبل الامتحانات ..

          مسابقة بين صناع الحياة في الوطن العربي في كل العالم العربي ...مين يوصل لأكبر عدد ممكن...

          هذا الاستقصاء هدفه تجميع ملايين الشباب الفرادى في رأي مجمع يخاطب العالم

          لازم نتجمع يا شباب وقول كلمة رجل واحد بصوت واحد ...العالم لن يسمع كل واحد لوحده لكن مليون لازم يهزوا العالم ..



          حتي لو مش محتاج وليس لك علاقة بالموضوع ستكلأ الاستقصاء وستفكر في المشروع الصغير ...المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ..يعني تفتح مشروع صغير علشان تشد لأخوك اللي عنده بطالة قبل ما يغرق



          تاني هذا الاستقصاء هدفه تجميع ملايين الشباب الفرادى في رأي مجمع يخاطب الدنيا كلها يقول,,, أيوه نريد أن نعمل ولن نكون عالة ...نريد أن نبني نهضتنا اللي هتقوم على سواعدنا إحنا وعلى ابتكاراتنا وعلى عرقنا وعلى نجاحنا ...



          عرض الاستقصاء على الشاشة ..



          يا جماعة هدف الاستقصاء صرخة في وجه الدنيا تقول..الشباب العربي خرج عن صمته وقال رأيه .. الشباب الذي يريد أن يعمل ولا يجد عملا ...لا يجد من يعبر عنه يتكلم باسمه ويأتي له بحقه ..هذا الشاب لا يريد أن يتخانق مع أحد ..ولا يريد أن يصارع أحد هو يريد أن يسكب ما عنده من طاقة في البناء وفي العمار، وفي الخير ده حقنا ، و حناخده يعني حناخده



          لمشاهدة الحلقة اضغط هنا

          http://www.amrkhaled.net/multimedia/multimedia631.html



          للمشاركة في الاستقصاء (هاااااااام جداااااااااا) اضغط هنا

          http://www.amrkhaled.net/survey/batala.php

          تعليق


          • #25
            الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟




            بسم الله الرحمن الرحيم
            الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله - صلى الله عليه و سلم.

            الحلقة 43 - حل مشكلة البطالة عن طريق الاستقصاء – الجزء الثاني

            أهلا بكم, لا زلنا نتواصل من خلال برنامج صناع الحياة.
            في الحلقة الماضية تحدثنا عن مشروع قومي نريده لبلادنا, و أكدنا أننا جميعا نرغب في المشاركة. و نحن نريد من خلال هذا المشروع تشجيع شبابنا على الانطلاق نحو المشاريع الصغيرة و أن يتحركوا و ينتجوا.
            و خطوة البداية من أجل نجاح الشباب في هذه المشاريع أننا نحتاج إلى مساعدة كل العالم. هذه المساعدة ستبدأ باستقصاء نقوم به. و علينا أن نجمع آراء المئات بل الآلاف من الشباب و الآباء و الأمهات, كي نعرف إن كان الشباب مستعدا لخوض تجربة المشاريع الصغيرة أم أنهم سينتظرون الوظيفة.

            و نحن نريد أن يبلغ عدد المشاركين في هذا الاستقصاء الملونين أو الخمسة ملايين لكي نأخذ برأيكم و نُسمِع كل العالم صوتكم و نطرق كل أبواب العالم لنقول للعالم أجمع: إن شباب هذه المنطقة مستعد للعمل, و هم ليس كما تظنون شباب سلبي, و لكنهم شباب يريدون أن يغيروا وجه الأرض و لكنهم يحتاجون إلى مساعدة.

            مضى على تسجيل الحلقة الماضية خمسة أو ستة أيام ، وقد جمعنا حتى الآن ثلاثمائة وخمسين ألف استقصاء ! نعم لقد وصل لنا عبر الإنترنت ، و الهاتف ، و الفاكس و الطرق المختلفة ثلاثمائة و خمسون ألف استقصاء, و لا يزال الاستقصاء متواصل ومفتوحا خلال الأسبوعين و الثلاثة أسابيع المقبلة حتى نصل- إن شاء الله – إلى مليون استقصاء أو أكثر. و إني استبشر خيرا , فثلاثمائة و خمسون ألف استقصاء عدد يبشر بالخير ، كلهم أدلوا بأصواتهم, و هذا يعني أن غالبية الشباب العربي خرجوا من صمتهم و بدؤوا يعلنون رأيهم ..

            وأحب أن أشيد بأشياء جميلة حصلت خلال الأسبوع الماضي قام بها شباب كُثُر من صناع الحياة و شباب آخرون من العالم العربي و حتى أناس عاديين ..

            • و هناك شخص قال لي بأن أمه التي تبلغ الخمسين من عمرها أخذت الاستقصاء و وزعته على الجيران و الأقارب و زملائها في العمل, و هذا شيء جميل...
            • كذلك في جامعات مصر أخذ طلبة كثيرون الاستقصاء ووزعوه في قاعات الدراسة وقد جمعوا ستة عشر ألف استقصاء من الكليات المختلفة , سواء من الذين شاهدوا الحلقة أم لم يشاهدوها ، حتى أن أحدهم وزع ثمانين استقصاء و عادت له مائة وعشرين استقصاء ، فهؤلاء الشباب لم يرضوا بأن يقال عنهم شباب مستهتر فقاموا بدورهم ووزعوا الاستقصاء
            .
            و الأمثلة كثيرة جدا, فمنهم من وزع في المترو و في الانترنت و في المنتديات, و منهم من بعث برسائل هاتفية لأصحابه, و منهم من توجه إلى محطات البنزين و وزع الاستقصاء على البنات .
            • كذلك محاسن - من العراق - ذهبت إلى المعاقين و تعرفت عليهم ، و قالت لهم : نحن أيضا يجب أن نشارك و جمعت استقصاءاتهم .
            • في فلسطين وضع بعض الناس شاشة مكبرة و عرضوا الحلقة و وزعوا أربعمائة استقصاء على الذين اجتمعوا حولهم.
            • و من المبادرات الجميلة كذلك, ريم من طنطا من مصر ، عمرها سبع سنوات فقط ،جمعت وحدها خمسين استقصاء , فقد ذهبت إلى نادي طنطا و وزعت الاستقصاء على رواد النادي فوجدوا بنت صغيرة تحدثهم و تسألهم عن الشباب الذين يريدون القيام بالمشاريع الصغيرة فأجابوها على الأسئلة فجمعت بذلك خمسين استقصاء.

            ليس المهم العدد و أن يكون هنالك من جمع ستة عشر ألف استقصاء و هنالك من جمع خمسين, ولكن المهم أن تكونوا شاركتم و تحركتم من أجل هذا.
            • و أسعدني كذلك مجموعة من الشباب المسيحيين قالوا بأن موضوع المشاريع الصغيرة هو قضية قومية فبعثوا لنا و شاركوا معنا في جمع الاستقصاء لصناع الحياة.
            فكنت سعيدا بكل ما أرى وأشاهد ، و شعرت بأن الشباب قد تحرك و بدأ يقول كلمته.
            • و تأثرت كذلك ببنت بالإسماعيلية أخذت الاستقصاء و ذهبت إلى الناس البسطاء الذين يبيعون في الشارع و شرحت لهم و طلبت منهم رأيهم وجمعت معهم الاستقصاء.

            بعد الكلمة القصيرة التي قلتها عن الثلاثمائة و خمسين ألف استقصاء التي جمعناها, أقول بأن هناك المزيد من الجهد علينا بذله, و الاستقصاء ما زال متواصلا طوال الأسبوعين القادمين.

            و لكن دعوني أسألكم سؤالا:
            هل منكم من يعرف كيف يحدث التغيير في حياة الأمم و الشعوب؟
            كيف تتغير الدنيا ؟
            كيف لأمة من الأمم تعيش مرحلة من الانهيار أن تنتقل إلى حياة العز و الخير؟


            هل تعرفون كيف تحدث النقلة و يحدث التغيير والبلاد تعيش حالة من الانهيار و الضياع, حالة من الانحراف الفكري, والانحراف السلوكي , الإهمال و اللامبالاة,و الجمود والفساد و الرشوة,و غياب منظومة الأخلاق, وعدم استعداد الناس للعمل,و الجهل والتخلف و الأمية و البطالة ، ضياع في كل المجالات, في المجالات السياسية و الاجتماعية و الصحية و التعليمية و الفكرية و الرياضية و الثقافية. كله إلى الانهيار, و الفساد ينتشر بحدة. و زيادة في الغنى حتى أصبح غنا فاحشا وبالمقابل الفقر يتزايد ويستفحل.

            و نتيجة لهذا الضياع و الانهيار يبدأ يظهر قو ل الله تعالى : {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً }الإسراء16
            هذا هو المشهد الأول : فماذا سيحصل؟
            سينزل الهلاك, و لكن لماذا ؟ !


            لوجود فساد في كل جهة يتمثل في الفساد الأخلاقي و السلوكي, والانحراف, والبطالة, والضياع, والرشوة , وحتى لا يبقى فساد على الأرض لأن هذه الأرض أرض الله. و سيوشك الهلاك أن يحدث , لكن الله برحمته سيعطي فرصة لهذه الأرض, فلن تهلك.

            و لكن لما ذا ؟
            لأن الله يوم خلق السموات و الأرض, كما يقول الرسول - صلى الله عليه و سلم : يوم خلق الله السموات و الأرض, كتب كتابا عنده فوق العرش فيه " إن رحمتي سبقت غضبي " ..
            الأرض تستحق الهلاك لكن ربنا - سبحانه وتعالى - سيحفظها و يرحمها.

            لكن كيف سيرحمها ؟
            سيرسل الله - وهنا سيحصل التغيير - أناسا مصلحين سيصلحون في الأرض أغلبهم شباب و نساء. سيصلحون بدفعهم الظلم و الفساد و الانهيار. ويدفعون الفساد الأخلاقي, ويدفعون البطالة, ويدفعون التخلف و يدفعون الأمية. سيدفعونها من المظاهر الدينية و من المظاهر الدنيوية, و يتحقق قول الله .

            هذا هو المشهد الثاني, و يتحقق قول الله تعالى: { َلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة251
            أي لنزل الهلاك. فكان من المفروض أن يقع الهلاك فيرسل الله تبارك و تعالى المصلحين فيدفعون هذا الهلاك فيرحم الله تبارك و تعالى الأرض فيرفع الهلاك و يغلب المصلحين .
            يتحقق قول الله تعالى : {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }هود117

            كأن الهلاك كان نازلا بهم لولا أن المصلحين دفعوا الظلم و دفعوا الفساد ويرفع الله الهلاك بسبب هؤلاء المصلحين. و مشروع صناع الحياة و ما نقوم به في هذا البرنامج نوع من أنواع دفع الهلاك. حلقة من حلقات التاريخ لحفظ الأرض.

            هل أسألكم سؤالا ؟
            يا ترى نحن اليوم و في هذه اللحظة التي نتكلم فيها سنكون حلقة من حلقات التاريخ ؟ من سيغلب ؟ لمن الدور يا ترى في هذه الآونة و في السنين الآتية ؟ للفساد أم للإصلاح ؟
            أقول حان دور الإصلاح. و أعتقد و هذا ما يمنحني الأمل أن دورة الفساد قد تمت و أن صفحة من صفحات التاريخ تقلب هذه الأيام في تاريخ هذه المنطقة من العالم. و بطي هذه الصفحة يظهر المصلحين, و صناع الحياة حلقة من حلقات هذا الإصلاح. و الممتع في الأمر هو أن هذا الإصلاح سيتم على أيد أناس عاديين, أنا و أنت ، امرأة عادية مثلك, و شاب عادي مثلك و ليس من أناس خارقين .

            لماذا أناس عاديون ؟ كي تكون التجربة قابلة للتكرار, و لأن الله يريد أن يرحم هذه الأرض و يعم الإصلاح, لأنه لو كان من قبل ناس غير عاديين فلن يقلدهم الكثير و لن يتم الإصلاح. فهؤلاء الناس لن يقوموا بانجازات ضخمة جدا و لكن أعمال متواضعة وصغيرة مثل تلك السيدة التي وزعت خمسين استقصاء. و لكن إكثار هذه الأعمال الصغيرة مطلوب لكي تكون قابلة للتكرار, و كي يقول الناس بإمكاننا فعل مثل هذا فيزداد الصلاح.

            وقد تحدثت معكم عن بعض النماذج القليلة التي تجسدت في الأشهر القليلة الماضية و التي قام بها أناس عاديون. فقد قمنا بالإعلان في برنامج صناع الحياة عن بعض المشاريع, فسأحدثكم عن الخير الذي عند هؤلاء الناس العاديين و عن ما يقوم به هؤلاء المصلحون من أعمال.
            • فلقد دعونا منذ أسابيع لإنشاء المنتديات الصحية و قلت لكم : يتوجب علينا إنشاء هذه المنتديات الصحية . فقام أطباء و شباب في كل الوطن العربي بالأخذ بأيدي الناس من أجل العناية بصحتهم. و المفاجأة الجميلة تكونت بالفعل في بلاد عربية كثيرة منتديات صحية. و قام صناع الحياة في السعودية بمبادرة جميلة سموها ( مشكاة طبيب ) و هي مبادرة من أجل التوعية الصحية في كل المملكة السعودية و بدؤوا من مدينة جدة.

            • وأيضا تكلمت في حلقة ماضية عن الدواء و قلت بأنه علينا بتصنيع الدواء و تشجيع البحث في هذا المجال و بأننا نستورد كميات هائلة من الدواء, فوجئت بتأسيس منتديين فورا بجهد من الصيادلة و أساتذة الجامعة. منتدى آخر للأخت إمامة البستانة من سوريا و قاموا بمشروع سموه دوائي العربي. وقد التحق به أفراد آخرون كثيرون على الإنترنت فالتحق به من مصر المهندس طارق رضوان و الدكتورة نغم من السعودية وبدؤوا يبحثون عن كيفية إنشاء شركة لتصنيع الدواء و بدؤوا يتصلون بأساتذة الجامعة و الصيادلة و كل من يهمه الأمر في الوطن العربي و قالوا لهم تعالوا نتعاون.

            • و أنشئ مشروع آخر سمي بمشروع صناع الدواء, مجموعة من الشباب, حوالي خمسين دكتور صيدلي مصريين و سعوديين تجمعوا و قاموا بهذا المشروع.
            يا جماعة هناك خير كثير, فممكن تكون تجارب صغيرة لكنها قابلة للتكرار وينتشر الخير و يزيد الخير . عندما انظر بداخلكم أتيقن بأننا سننجح إن شاء الله ؟ عندما أنظر فيكم أرى أن الأمل كبير و أن دورة الإصلاح حان موعدها, وأننا و الحمد لله نعيش في زمانها. صفحة في تاريخ هذه الأمة تقلب و هي تقلب في خير وإن المطلوب هو أن يستيقظ الناس ويستفيقون واضعين أيديهم في يد بعض.

            ولذلك عندما نعرض الاستقصاء لمعالجة مشكلة البطالة و نقول هذه أول خطوة فإننا نريد أن تشارك فيه الملايين و نبيين لكم أننا سننجح في معالجة مشكلة البطالة وكل المشكلات الصعبة .
            هل تتذكرون زراعة أسطح المنازل ؟
            و الله لم أكن أتخيل أن هذا الموضوع سينال كل هذا الاهتمام و يأخذ بمأخذ الجد. كنت متأكد بأن الخير سيحصل لكن لم أكن أتصور أن يكون بهذا الحجم..

            • ففي الأردن هناك خمسة مدارس بدأت تقوم بزراعة أسطحها بالإضافة إلى جامعتين أيضا. ففي كلية الصيدلة بجامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن بدؤوا بالفعل و كل أساتذة الجامعة و على رأسهم عميد الجامعة هو الذي شجعهم و قال لهم : اعملوا و نحن بجانبكم...
            • وكذلك في كلية الطب بجامعة صنعاء بدؤوا بزراعة أسطح الكلية..
            • وكذلك في سوريا و في كلية الهندسة الكهربائية بجامعة حلب قد بدؤوا يزرعون سطح الكلية ، وهناك خمس مدارس بسوريا بدؤوا بزراعة أسطح المدارس..
            • و في لبنان قام صناع الحياة بلبنان بتنظيم ندوة كبيرة للمشاركة في هذا المشروع...
            • و في المغرب حوالي ثلاثة مدارس وجامعتين بدؤوا يزرعون الأسطح...
            • و في مصر بكلية الهندسة بجامعة عين الشمس بدؤوا يزرعون أسطح الكلية ، و في جامعة القاهرة سمح عميد الجامعة بزراعة أسطح الجامعة و بتعميم القرار على كل الجامعة..
            • و نتذكر حتما الدكتورة ( ميساء ) التي تحركت في كل مكان و تحصلت على الموافقة من ثلاثة جامعات من أجل زراعة الأسطح...
            • و ما يفوق الخيال قد وصل لنا حتى الآن على الموقع خمسمائة بيت زرعت أسطحها في الوطن العربي.
            • و أجمل شيء : بنت صغيرة, بنت أردنية لم تذكر اسمها بعثت لنا تقول :إن أستاذنا و ناظر المؤسسة التي تدرس فيها ألقى محاضرة لكل المدرسة عن كيفية إنشاء المشاريع الصغيرة وعن كيفية زراعة الأسطح و استقدموا تقننين يدربونهم على الكيفية, و أكدوا لهم بأنهم سيدعمونهم و يمولونهم. و هي تقول في الآخر بأنه حضر واحد (عمه كبير) و هذا يدل على أنها طفلة صغيرة, قالت حضر و شرح لنا قصته مع زراعة سطوحه و التي أصبحت مزارع تنتج خضروات في الأردن و تصدر إلى أوربا وسجلنا في القائمة خمسين ولد وبنت ربنا يوفقنا وتصبح على خير يا عمو..

