قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء
أثناء إلقاء القبض على الإرهابي الذي شارك في العملية الإرهابية على مسجد الرضا أطلق احد الاشقياء عبارة (صوروه قبل ما يغيرونه).. ما كنت سأكتب عن هذه العبارة لولا أن لاحظت بعض المحاولات التي تدفع بها لتغذي الطائفية.
كلمة تافهة تفتقر للمنطق والعقل عندما تبحث في جنباتها عن معنى سوف ترى إما ان قائلها صغير العقل، او أنه موتور والأرجح انه طائفي.
قرأت هذه العبارة من زوايا مختلفة: الأولى أنها قيلت في حشد تجمع اثناء القاء القبض على الإرهابي وبالتأمل سترى أن معظم المحتشدين من الشباب وأرجح أنهم شباب من الطائفة الشيعية بحكم الموقع والمسجد.
ورغم توفر عوامل تمذهبية، ودوافع انقسام (عمل إرهابي، مسجد، احتقان) لم يرددها أحد من الحاضرين أو ينوع عليها من الألفاظ القبيحة. لا يوجد مؤشر على أن الحشد التفت لصاحب العبارة أو منحها أهمية. معظم المتفرجين كان يغلب عليهم الفضول.
هذا مؤشر صريح يؤكد أن قائلها صغير عقل وأن مفهومها لا وجود له في نفوس اهل الأحساء. لو كان في الأمر طائفية كما يتمنى الطائفي الآخر لكان تخوين رجال الامن في تلك اللحظة الحرجة فرصة للهتافات أو على الأقل ترديد ما قاله صغير العقل.
الأمر الذي يعكس ان الكلمة خارج مفهوم أهل الأحساء ومن الواضح من المشهد الذي امامنا أن الجميع يتعاملون مع رجال الأمن بصورة تلقائية كما يتعامل المواطنون في الظروف المشابهة في انحاء البلاد.
المشهد أعجبني كثيرا وسرني رغم حزني الكبير على الضحايا. أكد لي أن الشباب السعودي شيعة كانوا أو سنة وضعوا ثقتهم في رجل الأمن، إذا أمعنت النظر سترى أن هؤلاء الرجال تجمهروا رغم خطورة الموقف وامتلائه بالرصاص الحي الذي يمر فوق رؤوسهم.
يؤكد هذا أيضا ثقتهم في قدرات رجال الامن وفي مهنيتهم العالية.
في الوقت الذي تؤكد فيه تلك العبارة ولاء أهل الأحساء لوطنهم وفضحت الطائفيين في الجانب الآخر.
توسل دعاة الفتنة تلك الكلمة المعزولة وفتحوا بها هاشتاق تباروا فيه بكل ما تفيض به نفوسهم المريضة. شتم واتهام بالخيانة والعمالة ومطالبة بإنزال أقسى العقوبات ولم يستثنوا أحدا.
لا أعرف كم عدد الذين أسهموا في الهاشتاق لكني لم أجد بينهم من كتب تعليقا واحدا يمكن أن يوصف بالإنصاف.
في اليوم التالي قام قاهر الظلام الأمير محمد بن نايف بزيارة المصابين واطمأن شخصيا عليهم.
العلاقة الأبوية الحميمية التي تكشفت بين الشاب الحساوي الصغير، وبين قاهر الظلام في زيارته لمصابي مسجد الرضا بعد الحادثة الإجرامية أزالت أحلام الخفافيش والمعتاشين على الموت.
شاب صغير ينصت يوميا إلى اهله الشيعة وخطيب مسجده الشيعي ومحيطه الشيعي طلب بصوت صادق ومحب من الرجل الثاني في البلاد صورة سيلفي. هذا الطلب كشف عن أن هذا الولد وأي شاب من أبناء الاحساء فخور بأن يجد نفسه في صورة مع الرجل الثاني في بلاده.
