Tweet
البطحاء كابوس تحول إلى حلم!
----------------------------
----------------------------
منذ بدء الحملة الأمنية على حي البطحاء بالرياض والصحف المحلية تطالعنا بتقارير يومية عن ما تكشفه المداهمات وحملات التفتيش من مخالفات واختراقات للأنظمة والآداب العامة في حقائق ما كنا لنستغربها أو نندهش لوجودها لما كان يصلنا من أخبارها وما كان يطالنا من ضررها مما تمارسه العمالة الوافدة فيها من انتهاكات وغش تجاري وسرقة وبيع غير مشروع وتحايل على الأنظمة.
فلا يوجد مواطن لم يطاله أذى هذه العمالة الوافدة التي كانت تسرح وتمرح في البطحاء وغيرها من الأحياء القديمة الأخرى مثل الشميسي ومنفوحة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
حيث يكوّن هؤلاء الوافدون بطريقة شرعية أو غير شرعية مستعمرات لهم داخل الأحياء القديمة التي هجرها أهلها فيتخذون من بيوتها القديمة أوكارا وفي شوارعها الضيقة وأزقتها يمارسون نشاطاتهم غيرالمشروعة. حتى اكتسب حي البطحاء شهرة عالمية وخصوصا في البلدان الآسيوية فلا يفد وافد إلى المملكة إلا ويسأل عن حي البطحاء ليزور فيه أصحابه الذين سبقوه إليه وكونوا لهم فيه قصصاً وذكريات تروى وترسل وأنشطة لا تعد ولا تحصى مما استطاعوا إنجازه من شبكة للتحايل على الأنظمة والتزوير أو تجارة غير مرخصة أو غير خاضعة للرقابة أوعصابات للسرقة وترويج المواد والأنشطة غير المشروعة. حتى أصبح هذا الحي القديم مكانا مناسبا وملائما للاختباء والإقامة غير المشروعة في البلاد.
عمالة تفد من بلادها للعمل كسائقين وخدم أو عمال ثم تهرب من كفلائها لتزاول نشاطها الخاص بها فيتحول الفرد منها من سائق إلى كهربائي ليفكك الأجهزة المسروقة أو يركب غير المشروعة منها والآخر يتحول من عامل إلى طباخ محترف في طهي الأطعمة الجاهزة وتوريدها وخادمة تفر من بيت كفلائها لتزاول نشاطات لا أخلاقية أخرى.
كل هذه القصص نسمع بها عن البطحاء بل وتراودنا كوابيس مرعبة عندما يذكر لنا عامل أو سائق اسمها أو يبدي رغبة بالذهاب لها.
وعندما تظهر لنا التقارير اليومية المنشورة في الصحف عن آخر أخبار الحملة الأمنية لتطهير الأحياء القديمة مما عشش بها من آفات مدمرة فتظهر لنا صوراً لبيوت قديمة وقد تحولت لمخازن فاسدة لتخزين الأطعمة أو تعليبها أو تصنيعها، أو إلى بيوت للبغاء والمجون أو إلى مصانع ومعامل ومشاغل منتجة وموردة للسوق المحلية أو إلى أوكار لتسريب الخطوط الهاتفية وتزوير الأوراق الرسمية أو إلى مخابئ آمنة للمتسللين والمقيمين غير الشرعيين نتساءل بأسى وألم عما كانت عليه هذه البيوت قبل أن يهجرها أهلها إلى الأحياء الجديدة وعما إذا كان يدور بذهنهم ولو لحظة ما يمكن أن تؤول إليه هذه البيوت بعد تركهم لها وعما ستجره عليهم وعلى وطنهم من بلاء وإيذاء؟
أكاد أجزم بأنهم كانوا سيؤثرون هدمها على تركها خاوية أو تأجيرها إلى أناس لا أمانة لهم ولا ولاء ليرتعوا فيها وينشروا من خلالها آفاتهم وأنشطتهم المؤذية . إن الرائحة الكريهة التي تشبعت بها الكثير من بيوتها وشوارعها ومحلاتها القديمة والسمعة السيئة التي التصقت بها لا يمكن أن تزال إلا بهدمها وإعادة إعمارها من جديد وتحويلها من حي شعبي متشعب الأزقة والأنشطة ، إلى منطقة تجارية واضحة المعالم والأنشطة . فالمكانة التي تحتلها البطحاء في الرياض بوصفها منطقة تجارية شعبية قديمة لا يستهان بها ويمكن أن تستثمر وتطور لتتحول من مبان متهالكة وشوارع ضيقة مزدحمة إلى مبان عصرية وأسواق كبيرة وشوارع مخططة ومنظمة تسهل مراقبتها وإدارة أنشطتها وتعقب المخالفة منها ومعاقبتها.
تعليق