اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بئر ألامنيات

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • بئر ألامنيات

    الناس أشكال وأنواع منهم المتعلم والجاهل والامي نهيك عن المتحضر والقديم .في قريتنا يوجد الصنف الاخير بكثرة فقريتنا نائية لا وجود لمضاهر الحياة المتقدمة عكس المدن والقرى الاخرى . بلدتنا تشتهر بالعادات والتقاليد الموروثة عن الاجداد ففي كل يوم نسمع اهازيز وموسيقى خاصة باحتفال او عيد بمنطقة قريبة من منزلنا اسمها قاعة الملك ..ماسينيسا.. أريد ان اشير هنا الى ان قريتنا ليست عربية بل امازيغية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وما اعجبني اكثر في قريتنا كونها تحافظ على تراثها وتقاليدها بكل دقة وجودة في الممارسة عكس المدن الامازيغية الاخرى التي هيمنت عليها العروبة . وبهذه البلدة بئر ينعت ببئر الامنيات تقول اسطورة لدينا نحن ابناء هذه البلدة وهي اسطورة متداولة الى يومنا هذا تقول الاسطورة :أن أي شخص تمنى شيء في حياته يجب ان يودع بالبئر قطعة ذهبية لكي يلبي البئر الرغبة وتحقيق الامنية ونيل رضاه .وتقول الاسطورة ايضا بأن الاستجابة غالبا ماتكون بعد عشر سنوات من ايداع القطعة الذهبية فان مات الانسان قبل تحقيق امنيته فان ذالك الشخص كان عاصيا للبئر ولا يمتثل لاوامره .كل مافي ا لامر عند اهل هذه القرية التي انا منها انهم يعرفون معنى الحفاض والاعتزاز بالثقافة والمعتقدات التي ورثوها ابا عن جد .في صغري كانت تحكي لي امي وتقول :ياعبد المجيد اجمع المال ودخرهم لكي تشتري من المدينة القطعة الذهبية التي ستودعها في بئر الامنيات لكي تتحقق امنيتك التي لا يعرفها الا البئر فسرك سيكون مدفون فيه اياك ان تخبر احدا بامنيتك كي لايتمادا وياخذ منك الفرصة ويودع القطعة الذهبية لذات الغرض الذي تريده انت ايضا , وتذهب انت هباءا منثورا اياك ثم اياك لكي لا يغضب عليك البئر كما فعل لابيك من قبل ورأيت انه قد مات قبل تحقيق امنيته ,عندما باح بسره لجارنا المخادع ..يوبا..فحقيقة كنت أتأثر بهذه الاقاويل التي صدقتها وامنت بان البئر يحقق الامنيات , ومن هنا كونت في نفسي صفة المدخر ,لكن انا لم اكن اكتسب هذه الصفة من اجل ادخار المال كما كانت تقول امي العزيزة ,بل من أجل تقوية القيمة الادخارية لذاكرتي حتى اتمكن من ان اقف امامكم اليوم في هذه الاسطر وأحكي لكم حقيقة قريتي النائية الرائعة,الغريبة ,العادية .اني احب قريتي سأمنح لها روحي ان استدعى الامر لكن ساحتفض بجسدي حتى يكون عبرة وشاهدا على تضحيتي ويعتبر كل من يحب وطنه ..
    دمي فداك يا بلدتي
    عيوني تدمع لفراقك
    كنت الحمامة البيضاء في جبال الرمضاء
    لم ولن انسى ايامي برفقتك
    احبك حبا لايعرف قدره الا من عاشرك
    أنا متأكد أننا سنلتقي يوما ماياقريتي فلا تحزني فلا تحزني فلا تحزني.

  • #2
    الرد: بئر ألامنيات

    اخي امياي عبد المجيد
    لقد احببت قريتك من خلال سطورك واعجبت بك فانت الانسان الذي لا ينكر اصله واهله والذي بفتخر بهم رغم بساطتهم تلك البساطة التي اصبحت نادرة في هذه الايام
    هنيئا بتلك القرية بك واتمنى ان تعود اليها يوما ما لتحدثنا عنها بعض الحكايا وعن اساطيرها
    تحياتي لك

    تعليق

    تشغيل...
    X