ترى على من سيتفاخر بهذه الصورة إذا لم يكن على أبناء حارته وأهله واصدقائه وزملائه في المدرسة؟
هل نحتاج إلى دليل ابلغ من هذا على محبة اهل الأحساء لمحمد بن نايف القائد والإنسان وقاهر الظلام..
لمراسلة الكاتب:
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
كان غاندي بطل استقلال الهند يعيش في جنوب أفريقيا باعتبارها جزءاً من وطنه الكبير بريطانيا العظمى، حيث كان يحرص على تحية العلم البريطاني، والحديث على طريقة المجتمع اللندني، إلى أن تفاجأ غاندي بأن الحضور البريطاني سواء في وطنه الحقيقي الهند أو جنوب أفريقيا وجميع المستعمرات لا يتجاوز كونه حضوراً مادياً مرتبطاً بالمصالح والأهداف المادية.. وهذا ما دعاه للعودة للهند والعمل على النضال الوطني الذي كلفه سنوات طويلة وانتهى باغتياله..
ونيلسون مانديلا البطل الشعبي في جنوب أفريقيا كان يعمل أيضاً محامياً، ولكن القهر والفصل العنصري ضد الغالبية السوداء قهرته؛ برغم أنه كان أباً ولديه أسرة، لكن كرامة العقل والعلم والمبادئ جعلته يرفض كل ذلك، وهو عاشر الشعب الأبيض بسلب ثروات البلاد ويعيش أهله السود مثل السجناء؛ مسجونين في معتقلات، كل ذنبهم هو لونهم الأسود، مع أنهم أهل البلاد الأصليين، ودفع ثمن ذلك حياته التي أمضاها في السجن..
اليوم ينظر العالم إلى غاندي ومانديلا كقادة عظام حرروا شعوبهم ولم يبنوا ثروات شخصية لهم، بل الكرامة لشعوبهم.. واليوم الهند وجنوب أفريقيا في مقدمة الدول النامية بعكس بعض قادة الدول العربية مثل القذافي وصدام اللذين بددا ثروات بلادهما لبناء تماثيلهم وقصورهم.. واليوم للأسف تعيش ليبيا والعراق النفطيتين التوتر والتدهور الاقتصادي بسبب ما تركوه..
لمراسلة الكاتب:
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف عن دينه التسامح والتعايش؛ ليس كما يروّج له أولئك الذين أضروا الإسلام والمسلمين أيما إضرار، وألحقوا بالدين ما ليس منه، وألصقوا به ما لم يأتِ به أحد قبلهم.
جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس الأول أمام نخبة من المفكرين والأدباء ليذكرهم بدورهم وواجبهم في تنوير الأمة، فالتاريخ يقول إن عصر النهضة في أوروبا بدأ عندما قامت الثقافة بدورها لتبديد ظلام القرون الوسطى.
إن ما نعيشه اليوم هو نازلة فكرية أو أيديولوجية -إن صح التعبير- بين أدعياء يزعمون أنهم على الطريق المستقيمة وسواهم على طريق الضلال، في هذه الأثناء تحدث التجاذبات ويرتفع صوت الجدل، وهو أمر يبعث على الإحباط ويُذهب هيبة الأمة ويزعزع تماسكها، لذا حمّل الملك سلمان ضيوف الجنادرية الذين جاؤوا من ثقافات متنوعة ومشارب وجنسيات متعددة مسؤولية «جمع الكلمة ووحدة الصف وتنوير الأمة»، وتلك المسؤولية أو المهمة ليست بالأمر اليسير؛ بل إن أكثر المهمات صعوبة وجهداً تلك التي تتعلق بالأفكار، لاسيما عندما تأتي السياسة بكل زخمها وثقلها ومآربها لتسخّر تلكم الأيديولوجيا من أجل تحقيق غايات هدفها زعزعة الصفوف، وإذكاء الفتن عبر بوابة الدين والثقافة في إطارها الواسع، وعبر المدخل «الميكافيلي» بأن الغاية تبرر الوسيلة، تُغذى الأفكار الظلامية لطمس معالم الأمة عبر ضرب نسيجها الاجتماعي، وإثارة النعرات الدينية القائمة على الصراعات الأيديولوجية لعل وعسى أن يُحدث ذلك تهتّكاً ينال من شدة الأوطان وتماسك المواطنين.. في خضم ذلك لا يسع المملكة إلا أن تقوم بدورها التاريخي انطلاقاً من الشرف العظيم الذي حباها الله به، وتشرف ملوكها بخدمة الحرمين، وأن تدعو العالم العربي والإسلامي الذي تنتمي إليه بفعل الجغرافيا والتاريخ إلى نبذ كل ما من شأنه سيادة الفرقة وتشتيت الوحدة التي تهددها اليوم أهوال حقيقية تنذر بتفريقها.