            فهذه كانت تجربة صغيرة و لكنها قابلة للتكرار, والخير آت بإذن الله.
            الكل يعرف قوة الكارثة ، فالحكومات تعرف والشعوب أيضاً تعرف والإعلام كذلك, الكل يعرف بأننا في مصيبة و هذه المصيبة تتفاقم يوما بعد يوم وطوفان يعلو فوق رؤوسنا اسمه البطالة ، لكن الكل يفضل السكوت و يقول لا داعي للتطرق إلى المشكلة لأننا لا نعرف حلا لها, لكن لا يجدي أن نبقى في سكون لأن الطوفان سيقضي علينا فلا بد أن نتكلم قبل أن يجرفنا الطوفان ؛ ولهذا بادرنا في صناع الحياة و وضعنا هذا المشروع على عاتقنا. فنحن نريد أن نهز الدنيا بأسرها , و نقول لهم أنقذوا شباب هذه المنطقة قبل أن يتحول إلى بركان. و العالم كله سيخسر لو أن هذا الشباب لم ينتج و لم يخرج من دوامة البطالة. و لهذا فنحن ندق الجرس ونصرخ بأعلى صوتنا و نقول من أجل أن نخرج من هذه المحنة نحتاج إلى مشروع قومي.

            الأرقام الرسمية تشير إلى أن البطالة بلغت ستة عشر مليون فرد, و قد يكون أكبر بذلك بكثير. ستة عشر مليون مواطن عربي لا يجدون عمل, ماكثين في بيوتهم منهم من هو في الثانية و العشرين من عمره و منهم من هو في الخمسة و الثلاثين و منهم رجال في الخامسة والأربعين يجلس بجانب زوجته في البيت لا يفعل شيئا. هذه المصيبة تزداد حدة, و الموضوع ليس جديد علينا فهو موضوع قديم وكل الصحف تتناوله يوميا ، فانظروا إلى الخبر الذي تنشره الأهرام :
            ( ثمانون مليون فرد سيعدون في تعداد البطالة سنة 2013 )
            فنحن إذا نقترب من الوصول إلى 80 مليون عاطل. و هل تدرون كم يمثل هذا العدد من إجمالي تعداد سكان الوطن العربي ؟ فمجموع سكان الوطن العربي قرابة 280 مليون نسمة.

            فماذا سيحصل يومئذ ؟!!...
            ما أكبر مصيبة حصلت في تاريخ أمتنا و في تاريخ المسلمين ؟ هل تتذكرون التتار ؟ هل أذكركم بما فعله التتار ؟ لكن ما علاقة التتار بموضوعنا ؟
            هذا لأن خطر البطالة أخطر من أكبر مصيبة ألمت بأمتنا. فهل تدركون هذا يا شباب ؟ التتار لما دخلوا بغداد قتلوا ثلاثة ملايين مسلم أما الآن ليس هناك ثلاثة ملايين و لكن ثمانون مليونا من الأحياء سيصبحون أمواتا إن لم ندرك الأمر, و علينا بادراك الأمر إذ أردنا أن نقوم بنهضة. التتار قتلوا ثلاثة ملايين و قيل مليونين, وقيل مليون و يحكى أن بغداد تحولت إلى أكوام من الجثث و ترك الناس في الشوارع قتلى حتى تغيرت رائحة الهواء ، و البطالة ستغير رائحة بلادنا, ستغير قيمنا الاجتماعية و السلوكية, ستغير أخلاقنا ... المصيبة نفسها و لكن في بغداد الموت كان سريعا أما البطالة فإنها تقتل ببطء.

            فلو أردنا أن نشبه البطالة بحدث نزل بالأمة في العصور الماضية فنشبهها بالطاعون الذي كان يأتي على بلد فيفنيه بأكمله . و إن أردنا أن نشبهها بحدث في العصور الحديثة نشبهها بإعصار (توسونامي) الذي حصد الكثير من الأرواح في آسيا, و أولئك الضحايا الذين كانوا يرون الطوفان و هو قادم إليهم, فهل تتصورون فظاعة المشهد, وهم يرونه يقترب منهم حتى أخذهم و غرقوا فيه و زهقت أرواحهم. كذلك البطالة, و لو كان موت البطالة بطيئا و بشكل اجتماعي وليس بشكل ظاهرة طبيعية, لكن الموت واحد في أخر الأمر ..

            و لذلك أقول لا بد من حل المشكلة, و لكن ما الحل ؟
            الحل هو أننا يجب أن ننتج, فنحن لا ننتج أبداً . نحن لا ننتج أبداً ، و لهذا فإننا لا نعمل. علينا بإنشاء مشاريع صغيرة كثيرة لكي يعمل الشباب, اثنان أو ثلاثة من الشباب في كل مشروع و هكذا ...مشروع تجاري أو مشروع اقتصادي أو مشروع خدمي أو مشروع صناعي. فليست محصورة حتما في الصناعة أو الصناعات الصغيرة, و لكن أي مشروع صغير فقط من أجل أن يكثر عدد العاملين. فنحن لا ننتج بل و بصراحة نعيش عالة على النعمة التي أهدانا الله إياها. لا نحولها لشيء ما وإنما نأخذها فقط لكي نأكلها. و بعبارة آخري, نحن نعيش على البترول. سواء بشكل مباشر في الخليج أو بشكل غير مباشر في بقية الوطن العربي الذي يستفيد بدوره من البترول. لكن ماذا سنفعل يوم ينفذ البترول ؟ إذن هو سينفذ ؟ طبعا سينفذ. فالأبحاث جارية, وستظهر مصادر جديدة للطاقة, الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. القرن الماضي كان قرن الفحم. القرن الثامن عشر و القرن التاسع عشر كان الفحم هو مصدر الطاقة. و كانت الحروب تقام من أجل الفحم, ثم انحسر دور الفحم و لا أحد يبحث عنه. فأتى دور البترول, فماذا سنعمل ؟ أنتم تعرفون أنه لو خصمنا من ميزانيات الوطن العربي عائدات البترول فسنصبح أسوأ حالا من مجاعات إفريقيا ...

            انقذوا المسلمين, و الحل الذي لا غنى عنه هو أن الشباب كله يبدأ يستثمر في المشاريع الصغيرة.

            و ما المشاريع الصغيرة ؟
            لا بأس أن نكرر, يعني كل اثنين أو ثلاثة من الشباب ينطلقون في مشروع يوظفون فيه خمسة أو ستة أشخاص أو يعملون وحدهم. فهذا ينتج منتجا صغيرا, وذاك يقدم خدمة, و آخر يقوم بنشاط تجاري. و تبدأ هذه المشاريع تكثر, و تنتشر في بلادنا و ننتج و نصدر ونقف على أرجلنا مرة أخرى و من دون هذا فلا جدوى. فالخيرات التي نملكها ستنفذ, و لهذا فعلينا بالمبادرة. و أكثر مما ذكرناه فنحن نريد إنشاء مشاريع متناهية الصغر. أي مشاريع صغيرة جدا. ورشة صغيرة للحدادة, ورشة صغيرة للنجارة. و أصحاب المهن و الحرف ينشئون مشاريع صغيرة.

            هل أضرب لكم مثلا يحمسنا و يقوي من عزيمتنا ؟
            كان هناك صحابي يسمى عبد الله ذو البجادين. و قد رويت قصته من قبل في برنامج و نلقى الأحبة. لكنني أريد أن أتطرق اليوم إلى قصة ذي البجادين من جانب آخر. ذو البجادين كان رجل يحب الإسلام كثيرا. و كان قوي الإيمان إلى درجة أنه ترك بلده و هو كان رجلا غنيا يعيش في عز بين أهله. فترك كل هذا من أجل الرسول - صلى الله عليه و سلم. وهاجر إلى النبي في ثياب مقطعة لأن أباه عندما عرف أنه أسلم نزع منه ماله. فذهب إلى الرسول. هل ترون حب الصحابة للإسلام ؟

            فالرسول لما رأى فيه هذا الإخلاص علمه حرفة. فهو هاجر إلى الإسلام بإخلاص لكن هذا لم يكفِ فكان عليه أن يتعلم صنعة صغيرة . فعمل ذو البجادين بجانب الرسول في المدينة بعد أن ترك أهله, و بدأت يتقن حرفته و بدأ ينجح. إلى حد أن الرسول لما أراد الخروج إلى غزوة تبوك أخده معه, ليس لكي يحارب معهم و لكن ليخدمهم بحرفته. لكن ذو البجادين لم يرض و أراد أن يحارب مع بقية الصحابة, لكن الرسول رأى بأن ذا البجادين سينفع المسلمين بحرفته و يعينهم على النصر. فكان ذو البجادين يمشي بجانب الرسول فقال له : يا رسول الله ادعُ لي أن أموت اليوم شهيدا. فقال له النبي : يا ذا البجادين, يا عبد الله إن من عباد الله من يخرج من بيته في سبيل الله فتصيبه الحمى أو يسقط من فرسه فيموت فيكون شهيدا.

            (فأنت عندما خرجت مع الجيش خرجت في سبيل الله. أنا أتمنى لو أن الشباب يفهمون هذا المعنى. فهو بصناعته الصغيرة ينقذ أمته) هل فهمتم ماذا كان يقول له الرسول؟ ليس فقط الشهداء الذين يموتون بضربة سيف أو ضربة رمح, فممكن أنكِ تكتبين عند الله شهيدة فقط لأنك وظفتِ عشرة من الناس و أنشأت مشروعا صغيرا, لأنك تخدمين نهضة أمة.

            فعبد الله ذو البجادين سمع ما قاله رسول الله و سكت. و خرج الجيش إلى المعركة و حارب الجيش و لم يحارب معهم ذو البجادين و لكن بقي يعمل في مهنته و صنعته يخدم الجيش. و في ليلة من الليالي, يحكي ابن مسعود و يقول: "في ليلة شديدة البرد نظرت في فراش النبي فلم أجده فتعجبت. فالبرد شديد و الظلام شديد و النبي ليس في فراشه. فنظرت في فراش أبي بكر فلم أجده, فنظرت في فراش عمر فلم أجده, فسمعت صوت الحفر خارج الخيمة. فخرجت من خيمتي فإذا النبي يحفر في الأرض و أبو بكر و عمر يمسكان له سراجا. فنظرت فإذا النبي يحفر وعيناه تذرفان من الدموع ’مات أخوكم ذي البجادين‘ فقلت لأبي بكر وعمر ’أتتركان النبي يحفر وتقفان هكذا؟‘ فقالا لي ’أبى النبي إلا أن يحفر قبره بنفسه‘ ثم نزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم واضطجع في القبر ثم رفع يديه إلى أبي بكر وعمر وقال ’ابنيا إلي أخاكم‘ فضمه ثم وضعه في القبر ورأيت دموع النبي تسقط على النعش.. ثم وضعه النبي في قبره ورفع يده إلى السماء وقال ’اللهم إني أشهدك أني راض عن ذي البجادين فارضى عنه يا رب" .. هل يمكنكم أن تنظروا للموضوع من هذه الزاوية؟؟ أرجوكم وصولوا هذا الكلام لإخواننا الحرفيين والمهنيين. لن نقوم على أرجلنا إلا بالمشروعات الصغيرة ولا يوجد أمل أجر غيرها. ولا توجد حلول أخرى لآن بلادنا تعجز عن القيام بمشروعات قومية كبيرة تستوعب كل هذا الطاقة من الشباب. والكثير من المشروعات الكبيرة في بلادنا فشلت وذهبت أموالها.. كما أن التعليم لا يقدم ما يحتاجه السوق من خبرات وبالتالي فالفجوة في تزايد مستمر. الحل الوحيد هو المشروعات الصغيرة. ولتكن نيتنا أن ما نقوم به من عمل هو خالصا لوجه الله.

            فلننظر مثلا إلى الغرب. كيف نجح؟ محلات شانيل العملاقة بدأت بسيدة تعمل خياطة.. هل تصدقون أن شركة جونسن أند جونسن بدأت بشخص في معلم كيميائي يقوم بعمل تركيبة مطهر للجروح؟؟ هل تصدقون أن شركة كادبوري بدأت بحلواني صغير يصنع الشيكولاتة؟؟ كنت أشاهد من وقت قريب جدا فيلم عنوانه (انتصار الطلبة) وفي الفيلم مجموعة من الطلبة تخرجوا من الجامعة ولم يجدوا عمل فقرروا أن يجتمعوا في جراج واحد منهم ثم قاموا بشراء مجموعة من الأجهزة لتبدأ من هذا المكان شركة من أكبر شركات الكمبيوتر في العالم (أبل ماكينتوش). هم رجالا ونحن أيضا مثلهم رجالا.. هم لديهم عقولا ونحن أيضا لدينا عقولا مثلهم.. أم أننا سنظل دائما نعاني من عقدة الهزيمة ؟؟ وعقدة أننا صغار؟؟؟ متى نتخلص من كل هذا؟؟ لن نتخلص من هذه العقد إلا لو خرج منا رجال ونساء مصرين على العمل والإنتاج والنجاح. هيا بنا يا شباب.. لنتحرك.

            نكمل في المداخلة القادمة باذن الله

            تعليق


            • #26
              الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟



              [COLOR=Red]

              والموضوع ليس مجرد حماس.. فنحن في حاجة إلى خمس أشياء:1. أفكار لنا فيها ميزة نسبية
              2. تمويل
              3. تسويق للمنتجات
              4. تدريب
              5. بيئة إدارية مناسبة

              دور حكوماتنا هو أن تجيء لنا بأفكار لها ميزة نسبية وهذه هي الطريقة الوحيدة حتى نكتسح العالم. فإذا كانت لدينا أفكار لمنتجات لها ميزة نسبية فسننتج بأسعار أقل وبالتالي نستطيع أن نقوم بالتسويق المناسب. سنكون في حاجة إلى تمويل وتدريب وسنكون في حاجة أن تساعدنا الحكومات عن جعل الضرائب والجمارك في مصلحة الشباب بدلا من أن تكون في مصلحة كبار المستثمرين. وبما أننا نفتقر إلى هذه الأشياء الخمسة فهذا هو السبب الأساسي أن المشروعات الصغيرة لا تنجح في بلادنا.

              كيف نحقق هذه الأشياء الخمسة؟؟ نحن نقدم لكم هذا الاستقصاء حتى نرج به العالم كله لكي يساعدنا على توفير هذه الأشياء الخمسة... فهم حلنا وأملنا.. نريد مؤسسة ضخمة أو مؤسسات تكون بمثابة حضانات للشباب .. تقدم لهم هذه الأشياء الخمسة لينطلقوا.. وقبل أن نتهم الشباب العربي بالاستهتار نسأل أنفسنا إذا كانت هذه الأشياء الخمسة قد توفرت لهم أم لا.

              كيف نحصل على أفكار لنا فيها ميزة نسبية؟ لابد أن يكون البحث عن هذه الأفكار خطة قومية في بلادنا كلها. هل صناعة الأثاث فكرة لها ميزة نسبة في مصر؟؟ ما هي الأفكار التي لها ميزة نسبة في المغرب أو في البحرين؟؟ كيف نعرف هذه الأفكار التي لنا فيها ميزة نسبية؟؟ نريد أن يتحول هذا الأمر إلى مشروع قومي تجمع عليه الأموال والخبراء والمدربين وطرق التسويق. لابد من أن يحدث كل هذا.. وبدونه لن يكون هناك حل للبطالة.

              وكأني أرى الحلم يتحقق أمامي: أرى مدن كثيرة في كل بلاد العالم العربي يقوم فيها الشباب بالمشروعات الصغيرة.. أرى في أحد هذه المدن معاهد كبيرة بها خبراء يدربون الطلبة على الأفكار التي لنا فيها ميزة نسبية.. أرى كل الإعلام والأغاني والفيديو كليب يدفعون الشباب إلى هذه الأفكار.. أرى المدارس أيضا تعلم الشباب على الأفكار التي لنا فيها ميزة نسبية.. ألم أقل لكم أنه مشروع قومي؟؟ أرى المدن بها مئات الآلاف من المصانع والورش.. أرى الإنتاج يتم تصديره كله.. هل ترون معي كل هذا؟؟

              كيف نحرك العالم كله؟؟ هل نملك هذا في صناع الحياة؟؟ طبعا نحن في حاجة إلى تمويل ضخم. وأنا أؤكد عليكم أن مثل هذه المؤسسات التي أتكلم عنها لابد أن تكون مؤسسات غير ربحية (مؤسسات أهلية) تجمع الشباب للعمل لا لكي تربح منهم.. وبهذا الشكل يتحرك العالم كله. طبعا لن نستطيع أن نقوم نحن بكل هذا وحدنا ولكننا نستطيع أن نهز العالم كله من الشرق إلى الغرب بهذا الاستقصاء.
              الكل متصور أن الشباب مستهتر ولا يريد أن يعمل.. دائما يقولون لي أن أنظر للشباب في الشوارع وفي المقاهي.. وأنا متأكد أن هذا ليس بصحيح وأنا متأكد أن الــ 350000 استقصاء (حتى الآن) هم أول بادرة خير وبإذن الله نعبر بهم المليون ويزيد.. فهذا هو جهدكم جميعا. هذا الاستقصاء هو أول وسيلة تنبيه للعالم كله نقول لهم به "أفيقوا.. قبل أن يتحول شباب هذه المنطقة إلى بركان يجتاح العالم كله".

              المطلوب هو أن نحول هذا الأمر إلى قضية قومية نقول بها للعالم كله أن يقدموا للشباب حضانات حتى يستطيعوا أن يخرجوا مشروعات صغيرة. وبصراحة بلادنا كلها تفتقر إلى مشروعات قومية. هل تذكرون بوريس يلتسن رئيس روسيا السابق؟؟ وقت أن كان رئيسا لروسيا قرأت خبرا في الجرائد وقتها يطلب فيه يلتسن من الشعب الروسي أن يتقدم أي منهم بفكرة مشروع قومي لإنقاذ روسيا. فهو لم يخجل أن يطلب من الشعوب المساعدة في أن يعرضوا مشروع قومي. هذا ليس عيبا أبدا.

              سليمان الفارسي عرض على الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم مشروع قومي لإنقاذ المدينة (وهو حفر الخندق) وطبعا النبي لم يرفض مشروعه بحجة أن المشروع لابد أن يقدم منه هو نفسه. كما أن النبي لم ينسبه لنفسه. بل وافق على المشروع وتم تنفيذ فكرة سليمان الفارسي وبعد أن نفذ المشروع تنازع كل الصحابة على ضم سليمان الفارسي لهم. قال المهاجرين "سليمان منا" وقال الأنصار "سليمان منا" فحسم الرسول الخلاف وقال "سليمان منا آل البيت".

