من المتوقع ان تعلن بوابة «غوغل» الإنترنتية، عن اصدار محرك بحث جديد للبحث عن اشرطة الفيديو الموجودة على شبكة الإنترنت، خلال فصل الصيف الحالي، مما يسمح للاشخاص بمشاهدة مقاطع (كليبات) الفيديو من مواقع «غوغل».

وستتيح مثل هذا الخدمة المتوقعة من غوغل للافراد، العثور على لقطات فيديو قصيرة مجانية. وسيدعم محرك البحث الجديد موقع «غوغل» التجريبي الحالي، الذي يتيح للجمهور البحث عن نصوص البرامج التلفزيونية من شبكة «سي ان ان» وشبكة التلفزيون العام (الحكومي)، ضمن اشياء اخرى، والاطلاع على الصور الفوتوغرافية المصاحبة لهذه النصوص. وسيعلن «غوغل» عن محرك البحث الجديد خلال الشهرين المقبلين.

الجدير بالذكر، ان البحث عن تسجيلات الفيديو اصبح مجالا للمنافسة لعديد من شركات الإنترنت، لانه يعتبر سوقا جديدا للاعلان عبر الإنترنت. وتبحث كل من «غوغل» و«ياهو»، عن توسيع نطاق نشاطهما الاعلاني، الذي تصل قيمته الى مليارات الدولارات، الى وسيط جديد وهو الفيديو، الذي سيساعدهما في الحصول على اعلانات من المعلنين على شبكات التلفزيون، كما ان محرك البحث الخاص بموقع «امازون» A9.com يدرس الدخول في هذا الميدان الجديد.

وعلى المدى الطويل، تنوي «غوغل»، الحصول على مقابل لمشاهدة الفيديو، بحيث تجعل المشاهد يدفع اجرا لمشاهدة الشريط بأكمله. وتجري «غوغل» محادثات مع عديد من شركات الفيديو، مثل ستديوهات هوليوود، للحصول على موافقتها لتحميل اشرطتها وبيعها عبر الموقع او بنظام المشاهدة بالدفع المقدم. وذكر خبراء في هذا المجال، ان الهدف النهائي هو انزال اشرطة الفيديو، وإلا لن تتمكن «غوغل» من الحصول على اعلانات. وستتيح المرحلة الاولى لمحرك البحث عن الفيديو، وضع «غوغل» على قدم المساواة مع منافسها الرئيسي «ياهو»، التي انهت استعداداتها بخصوص محرك البحث عن الفيديو بها في شهر مايو (أيار) الماضي، و«اميركا اون لاين». وعلى العكس من «ياهو»، التي لديها اتفاقيات مع شركات مثل «رويترز» لاستخدام محتوياتها، فإن «غوغل» ستتجنب البحث في الإنترنت عن مقطع مصور (فيديو كليب)، وستستخدم المقاطع المقدمة من المنتجين.

غير ان بعض المنتجين لديهم تحفظات على خطط «غوغل» لتقديم وبيع مقاطع الفيديو، فمن بين بعض المشاكل التي يجب حلها هي نسبة الحقوق التي يمكن منحها لـ «غوغل»، وما هي النسبة التي يجب ان يحتفظ بها المنتجون. وواحد من الحلول التي يمكن ان تخفف من قلق المنتجين لاشرطة الفيديو، هي تقنية ادارة الحقوق الرقمية التي يمكن ان تحمي حقوق الملكية الخاصة بهم، وإن كانت «غوغل» لم تكشف عن تفصيل حل من هذا النوع. كما يجب على «غوغل» ايضا مع الناشرين، تسمية محتويات الفيديو، المعروف باسم Meta Programming، ما يجعل البحث عن تلك المواد ميسرا.

وطبقا لآراء بعض الخبراء، فإن «غوغل» تلعب لعبة الانتظار لمعرفة ما سيتم، فعلى سبيل المثال، فإن «رويترز» متعاقدة مع «اميركا اون لاين» و«ياهو» و«بلنيكس». وتقدم لتلك الشركات معلومات محتويات الفيديو، بما في ذلك Meta Programming او «اللغة الوصفية»، التي تحدد المحتويات من اجل الفهرسة الاوتوماتيكية لمحركات البحث. ومقابل ذلك، توجه محركات البحث المستخدمين نحو «رويترز دوت كوم».

ويذكر ستيفن سميث، نائب رئيس «رويترز»، انه «بالنسبة للفيديو، فإن الاعلانات هي النموذج المثالي للعمل بسبب الطلب المتزايد. ونقيم السوق في الوقت الراهن من اجل نموذج الدفع».

وفي النهاية تنوي «غوغل» تجاوز منافسيها بإنشاء ما يطلق عليه «حديقة مسورة» لمحتويات الفيديو التي ستخزنها. واشارت مصادر الى انه سيتم تجميع اشرطة فيديو من المنتجين المستقلين، ومن قائمة من كبار المنتجين. وبهذه الطريقة يمكن لـ «غوغل» بيع حق مشاهدة تلك الاشرطة او نشر اعلانات على الإنترنت في تلك المواقع.

وفي اشارة الى (مغازلة) «غوغل» لهوليوود، حضرت الشركة مؤتمر قمة وسائط الاعلام الرقمية في لوس انجليس في الاسبوع الماضي. واعترفت جنيفر فيكين، مديرة الفيديو في «غوغل»، خلال واحد من الاجتماعات، ان السماح بمشاهدة مقاطع الفيديو قضية معقدة بسبب حقوق النشر وضرورة مشاهدة المحتويات قبل عرضها.