ولهذا السبب كان واجباً أن تقوم المملكة بالدفاع عن نفسها وعن جوارها العربي والإسلامي ضد دول تصر على إقحام نفسها والتدخل في شؤون غيرها بطرق وأساليب ملتوية، الهدف منها -كما قلنا- تفريق وتمزيق النسيج المجتمعي للمجتمعات العربية والإسلامية، ولو لم تقف المملكة لتمارس هذا الدور للحقها اللوم وحلّ عليها العتب.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
ناصر الصِرامي
غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها.
القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي وخاص، لتكون دافوس العالم الجديد، والمفرح فعلياً أنها في منطقتنا العربية، ومن الخليج تحديداً.
فيها الهام وعودة لبعض» الإرث المنسي للحضارة العلمية العربية والإسهام العلمي للحضارة العربية والتحديات التي تواجه قادة العالم العربي اليوم لتوفير الفرص والظروف الملائمة لتحفيز الشباب على الابتكار واحتلال مواقع متقدمة في حضارة المستقبل».
ومهندسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي اختار حوارا مختلفا مع العالم وضيوفه هذه المرة، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع أكثر من 10 ملايين متابع لحسابه الخاص، جلسة تفاعلية بعنوان «حوار المستقبل»، بأدوات المستقبل ولجمهوره ايضا. حول رؤيته لمستقبل الحكومات ومستقبل القطاعات التعليمية والصحية ومدن المستقبل.
«القمة تنقل العالم في دورتها الرابعة نحو آفاق جديدة من استشراف المستقبل إلى صناعته، مستندة إلى اجابة على أسئلة الغد، وإنتاج المعرفة لتعزيز جاهزية الحكومات لتحديات المستقبل في مستوياته القريب والمتوسط والبعيد، ما يجعل منها مساهمة تنموية ومعرفية رئيسية تقدمها الإمارات للعالم، ومنصة تعمل طوال السنة للارتقاء بالخدمات التي يستفيد منها نحو 7 مليارات إنسان». يقول معالي محمد القرقاوي رئيس القمة العالمية للحكومات.
دبي حولت القمة العالمية للحكومات الى مؤسسة دولية معتبرة ذات أهداف عالمية تعمل طوال العام، تصدر البحوث والدراسات المستقبلية، وتطلق المؤشرات التنموية والتطلعات والتحديات والاتجاهات ما بعد المستقبل..!
وستصدر عن القمة العالمية للحكومات تقارير ودراسات ومسوحات علمية موضوعية عدة بالتعاون مع مؤسسات البحث العلمي العالمية الكبرى، أثناء انعقادها وعلى مدار العام، منها تقرير الذكاء الاصطناعي وتطور العلوم ومستقبل الحكومات.
وهناك دراسة مسحية عن التحول الرقمي للحكومة شمل أكثر من 1200 مسؤول حكومي، من 70 دولة ومقابلات مع 140 قائداً حكومياً وخبراء دوليين، حول استخدام التكنولوجيا الرقمية كأهم العوامل المؤثرة في تقديم الخدمات الحكومية.
