نظمت اللجنة الاجتماعية الفلسطينية في السفارة الفلسطينية مساء أمس الأول حفل تكريم لأبطال مسلسل “التغريبة الفلسطينية” في المجمع الثقافي في أبوظبي بحضور الدكتور رياض نعسان آغا السفير السوري لدى الدولة وفايز مطوع نائب السفير الفلسطيني لدى الدولة ومخرج المسلسل حاتم علي وأبطال المسلسل الفنان جمال سليمان والفنان خالد تاجا والفنانة جولييت عواد والإعلامي باسم الجمل والذي أدار الجلسة والحوار وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي وحشد كبير من الجمهور
واستقبل الجمهور الفنانين بحفاوة وترحاب كبيرين، وقد ارتدى أغلبهم الكوفية الفلسطينية والثوب الفلسطيني التقليدي المطرز، واستهل الحفل بتقديم تتر المسلسل ولقطات لأهم المشاهد التي تجسد فترات متباينة لكفاح وصمود الشعب الفلسطيني، وفتح الاعلامي باسم الجمل باب الحوار بتساؤل غير متوقع وهو: لماذا التغريبة الفلسطينية الآن؟ وأجاب المخرج حاتم علي قائلاً: لقد جاء المسلسل متأخراً ونحن مقصرون تجاه هذه القضية، والتلفاز يعد جهازاً إعلامياً خاضعاً للحكومات، وهي بمثابة المشي في حقل الألغام ولا بد من امتلاك الجرأة لتقديم هذا العمل والخوض في المخاطر.

وكان يتم الدفع بها الى الأماكن الخلفية سواء عبر خلق أزمات أخرى في العراق أو السودان أو غيرهما.

وهذا العمل هو محاولة لإعادة تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وعلى الرغم من أنني لا أحب تحميل العمل التلفزيوني أكثر من طاقاته إلا أنه محاولة لإعادة سرد هذه القضية على الشباب الذين لا يعلمون ما حدث في الماضي.

وطرح الجمل تساؤلاً آخر حول كيفية التمكن من تقديم عمل واقعي يمثل بالفعل فترة 1936 أي منذ بداية الحلقات وأجاب الفنان جمال سليمان قائلاً: لقد كنا نقدم أعمالاً لشخصيات نحبهم ونظهرهم بصورة بعيدة عن الواقع. والتاريخ كتلة من المتناقضات والعمل التاريخي حوّل التاريخ الى خرافة. ونتيجة لقرون طويلة من الهزائم والتردي باتت هناك علاقة مرضية بتاريخنا نراه نقياً وعظيماً.

أما في التغريبة الفلسطينية فلقد كانت الشخصيات واقعية، فمثلاً أبو صالح رجل شهم ومناضل، ولكنه كان رافضاً لأشياء كثيرة كتعليم الفتاة وغيرها، وهنا أتى العمل بالواقع. وعندما أشاهد التغريبة أنسى أنني مثلت هذا العمل، فلقد ذكر عيوب المجتمع الفلسطيني بأسلوب نبيل ومحبب، فهو نقد ذاتي وتأكيد على أن لهذا الشعب حقاً وأن هناك جريمة ارتكبت في حقه.

ووراء نجاح هذا العمل جهد وتضافر للجهود بالاضافة الى القيادة الدقيقة للمخرج. ومن جهته قال الفنان خالد تاجا: نحن نشعر بأننا فلسطينيون، وعندما قدمنا هذا العمل كنا نعمل بهذه الروح، وعشنا الظروف نفسها ابان الغزو وعبر أماكن التصوير والتي شاهدت فيها ساعات عصيبة، ولكننا لم نشعر بالخوف أو الجوع أو القلق مثلما كانوا، ولم نتخيل كيف استطاع هذا الشعب أن يعيش هذه المأساة كل هذه السنوات، ولذلك فإن هذا الشعب يستحق أن نتناوله لتذكير الجيل الحالي بحياة ومعاناة الآباء والأجداد وخاصة الذين ولدوا خارج أرض الوطن. و”اسرائيل” في النهاية ستزول من الوجود، وهذا القرار يمليه التاريخ، لأن “اسرائيل” مرض سرطاني في جسم العالم العربي، وعلاجه هو الاستئصال، وعلى كل إنسان أن يجاهد، فالفنان يقدم عملاً درامياً والرسام يقدم لوحة، وعلى الكل أن يجاهد في كل المستويات وستنفرج.

ووجه الإعلامي الجمل سؤالاً الى الفنانة جولييت عواد حول كيفية تمكنها من تقديم دور الأم الفلسطينية التي نقلت مشاعر الأسى والفرح معاً فقالت: المسلسل أعطاني فرصة لأن أمارس أمومتي التي لم أمارسها في الحياة، إذ أرى أن الأم الفلسطينية تقاتل وتحزن وتمرح وأشعر أن بناءها الداخلي أقوى من الرجال، فهي محمل نساء وكان علي أن أستوعب هذا وأن أقدمه على الشاشة، وفي الواقع أنا بالفعل أراها مقاومة بالدرجة الأولى، وهي دائمة العطاء والإنجاب، وكل أم عربية أسهمت في تقديم أبنائها للوطن علينا أن نقف ونحني لها رأسنا احتراماً وتقديراً، بجانب أن جيل الشباب أنفسهم الذين وصلوا لمرحلة الوعي والاصرار لأن يقوموا بالاستشهاد من أجل الوطن.

وحول ترك نهاية المسلسل مفتوحة قال المخرج حاتم علي: المسلسل يعد “ملحمة” والمقصود هنا بالملحمة ليس ضخامة العمل وإنما امتداد الأحداث في مساحة، والإحاطة بكل تفاصيل القضية لا يمكن أن يقدم في مسلسل أو عمل واحد.