              المشروع القومي الذي نعرضه على بلادنا الآن هو (مشروعات صغيرة كل طاقتنا تتجه إليها).. ونبدأ مشروعنا بهذا الاستقصاء المقدم من ثلاثة مليون منا.. بعد أن كانت أصواتنا متفرقة جمعناها كلها في صوت واحد.. صوت عالي جدا يهز العالم كله. وهذا هو دور الاستقصاء.

              هل تذكرون مشروع السد العالي؟؟ مشروعنا القومي في مصر؟؟ أنا أريد أن تتحول المشروعات الصغيرة وحل مشكلة البطالة وهذا الاستقصاء إلى مشروع قومي مثل بناء السد العالي. هل تذكرون بناء السد العالي؟؟ أعلنا أننا سنبني السد العالي وكانت قضية مصر كلها.. ولكن من أين لنا بالتمويل؟؟ رفض البنك الدولي أن يقرضنا فقمنا بتأميم قناة السويس. فقامت حرب 1956 وجاءت إنجلترا وفرنسا وإسرائيل على مصر فانتصرنا عليهم وكانت النتيجة أننا أكملنا المشروع وتم بناء السد العالي.. تحدي كبير ولكنه تم.

              اليابان من أكثر من 40 سنة قررت أن تصبح دولة عظمى بالمشروعات الصغيرة بعد أن كانت تتعلم من مصر وفعلا نجحوا في التحدي وتحولت البلد كلها (قانون – تعليم – إعلام – حكومة) إلى خدمة المشروعات الصغيرة حتى أصبحوا دولة عظمى.

              فهل سنظل نحن كما نحن؟ عايز أقولكم حاجة بس من غير زعل.. نريد أن نعيش تحدي مثل تحدي النمل. فعلا.. هذا ليس مزاحا.. سأذكر لكم قصة يتم تدريسها للأطفال في الهند. هذه القصة كتبها أستاذ خبير في علم الحشرات. وأنا أسف إني أطلب منكم أن تكونوا مثل النمل ولكن هذه هي الحقيقة.. أفيقوا ودعونا نجمع الملايين من هذا الاستقصاء.

              تقول هذه القصة (وهي حقيقية) أن النمل لديه صفة في سلوكياته فهو لا يستطيع أن يعيش إلا في ظل قضية تحدي.. يحكى عن مصنع كبير جدا للمواد الغذائية في الهند.. هذا المصنع به مخزن يحوي منتجات غذائية بمئات الآلاف من الدولارات. قام النمل ببناء مستعمرة بجوار هذا المخزن وبدأوا يهجمون على المنتجات الغذائية. كل محاولات الإبادة فشلت مع النمل. فجاءوا بخبير في الحشرات ليساعدهم وسألوه: "هل ستقوم بهدم المستعمرة؟" قال لهم: "لا.. لو هدمتها سيقوم النمل ببنائها مرة أخرى لآن النمل لديه تحدي غير عادي". فجاء بكومة كبيرة من السكر وضعها في نصف المخزن وتركها.. ثاني يوم اختفت كومة السكر.. فقام بتكرار هذه الطريقة وكل مرة يضع للنمل كومة سكر أكبر ممن قبلها. وجاء في يوم ليجد أن النمل قد ترك بعض كومة السكر. وفي الأيام التالية كان النمل يترك كمية أكبر من السكر حتى جاء يوم وجدوا فيها كومة السكر كما هي بدون أي نقص ولم يجدوا نملة واحدة في المخزن. فقال خبير الحشرات: "الآن لو ذهبتم للمستعمرة لن تجدوا فيها نملة واحدة". لماذا؟؟ لآن النمل أكل حتى شبع وملأ كل مخازنه فما كان منه إلا أن ترك هذه المستعمرة ليذهب إلى مستعمرة جديدة يبدأ فيها تحدي جديد لأنه لا يستطيع أن يعيش بلا تحدي.

              وأنا أسألكم: ما هو الأفضل؟؟ أن نعيش زمن التحدي أم أن نعيش زمن الراحة والرفاهية؟؟ والله أؤكد لكم أن هذا الزمن أفضل. . فهو زمن التحدي. أذكركم بأن النمل مثلنا لديه مشكلة انفجار سكاني وبالتالي لو لم يعيشوا في تحدي مستمر يلهيهم ستكون النتيجة أنهم سيأكلون بعضهم البعض من كثرة عددهم. هل عرفتم الآن لماذا أسمى الله أكثر صورة تتحدث عن مقومات النهضة (سورة النمل)؟؟ مع إن سورة النمل تتحدث عن مملكة سيدنا سليمان (وهي أكبر مملكة في التاريخ) والنمل هو من أصغر المخلوقات.. إلا أن السورة كان أسمها النمل.. التحدي هو الذي يأتي بالنهضة. وأنا في الحقيقة أخجل من أطلب منكم أن تكونوا مثل النمل.. لكن يا جماعة القضية قضية تحدي. فهل تقبلون التحدي؟؟

              هذا الاستقصاء هو الشهادة التي تشهد بها أنك تريد أن تشارك في النهضة بمشروعك الصغير. وقد تكون هذه الشهادة هي التي تنجيك يوم القيامة. هذا الاستقصاء ليس للشباب فقط لكن للخبراء – الموظفين – ربات البيوت – الآباء والأمهات.. الخ وليس من الضرورة الإجابة على كل الأسئلة. فكل واحد يجيب عما يخصه من الأسئلة حتى لو أجبت على سؤال واحد واثنين فقط من كل الاستقصاء.

              تخيلوا معي هذا الحلم الجميل: مليون شاب من مصر ومليون شاب من الجزائر ومليون من السعودية ومليون من اليمن وربع مليون من لبنان ثم يتم عمل هذه الحضانات لهم لتمويلهم وتعليمهم وتفتح لهم أسواق. ثم يقوم كل واحد من هؤلاء بعمل مشروع يعمل فيه عشرة آخرين. فتخيل 10 مليون يعملون في مصر ومثلهم في الجزائر والسعودية واليمن ولبنان والمغرب. والله حتى لو فشل منهم نصفهم لن تكون هناك مشكلة فيكفي أن يعمل في كل بلد 5 مليون يزلزلون الملايين الباقية. هذه هي الفكرة. أنا لا أقول المستحيل فهذا الأمر ممكن جدا. وطبعا ستكون كل إمكانيات الدولة تحت خدمة هؤلاء المليون وكل الطاقات مسخرة لهم. أنا لا أقول أنه أمر سهل فأنا أعرف مدى الصعوبة وأعرف أني أتحدث عن مشروع قومي لنهضتنا. يقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " ....و من مشى مع أخيه في حاجة حتى تتـهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام " (صحيح الألباني – السلسة الصحيحة).

              أريد أن أقرأ عليكم بعض أسئلة الاستقصاء بسرعة مرة أخرى:
              - هل لديك عمل أو وظيفة مستقرة في الوقت الحالي ؟ نعم أم لا
              - في حالة كونك طالبا ... هل تتوقع الحصول على فرصة عمل مناسبة ومستقرة بعد تخرجك ؟
              - إذا كنت لا تعمل ، فمن في رأيك المسئول عن توفير فرص العمل والوظيفة لك ولأمثالك في السنوات العشر القادمة؟؟
              - إذا كنت طالبا أو لا تعمل حاليا هل تعتقد أن البحث عن العمل هو: أول أولوياتك - على قمة أولوياتي بجانب أهداف أخرى - واحد من الأولويات الكثيرة...
              - في ضوء وصول نسبة البطالة حاليا بين الشباب العربي إلي 26.6 % (226 لكل 1000) تعتقد أنه عليك: انتظار الوظيفة - أبدا بمشروع خاص بشرط وجود جهة أو جهات تساعد في التمويل والتدريب وتسويق المنتجات - مستعد فورا لبدء مشروع خاص صغير أو تعلم حرفة بدون انتظار مساعدة أحد.
              - إذا كنت مستثمرا أو رجل أعمال أو صاحب مال هل أنت مستعد أن تنفق من مالك لتمويل الشباب لإقامة مشروعات صغيرة لتقليص مشكلة البطالة ؟
              - إذا كنت صاحب خبرة في مجال التدريب والإدارة ، فهل أنت مستعد أن تقدم جزء من هذه الخبرة للشباب؟
              - إذا كنت أبا أو أما لشاب في المدرسة أو الجامعة فهل توافق أن يتجه ابنك أو ابنتك لعمل مشروع خاص بدلا من انتظار الوظيفة ؟
              - إذا كنت أبا أو أما لشاب في المدرسة أو الجامعة فهل توافق أن يتجه ابنك أو ابنتك لتعلم حرفة أو مهنة ويتقنها ؟

              ستة عشر سؤالا وهذه الأسئلة متوفرة على موقع www.amrkhaled.net أدخلوا لتأخذوها وتطبعوها وتوزعوها على أكبر عدد ممكن. وأنا هنا أحب أن أشكر شباب صناع الحياة على كل ما قاموا به وأعلن أن الثلاث أسابيع القادمة هي مسابقة بين كل نوادي صناع الحياة وبين كل الناس والشباب والجمعيات على جمع أكبر عدد من الاستقصاءات (ثم إدخالهم على الموقع) وستكون الجائزة مفاجأة وسأقوم أنا بنفسي بتسليمها في أي بلد من بلاد العالم. كل ما تجمعوه من الاستقصاءات يمكنكم أن تدخلوه على الموقع دفعة واحدة أو ترسلوه على الفاكس أو صندوق البريد . وأذكركم بالمقولة: "ما ضاع حق ورائه مطالب". هذا هو حقنا وسنأخذه سنأخذه بأي طريقة. الأمة الآن فرجة لكل العالم وما نريده هو أن ينحني العالم كله احتراما لشبابنا. أوصيكم بالاستقصاء وأذكركم أننا سنحمل صوتكم للعالم كله من خلاله.. وسنتقابل كلنا يا شباب مع عبد الله ذي البجادين في الجنة بإذن الله وسيفرح بنا نبينا ونتقابل مع سليمان الفارسي لنخبره عن مشروعنا القومي.
              نشوفكم على خير


              لمشاهدة الحلقة

              للمشاركة في الاستقصاء

              كل ما يتعلق بحلقة الاستقصاء 2

              تعليق


              • #27
                الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                انا اسفة جدا وخجلانة منكم جدااااااااااااااا
                اعذروني على تاخري في تنزيل الحلقة بس غصب عني
                تفريغ الحلقة بينزل متاخر

                تعليق


                • #28
                  الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟

                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله - صلى الله عليه و سلم.





                  الحلقة 44 – التعليم (الجزء الأول)

                  أهلا بكم وحلقة جديدة من برنامجنا صناع الحياة..

                  سنبدأ أولا بنتائج الاستقصاء و دائما ً نقول : لا بد أن يكون موضوع المشروعات الصغيرة والبطالة مشروعا قوميا لبلادنا كلها ، وأول خطوة لتحقيق ذلك كان الاستقصاء الذي يطلب رأي الشباب العربي وشباب هذه المنطقة ، هل تريدون أن تعملوا أم تنتظروا الوظيفة ؟ هل أنت مستعدون لعمل مشروعات صغيرة لتنتجوا؟



                  من أجل ذلك عملنا إستقصاء البطالة. نريد ملايينا وليس ألوفاً من الشباب لنأخذ هذا الاستقصاء ونطرق به كل الأبواب ونحمله باسمكم إلى كل الجهات المحلية والدولية لنقول لهم إن شباب هذه المنطقة من العالم - شباب العالم العربي- شجاع ويريد أن يعمل.



                  وقبل أن نبدأ في موضوع اليوم كنا قد أقمنا مسابقة لعمل تصور لمجالات النهضة الإحدى عشرة من صناعة، زراعة، تعليم... ألخ .. بطريقة الرسوم المتحركة أو animation لعمل صور جميلة تعبر عن مجالات النهضة الإحدى عشرة. وقد شارك في المسابقة عدد كبير من الشباب الموهوبين ، وفاز في المسابقة شاب عربي يعيش في كندا يدعى أيمن عبد الرحمن ....وهذا يدل على أن هناك أمل في الشباب الذي يريد أن يبذل ويعطي كنموذج أخونا أيمن..الشباب بإحساسه الذي يعبر عن إرادته بأن يقدم ويعمل شيئا ويشارك بشيء مع صناع الحياة...



                  ما زلنا مع صناع الحياة وما زلنا مع مجالات النهضة ولقد انتهينا من مجال البطالة والصناعة والزراعة و العمل الحرفي والصحة وسنتكلم اليوم عن التعليم ...

                  فالتعليم الموضوع الأكبر الذي يهزنا ويمسنا جميعا لأننا طلاب أو آباء للطلبة أو أقارب لهم ..فالتعليم موجود في كل بيت ويؤثر على كل بيت...



                  وسنخصص للتعليم أربع حلقات:

                  الحلقة الأولى : سنتكلم فيها عن قيمة التعليم وأهميته وعلاقته بالنهضة... ونتعرف على مخرجات التعليم ونقرر إذا كانت صحيحة أم لا.

                  الحلقة الثانية : سنتكلم عن معوقات التعليم التي نستطيع نحن كشعوب أن نساعد فيها لنحل مشاكل التعليم ونساعد حكوماتنا وبلادنا فيها..

                  الحلقة الثالثة : سنتكلم فيها عن كيفية تفعيل الطالب والمعلم وأولياء الأمور ونخاطب كل منهم..

                  الحلقة الرابعة : سنتكلم فيها عن التعليم الفني والحرفي والإهتمام بالحرف والمهن ...



                  أما حلقة اليوم فهي عن قيمة العلم و أهمية التعليم وسأبدأ معكم بداية مختلفة جدا حول التعليم ،إن التعليم هو الذي يقيم الدول أو يسقطها.. والتعليم يقيم الحضارات أو يسقطها...فالتعليم هو أداة تعمير الأرض....

                  سنحلم معا بعام 2025 م وقد حدثت النهضة خلال السنوات العشرين بجهود صناع الحياة بجهود الشباب والبنات بجهود طلبة المدارس وبجهود سبعمائة ألف ممن أجابوا على الاستقصاء ، لكن ما علاقة هذا بالتعليم ؟ بينما نحن نحلم نرى التعليم يتداخل في الحلم ...كلما حلمنا سنجد التعليم أمامنا ..وسأريكم أهمية وقيمة التعليم سنة 2025 ..



                  هيا بنا نحلم عام 2025..

                  نحن في طائرة و قد هبطت في مطار القاهرة أو مطار جدة أو مطار صنعاء أو مطار الرباط و قد هبطت في موعدها المحدد في الساعة 04:17 حالها حال جميع أنواع المواصلات في بلادنا فالإنضباط يسود بلادنا في كل مجال ...لأننا في المدارس أول ما نعلمه للطلبة الانتظام في المواعيد...

                  فالمدرسة تفتح أبوابها الثامنة صباحا ، وتدق ساعات الطلاب الثامنة صباحا ، ويقرع جرس المدرسة الثامنة صباحا .. فتربى الطلبة على النظام في المدارس وكانت النتيجة شعب منضبط

                  ونحن نهبط بالطائرة نرى من نوافذ الطائرة المباني ونرى المساحة الخضراء في بلادنا قد اتسعت ونقول يا الله ! أليس هذا حي شبرا الذي كان شديد الإزدحام في الماضي؟ !

                  أليس هذا حي الغرير في جدة الذي كان شديد الإزدحام في الماضي؟ !..

                  أليس هذا الحي في صنعاء الذي كان شديد الإزدحام في الماضي؟ !..

                  وأصبح في الوسط حديقة ونرى شبابا يلعب كرة القدم في الملاعب لتفريغ طاقتهم الرياضية فيها...ونرى بنات يجلسن مع بعضهن...

                  نرى أسطح المنازل وقد امتلأت بالمزروعات المتنوعة ، وكل بيت الآن يأكل الخضار والفواكه التي يحتاجها مما زرعت أيديهم على أسطح المنازل ..تعرفت العائلات على بعضهم وأصحبت العلاقات بين العائلات مترابطة يسودها الحب والصحبة لأن أولاد العائلات كلهم يزرعوا معا سطح المنزل..نرى كل العمارات السكنية يعلوها الخضرة.. تقام الحفلات على الأسطح ويأكلون ما يحتاجونه من الخضار مما يزرع على الأسطح...

                  ماذا حصل؟ المدارس والجامعات سنة 2008 أعلنوا قرارا بأن من يقوم بزراعة سطح منزله من طلبة المدارس والجامعات سيأخذ كل درجات أعمال السنة .. وكذلك لمن يشارك بزراعة أسطح المدارس والجامعات...

                  وفي سنة 2007 العام الماضي صدر قرارا بأن كل طلبة الجامعات يجب أن يتعلموا كيفية محو الامية ويحصل الطلبة على درجات زيادة إذا عقدوا دورات محو الأمية في الريف والقرى..

                  وقد ساعد الإعلام الطلبة في ذلك حيث حببوا الأميين نحو التعليم وأعلنوا عن جوائز للأمي الذي يتعلم وكانت النتيجة أن انخفضت نسبة الأمية من 60% في العالم العربي الى 15% خلال سنة واحدة...



                  نزلنا بالطائرة ونزلنا نمشي في الشوارع ونظرنا الى وجوه الناس التي تغيرت عما كنت عليه في سنة 2005 فأظهر الناس أصبحت مستقيمة على عكس سنة 2005 الذي كانت فيه ظهورهم منحنية...الوجوه مبتسمة على عكس سنة 2005 الذي كانت الوجوه فيه مليئة بالكآبة... تملأ العيون الثقة بالنفس لأنه هناك حصة في المدارس أسبوعيا اسمها حصة الحرية...

                  هيا نزور مدينة في الجزائر و تونس وفي كل العالم العربي ..مدينة رائعة... ما تلك المدينة ؟ ! إنها مدينة الشباب للمشروعات الصغيرة.. نعم مدينة بنيت وفيها مئات الآلاف من الورش والمشروعات الصغيرة..من يقف في الورش ؟ ! شباب صغير السن وشباب جامعي ليس كلهم من الخريجين..كل مجموعة عملت مشروعا صغيرا وقد أعطتهم الدولة مكانا لممارسة عملهم ..