ثم دراسة عن حالة العالم في 2030 بالتعاون مع شركة كي بي إم جي حول التوجهات العالمية الكبرى التي يتوقع أن تكون ذات أهمية لمدة 20 سنة على الأقل، حيث ستعمل على تشكيل دور الحكومات في عام 2030 وما بعده.
هذا جانب فقط مما يدور في قمة الحكومات العالمية في دبي، لتشكل منبراً دولياً يجمع عقول وأفكار العالم لاستشراف المستقبل.. بل ويذهب هذا المحفل الكوني إلى النظر بعد الى مستقبل المستقبل، ومن هنا من منطقتنا.. ودائماً من دبي..!
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
يوسف المحيميد
في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف!
كم أشعر بالمرارة بأن نقرأ عن حملة دكتوراه يعانون من شبح البطالة، فهل وصلنا إلى هذا الحد؟ وهل يعقل أن هناك أكثر من ثمانية آلاف من حملة الماجستير السعوديين والسعوديات يعانون من البطالة، بينما يُدرّس في جامعاتنا الحكومية ما يقارب ستة آلاف غير سعودي من حملة الماجستير! مع أننا كنا نسمع عن عبارة (توطين الوظائف) منذ عشرات السنين، فأي توطين لا يبدأ بشبابنا وبناتنا ممن يحملن الماجستير والدكتوراه، ولا يجدن وظائف أكاديمية في جامعاتنا؟
كم هو محزن أن هناك نحو تسعة آلاف سعودي وسعودية يحملون شهادات عليا، وبلا وظائف، في مقابل أن الجامعات الحكومية السعودية تضم أكثر من ستة وعشرين ألف عضو هيئة تدريس أجنبي، لماذا لا يتم إحلال أبنائنا وبناتنا مكانهم؟ لماذا تشيح الجامعات الحكومية السعودية بوجوهها عنهم؟
نعم لدينا أحلام كبيرة، ونملك أملاً يكبر مع ما يسمى بتوليد الوظائف، رغم أننا لسنا بحاجة إلى توليد الوظائف بقدر ما نحن بحاجة إلى توطينها، إلى سعودتها، وإذا لم يعمل برنامج التحول الوطني على هذا الجانب، الاستفادة من أبنائنا وبناتنا، وجعلهم أساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بتوظيفهم والاستفادة من الملايين التي صرفناها على تعليمهم!
علينا أن نبحث عن الأسباب في ذلك، قبل أن يتضخم معدل بطالة حملة مؤهلات الدرسات العليا، الذين يعودون من الخارج برقم يتنامى سنويًا، خاصة أن رقم المبتعثين يقارب المائتي ألف مبتعث ومبتعثة، مما يعني أننا أمام مشكلة بطالة مزعجة لحملة الماجستير والدكتوراه!
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، وإنما حتى خريجي الجامعات السعودية من حملة الماجستير والدكتوراه، لماذا يتعثر توظيفهم، ولماذا لا يجدون فرصتهم في العمل الأكاديمي بجامعاتنا، ولماذا تتمسك الجامعات بالأكاديمي الأجنبي، من مختلف الدول العربية، في مقابل إهمال طلبات توظيف السعوديين والسعوديات، خاصة أن هؤلاء تكبدت هذه الجامعات الأموال لإلحاقهم ببرامج الماجستير والدكتوراه، كما صرفوا هم من أعمارهم وأوقاتهم الكثير، للحصول على هذه الدرجات العلمية العليا، ثم انتهى بهم المطاف بالجلوس على رصيف البطالة!
نحن نخسر كثيرا، وعلى كل المستويات الوطنية، الاجتماعية والاقتصادية، على التعليم والتدريب، بينما لا نستثمر هذا العنصر البشري بعد تعليمه وتدريبه، هؤلاء هم خسارة حقيقية، حين لا نستفيد منهم، فهل ننتظر هجرتهم للدول المجاورة، كما فعل غيرهم؟ وهل نتوقع نموًا طرديَّا بين معدل البطالة، ونسبة هجرة العقول السعودية للخارج؟ أتمنى أن ننجح في استثمار هؤلاء، وتوظيفهم في وطنهم، فهم الثروة الحقيقية لهذه البلاد.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د.ثريا العريض
أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ القديم والنشاطات الفنية والإبداعية في وعينا.
ومع هذا، ما زالت بيئتنا عموما غير جاذبة للنشاطات الثقافية.
وتتضافر عدة عوامل في ترسيخ هذا الضعف لا شك أن أولها محاصرة الرؤية لمعنى الفن والإبداع والترفيه وأهميتها في حياتنا الإنسانية, ما يستلزم تغيير زاوية الرؤية؛ أي تقييم الحضور العام بعيداً عن تكثف الحضور كأجساد, والتركيز على ما يحدث من تفاعل أسمى. بمعنى أن يركز الحضورعلى المنتج الأدبي والفني والإبداعي والناتج الانفعالي المرتقي بالذائقة والحس، لا على «حضور» الآخرين جسديا.
لاشك أن تجربة دبي في تطوير التصرف المجتمعي ضمن الحضور العام, والرقي به تجربة تستحق الاقتداء.
عقد الملتقى السنوي ل»قلب شاعري» على مدى يومين في مركز الندوات المصمم لتقديم كل ما يحتاجه مثل هذا الحدث من صالات واستعدادات، وجمع هذا العام في موسمه الخامس 15 شاعرا وشاعرة مدعوين من آسيا و أوروبا وأفريقيا والأمريكتين.
ألقيت القصائد باللغات الأصلية الأم للشعراء وعرضت النصوص على الشاشات مع ترجمتها باللغة الإنجليزية.
ابتدأ الحفل بنشيد جماعي أدته مجموعة مميزة التدريب والأداء. وحقيقة أسعدني التنظيم والتنسيق والاستعداد المسبق والملتزم به حيث أنتج حدثا راقيا بكل جوانبه. حدد لكل شاعر عشر دقائق للإلقاء لا يتعداها.. واختير محور لفحوى القصائد وكان هذا العام عن السلام والإنسانية. ما حدا الشعراء لاختيار قصائد قصيرة و قابلة للتذوق الإنساني العام.
اليوم الثاني كان مخصصا لمشاركات الشعراء الصغار من طلبة وطالبات المدارس المحلية. أعجبتني الفكرة حيث يعتاد الصغير الموهوب على الحضور العام و الالتزام بتقديم الأداء المميز في حضور متذوقين.
وفي اليومين اكتظت القاعة بالحضور..
ذكرني المبنى الجميل المصمم بأسلوب يجمع الشكل التراثي والتطور الخدماتي بمنطقة المتحف الوطني في قلب الرياض. وتمنيت لو طورت نشاطات المنطقة عندنا لتقديم المزيد من الفعاليات الحية.. و أن تتآخى فيها وزارة الثقافة والإعلام والهيئة العليا للسياحة والتراث. مثل هذا النشاط الأدبي مع دعوة مبدعين من الوطن وخارج الوطن سيدعم الحركة الثقافية المعاصرة بتاريخنا الذي نعتز به.
أعجبني أيضا التخير المذوق لمحتوى الوجبات في مناسبة محورها الغذاء الروحي و الأدبي. فجاء تقديم ولائم بسيطة متنوعة ولذيذة واختيارات شاملة لكل الأذواق مناسبا لمعنى وتوقيت اللقاء.
أتمنى لو نسقت نشاطاتنا الإبداعية والثقافية بين كل المؤسسات التي تقدمها مثل مهرجان الجنادرية ومهرجان عكاظ من الرياض ومعارض الكتاب بمثل هذا النجاح.
دبي بيئة جاذبة لكل الفعاليات الثقافية والاقتصادية. ولاشك أن تدفق ملايين الزائرين على مدى العام يمثل مصدرا مهما من ركائز الدخل.