                  وما المشروعات الصغيرة ؟ ! هذه المشروعات تُصدِر بمئات الملايين من الجنيهات والدولارات ، إلى أين يصدرون إنتاجهم ؟ إنهم اكتسحوا السوق الصيني.. حتى أن الصين تفكر أن تسن قانونا يمنع غزو المنتجات العربية الى بلادهم..فالدراجات الصينية كلها الآن مستوردة من البلاد العربية بماركة عالمية اسمها (( عرب )) كلها من البلاد العربية... فالمشروعات العربية غزت الصين..

                  هل تتخيل هذه المدينة؟ ! و من أين تم تمويل هذه المدينة ؟ ! من الشعب حيث وضع كل فرد من الشعب مبلغا من المال عندما صدقوا أن الموضوع جادا ولما عرفوا أن الشباب جاد ومن إستقصاء عام 2005 الذي سأل عن الشباب المستعد لعمل مشروعات صغير ة فأجاب ثلاثة ملايين شابا بالإيجاب فهزت عزيمتهم الدنيا وبنيت تلك المدن...



                  لم تعد البطالة موجودة فانخفضت نسبة البطالة من 30% سنة 2005 الى 4% سنة 2025 كل ذلك بسبب مدن الشباب للمشروعات الصغيرة والتي ساعد فيها الاستقصاء و من رأي الشباب الذين ردوا عليه..

                  إلى أين تحب أن تذهب ؟ نحن الآن في محطة القطار..فالقطار كبير جدا وقد امتلأ بآلاف الناس والبضائع.. يخرج من مصر يمر بسوريا ويخرج من سوريا يمر بفلسطين ويمر بلبنان ومن ثم يمر على دول الخليج العربي ويذهب لليمن.. ينقل آلاف الناس الى أي بلد يريدونه فلا يحتاجون الى تأشيرة ولا يوجد حدود بين البلاد ولا يوجد عملات مختلفة فالعملة أصبحت موحدة تتعامل بها جميع البلدان العربية لأنهم تعلموا أن وحدة بلادنا غالية جدا ، وكانت الجامعات في الصيف تنظم رحلات مشتركة بين البلاد فالشباب متحابين وتعارف بعضهم على بعض وتزوجوا من بعض بسبب ما عملته المدارس والجامعات...



                  طريقة التعامل بين الناس تغيرت فأصبحت جميلة جدا..فالناس تتعامل مع بعضها بهدوء شديد...ولذلك زادت السياحة ويزور البلاد العربية مائتي مليون سائحا على عكس سنة 2005 ؛ لأنه هناك حصة في المدارس اسمها ((حصة الذوقيات ))..يعلموا فيها الشباب كيف يرتدون ملابسهم وكيف يتكلمون مع غيرهم وكيف يعاملون الناس ؛ فزادت السياحة بسبب حصة (( الذوقيات)).



                  هل ترى المساجد ؟ لقد امتلأت في صلاة الفجر سنة 2025 .. زادت مساحة مصلى النساء في المساجد فأصبحت مساحة مصلاهم في المساجد مثل الرجال تماما ، والنساء أصبحت تصلي الفجر في المساجد مثل الرجال ؛ لأن عمل جميع البلد يبدأ بعد صلاة الفجر فلا يناموا في الساعة الثالثة صباحا ويعملوا الساعة الثانية عشرة ظهرا مثل ما كان عام 2005 ، كل الناس تبدأ عملها مبكرا ، والتدين ليس في الصلاة فقط بل في العلاقة بين الناس ، و في التعايش الجميل بين المسلمين والمسيحيين ، والعلاقة المتميزة بين السنة والشيعة..

                  ماذا حدث ؟ لم يعد الدين مادة إضافية ليس لها فائدة في المدارس بل أصبحت مادة إلزامية...مادة تعلم الشباب كيفية الإنتاج لبلادهم و وكيف يحبون بلادهم..

                  تخيلوا أنه بسبب (( حصة الدين )) نجحت كل المشروعات الأخرى ، وعملت المدارس مشروعا اسمه "التنمية بالإيمان" صنعوا التنمية بالإيمان من خلال حصص الدين التي تدرس للشباب..



                  ما رأيكم في الحلم؟ نستيقظ الآن ؛ فيتحول هذا الحلم إلى حقيقة إن شاء الله بأيدينا وجهودنا ..



                  رأيتم معي تفاصيل الحلم؟

                  أود أن أقول ليس حلمنا فقط الذي يقوم على التعليم ! ! فهناك أناس رأوا حلما قبلنا وحلمهم تحقق الآن ..ماليزيا...

                  ماليزيا منذ ثلاثين عاما مضت كان حالها أصعب من حال بلادنا بكثير وحلموا بنفس الطريقة التي حلمنا بها اليوم بالضبط وتحقق الحلم ، و عندما استضفنا في إحدى القنوات الفضائية العربية "مهاتير محمد" رئيس وزراء ماليزيا السابق وهو من عمل النهضة لماليزيا ، سئل سؤالا محددا في بداية الحلقة : ماذا فعلتم حتى تحققوا حلمكم ؟ ! أخبرونا ماذا فعلتم؟ ! ولكن أرجو أن لا تقول قصة طويلة ، احكي لي كلاما محددا ، ..

                  فرد "مهاتير محمد" : اعتمدنا على أمر واحد فقد جعلنا ميزانية التعليم 20% من ميزانية الدولة.

                  فسأله المذيع: فقط؟ !

                  فأجاب مهاتير محمد: فقط.. أصبحنا نوفر من أكلنا ونصرف على التعليم..أعطينا للتعليم أكبر بند في الميزانية العامة للدولة ...وتحقق الحلم..

                  إذن الموضوع غير مستحيل؟



                  هل تدرون أن كل دول العالم المتقدمة أكبر بند في ميزانية الدولة بعد التسليح التعليم...لأن التعليم ليست مسألة خدمة اجتماعية بل التعليم أعظم استثمار كبير بدونه ستستنزف ، وإذا لم تكن تصنع فسيأتي كل شيء من الخارج ..فلو لم تكن صانعا لحاجتك ستظل تُستنزف مثل حالتنا الآن ..

                  هل عرفت درجة و أهمية وخطورة التعليم؟ ولماذا يُصرف عليه كل هذه الأموال؟



                  السؤال الذي يطرح نفسه هل الوضع الحالي في بلادنا يساعد أن يتحقق الحلم ؟

                  لا أريد أن أقول لا أو أقول نعم ولكنني سأقول أننا يجب أن نكن منصفين .. الجهد الذي يبذل في بلادنا من وزارة التعليم على التعليم ومن الجهات الأهلية على التعليم مجهود خرافي بلا شك، وهذا الأمر ليس في بلد عربي واحد بل في كل البلاد العربية ..يصرف على التعليم أموالا طائلة و تُبذل جهود جبارة .



                  على سبيل المثال، الإنفاق على التعليم في مصر زاد من 8 مليار من سنة 1996 الى 16 مليار عام 2002 ...وعدد المدارس التي بنيت في العالم العربي في التسعينات يساوي عدد المدارس التي بنيت في العالم العربي في القرن الماضي كله ...وهذا بالإضافة إلى الزيادة السكانية فعدد الطلاب زاد 27% ..ولكن الأمر يحتاج عشرة أضعاف المجهود المبذول الآن ؛ لأن مخرجات التعليم في بلادنا مخرجات ضعيفة ولا تحقق الحلم...



                  سأحكي لكم قصة أحد أصحاب الأراضي الزراعية يرفض أن يُشغل في أرضه أي مهندس زراعي قد تخرج من كلية الزراعة بل يقول أنه سيشغل أي فلاح أمي هو من سيحرث الأرض ويشغل الجرار ؛ لأنه تعلم في مدرسة الحقل ، أما خريج كلية زراعة لن يعرف أن يتعامل مع الأرض فقد درس كلاما نظريا ليس له علاقة بالحقل..هل لاحظتم مخرجاتنا من التعليم ؟



                  الحكومات في بلادنا تقيس مخرجات التعليم بنسبة النجاح في الثانوية العامة وعدد الخريجين من الجامعات...وكم نسبة النجاح في الثانوية العامة و الجامعة ؟ 100% الكل ينجح ؛ لأنه لا يوجد مكان فهناك طلبة جدد وليس للطالب القديم مكانا فلا بد أن تنجح المؤسسة التعليمية الطالب... فالمدرسون والمديرون ينجحون الطلاب بصرف النظر عما كتبه الطالب ..فالمخرجات في بلادنا تقاس بعدد الناجحين، وهل هذا المقياس صحيح ؟



                  المعيار يجب أن يكون في عدد الذين عملوا براءة إختراع أو عدد الذي اشتغلوا أو انخفاض نسبة البطالة ، ومن هنا نستطيع تحديد مخرجات التعليم ..



                  لنقارن بين الدول في عدد براءات الاختراع



                  ومعنا تقرير التنمية البشرية للأمم المتحدة سنة 2003 من الدول المختلفة .... و تحسب بالعدد بين كل مليون شخص





                  الدولة


                  العدد

                  الدولة

                  العدد

                  مصر

                  1

                  فرنسا

                  195

                  الجزائر

                  2

                  النمسا

                  159

                  ماليزيا

                  25

                  أمريكا

                  289

                  إسرائيل

                  71

                  اليابان

                  1057


                  المصدر: تقرير التنمية البشرية2003





                  كل ذلك يدل على مخرجات التعليم ، ويمكننا قياسها أيضا بعدد جوائز نوبل والجدول التالي يوضح ذلك :







                  الدولة


                  العدد

                  الدولة

                  العدد

                  أمريكا

                  137

                  روسيا

                  11

                  ألمانيا

                  49

                  اليابان

                  8

                  المملكة المتحدة

                  47

                  السويد

                  8

                  فرنسا

                  18

                  كندا

                  6

                  هولندا

                  11

                  مصر

                  2


                  المصدر: تقرير التنمية البشرية2003








                  عدد البحوث العلمية المنشورة





                  الدولة


                  العدد

                  الدولة

                  العدد

                  الولايات المتحدة

                  2747000

                  الهند

                  155000

                  اليابان

                  161000

                  إسرائيل

                  81000

                  المملكة المتحدة

                  58000

                  مصر

                  20000

                  ألمانيا

                  480000

                  السعودية

                  14000


                  المصدر: تقرير التنمية البشرية2003





                  معدلات البطالة:





                  الدولة


                  العدد

                  العالم العربي

                  30%

                  أمريكا

                  5%

                  اليابان

                  5.4%

                  المملكة المتحدة

                  5.2%


                  المصدر: تقرير التنمية البشرية2003





                  الهدف مما طرحته من هذه الإحصائيات أن مخرجات التعليم في بلادنا لا تحقق الهدف منها، لهذا أقول لكم أننا نحتاج أضعاف أضعاف الجهد المبذول؛ لأن التعليم في بلادنا تعليم تلقيني: احفظ، سمّع. فيتحول دماغ التلميذ إلى مخزن مؤقت تدخل إليه المعلومات إلى يوم الامتحان، ويخرُج الطالب من الامتحان يقول "الحمد لله ارتحت منها".



                  على سبيل المثال: الدروس الخصوصية ليست قائمة على الفهم بل على (خدع الامتحانات) كيفية دخول الامتحان وكتابة الإجابة الصحيحة، فالمدرس الخصوصي يعطيك احتمالات أسئلة الامتحان، فعلى سبيل المثال هناك أب كيميائي عظيم جدا قال لابنه: لا تأخذ دروسا في الكيمياء، فأبوك أمهر كيميائي في مصر. فدرّس الأب الابنَ الكيمياء بأفضل طريقة، ولكن الابن سقط في الامتحان؛ لأن الأب لم يعرف أن الموضوع ليس موضوع السهولة ولكن الموضوع في الحفظ، كيفية الحصول على أعلى الدرجات في الامتحان، فالهدف ليس الفهم بل التلقين فقط.



                  أريد منكم إيقاف التعليم التلقيني واستبداله بتعليم يقوم على ثلاثة أمور:

                  § أولا اكتشاف قدرات ومواهب الشباب والطلبة، كيف نكتشف مواهب الطالب حتى نقلل البطالة، ولتنتشر هذه المواهب، لا أن يكون الجميع موظفين.

                  § ثانيا كيفية تنمية مهارات التفكير، وليس مجرد التخزين.

                  § ثالثا كيفية تعليم الطالب البحث عن المعلومة حتى يصبح البحث هو حياته لاحقا.



                  أولا اكتشاف القدرات وتنمية المواهب

                  في العالم المتقدم يعلمون المعلمين كيفية استخراج مهارات الطلبة، كيفية الاكتشاف، يقولون له أن الطالب الثرثار -الذي يُضرَب في بلادنا- قد يمتلك مهارة الخطابة، فاستغلوه في الإذاعة المدرسية، والطالب الذي يصدر أصواتا باستمرار -الذي يقال له في بلادنا أنه قليل الأدب لأنه يلعب في الحصة- قد يمتلك إبداعات موسيقية، والطالب الذي يقضي وقت الحصة في الرسم على الورقة نوجهه لمجلة في المدرسة فقد يكون موهوبا في الرسم، والطالب الذي يقوم بعمل صواريخ ورقية -هذا الطالب في بلادنا يطرد من الحصة ومن المدرسة لأسبوع- فيمكن أن يوجه للمشروعات الصغيرة، والطالب الذي يخرج من الحصة ليلعب في الملعب كرة القدم يوجه بتخصيص وقت له ليتدرب مع فريق كرة القدم. فهم يدربون المعلم الغربي على كيفية استخراج مواهب الطلبة، وأنا أتساءل: كم موهبة قتِلت في بلادنا بالضرب في المدرسة لأنه رسم على ورقة؟



                  من الأمثلة: في ماليزيا أنهم -كما قلنا- خصصوا 20% من ميزانية الدولة على التعليم، وخصصوا منها حصة تسمى حصة الاختراعات لكل الطلبة، تكون هذه الحصة 4 مرات في الشهر، وهي اختيارية، فالطالب الذي يختار دخول حصة الاختراعات يُصرَف له من الدولة 1300 دولار فورا، ثلثهم للمدرسة لتشجع بدورها الطالب، والثلث الثاني مكافأة للطالب، والثلث الثالث للإنفاق على الاختراع، هل عرفتم لماذا استطاعت ماليزيا صنع سيارة ولم نستطع نحن فعل ذلك؟ هل لاحظت كيفية تنمية المواهب والاختراعات؟



                  لا توجد طريقة معينة لاكتشاف هذه المواهب، ففي جامعة في أمريكا أجريَ اختبار بين الطلبة لتقدير نسبة الذين يعرفون مواهبهم مِن الطلبة ويحددها ممن لا يعرف، 3% فقط من الطلبة كانوا ممن يعرفون مواهبهم، بعد عشرين سنة بحثوا في الأمر ثانية فوجدوا دخل هؤلاء الذين كانوا من ضمن الـ 3% يساوي دخل الطلبة الـ97% الباقين؛ لأنهم عرفوا موهبتهم وهم طلبة، فقررت المدارس والجامعات في أمريكا تخصيص حصة أسبوعيا لاكتشاف المواهب، فيأتون بخبير ليجلس مع الطلبة ويسألهم أسئلة عن ماذا يحبون... ويسأل الخبير الطالب عن هدفه فيقول الطالب أن أكون أكبر مخترع في أمريكا، فيحضرون له العدة ويبدأ الطالب بالعمل، ثم يرسلون تقريرا لولي الأمر عن مجال تميز ابنه، بعد إجازة الطالب الصيفية يطلب تقريرا من الأب والأم يشرحون فيه ما قام الطالب بعمله في الإجازة الصيفية، وإن لم يتميز الطالب كثيرا في هذا المجال فيقومون بالبحث عن مجال تميزه، أما إن نجح فيبدأون بتنمية موهبته وإرسال مستشارين له.



                  أطلب من الشباب أن يبحثوا عن موهبتهم بأنفسهم إذا لم يجدوا من يساعدهم في ذلك، وهذا هو الأمر الأول الذي أريد أن أقوله، نريد تغيير تعليمنا، أطلب من الجميع أن يبدأ باكتشاف مواهب أبنائه، وأن يبدأ مع ابنه وعمره ثلاث سنوات، من الروضة، أرجو كل الشباب وكل من يسمعني أن يكتشفوا مواهبهم، لا تقل لي أنك في كلية الهندسة، بل قل لي ما هي موهبتك؟



                  وانظروا كيف اكتشف النبي -صلى الله عليه وسلم- مواهب الصحابة، فيقول -صلى الله عليه وسلم- لحسان بن ثابت أنت في مجال الشعر، ولأبي بكر أنت في أنساب العرب، ولزيد بن ثابت أنت في الفرائض، ولعلي بن أبي طالب أنت في القضاء، أليس كذلك؟ ألم يوزع النبي –صلى الله عليه وسلم- الكفاءات؟ ومن كثر توزيعه للمهارات كان يعرف كيف يكتشف مهارة كل شخص، حتى أن قريشا هجت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لحسان: "إن روحالقدسلا يزال يؤيدك ما نافحت عن اللهورسوله"[صحيح مسلم] انظروا كيف يدفع المهارة ويقول لحسان جبريل معك فرد عليهم، فيقول حسان سأرد عليهم يا رسول الله. ومن ثم يقول له النبي-صلى الله عليه وسلم-: "لا تعجل. فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإن لي فيهم نسبا، حتى يلخص لك نسبي"[صحيح مسلم] لماذا؟ لأن حسان لا يعرف أنساب قريش جيدا، فقد يهجو قريشا ويهجو معها النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن أبا بكر عالم بأنساب قريش، ولذلك أرسل أبا بكر مع حسان، فيكتب حسان بن ثابت القصيدة ويقول له أبو بكر ماذا يختار من فروع قريش التي ليس لها علاقة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ووصلت القصيدة لقريش فاغتاظت، فيقول أبو سفيان: والله إن هذه القصيدة لوراؤها أبو بكر. أرأيت المواهب؟


                  نكمل في المداخلة القادمة باذن الله

                  تعليق


                  • #29
                    الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟

                    ثانيا تنمية مهارات التفكير

                    يقول المعلم للطلبة أنه يجب حفظ جدول الضرب لمعرفة حاصل 5×6 فيقوم الطالب بكتابته مئة مرة، فيكون العقل هنا كالمخزن، أما لو قال أن 5×6يساوي 30 قطعة من الحلوى، ويقوم المعلم بتقسيم الصف إلى 5 طاولات، ونقسيم قطع الحلوى الثلاثين على الطاولات الخمس، فلماذا قسمت هكذا؟ ثم يسأل المعلم من أسرعكم تقسيما للحلوى؟ هل تعلّم الطالب هكذا أم لا؟ تعلم أن 5×6=30 ولكنه لم يتعلمها بكتابة 5×6=30 مئة مرة.




                    حتى في تعلم الأحرف العربية والإنجليزية التي يتعلمها الأطفال فيKG1 أو KG2 نعلمها للطلبة بكتابة حرف الألف 30 مرة وحرف الباء 30 مرة، أما في الغرب فهم يرسمون للأطفال على الأرض بالطباشير -لا تحتاج لإمكانيات- لعبة السلم والثعبان وهي أنك حين تصل السلم فإنك تصعده وتتقدم حتى تصل إلى النهاية وتفوز، فهذه اللعبة ترسم على الأرض، ففي أول خانة حرف الألف، فلو مر الطفل بالخانة الأولى فيقف فوقه فيتعلم أن الحرف الأول هو حرف الألف، ويليه الباء ثم الجيم... فيتعلم باللعبة ويتعلم استخدام عقله، ما رأيكم بهذا الكلام؟



                    نريد أفكارا، سئِل عالم الفيزياء الألماني الذي حصل على جائزة نوبل منذ سنتين أو ثلاثة عن كيفية حصوله على جائزة نوبل؟ فقال لهم ببساطة: ربتني أمي وأنا صغير على أن تسألني كلما أعود من المدرسة: كم سؤالا مفيدا سألت الأستاذ اليوم؟ فتعلمت أنه عليّ الرد عليها، فصرت أخبرها الأسئلة وتسألني إذا كان السؤال مفيدا أم لا؟ حتى بدأت أستخرج الأسئلة المفيدة وبدأ العقل يعمل، ثم أخذت جائزة نوبل.



                    حرام علينا أن نقتل أولادنا، نحن نقتلهم! ألا تذكرون قول الله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} (التكوير:8-9)؟ هناك وأد للأحياء الآن يسمى الوأد الخفي، نمارسه في عقول أولادنا في المدارس والجامعات، والله إنه لحرام، ويجب أن ننمي مهارات التخيل؛ لأنه بداية التفكير. يقول أينشتاين: الخيال أقوى من العلم لأن الخيال يأتي بالعلم. فكيف يمكن أن ننمي التفكير عن طريق الخيال؟ فما رأيكم أن نعرض حصة التاريخ بأن يختار المعلم من مجموعة طالبا يقوم بدور جندي في جيش صلاح الدين، ويختار من مجموعة أخرى طالبا يقوم بدور جندي من جيش ريتشارد قلب الأسد، أريد منكم أن تقوموا بإجراء حوار بينكم عن أخلاق ريتشارد وأخلاق صلاح الدين، لماذا لا نقوم بذلك؟ هل تكلف أموالا؟ هل تكلف ميزانيات؟ لا تكلف شيئا.



                    وفي موضوع التعبير تجد المعلم يطلب من الطالب أن يكتب عبارة في وصف حديقة جميلة، ولا يطلب منه أن يكتب حوارا بين جندي في جيش صلاح الدين وجندي في جيش ريتشارد قلب الأسد، عندها ستجد وتكتشف إبداعات الطلبة وتنمية التفكير لديهم، أمر بسيط جدا.



                    تخيلوا يا إخوتي أن الأستاذ يتكلم 50 دقيقة والطلاب قاعدون وأيديهم على وجوههم، أو تجد أحدهم يلعب أو يكتب ويرسم أشياء على الورق، أوليس ذلك بحرام؟! فمن المفروض أن يتكلم المعلم 20 دقيقة من الحصة فقط وباقي الحصة للمناقشات، فتربية النقاش هي التي تربي العقول وتنمي الخيال، فالمشكلة ليست في أسلوب تدريس المعلم، بل في طريقة ترتيب الصفوف في بلادنا المختلفة عن كل العالم، فالصفوف مرتبة بطريقة صفوف متتالية، أليس كذلك؟ هل تعرفون ما معنى ذلك؟ أن الطالب مقهور على أن يسمع المعلم؛ لأن طريقة جلوسهم تحتم عليهم ذلك، أما طريقة ترتيب الصفوف الصحيحة فهي أن تكون على شكل مجموعات، فهذه الطاولة يجلس حولها 5 طلاب، وهذه الطاولة يجلس حولها 5 طلاب آخرين، وطاولة ثالثة يجلس حولها 5 طلاب آخرين، ويجري حوار ونقاش بين مجموعات الطلبة، والمعلم يسهل عملية التعلم ويتحدث ثلث الوقت فقط، فبهذه الطريقة تنمو مهارات التفكير، وتخيل عند تدريب المعلم للطلبة على آداب الحوار وكيفية سماع الآخر وطريقة مناقشة مجموعات العمل لبعضها البعض، فماذا سيتعلمون؟ سيتعلمون الاستماع الجيد وأدب الحوار، سيتعلمون العمل الجماعي.



                    نحن في صلاة الجمعة لا نستطيع تسوية الصفوف، فنتقاتل في صلاة الجمعة ولا نقف بجانب بعضنا البعض؛ لأننا لم نتعلم في المدرسة كيفية العمل الجماعي، فشركات الجنسيات المتعددة تتحد الآن وتنشئ شركات ضخمة جدا ويتعاونون سويا؛ لأنهم تربوا على ذلك في المدارس، أما نحن فيموت الأب ويترك تركة كبيرة، وكل ولد يقسمها ويأخذ حصته، فهم لا يعرفون العمل سويا، فنحن نتفكك لأننا لا نستطيع القيام بالعمل الجماعي.



                    نحن لا نستطيع أن ننقد بعضنا بعضا، عندنا وجهة نظر واحدة فحسب؛ لأن المدارس تقوم على التلقين، لأن المدرس هو الذي يتكلم فقط، مدرس في بريطانيا أقام طالبين ووضع بينهما قطعة خشب تشبه الرقم 7 وكل طالب يقف في جهة، فكل طالب يرى رقم 7 بشكل مختلف، فالأول يراه رقم 7 والثاني يراه رقم 8 فبهذه الطريقة يتعلم الطالب احتمالية وجود وجهتي نظر لأي شيء، ويطلب من الطالب الذي يرى الرقم 7 أن يدافع عن وجهة نظره ويطلب من الطالب الذي يرى الرقم 8 أن يدافع عن وجهة نظره كذلك، ويخبرهم أن من يقنع الآخر بوجهة نظره فسيأخذ جائزة، فمن يأخذ الجائزة هو الذي يقول للآخر تعال انظر للرقم من مكاني، هل عرفت أنه من الممكن أن توجد وجهة نظر أخرى غير وجهة نظرك؟ أما أولادنا فيكونون أحاديو التفكير، فينتج من ذلك العنف وعدم التأقلم على العمل الجماعي.



                    يا أولياء الأمور، يا أيها الأساتذة والمعلمين، ما رأيكم في الكلام الذي نعرضه؟ والغرب لم يكتف بذلك، بل خصص كل حصص الأسبوع الواحد لتساعد الطالب على فهم الفكرة التي تنمي مهارات التفكير جدا، كل الحصص تتكلم عن نفس الموضوع، كيف؟ باستخدام التعليم التكاملي، كيف؟ بأن تكون مثلا مادة الجغرافيا خلال الأسبوع كله، كيف؟ بأن تكون حصة الجغرافيا مثلا عن خصائص فصل الشتاء، وفي حصة التاريخ يتكلم المعلم عن كيفية هزيمة نابليون في معركته في واترلو بسبب خصائص فصل الشتاء الذي كان السبب الأساسي للهزيمة، وفي حصة اللغة العربية يتحدث المعلم عن الإنشاء والتعبير في خصائص فصل الشتاء، وفي حصة الأحياء يتحدث المعلم عن ظاهرة البيات الشتوي التي تحصل للكائنات في فصل الشتاء، فماذا يحدث للطلاب؟ يركزون على معلومة واحدة، وهنا يأتي دور المناهج والحكومات.



                    التعليم التكاملي ينفذ في بلد عربي واحد رغم ظروفه الصعبة: في فلسطين، نفذت التعليم التكاملي ويطبق الآن في مدارسها، سأقرأ لكم بريدا أرسله شاب عمره 19 سنة، هذا الشاب أرسل هذه الرسالة لأحد المواقع على الإنترنت يقول: أنا شاب أبلغ من العمر 19 سنة، مشكلتي تبدأ منذ دخلت المرحلة المتوسطة، كنت شخصا مبدعا، كنت أقرأ الكتب بكافة أنواعها دائما، كنت نشيطا رياضيا، أبدع في أفكار جديدة، كنت أتعلم كل ما أراه رغبة مني في ذلك، كنت أتحرى حتى ألِمّ في الموضوع لدرجة أنني تعلمت صنْع كل ما يصنَع من سعف النخل من أطباق وحصيرة وغيرها، وأنا لم أتجاوز التاسعة، ناهيك عن الخياطة والتطريز والصناعات الورقية والحياكة، كنت الأول على المدرسة دون منازع، إلى أن دخلت الثانوي، وكانت المنافسة على أشدها، ويجب أن أركِّز فيما تعطيه المناهج، فتركت هواياتي وفقدت شهيتي للمطالعة الخارجية وركزت على الكتب حتى أحصل على المجموع المطلوب، المشكلة تكمن في أن المدرسون في هذه السنوات العجاف في الثانوية كانوا يعلموننا الحفظ الأجوف الأعمى الأصم، ففقدت إبداعي، وبعد تخرجي أصِبت بضغط الدم ولم أتجاوز الثامنة عشر؛ نتيجة للمنافسة الشديدة، المشكلة الكبرى أني الآن ما عدت أستطيع أن أفكر كما كنت، أنا لا أستطيع الدراسة في الجامعة، فلقد اعتدت على التوجيه الأعمى في الثانوية، ساعدوني أريد أن أعود كما كنت.



                    هذا الشاب عبّر عن رأيه، فما بالك بالملايين الذين لم يعبروا عن آرائهم وهم يسمعوننا الآن ويجلسون معنا؟ ساعدوني يا أولياء الأمور في تنمية مهارات التفكير، وأنا ضربت لكم أمثلة في الحلقة ففكر أنت الآن.



                    ثالثا: تعليم الطالب كيفية البحث عن معلومة

                    نحن نعلم الأولاد من كتاب المدرسة، فإن لم يتوفر فيه كل المطلوب نعطيه الملزمة من المدرس، وسيُـنضَح هذا بالامتحان للمدرس، هل سمعنا في مدارسنا من يأمر الطلبة بالبحث في مسألة ما في المكتبة أو في كتب معينة؟ هل نسمع مثل هذا الكلام؟ ففي بعض مناهج الحكومات حثّ على ذلك، ولكن المعلمين لا ينفذون لأنهم لم يتدربوا على ذلك، وأولياء الأمور لا يريدون البحث لأبنائهم لأنه وإن بحث فسيسقط في الامتحان؛ لأن الهدف هو المعدل والحصول على الشهادة.

                    هناك من يقول لي: أنت تنحت في الصخر، أنت مثل الماء الذي يلاطم الصخر. وأنا موافق على ما يقولونه من أن أكون كالماء الذي يلاطم الصخر، فمن الرابح في النهاية الماء أو الصخر؟ الماء طبعا، فالماء ليس أقوى من الصخر، الصخر يظن أنه الأقوى لأنه صلب، لكن محاولات الماء الدائمة المتكررة هي التي تشكل الصخر كما تشاء.

                    أذكركم بالاستقصاء، نحن لم نتعد المليون بعد، نحن نريد أن نتخطى المليون، وأنا سعيد بجهود الشباب والأطفال الذين يجمعون الاستقصاء، ونساء فوق الخمسين، ناس من كندا وألمانيا وفرنسا والنرويج يبعثوا لي الاستقصاء، يا شباب الجامعات قبل انتهاء الجامعة مطلوب منكم أن تشاركوا وتشركوا وتجمعوا الاستقصاء، يا شباب لبنان ومصر والسعودية، يا شباب العالم الإسلامي والعربي كله، سآخذ الاستقصاء وأحمل صوتكم للعالم كله، سننجح إن شاء الله وسننحت في الصخر وما هو مستحيل اليوم غدا سيكون ممكنا بإذن الله.

                    نراكم على خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    لمشاهدة الحلقة على هذا الرابط
                    http://www.amrkhaled.net/multimedia/multimedia635.html

                    للمشاركة في الاستقصاء او طباعته وتوزيعه
                    http://www.amrkhaled.net/survey/batala.php

                    كل ما يتعلق بحلقة التعليم-1
                    http://www.amrkhaled.net/articles/articles720.html

                    تعليق


                    • #30
                      الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      اخواتي الاعزاء
                      الاسبوع الماضي لم تعرض حلقة جديدة من صناع الحياة
                      الحلقة الاخيرة لم يتم تنزيل تفريغها بعد واول ما يتم تنزيله سانقله لكم باذن الله
                      لمشاهدة الحلقة على هذا الرابط
                      http://www.amrkhaled.net/multimedia/multimedia637.html

                      وعلى فكرة لسا الاستقصاء شغال شدو حيلكم الحمد لله عدينا المليون

                      تعليق


                      • #31
                        الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟

                        مشكورة أختي على التلخيض المفيد .
                        يسلموووووو .

                        تعليق


                        • #32
                          الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟

                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          اخوتي الاعزاء
                          حلقة كشف حساب صناع الحياة
                          للاسف الشديد لم اجد التلخيص
                          لمشاهدة الحلقة على هذا الرابط


                          تعليق


                          • #33
                            الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            اضيف في الأساس بواسطة عمرو خالد
                            السلام عليكم اخوتي في الله

                            قرأت كل ما كتبتوه على المنتدى تعليقا على حلقة كشف حساب صناع الحياة ,,, والتوقف المرحلى لصناع الحياة،،، وجاءتني تليفونات كثيرة .. تستفسر عن هذا التوقف وأنا أؤكد أنه توقف مرحلي للبرنامج وليس للمشروع والفرق كبير بين البرنامج والمشروع ...فمشروع صناع الحياة عمرى وعمركم... أملي وأملكم ... صوتي وصوتكم ... أنه أمل بلادنا فمستحيل أن اتركه .. أنا لا أخون الأمانة أبداً


                            أما عن البرنامج فهو توقف مرحلي وكما قلت في الحلقة أنه توقف لمصلحة صناع الحياة

                            أنا وأنتم يا شباب نحتاج لمزيد من التنسيق والترتيب والتجهيز ...وهذا أمر ليس لعموم المشاهدين علاقة به، هذا أمر يخص بناء البيت من الداخل وتقوية الدعائم وتثبيت المشروعات ...



                            أننا لم نتوقف ونذهب إلي بيوتنا لننام ...أننا نوقف التليفزيون ونلتقي على الموقع لضبط البيت من الداخل ...ولذلك سنلتقي كل ثلاثاء بإذن الله حتى نقوي البيت وننسق المشروعات وعندها نعود لعموم المشاهدين ...



                            وأنني أقسم بالله وأشهدكم أنني لن أتنازل عن هذا المشروع فهو طريق النهضة، ولكن صدقوني ...سيكون هناك خير عظيم في تنظيم البيت وهذا أمر لا استطيع أن أقوم به من خلال التلفزيون .

                            ولذلك فسوف نجتمع يوم الثلاثاء القادم ...



                            ولقد اتصلت بي الأخت قوت الإسلام الجزائر وقالت لي أن صناع الحياة في الجزائر سيجتمعون سويا كل ثلاثاء لينسقوا العمل معي عن قرب ... ففرحت أن أول خطوة إيجابية كانت من الجزائر ولكنها طلبت مني أن يكون الموعد مبكرا كل ثلاثاء حتى يتمكن البنات من الحضور حيث أن بعض صناعات الحياة ليس لديها انترنت في البيت ..



                            وأنا الآن استجبت لطلبها وأقول سنلتقي من الثلاثاء القادم أشرح لكم بالتفصيل .. صوت وصورة لماذا توقف البرنامج وكيف سنعمل المرحلة القادمة وسنجعل أول لقاء في السابعة مساء بإذن الله وليس العاشرة ..



                            وأنا أريد الثلاثاء القادم كل صناع الحياة في كل العالم يكونون معي على الموقع لنبدأ في ترتيب البيت من الداخل أنه لعمل ضخم وعظيم لو تم وسيتم بعون الله

                            تعليق


                            • #34
                              الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟

                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              اختي العزيزة الدلوعة الشرقية جزاك الله كل خير انت وكل من يتابع الموضوع وارجو الله لكم الفائدة

                              تعليق


                              • #35
                                الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟

                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله -صلى الله عليه و سلم.-



                                الحلقة 45 – التعليم (الجزء الثاني)



                                أهلا بكم وحلقة جديدة من برنامج "صناع الحياة"، تتحدث هذه الحلقة عن التعليم، ولكن قبل أن أبدأ في التعليم سأتكلم أولا عن الإنجازات التي أنجزناها منذ بداية المرحلة الثالثة من مشروع صناع الحياة، أي من حوالي أربعة أشهر، ماذا حدث منذ أربعة أشهر إلى الآن؟ سأتحدث عن هذه الإنجازات بفخر وسعادة وعزة بالشباب والبنات، وهذا ليس فخرا كبيرا بالنفس لنري العالم ماذا فعلنا، وليس فخرا بالمشروعات التي كانت على الورق وأصبحت حقيقة؛ لأننا سنموت في النهاية، ومن سيفتخر بنفسه سيموت ولن يلاقي شيئا يوم القيامة، لكن نيتنا -ويشهد الله على ذلك- أننا نسعد كثيرا سعادة ليس لها مثيل بشاب أو فتاة قاموا بمشروع وأحدثوا بصمة أو إضافة في هذه الحياة، ونيتنا وفرحتنا أن نقابل ربنا يوم القيامة وقد وضعت في ميزان حسناتنا حسنات شاب قام بالنهضة. منذ بدأنا المرحلة الثالثة مررنا بخمسة مجالات: البطالة – الزراعة – الصناعة – الصحة، وبدأنا الحلقة السابقة بالتعليم، طرحنا لكل مجال مشروعا نعتقد أننا إذا عملنا على هذا المشروع فسيحدث نهضة في بلادنا في حوالي عشرين سنة في هذا المجال.