صناعة السياحة في دبي متقدمة جدا و نشطة على مدى العام. وتتميز بأنها تقدم خدمات راقية وتجربة أكثر ثراء من السياحة التقليدية. السياحة في المنطقة العربية بما في ذلك العراق و سوريا و لبنان واليمن ومصر وتونس ضربتها أحداث المنطقة، وكانت قبل الأحداث تشمل زيارة الآثار التاريخية التي نأمل ألا تفتقدها الأجيال القادمة. وهي سياحة موجهة غالبا للمهتمين والمتخصصين. أما دبي فقد بنت صناعة اجتذاب الزائرين على دعم كل نواحي الجذب السياحي والإبداعي ورقي التصرف العام في حضور تطبيق القانون، لا الحكم الفردي على ما يصح أو لا يصح.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
سعد الدوسري
الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من يوقفه عند حده، أو يناصحه على الأقل.
إن الذين ضحوا بأنفسهم لحماية المصلين في الدمام أو الأحساء أو نجران، يمثلون التوجه الحقيقي لرعاية المساجد والعناية بها. فبالإضافة للإهتمام بالصيانة العامة لهذا المرفق الحيوي الملتصق بحياتنا، هناك الحماية العامة له من أولئك الذين يخططون لاستغلاله لأهدافهم الخاصة، فرجال الأمن ليسوا مطالبين وحدهم بالحراسة، الجميع حراس لبيوت الله من كل الأخطار، ومن ضمنها التفجير. ولولا الله، ثم أولئك الشهداء في الشرقية والجنوب، لارتفعت أعداد القتلى، من العشرات إلى المئات.
إن أبسط مهمة يقوم بها المسلم تجاه مسجد حيه، ألا يغفل عنه، وألا يدعه ساحة للذين يوهمون الآخرين بأنهم هم وحدهم المسؤولون عنه، في حين أن الأمر مسؤولية مشتركة على الكبير والصغير، الغني والفقير، كل حسب طاقته. وبهذه الممارسة، يعود المسجد ليكون جزءً حيوياً من حياتنا، مندمجاً مع تفاصيلنا اليومية، غير بعيد عن أسماعنا وأبصارنا.
إن اختيار المساجد كهدف من أهداف الإرهاب لم يأت عبثاً، فبالإضافة لقتل الأبرياء وترويعهم، هناك إذلال لرمزهم الديني. ومن هنا، يجب على الجميع حراسته.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
محمد آل الشيخ
أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية وقضائية؛ غير أن المفاجأة أن الدول العربية التي حازت على قصب السبق في الترتيب العالمي للدول الأقل فسادا كانت جميعها من الدول العربية (غير الديمقراطية)، في حين جاءت العراق التي قاتل الأمريكيون ليجعلوها بلدا ديمقراطيا في ذيل القائمة؛ وهذا يؤكد ما كنت أقوله وأكرره وأنا متيقن منه، ومؤداه أن الديمقراطية في المجتمعات المتخلفة والطائفية أو القبلية، لا يمكن أن تؤدي بها الديمقراطية إلى التحضر والتنمية، وقبل ذلك الأمن والاستقرار، وإنما سيجد اللصوص والانتهازيون فرصة مواتية، للرهان على الطائفة، ونصرة المذهب، أو إثارة النعرات العشائرية لينتخبهم الناخبون المتشبعون بهذه النعرات الطائفية أو القبلية، الموروثة فيصلون إلى مراكز التشريع أو التنفيذ في الدولة؛ وهذا ما حصل في العراق الديمقراطي، وكذلك جرى ومازال يجري في الدولة منزوعة السيادة التي اسمها لبنان والمحتلة من قبل إيران.