                                طرحنا في مجال البطالة المشروعات الصغيرة يعمل بها الشباب، وطرحنا في مجال الصناعة الصناعات الصغيرة، وطرحنا في مجال الزراعة مشروع زراعة أسطح المنازل، وطرحنا في مجال الصحة عمل منتديات صحية ومشروعا يسمى "حماة المستقبل" للتوعية ضد المخدرات ومشروع المحافظة على المياه، وسنطرح للتعليم مشروع اليوم والحلقة القادمة، فلدينا خمسة مجالات بحوالي خمسة مشروعات، فماذا حصل بهذه المشروعات في أربعة أشهر؟ فمن حق الشباب الذين عملوا أن نذكرهم، ومن حق الناس الذين شاهدونا ولم يعملوا إلى الآن أن نقول لهم استيقظوا؛ ففي الأشهر الأربعة الماضية حدثت حركة كبيرة في الدنيا، فمن حق من شارك معنا في صناعة الحياة ذلك؛ لأن شعار البرنامج "معا نصنع الحياة" ولذلك يجب أن نقول لك ماذا صنعنا.



                                أولا في مجال البطالة والصناعة: حصلت ثلاثة أمور إلى الآن، أنشأنا المكتب الاستشاري، يعلم الشباب كيفية عمل مشروعات صغيرة، فمنذ حوالي الأشهر الثلاثة من إنشاء المكتب الاستشاري كان عدد من شارك فيه ممن يريد تعلم كيفية عمل مشروعات صغيرة قد تعدى ثلاثة عشر ألف شاب، وبلغ عدد المستشارين المتطوعين حوالي 6000 مستشار، وأنتجت صناعات تباع الآن. الأمر الثاني في البطالة والصناعة، فقد بدأ شباب المدارس والجامعات بعمل معارض يعرضوا فيها منتجات الشباب في المشروعات الصغيرة والحرف اليدوية، ففي خلال الشهرين أنشئ 20 معرضا منهم 10 معارض في مصر، ففريق الأعمال اليدوية أنشأ معرضا في نادي صناع الحياة في القاهرة ونادي صناع الحياة في المعادي وفريق صناع الحياة في القاهرة وفريق صناع الحياة في طنطا وفريق صناع الحياة في الإسكندرية وفريق صناع الحياة في المنيا وفريق صناع الحياة في الشرقية وفريق صناع الحياة في المنصورة وفريق صناع الحياة في المنوفية، كلهم أقاموا معارض ليعرضوا ويبيعوا فيها منتجاتهم في الجامعات بعد أن أخذوا إذنا من رؤساء الكليات وعمدائهم. أما كلية الهندسة في جامعة عين شمس فقد عملت أسبوعا سمته أسبوع النهضة، نفذوا فيه كل ذلك، هذا في مصر.



                                أما في الأردن فقد قام طلبة جامعة الزرقاء بعمل معرض دائم لمدة شهرين وشارك 235 طالبا في المعرض قاموا بعرض منتجاته، وانتهى المعرض الأمس وعملوا احتفالا ضم الأساتذة في الجامعة. فهذا دليل على وجود الخير لدى شبابنا، فهم ليسوا بالمستهترين ولكنهم بحاجة إلى الفرصة، فهذه الإنجازات كانت في حوالي ثلاثة أشهر أو شهرين.



                                أما في سلطنة عمان فقد شكل شباب جامعة السلطان قابوس معرضا رائعا للمشروعات الصغيرة، وأما الشباب في المغرب فقد خرجوا بمنتجات من المشروعات الصغيرة بالإضافة إلى المنجزات الفردية، ففي كل يوم على الإنترنت يبعث الشباب إنجازاتهم ومشروعاتهم التي بدأوا العمل بها.



                                أما الأمر الثالث الذي تم في مجال البطالة منذ شهر تقريبا استقصاء البطالة الذي طلبنا فيه من الشباب أن يرسل إلينا برأيه إن كان مستعدا لعمل مشروعات صغيرة أم لا؟ وأنا أشكر كل الشباب والبنات الذين كانوا يتصلون لفترة طويلة لنقل نتائج الاستقصاءات التي جمعتها؛ لأن فريق العمل لم يعد قادرا على فرز كمية الفاكسات المرسلة إلى أرقام البرنامج، ولنضمن صحة النتائج لم نسمح لشخص واحد أن يرسل أكثر من 99 استقصاء مرة واحدة لضمان المصداقية. ونرسل للشخص نسأله عن كيفية جمع الاستقصاء لضمان صدق نتائج الاستقصاء.



                                في المجال الثاني وهو زراعة الأسطح: فقد كان المشروع في البداية زراعة أسطح المنازل، ولكن أصبح الآن زراعة أسطح المدارس والجامعات والمؤسسات، فكما جاء على الموقع أن هناك 150 مدرسة في العالم العربي قاموا بذلك، ولكننا نطلب منهم أن يستمروا في الصيف. فمنذ شهرين فقط قامت 150 مدرسة في العالم العربي بزراعة أسطحها، وقامت 12 كلية وجامعة بتنفيذ مشروع زراعة الأسطح، وأولهم كلية الهندسة في جامعة القاهرة التي بدأت بزراعة سطح كلية الهندسة في جامعة القاهرة بعد موافقة العميد. ووصلنا من مئات المنازل أيضا، وبدأت تخرج المنتجات. فكل هذه الإنجازات منذ شهر ونصف فقط. فنحن في صناع الحياة نفتح بابًا ويقوم الله بفتحه معنا بالوسع. وفي مشروع زراعة أسطح المنازل أقيمت 150 ندوة في العالم العربي تشرح كيفية زراعة أسطح المنازل في الإسكندرية والقاهرة والجزائر وفي وهران، يأتي خبير يعلم الناس كيفية زراعة الأسطح، 150 ندوة في شهر ونصف! ومنذ الشهر ونصف الشهر فقط قامت 4 حكومات عربية بتعميم الموضوع عندما لقيت من الناس اهتماما بموضع أسطح المنازل، وعندما عرضت المشروع كنت متشككا من تفاعل الناس مع هذا المشروع، ولكن لما وجدَت الحكومات أن المشروع جاد وفعال بدأت بتعميمه لفائدته، فوزير التربية والتعليم المصري عمم على المدارس وجوب زراعة أسطح المدارس السنة القادمة، ونشر في جريدة الأهرام أن محافظ القاهرة قرر زراعة أسطح منازل المحافظة، هذه الإنجازات في مجال الزراعة وزراعة الأسطح.



                                في مجال الصحة: كان الإنجاز في المنتديات الصحية، فقلت أنه يتوجب علينا عمل توعية صحية، فهناك انتشار للأمراض غير المعدية بسبب سلوكيات الناس مثل التدخين والأرجيلة (الشيشة) والسمنة وعدم ممارسة الرياضة، سألت الشباب من يرغب بعمل منتديات صحية؟ وطلبت على الأقل 50 منتدى صحيا في العالم العربي، ولكن الآن قد بلغ عدد المنتديات الصحية 350 منتدى صحيا أنشأها شباب وبنات في كل العالم العربي، وقام فريق صناع الحياة في لبنان ببذل جهد في المنتديات الصحية في عكار وطرابلس، وتكونت منتديات صحية في كل العالم العربي في زمن قياسي. لكن حقيقة من سجل نفسه فيها 1500شخص، لكننا أبقينا العدد 350 ولذلك أطلب من الشباب أن يعيدوا تسجيل أنفسهم للإكثار من عدد المنتديات الصحية، فلنتابعها ولنبدأ العمل بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، كل هذا حدث من ثلاثة أشهر فقط.



                                عرضنا في مجال الصحة مشروعا لتوفير المياه لحماية بلادنا من المياه الملوثة، فطلبنا أفكارا لهذا المشروع وقلنا أن "مؤسسة فقيه" في السعودية رصدت مبلغ مليون ونصف مليون ريال سعودي لمن يفوز بهذه الجائزة، فمنذ عرض هذه الفكرة منذ شهر ونصف وصلنا 3552 فكرة، والنتيجة ستكون في نهاية شهر يونيو حيث ستقوم "مؤسسة فقيه" بالرد على كل من بعث من صناع الحياة، ومن لم يفز هذه السنة سيأخذوا فكرته ليعرضوها في السنة المقبلة، وأذكركم بقول الله -تبارك وتعالى-: { قَالَ رَجُلاَنِ مِنْ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمْ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ}(المائدة:23). فما حصل في الأشهر الأربعة الماضية وما سيحصل مستقبلا بجهود الشباب يؤكد اسم الله الفتاح، الذي يعني أن من فتْح الله -سبحانه وتعالى- أنه يفتح عليك فوق قدرتك على التخيل، ولذلك نجد في القرآن سورة سميت بسورة الفتح يقول فيها الله سبحانه وتعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}(الفتح:1). ليس فتحا عاديا، بل فتحا مبينا بفضل اسم الله الفاتح، وأنا أكلمكم اليوم باسم الله الفتاح، الحمد لله، عملنا بفتح الله علينا، وإن شاء الله سنرى بركة اسم الله الفتاح في المستقبل.



                                نيتنا في صناع الحياة مقابلة ربنا يوم القيامة نقول له: يا رب أصلحنا، يا رب أحيينا الأمة، يا رب بذلنا جهدنا، صحيح يا رب أننا لم نمتلك الإمكانيات لكن ثقتنا فيك يا رب، وأملنا فيك يا رب، وهي التي أعطتنا الأمل، صحيح يا رب أن الدنيا كانت ظلاما في الوقت الذي عشنا فيه، ولكن نورك يا نور السموات والأرض هو الذي أنار لنا الطريق، صحيح يا رب أننا شعرنا أن الناس كانوا يضحكون علينا في أيامنا ويقولون هذه أحلام وردية لكننا يا رب نتذكر حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-:"إن قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لاتقوم حتىيغرسها فليغرسها"(صححه الألباني) فسنعمل في الدنيا ليلا نهارا، لكن الدنيا ليست في قلوبنا فهدفنا في الدنيا ليس الدنيا بل هدفنا الجنة. هذا هي نيتنا في كل ما عملناه في صناع الحياة وفي الأشهر الأربعة الماضية، وأقول لمن لم يعمل معنا حتى الآن: من يريد أن يعمل معنا الآن؟ من يكمل معنا الرحلة؟



                                تخيل الوقوف بين يدي الله -تبارك وتعالى- يوم القيامة حين يسألك الله -عز وجل- ماذا عملت للأمة؟ هل ستطأطئ رأسك لا تدري ماذا تقول أم سترفع رأسك وتقول يا رب بذلت وأصلحت، وربما ستجد سيدنا حرام بن ملحان بجانبك ومعه 70 صحابيا وأنت متعجب لم أنت بجانب سيدنا حرام، فيقول سيدنا حرام لله -عز وجل-: أنا وجدت أهل الصفة فقراء المسلمين ليس عندهم ما يأكلونه فعلمتهم عمل مشروعات صغيرة حتى أصبحوا أغنياء، وتلك كانت نيتي حتى استشهدت. أما أنت يا صانع الحياة فتقول: أنا عملت في المشروعات الصغيرة ووزعت الاستقصاء وبذلت الجهد. لذلك وقفتَ يوم القيامة بجانب سيدنا حرام بن ملحان، أما أنت يا صانعة الحياة فتقفين يوم القيامة بجانب سيدنا سلمان الفارسي وتتعجبين من وقوفك بجانب سيدنا سلمان، فيقول سيدنا سليمان لله -تبارك وتعالى-: أنا قمت بحفر الخندق وأنا من قمت بحماية المسلمين. فتقول صانعة الحياة: أنا قمت بزراعة الأسطح وأطعمتُ بلادنا. وأخرى تجد نفسها بجانب السيدة رفيدة وتتعجب من وقوفها بجانبها فتقول لك السيدة رفيدة: أنا كنت أداوي المسلمين، فأنا من عالجت سعد بن معاذ وأنا من وضع لي النبي -صلى الله عليه وسلم- خيمة في المسجد النبوي لأداوي جرحى المسلمين. وأنت يا صانعة الحياة تقولين لها: أنا من شاركت في المنتديات الصحية. هذا سيحصل إن شاء الله، ولكن علينا بالعمل.



                                سأختم الجزء الأول بلقطة جميلة ترفع الأمل، شباب وبنات من مدينة جدة أنشأوا منتدى صحيا وأطلقوا عليه اسم "مشكاة طبيب" نسبة إلى قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ...}(النور:35). يشرف على الأطباء الشباب طبيب كبير يدعى الدكتور وليد الفتيحي ويساعده الدكتور وائل عكوش، وهما من عملا هذا المنتدى، كالمنتدى الصحي في المنصورة والمنتدى الصحي في مدينة جدة ومكة، هيا بنا نشاهد المنتدى الصحي ونرى كيف يصلح شبابنا الدنيا بحب لله، هيا نشاهد منتدى مشكاة طبيب:



                                ++ عرض الفيلم ++



                                نعود لموضوع التعليم، هذا الموضوع يعتبر موضوعا صعبا، لن ننهيه في حلقة أو اثنتين، وحتى أبدأ فسأعود خطوة إلى الخلف وأسأل: ما هو الغرض من مشروع صناع الحياة؟ الغرض هو ببساطة: إحداث نهضة في هذه المنطقة من العالم في مدة قصيرة جدا، لا تزيد عن عشرين سنة، هذا هو الهدف، طبعا الشباب يظنون أن 20 سنة فترة طويلة جدا، ولكني على ثقة بأن الآباء والأمهات متيقنون أن 20 سنة تمر سريعا من عمر الإنسان، لهذا السبب قد لا يصدق الآباء والأمهات أن 20 سنة فترة قد تكون كافية، بينما نجد الشباب يظنون العكس تماما، وأنا هنا أحاول أن أقرب وجهات النظر وأبث الأمل في الشباب وفي الآباء معا، وأحب هنا أن أذكر الآباء والأمهات -المتشككين من قصر الفترة- بنكسة 1967م وهزيمة مصر في الحرب، طبعا تذكرون أن نصرا قد حدث بعدها بست سنوات فقط في 1973م هل كنتم تصدقون حينها أن الهزيمة المريرة التي لحقت بنا كانت من الممكن أن تتحول إلى نصر كاسح في ست سنوات فقط؟ فلو كان عندنا أمل أكبر وثقة في الله لوصلنا إلى القدس واسترددنا المسجد الأقصى، أنا أذكرك بهذا كله لأبث الأمل وخاصة في الكبار، هذه السنوات الـ 20 ستمر سريعا وسنحقق ما نتمناه فيها إن كان الأمل في قلوبنا.



                                ما علاقة هذا بالتعليم؟ إذا كان هدفنا هو تحقيق نهضة في خلال 20 سنة من الآن فلابد إذا أن تساعدنا منظومة التعليم على تحقيق هذا الهدف، وما هي منظومة التعليم؟ هي ببساطة عبارة عن المدرسة والفصل والكتب الخارجية والنظار والمدرسين ووزراء التعليم وكل مراحل التعليم من الحضانة إلى التخرج بالإضافة لملابس المدرسة والكتب والطلاب أنفسهم، كل هذا يعتبر من ضمن منظومة التعليم.



                                ما نقترحه الآن هو أن يكون هدف منظومة التعليم في السنوات القادمة هو: "صناعة صناع الحياة" لأنهم سيحققون النهضة في الـ 20 سنة القادمة، وأقترح أن تتم كتابة هذا الهدف ووضعه أمامنا دائما، هل هناك من يعترض على ذلك؟ هل هناك من لا يعجبه هذا الكلام؟ هل من الممكن أن نتفق جميعا على هذا؟ بما أننا نريد نهضة ففي هذه الحالة يجب أن يقدم التعليم كل ما هو مطلوب لبناء هذه النهضة، هل تذكرون مجالات النهضة؟ هل تذكرون المشروعات الصغيرة؟ التعليم لابد أن يعلم الشباب كيفية تقديم مشروعات صغيرة، ألسنا نريد صناعة نهضة؟ أم أننا نريد المزيد من الموظفين؟ في كل مجال نريد مبدعين متدربين على الميزة النسبية الخاصة بكل منطقة على حدة وفي كل مجال.



                                على سبيل المثال التعليم في بريطانيا، يوجد فيه منهج مختلف خاص بكل منطقة، التعليم في ويلز غير التعليم في سكوتلاندا غير التعليم في وست ميدلاند...إلخ لأننا نجد في كل منطقة ميزة نسبية لها، فمثلا منطقة ويلز تركز على التعليم الفندقي؛ لأن فيها فنادق، ومنطقة أخرى تركز على الصناعات الصغيرة وهكذا، ما نريده هو منظومة تعليم تركز على صناعة النهضة عن طريق تدريب الطلاب على الصناعات الصغيرة والميزة النسبية لكل منطقة، هذا هو المطلوب حتى يساعد التعليم في صناعة النهضة.

                                هل منظومة التعليم في بلادنا تقدم هذا؟

                                تعليق


                                • #36
                                  الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟

                                  أنا اليوم لن أتكلم في تفاصيل التعليم بل سأتكلم في المستوى الأعلى من المنظومة ، فالمنظومة مطلوب تغييرها من جذورها- فما يفعله الطالب المتخرج هو نتيجة منظومة التعليم، والأمور التي لا يستطيع الطالب عملها هي أيضا نتيجة منظومة التعليم ولكن ماذا نستطيع أن نفعل؟



                                  المنظومة الحالية تخرج لنا موظفا لا يستطيع بناء نهضة و لا يستطيع عمل مشروعات صغيرة ولا يدري كيف ينتج ويبدع لماذا؟



                                  لأن منظومة التعليم الحالية الموجودة في كل بلادنا تخرج لنا موظفين يصلحوا أن يكونوا موظفين فقط...ولو عمل المتخرج في قطاع خاص نجدهم عدد بسيط جدا ، فالقليل منهم عنده أفكار لكنها أتت له بالفطرة؛ لذلك عدد الشركات قليل أو هناك شركات متعددة الجنسيات من الخارج وكل ذلك لأن المنظومة التعليمية حاليا تخرج موظفين فهل هذايؤديللنهضة؟!!!

                                  لذلك نتكلم الآن عن هدف منظومة التعليم ، ما هدفها؟



                                  هدفها تخريج موظفين للعملبالقطاع الحكومي كيف حصلنا على هذا الهدف؟ لأن التعليم كله تلقيني يركز على مهارات الحفظ والتخزين واسترجاع ما خزن على ورقة الإجابة فينجح الطالب ، وهذا النجاح نجاحا تلقائيا لأنه لا يوجد هناك متسع في المدارس للطالب كي يرسب فهدف المنظومة تخريج موظفين...



                                  و رغم أن الحكومات العربية لم تعد بحاجة إلى موظفين إلا أن المنظومة ما زالت تخرج موظفين ، ودور الدولة يتقلص ودور العمل الأهلي يكبر والمشروعات الصغيرة زاد مكانها وبدأت المشروعات الفردية تكبر وتحل محل الدولة - وقد قلت سابقا كل سنة الدنيا تتغير فتغيرت الدنيا منذ 50 سنة- وتقلص دور الحكومات وبالتالي الحكومات العربية لم تعد بحاجة إلى موظفين ، ولكن مخرجات التعليم موظفينمثل الماكينة التي تخرج ملايين بلا توقف ولم تعد الدنيا بحاجة لهذا المنتج أصلا ، ومن هنا جاءت مشكلة البطالة فمنظومة التعليم تخرج منتج الحكومات لا تحتاج إليه، وهناك حاجة للمشروعات الصغيرة ولكن المنتج غير ذلك تماما والمنتج موظف لم يعد أحد بحاجة له - فأنا لا أريد معي الكبار والخبراء فقط بل طالب الثانوي يسمع الحلقة هذه مرات عديدة ليستوعبها- فالنتيجة تضخم في نسبة البطالة بأعداد غير عادية ولكن نحن نريد عمل نهضة ....والنهضة قائمة على المشروعات الصغيرة...



                                  عندما نقول تعالوا يا شباب نعمل مشروعات صغيرة ونعطيهم أموالا فماذا النتيجة؟ الفشل، لأن الشاب يتعلم ستة عشر عاما ولم يتعلم كيفية عمل مشروعات صغيرة ، خلال ستة عشر عاما يتعلمون بالحفظ والدروس الخصوصية والتفريغ في الامتحانات ، وينفق الآباء والأمهات أموالا طائلة وفي النهاية المنتج لا يتناسب مع ما نريده ، فنحن نريد شيئا أخر.



                                  لقد شاهدت حلقة عن التعليم في التلفاز المصري منذ أربعة أيام وقدحضر المسئولون عن التعليم في مصر من كليات التربية ومن وزارة التعليم وقالوا: يوجد طلبة في الإعدادي اليوم لا تعرف كتابة اسمها فمنذ تسع سنوات يتعلم ولكنه لا يعرف أن يكتب اسمه .. حتى المنظومة فشلت بالخروجبموظفين ، وهناك 40% من سكان العالم العربي لا يريدون أن يتعلموا ، بل يريدون أن يبقوا أميين ، فالدول العربية تصرف مليارات الدولارات لمحو الأمية وتضع مناهج لمحو الأمية ومدرسين وصفوف والأميين لا يريدون أن يتعلموا لماذا؟ لأنهم يعرفون أن منظومة التعليم تنتج عاطلا عن العمل...



                                  والنتائج الإحصائية تشير لزيادة نسبة معدلات البطالة بين المتعلمين في الوطن العربي فالمنحنى في تزايد من سنة 2001 إلى 2005 كل هذا يمثل متعلمين وتزيد بينهم نسبة البطالة... فالنتيجة أن يقول الأمي سأظل أمي على حالي أعمل في الحقل وأحصل على أموال بدل من المتعلم العاطل عن العمل ويأخذ مصروفه من أبيه...فماذا أريد أن أقول؟؟



                                  أولادنا منذ ستة عشر عاما يتعلمون بالتلقين ويخرج التعليم لنا منتجا لا تحتاج إليه الدولة...أما في صناع الحياة فنطالب بمنظومة جديدة تماما للتعليم بأفكار جديدة برؤية جديدة هدفها صناعة صناع الحياة ، ليس المهم أن تخرج لنا هذه المنظومة معلما ولكن المهم عندما يتخرج من الكلية ينتج المفيد لهذه المنطقة التي تحقق ميزة نسبية ليصلح للبيع فيكسب ويكبر ..



                                  أنا اليوم ليس عندي حلا لكيفية عمل المنظومة ولكنها تحتاج طرح من العلماء والمتخصصين وأولياء الأمور والطلبة أنفسهم لا بد أن يشاركوا في عمل المنظومة ..سنفتح صفحة على الإنترنت على نقول لكل الناس من متخصصين وخبراء تعليم وأولياء أمور وأمهات وطلبة وشباب... أنتم جميعا محور العملية التعليمية يجب أن تعبروا عن رأيكم نريدمنكم جميعا المشاركة وتعبروا عن رأيكم بتشكيل المنظومة التي تريدونها والمجال مفتوح لكل الأفكار ، فنحن نرفض المنظومة الحالية و نطالب بتغييرها ولكن لا نريد من أحد الشباب أن يتوقف عن الدراسة وخاصة في فترة الامتحانات الآن لأن المنظومة فاشلة ولكن ستخرج المنظومة الجديدة وستتغير المنظومة التعليمية لأولادنا وإن شاء الله سنأخذ ثواب هذا التغيير يوم القيامة.



                                  إن مؤتمرات التطوير المستمرة منذ سنوات في البلاد العربية ليست هي الحل لأننا لا نبحث عن تطوير بل عن منظومة جديدة تماما لا تقوم على التلقين بل على الإبداع و تنمية قدرات التفكير واكتشاف المواهب والقدرات واستخدامأسلوب البحث.. ألخ وبالتالي نقدم منظومة تنتج أناسا قادرة على الإنتاج والإبداع في جميع المجالات: صناعات – إعلام – فنون.. الخ ، و تنتج شبابا مدربين على العمل الحرفي في كل بلد بخلاف التعليم الفني الحالي الذي لا يتحدث سوى عن الحرف اليدوية وبشكل نظري.



                                  فما هو الحل إذن؟



                                  أنا لا أستطيع أن أقدم حلا في هذه الحلقة. الهدف من الحلقة ومقياس نجاحها هو قدرتها على إقناعنا بأننا في حاجة إلى منظومة تعليم جديدة لآن المنظومة الحالية غير نافعة بالمرة لأنها غير قادرة على تقديم نهضة. دعونا نفكر معا.. سنقوم بفتح صفحة على الانترنت وندعو الخبراء والمتخصصين لمساعدتنا في تقديم المنظومة الجديدة. وأتمنى أن نفكر خارج الصندوق.. أي خارج الحدود الحالية.



                                  ولنتتبع تاريخ التعليم قبل المنظومة الحالية كان التعليم يعتمد على نظام يسمى الكُتّاب فكان هناك مؤسسات تسمى الكتاتيب وكانت منتشرة في كل العالم العربي وكانت تعلم الحساب والهندسة والعلوم وتحفظ القرآن وكان الخريج يعرف كل العلوم وكنا في عصور نهضة وقتها. على الأقل الخريج كان قادراعلى أن يقرأ القرآن أما الآن فلو جئت بخريج البكالوريوس أو المعيد وطلبت منه أي يقرأ القرآن فسيخطئ ما لا يقل عن عشرةأخطاء في السطر الواحد.. لماذا؟؟ لآن منظومة التعليم الحالية غير مهم عندها أن يكون الخريج على علم ومعرفة بكتاب خالقة.. وهذه في الحقيقة ليس غلطة وزير التعليم الحالي ولا من قبله ولكنها غلطة منظومة التعليم العصرية التي أخذنا بها بدلا من المنظومة القديمة وتم تسويقها لنا وكبرت في أعيننا ..



                                  والسؤال: هل ثمرة هذه المنظومة تعجبنا الآن؟؟



                                  يمكن في وقتها كانت مناسبة لكن الظروف والدنيا تغيرت ولم تعد تعجبنا هذه الثمرة ولكننا لم نسأل أنفسنا مرة عن الشجرة التي تنبت هذه الثمرة. كل اللقاءات والمؤتمرات التي تعقد عن التعليم كلها بلا منازع تتكلم عن الثمرة ولا يوجد أي شيء يتحدث عن الشجرة التي أنبتت تلك الثمرة. هل هذا يعقل؟؟ هل المنظومة الحالية قرآن منزل؟؟ هل يجب أن يكون النظام هو ابتدائي فإعدادي فثانوي؟؟ لماذا لا نفكر خارج هذا الإطار؟؟ الغرب فكر خارج هذا الإطار وسأعطيكم مثل: بعد ثورة الاتصالات والتكنولوجيا فكر الغرب في نظام التعليم والعمل المنزلي من خلال الانترنت. أما نظام التعليم المنزلي (home schooling – home education) فقد تم عمله للتغلب على مشكلة انحراف الشباب وشجعت عليه الكنائس خاصة الكنيسة الكاثوليكية.. وبدأ الأولاد يتعلمون في المنازل وكانت المفاجأة أن معدلات نجاح الأولاد في هذا النظام فاقت نظام التعليم في المدارس. أنا لا أطلب أن نقوم بعمل نفس هذا الشيء لأنه قد لا يكون مناسب لبلادنا ولكني فقط أطلب أن نفكر خارج الإطار الحالي لمنظومة التعليم.



                                  سأقص عليكم نكتة للتخفيف من حدة الكلام: في بلادنا نحن نقوم بتنفيذ منظومة أفضل من منظومة الغرب!!! ما هي؟؟ في بلادنا نقوم بالفعل بنوعين من التعليم في نفس الوقت:

                                  1) الدروس الخصوصية مثلها مثل التعليم المنزلي 2

                                  2) ) التعليم المدرس العادي...



                                  فنحن الوحيدون في العالم نعلم أولادنا نوعين من التعليم في نفس الوقت وندفع لنوعين من التعليم في نفس الوقت. ما شاء الله.. أولادنا أبطال لأنهم يتلقوا نوعين من التعليم والآباء أبطال لأنهم يدفعون لنوعين من التعليم.. ولكن هل نقوم بهذا من أجل حماية أولادنا من الانحراف؟؟



                                  أنا مازلت لا أعرف المنظومة الجديدة ولكني فقط أريد أن أعرف إذا كنتم اقتنعتم أن المنظومة الحالية أصبحت لا تصلح وأن الثمرة التي تنبتها أصبحت غير مطلوبة.. هل اقتنعتم؟؟



                                  لو وافقتم معي فنحن في حاجة إلى خبراء وإلى صحفيين يقوموا بالترويج لهذه الفكرة ومحتاجين شباب صناع الحياة يقوموا بتوصيل هذه الحلقة للصحفيين والخبراء والإعلاميين. نحن نطرح موضوع قومي أخر ولا تقل لي هذا حلم. فهل ستساعدوننا ؟؟ دعونا نفكر في أفكار جديدة ولا داعي أن نلتزم بما يعمل به الآن. في مصر هذه الأيام يفكرون بما يعرف بالــ(متخلخلات).. لا أعرف معناها بالضبط لأنها كلمة ليست مستخدمة في اللغة العربية أصلا. لكنها معناها أنهم يريدون بناء مدارس في الأراضي الزراعية!! أي أن أرضنا المليئة بالصحاري ولم يبق لنا سوى أرض زراعية صغيرة جدا والآن يفكرون في بناء مدارس على هذه الرقعة الصغيرة من الأراضي الزراعية!! لسد العجز الرهيب في عدد المدارس يتم بناء المدرسة مكان الأراضي الزراعية!! إذن دعونا نفكر خارج هذا الصندوق ونبدع.. حتى الأفكار التي تتصورون أنها مجنونة من الممكن أن تكون هي الأفكار المعمول بها بعد عشرة سنوات. ابدعوا وأطلقوا العنان لخيالكم وارسلوا لنا الأفكار.



                                  هذا هو ما نستطيع أن نقدمه في هذه الحلقة فنحن لا نملك عصاه سحرية ولكننا على الأقل توصلنا أن منظومة التعليم نفسها في حاجة لتغيير. وقد يسأل البعض في إحباط !! أين يذهب المدرسون ؟ وأين تذهب المنظومة الحالية؟؟ هل نهدم كل هذا؟؟



                                  لا والله يا جماعة.. برنامج صناع الحياة يبني ولا يهدم.. هذه مجرد مبادرة للتفكير والطرح أما الوضع الحالي فلنعمل على إصلاحه. قد تسألوني إن كنت أملك مشروعا بالنسبة لإصلاح الوضع الحالي ..



                                  الحلقة القادمة ستكون رسالة للمدرسين ستعرض إصلاح الوضع الحالي وهي حلقة هامة جدا. ولكن هل يوجد لدينا مشروعا؟؟ نعم يوجد بإذن الله. سأحكي لكم فكرة صغيرة... عندما بدأ مشروع التعليم المنزلي في الغرب لاحظ الآباء أن تعليم الأبناء في المنزل أصابهم بالعزلة. هنا بدأت كل مجموعة من السيدات في الغرب (الأمهات) في عمل جمعية مختصة بجمع الأولاد مع بعض للعب والتواصل والنشاط بدلا من العزلة. في نفس الوقت يتم استقدام مدرسين لتعليم الأمهات كيفية اكتشاف مهارات وقدرات أبنائهم. وبدأت هذه الجمعيات تتزايد وبدأت الكنائس ترعاها وظهرت بعض السيدات من هذه الجمعيات بتولي رعاية مجموعات الأولاد. ثم بدأ هؤلاء في التفوق أضعاف أضعاف الأولاد الآخرين في المدارس العادية.



                                  أذكركم أنا الآباء والأمهات هو أول من سيحاسب يوم القيامة على ما وصل له أبنائهم وليس فقط وزارة التعليم ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".. وبالتالي الآباء والأمهات من الممكن أن يتحملوا جزءا من مسؤولية الإصلاح هذه.



                                  ونحن مقبلون الآن على إجازة الصيف ونريد من كل ثلاث أو أربع سيدات أن يجتمعن ويتلقوا دورات في كيفية اكتشاف قدرات الأبناء بحيث تقوم كل سيدة برعاية أطفال باقي السيدات بالتناوب مع بعضهن.. ومثل هذه الدورات منتشرة في كل مكان.. ابحثوا وسنحاول أن نساعدكم... لما لا؟؟؟ بحيث تتلقي الأمهات دورات تدريبية طوال الصيف وعند دخول المدارس في الشتاء تكون كل أم مسئولة عن تلقين باقي الأولاد مادة معينةفتكون أم تكون مسؤولة عن الحساب وأم تكون مسؤولة عن اللغة العربية.. ألخ كل أم حسب ما ترغب. بحيث تجد باقي الأمهات الوقت لممارسة أنشطتهم من زيارات عائلية وممارسة رياضة.. ألخ ويكون هذا الأمر بالتناوب. هل الأمهات مستعدات لذلك ؟؟ هل ستنجحن؟؟



                                  سأقص عليكم أمرين:

                                  1. بعد الحلقة الماضية دخلت الأخت إيمان من الإسماعيلية على الموقع وقامت بتنزيل عشرون لعبة على الانترنت تساعد على اكتشاف قدرات الأولاد. كلها فيغاية الجمال.

                                  2. أخت أخرى أرسلت رسالة الآن قبل الحلقة تقول فيها: "ذهبت إلى مشرفة مدرسة بناتي في السعودية وحكيت لهن عن مشروع النهضة وناقشت معهن إمكانية أن أذهب أنا ومجموعة من الأمهات لتلقي بعض الدروس في كيفية اكتشاف قدرات الأولاد أثناء إجازة الصيف". سبحان الله هذه السيدة قالت المشروع الذي طرحته الآن!!!



                                  لما لا نجرب يا أمهات؟؟ ماذا تخسرون؟؟؟

                                  هذا هو المشروع الذي أملكه الآن، والحلقة القادمة رسالة للمدرسين وهذه الحلقة طلب من الأمهات.. مشروع بسيط وسهل. تخيلوا لو أصبح لدينا ثمان آلاف سيدة أو عشرة آلاف سيدة في العالم العربي!!! ممكن أن يصبح هذا الأمر مدخل إلى المنظومة الجديدة.



                                  أطلت عليكم لأن الموضوع كان صعبا و لكن النتائج كلها مفرحة والحمد لله.