العراق رائحة الفساد في البرلمان المنتخب والحكومة التنفيذية المنبثقة عنه، تكاد تزكم الأنوف، حتى أن عضواً في البرلمان، يدعى «مشعان الجبوري» اعترف بذلك علنا وعلى رؤوس الأشهاد في إحدى القنوات التلفزيونية، على هذا الرابط في اليوتيوب.
https://www.youtube.com/watch?v=iL-0RqagGCk
قال ذلك كما ترون في الرابط،غير آبه بشعور العراقيين الذين انتخبوه، وضامنا في الوقت نفسه أن اعترافه بتلقيه رشوة من أموال الشعب (أنه أخذ الرشوة لكنه غش الراشي ولم ينفذ ما التزم بتنفيذه)، وهذا عذر أقبح من فعل!.. الاحتيال هذا غير المشروع أعلنه وهو ضامن أنه لن يؤثر على شعبيته سلبيا، فالذي انتخبه لم ينتخبه لأمانته وأهليته ونزاهته وحرصه على وطنه، وإنما لانتمائه المذهبي، أوالعشائري, والأمر الذي كنت أقوله دائما، أن الشعوب التي لا تبدأ بإصلاح العربة قبل الحصان، فلن يستطيع الحصان الديمقراطي قطعا أن يخرجها من وحل التخلف، فضلا عن أن يكون قادرا على أن يضعها في طريق الحضارة كما هو الأمر بالأمم الغربية؛ البداية يجب أن تكون ليس من رأس الهرم وإنما من القاعدة الشعبية بتعليم الشعوب وتوعيتها- وأهم أسباب التوعية، العمل على انتشالها من مستنقعات التعصب المذهبي أو الطائفي وكذلك التعصب العشائري، فهذا النوع من التعصب بمثابة السوسة التي تنخر في جسد الوطن والمواطنة، بحيث تلغي أي قدرة فعلية لجميع آليات الديمقراطية من أن تعمل، وتفرز الأصلح لإدارة الدولة.
كذلك لبنان، الدولة منزوعة السيادة، والتي يحكمها، ويتصرف في مقاليد الحكم فيها (الولي الفقيه) في طهران، هي مسخرة وتشويه للديموقراطية، ولم يسبق اللبنانيون على طريقتهم (الديموأراطية) هذه أنس ولا جان. فهذا الحكم الفوضوي الفاشل والمضحك، يرتكز على توزيع المناصب التشريعية محاصصة بين الطوائف، ورغم أن هذا التوزيع لا ينص عليه الدستور علنا لأنه توزيع مخزٍ، إلا أنه هو العرف المتبع في توزيع المناصب في البرلمان والحكومة وكذلك منصب رئاسة الدولة، الذي يجب أن يكون من يتولاه مارونيا، لو لم يبق في لبنان إلا ماروني مسيحي واحد، ولو كان غير مؤهل أيضا، فالأولوية للانتماء الطائفي المذهبي لا للكفاءة والقدرة على القيادة.
العراق الذي بدأت الديمقراطية فيه 2003، ولبنان الذي بدأ بالحل الديمقراطي منذ استقلاله عام 1943، لا يختلفان في الجوهر، فهما يكرسان الوجود الطائفي والقبلي أولا، ومن ثم (كل من إيدو إلو) من هذه الطائفة أو ذلك المذهب. لذلك فإن من ينادون بالديمقراطية لدى الشعوب المتخلفة، والمتجذر في ثقافة أفرادها الانتماء الطائفي، قبل الانتماء الوطني، فستكون الديمقراطية حتما وسيلة فساد وإفساد، لا آلية تحضر ومدنية.
ربما أن (تونس) تختلف قليلا عن بقية الدول العربية، وسبب الاختلاف أن مؤسسها»الحبيب أبورقيبة» كان قد أسس ركائز دولة مدنية منذ الاستقلال، وهذا ما جعل الحل الديمقراطي فيها أنجح نسبيا من بقية العرب الذين انتهجوا الديمقراطية قبل أن يجهزوا بيئة ذات ركائز مدنية قادرة على أن يرتكز عليها الحل الديمقراطي المستورد من الغرب المتحضر. فهل يدرك العرب الحقوقيون هذه الحقيقة المؤصلة بالأرقام الإحصائية المستقاة من التجارب على الأرض.
إلى اللقاء
- التفاصيل