                                  نراكم على خير المرة القادمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

                                  تعليق


                                  • #37
                                    الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟

                                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                    الحوار الحي الاسبوعي الاول لصناع الحياة
                                    الحلقة الاولى عبر النت
                                    شاهد وحمل
                                    http://www.amrkhaled.net/multimedia/multimedia639.html

                                    لتسجل عضويتك مع صناع الحياة
                                    استمارة عضوية عامة في مشروعات صناع الحياة على هذا الرابط
                                    http://www.amrkhaled.net/sona3/register.php

                                    تعليق


                                    • #38
                                      الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟

                                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                      جزاكى الله خيرا عزيزتى , ان صناع الحياه ليس برنامج عباره عن حلقات ومناقشات
                                      فقط بل هو مشروع نطمع جميعنا فى تحقيقه والمشاركه فيه ولو باقل شى

                                      تعليق


                                      • #39
                                        الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟

                                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                        اختي انات شجن كلامك صحيح مئة بالمئة فعلا صناع الحياة عبارة عن عمل وشغل وبذل وتعب حتى لو باقل القليل المهم نعمل اللي بنقدر عليه ويكون ارضاء لربنا مهر لجنتنا

                                        تعليق


                                        • #40
                                          الرد: تلخيص حلقات برنامج صناع الحياة من معنا؟؟

                                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                                          واخيرا نزل تفريغ الحلقة اعذروني على التاخير




                                          بسم الله الرحمن الرحيم


                                          الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه و سلم.-



                                          الحلقة 46 – كشف حساب صناع الحياة

                                          أهلا بكم وحلقة جديدة من برنامج "صناع الحياة" هذه الحلقة مختلفة عن الحلقات السابقة كلها منذ أن بدأنا البرنامج، فنحن في كل حلقة نتناول مشروعا في مجال من المجالات ونرفع راية لمبادرة العمل فيه، أما في هذه المرة فالأمر مختلف تماما، وهذا شيء طبيعي من فترة لفترة حتى يراجع الناس كل ما فات في الفترات السابقة، حلقة اليوم هي حلقة وقفة وتقييم وكشف حساب لصناع الحياة، كالشركات الكبرى عندما تقوم بعمل تقييم لكل ما فات، وليس معنى هذا أنها توقف نشاطها، بل على العكس تماما، فهي تقوم بالترتيب والتقييم لكل ما قامت به لتكمل على أرض ثابتة، فحلقة اليوم عبارة عن تقييم واقعي وصادق لا توجد فيه أية مجاملات ولا تحيز للفكرة.

                                          نبدأ بالمعلومات الأساسية:

                                          - بداية مشروع صناع الحياة كانت في 10 فبراير 2004م أي منذ عام وأربعة أشهر.
                                          - عدد الحلقات: 52 حلقة مع حلقة اليوم.
                                          - الأهداف المعلنة يوم بدأنا:
                                          1. تحويل طاقة الإيمان لدى الشباب إلى طاقة عمل.
                                          2. تحويل حالة الإحباط إلى أمل وتفاؤل واستبشار.
                                          3. التبشير بفكرة النهضة لبلادنا ووضع اللبنات الأولى لفكرة النهضة.
                                          - عدد مراحل المشروع: ثلاث مراحل حتى الآن:
                                          1. المرحلة الأولى: إزالة المعوقات التي تمنع الشاب من التحرك والإنتاج، وبدأنا بالإيجابية وتحمل المسؤولية...إلخ. ثم بدأنا في فك القيود من فبراير 2004م إلى يونيو 2004م ولم نكن حينها نتكلم عن نهضة لبلادنا أو أي شيء من هذا القبيل، لم نتكلم عن شيء غير فك القيود. وفي هذه المرحلة قمنا بعمل خمس مشروعات، فهيا نقيمها لنرى أين وصلنا:

                                          المشروع الأول: مشروع خدمة المجتمع

                                          من خلال هذا المشروع طرحنا فكرة القيام بعمل أي شيء مفيد نخدم به مجتمعنا، وقد تحرك الناس وسمعنا عن الشباب في الكليات يعملون في دهان الكليات وسمعنا عنهم يعملون في تنظيف العمارات التي يسكنون فيها فقاموا بدهانها، وسمعنا عن الذين يعملون في مدارسهم وجامعاتهم، ولا يمكن أن أنسى أستاذ الجامعة الذي قابل الشباب في الجامعة وهم يعملون في نظافة الكلية وسألهم: لماذا تنظفون الكلية؟ هل أخذتم مقابلا ماديا على هذا العمل؟ فردوا عليه: لا أبدا، نحن نقوم بهذا لأن هذا هو ما يجب أن يكون الحال عليه. فسألهم إن كانوا ينتظرون مقابلا ماديا نظير عملهم، فأجابوا أنهم لا ينتظرون أي مقابل، فكان رده: أنا لم أرَ هذا المنظر من يوم أن كنت طالبا في الكلية في السبعينات. وكان هذا مؤشر على الإيجابية. وشرع الناس في الأعمال الإيجابية كمحو الأمية والمشروعات الخيرية كالشباب الذين اشتروا وحدة غسيل الكلى وتبرعوا بها، وبدأنا نسمع عن حقيبة رمضان، وكان المحرك لهذا المشروع هو قول الله -سبحانه وتعالى-: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[النحل:76] وأخذ الناس هذه الآية وبدأوا العمل بها في المجتمع، وكانت هذه هي الإيجابيات.

                                          دعونا الآن ننظر إلى السلبيات: أين ذهب هذا المشروع؟ هل مازال موجودا؟ تحمس الناس كلهم وعملوا لوقت ما، ولكن المشروع لم يستمر، هل تتخيلوا مثلا مشروعا كمشروع زراعة أسطح المنازل لو استمر في فترة السنوات العشرة القادمة؟ طبعا لأن الناس فيهم خير كثير فهم ينطلقون بمجرد سماع الفكرة، ولكن النقطة الأهم هي الاستمرارية، ندرك ذلك في حديث الرسول –صلى الله عليه وسلم-: "أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل"[صحيح مسلم] فهذه هي مشكلتنا في أننا لا نستمر.

                                          فلِمَ لا نعيد هذا المشروع إلى سابق عهده؟ لـمَ لا ندخل جميعا معا ونتحدث ونضع خططا لكيفية تحريك هذه المشاريع مرة ثانية لمدة عام قادم مثلا؟ لـمَ لا نتفق على ما سنفعله في العام القادم في حي ما أو في قرية ما؟ وكلنا في جميع البلدان نقدم آراءنا، ويمكن لنا أن نقوم بهذه اللقاءات على الإنترنت كل أسبوع، وليس على التلفاز؛ لأن التلفاز عبارة عن شخص يرسل ولا يستقبل، أما الإنترنت فهو للتفاعل بين الطرفين.

                                          المشروع الثاني: مشروع دار الترجمة

                                          دار الترجمة كما نذكر بدأت به امرأة اسمها نرمين بنت حسين، قالت أن نهضة أي دولة لابد لها من أن تبدأ بالترجمة، وقالت أن كل حضارات العالم قد بدأت فيها الترجمة؛ لأن كل الحضارات تأخذ من بعضها البعض، وطبعا حركة الترجمة في بلادنا الآن متوقفة. وكتبت حينها نرمين مداخلة على المنتدى تقول فيها: عندما قرأت الإحصائيات عن أرقام الترجمة في العالم كله وأنا أعمل في الترجمة أحسست أنها صفعة على وجهي، فقررت أن أقوم بجمع فريق للترجمة. وهذا الفريق الذي بدأ بفتاة واحدة في العالم كله إيجابية للعالم كله! قام فريق دار الترجمة بترجمة كتب وأعمال كثيرة جدا. عندما كنت في ألمانيا منذ ستة أشهر قابلت سيدة ألمانية لا تعرف العربية في إحدى الندوات التي كنت أقيمها في ألمانيا، وكانت تحضر مع أنها لا تعرف كلمة واحدة مما نقول! لماذا حضرت إذن؟ لأنها قرأت كتاب (حب الجنة) الذي قام بترجمته أحد أعضاء فريق دار الترجمة في ألمانيا وتأثرت بها كثيرا، وتحرك الإيمان في قلبها فجاءت لتحضر معنا مع أنها لا تفهم كلمة واحدة! هل تتخيلوا ثواب فريق دار الترجمة؟ وتقول نرمين أن ما حركها هو أنها تريد أن تكون إيجابية.

                                          ولكن هناك سلبيات: فهل فريق دار الترجمة وضع لنفسه خطة تحدد مساره واتجاهه في السنوات الخمس القادمة؟ هل يريد الفريق أن يتحول من هواة إلى فريق يقوم بتغيير واقع الترجمة في العالم العربي؟ هل هذه النية واضحة أمامهم في السنوات الخمسة أو العشرة القادمة؟ لـَم لا ندخل على الإنترنت ونقوم بعمل لقاء مع فريق دار الترجمة كلهم كل أسبوع أو كل شهر لنقوم بعمل خطة نراجعها معا ونرى ما حققناه؟ هل فهمتم قصدي؟ لم لا ننسق ونرتب الأمور معا لنعمل بشكل سلس؟

                                          المشروع الثالث: مشروع لا تؤذنا بدخانك

                                          من الآثار الجميلة لهذا المشروع: عدد الأشخاص الذين انقطعوا تماما عن التدخين؟ فكم من أب أصبح يخجل من التدخين أمام أولاده؟ يحكي لي أحد الإخوة من اليمن أن كل غرف التلفاز في اليمن أصبحت لا تخلوا من شعار (لا تؤذنا بدخانك). أعرف السيدة نسرين التي أخذت هذا المشروع وصارت تزور الكثير من مدارس الثانوية في مصر لتقابل الإدارة وتتفق معهم على عمل ندوة ضد التدخين، حيث تعرض عليهم جزءًا من الحلقة وتعرض عليهم الشعار، هل تتخيلون الثواب الذي حصلت عليه نسرين؟ وكانت المفاجأة أن الشباب توافدوا عليها ويقول أحدهم: أنا كنت أدخن من وراء أبي وأمي، ووالله لن أدخن أبدا بعد اليوم، كنت أظن الرجولة في التدخين، أما الآن فلا.

                                          نفس السؤال: أين هذا المشروع الآن؟ انشغلنا في أمور أخرى طبعا! هذا هو ما أقصده، أن نتقابل معا بشكل أسبوعي يساعدنا على إعادة تنشيط هذه المشاريع مرة أخرى حتى لا ننساها، ولنحصل على الثواب الكبير من وراء نفعها. هل تتخيل أنك من الممكن أن تكون سببا في إنقاذ شاب مدخن من السرطان؟

                                          المشروع الرابع: مشروع حماة المستقبل

                                          نحمد الله على هذا المشروع، فمنذ أن بدأ وكله إيجابيات.

                                          دعوني أحكي لكم هذه القصة: يوما ما جاءني اتصال من أب يرجوني أن أنقذ ابنه من براثن الإدمان، فقلت له: إن شاء الله ولكني الحقيقة لا أعرف شيئا عن المخدرات ولم أتعامل من قبل مع شخص مدمن، لهذا فأنا آسف لأنني لن أستطيع مساعدة ابنك. فما كان منه سوى أن أرسل إلي رسالة يقول فيها: يا بني ألا تعرف قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة:32]؟ فتأثرت كثيرا؛ لأنني لأول مرة أسمع هذه الآية من هذا البعد، فقمت بمقابلة الشاب وطلبت منه أن يذهب معي لنقوم بعمل عمرة معا ووافق، ثم أقلع عن الإدمان بعدها، وأنا مازلت لا أصدق لأنني لم أتعامل مع موضوع الإدمان من قبل، وفعلا تغير الشاب وتحسنت حياته، ولكنه للأسف أصيب بنكسة، ثم قابلني وقال: يا خسارة، ليتنا تقابلنا مبكرا، فهناك الكثير من الشباب مثلي، ليتكم تدركونهم قبل فوات الأوان. فكان مشروع (حماة المستقبل).

                                          ومن النقاط الإيجابية للمشروع أنه أصبح له فريق في سبع دول من دول العالم. كلهم يتفانون للقيام بتوعية الشباب في البلاد ضد أضرار الإدمان، يا ترى كم روح أنقذت؟ يا ترى كم نفس أحيينا؟ فما هو هدفي المستقبلي بالنسبة لهذا المشروع؟ هدفي هو ألا تخلوا مدرسة ولا جامعة ولا كلية في العالم العربي كله إلا وهناك شخص من فريق حماة المستقبل يقوم بعمل التوعية اللازمة فيه لنجدة الشباب قبل أن يقع في براثن الإدمان.

                                          المشروع الخامس: مشروع جمع الملابس

                                          طبعا لا يوجد من لم يسمع عن هذا المشروع، وقد رأينا إيجابيات غير عادية في هذا المشروع، جزء كبير من الملابس التي جاءت لنا جاءت جديدة من المحلات، أتتخيلون كيف كان حب الخير في قلوب الناس؟ فعلا هذه الأمة أمة جميلة، صناع الحياة علمني أن الناس ما أن يجدوا يدا تـمَدُّ للخير حتى يتسابقون بدورههم إليه، فعلا هذه الأمة أمة جميلة جدا إلى يوم الدين ولن تموت أبدا، رأينا سيدات ورجالا كبارا وشبابا -كان يضيع وقته في الجلوس على المقاهي- يقومون جميعا بالمشاركة في المشروع، سواء بجمع الملابس أو كيها أو تكييسها...إلخ. أتذكرون دارفور؟ لن أنسى أبدا السيدة التي أطلقت الزغاريد عندما تسلمت الملابس.

                                          السلبية هي: لماذا لم نعِد المشروع ثانية؟
                                          وهكذا انتهينا من المرحلة الأولى.

                                          لقد علمتنا هذه المشروعات أننا نحب بلادنا التي لم نكن نشعر بحبها سوى في مباريات الكرة، نعمة كبيرة من الله أن ندرك هدفنا في السنوات العشر القادمة، وهذا هو ما ساعدنا في المرحلة الأولى، فريق دار الترجمة يعرف ما يريده في السنوات العشر القادمة، حماة المستقبل يعرفون ما يريدونه في السنوات العشر القادمة، فعلا هذه نعمة كبيرة من الله.

                                          2. المرحلة الثانية: هدفنا فيها هو أن نبدأ رحلة النهضة، كيف؟ ليس عن طريق إملاء شيء على أحد، ولكن دعونا نحلم كيف نريد أن نرى بلادنا في العشرين سنة القادمة، وبدأ الناس بإرسال أحلامهم، وأكثر ما تأثرت به أن جاءتني ملزمة كبيرة من رئيس محكمة استئناف مصر يشرح فيها بالتفصيل تصوره للقضاء في مصر بعد 20 سنة! فعلا تأثرت كثيرا، وتأثرت أيضا بحلم من بنت بلغت 7 سنين رسمت قطرا يمر بين كل الدول بلا حواجز، هل تتخيلون أن بنتا بعمر 7 سنين تفكر بهذا الشكل؟ والمذهل في الأمر أن بعض الأحلام قد تحققت، وقد راجعت بعض الأحلام ووجدت فعلا أن بعضها قد تحقق، من ضمن الأحلام حلم دكتور وأستاذ كبير، الدكتور حسام الدين محجوب، وحلمه هو أن يقوم بتعريب العلوم، فهو يرى أن تعريب العلوم هو ما سينقل النهضة للأمة، والآن قام الدكتور حسام بتفعيل مشروع تعريب العلوم فعليا، وهو يعمل معنا في صناع الحياة. ومن ضمن الأحلام التي تحققت أيضا حلم للسيدة أم البنين -كما تطلق على نفسها في المنتدى- حيث قالت أنها تريد أن تنشر قصصا مفيدة للأطفال في الأمة العربية، هل تصدقون أنها ألفت القصص فعلا وأن هذه القصص نفذت وتحولت إلى مسلسلات إذاعية؟ إذا الأحلام لم تعد مستحيلة. المهندس أحمد محرم –من الذين يعملون معنا- وقد زارنا في إحدى الحلقات، وهو لليوم يقوم بإلقاء دورات للشباب، ويعمل معه الآلاف من الشباب، فلمَ لا يتحول هذا المشروع إلى خطة؟ المهندس أحمد محرم يعمل ولكن لـمَ لا نرسم طريقنا للسنوات الخمس أو العشر القادمة؟ لـمَ لا نتقابل لنضع تصورنا للتكنولوجيا معا حتى لا يقتصر العمل على الهواة فقط؟

                                          أنجزنا خلال المرحلة الثانية أربعة مشروعات. ما هي هذه المشروعات ؟

                                          المشروع الأول: مشروع المشي

                                          قلنا من اجل صنع النهضة نحتاج إلى إرادة و نفس طويل, فنظمنا مارطون المشي لقطع مسافة أربعين كيلومتر, و شارك فيه الكثير, لكن لن أنسى الفتاة الفلسطينية التي بعثت تقول :" أنا بودي أن أشارك معكم, لكن وضعنا في فلسطين لا يسمح لي لخطورة ذلك. لكني مشيت أربعين كيلومتر في ممر داخل البيت, أمشي في الممر كل يوم عدة أشواط حتى أكملت الأربعين كيلومترا و هذا حرصا مني أن أشارك و أربي الإرادة بداخلي." فأن تأثرت كثيرا لموقف هذه الفتاة التي أضافت تقول :" كنت أقرأ طوال الممر أسماء الله الحسنى المكتوبة على الجدار و تفاعلت معها, حتى أنني حفظتها لكثرت ما رددتها". ولن أنسى كذلك الأب في انجلترا الذي قرر هو زوجته أن يمشوا, و كان المشروع في عز الشتاء, فلم يجدوا لمن يتركوا الولد فحملوه معهم و مشوا على الرغم من قسوة الطقس. و لن أنسى أيضا المعوق الذي قرر المشاركة, و هو لا يقدر على المشي إلا مستعينا بعكاز, لكن ذلك لم يمنعه من قطع أربعين كيلومتر برجل واحدة و بكل إرادة . كان ذلك مشروعا رائعا, لكن أين أصبح الآن ؟ هل بقي من يتولاه ؟ هل هناك من يمشي بين الفترة و الأخرى ؟ فلنقم إذا ببعثه من جديد و لنرتب على الانترنت ذلك.

                                          المشروع الثاني: مشروع التكنولوجيا الذي قاده المهندس/ أحمد حرام والذي تحدثنا عنه قبل قليل.

                                          المشروع الثالث: محو أمية الكمبيوتر

                                          لأننا تنبهنا إلى أن معايير الأمية تغيرت و أصبحت تقاس بمدى تمكن الفرد من علم الحاسوب. فتحرك
                                          الكثير من اجل تحقيق هذا المشروع كان من بينهم فتاة تدعى بالية عرابي معدة في كلية التربية الرياضية, جمعت حولها كل الموظفين الذي يعملون معها في الكلية و علمتهم كلهم الكمبيوتر. فأصبح كل عمال الكلية يتقنون العمل على الحاسوب بصبر و إصرار هذه الفتاة. وشارك معنا أيضا في هذا المشروع المهندس أحمد سامي الذي أجرى دورات لتعليم الحاسوب.

                                          .



                                          تعليق

                                          تشغيل...
                                          X