اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كتاب معرفة اسم ليلة القدر

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • كتاب معرفة اسم ليلة القدر

    معـرفة إسـم ليلــة القــدر
    الدلائل والنتائج لَيلةُ ليلةالقدْرِ في القــُرآنِ الكــَرِيم

    بـِـــــــسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِـيم
    إنّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِالْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُالْقَدْرِ (2) لَيْلَةُالْقَدْرِ

    خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)
    سورة القدر

    بـِـــــــسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِـيم


    حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)
    سورة الدخان

    وقوله عزّ وجل ّ :
    شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىسَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيد ُبِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ .
    (185) سورة البقـرة








    رسول الله صلى الله عليه وسلم

    كــان يريــد أن يــخبر بإســم ليــلة الــقدر



    1 ــ روى البخاري رحمه الله في صحيحه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال صلى الله عليه وسلم :خرجتُ لأُخبركم بليلة القدر ... الحديث .
    إبن حجر رحمه الله في شرحه لصحيح البخاري ، في قوله صلى الله عليه وسلم ( لأخبركم ) ، قال : أي بتعيين ليلة القدر .

    2ــ في صحيح مسلم رحمه الله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنها أُبينَت لي ليلة القدر وإنّي خرجت لأخبركم بها ... الحديث .

    3 ــ روى الامام أحمد بن حنبل في مسنده عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال :
    خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلميريد أن يخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :خرجت وانا أريد أن أخبركم بليلة القدر... الحديث .

    4 ــ روى إبن حبّان في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :أيها الناس إني قد أّبينت لي ليلة القدر فخرجت أّحدثكم بها ... الحديث .
    5 ــ روى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن إبن عباس رضي الله عنهما أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال :جئت مسرعاً أخبركم بليلة القدر ...الحديث .

    6 ــ وروى ابن خزيمة في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ، فخرج الينا ، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :إنها أبينت لي ليلة القدر وإني خرجت لأبيـّـنها لكم ... الحديث .

    7 ــ روى إبن حبّان في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها أُبينت لي ليلة القدر وإنّي خرجت لأُثْبِتها لكم ... الحديث .

    رسول الله صلى الله عليه وسلم
    يـوجـّه الصحــابة والأُمّـــة لطلــــب ليلـــة القـــدر


    في صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ...فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسه.
    وفي لسان العرب ، لمس ، الإلتماس : الطلب ، والتلمُّــس : التطـلّب مرّة بعد أُخرى .
    في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان .
    وفي لسان العرب ، التحرّي : القصد والإجتهاد في الطلب والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول .
    في صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: رأى رجلٌ ان ليلة القدر ليلة سبع وعشرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم :أرى رؤياكم في العشر الأواخر فاطلبوها في الوتر منها .
    وفي لسان العرب ، الطلب : محاولة وجدان الشيء وأَخذه .

    في صحيح إبن حبّان ان ابن عمر رضي الله عنهما قال ، ُسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدرفقال :تحرّوها في السبع الاواخر من رمضان .

    في صحيح ابن حبّان ، عن عيينة بن عبدالرحمن عن أبيه قال ، ذكرت ليلة القدر عند أبي بـكرة رضي الله عنه فقال ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :إلتمسوها في العشر الأواخر في سبع بقين أو خمس بقين أو ثلاث بقين أو في آخر ليله ...
    وفيه ايضا عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلتمسوا ليلة القدر في آخر ليله .

    وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تحيّـنوا ليلة القدر في العشر الأواخر أو قال في التسع الأواخر .

    النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم قال : قوله صلى الله عليه وسلم ( تحيّـنوا ليلة القدر ) ، أياطلبواحينهاوهوزمانها .

    روى الامام أحمد بن حنبل في المسند ، عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ان رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ، يانبي اللهإني شيخ عليل يشقّ عليّ القيام فأمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها ليلة القدر قال:عليك بالسابعه .رواه البيهقي في السنن الكبرى وأورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح .

    قوله صلى الله عليه وسلم : ( فمن كان متحرّيها فليتحرّها في السبع الأواخر ) صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .
    قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر ) صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
    قوله صلى الله عليه وسلم : ( تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها .
    قوله صلى الله عليه وسلم : ( التمسوا ليلة القدر في الوتر من العشرالأواخر ) صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها .
    قوله صلى الله عليه وسلم : ( التمسوها في العشر الأواخر ) صحيح البخاري عن إبن عباس رضي الله عنهما.
    قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة ) صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه .
    قوله صلى الله عليه وسلم: ( فأبتغـوهافي العشر الأواخر وأبتغوها في كل وتر)صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
    قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوها في العشر الغوابر ) صحيح ابن حبّان عن أبي هريرة رضي الله عنه .
    قوله صلى الله عليه وسلم : (فالتمسوها في العشر الأواخر ) صحيح ابن حبّان عن أبي هريرة رضي الله عنه .
    قوله صلى الله عليه وسلم تحرّوا ليلة القدر في السبع الأواخر) صحيح مسلم عن إبن عمر رضي الله عنهما .
    قوله صلى الله عليه وسلم : ( فاطلبوها في الوتر منه ) صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .
    قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوها في العشر الغوابر ) صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .
    قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوها في العشر الغوابر ) صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه .
    قوله صلى الله عليه وسلم : ( تحينّوا ليلة القدر ... ) صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .
    قوله صلى الله عليه وسلم : ( إلتمسوها في العشر الأواخر) صحيح ابن خزيمة عن أبي بكرة رضي الله عنه .
    قوله صلى الله عليه وسلم : ( إلتمسوها الليله ) صحيح ابن خزيمة عن أبي هريرة رضي الله عنه .
    قوله صلى الله عليه وسلم : ( إلتمسوها في العشر الأواخر) صحيح ابن خزيمة عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .
    قوله صلى الله عليه وسلم : (إلتمسوها هذه الليله ثلاث وعشرين ) صحيح ابن خزيمة عن عبدالله بن أُنيس رضي الله عنه .

    وفي صحيح إبن خزيمةباب : الأمربإلتماس ليلة القدر وطلبها في الوتر .
    وفيه باب :ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأَمر بطلب ليلة القدر في السبع الأواخر .

    ( يتبع )






    sigpic

  • #2
    كتاب معرفة اسم ليلة القدر

    من أسباب رفع علم الرسول صلى الله عليه وسلم لليلة القدر

    إستـدلالمن القرآن الكريم :

    من سورة الحجــرات ، و تفسير الطبري رحمه الله لبعـض آياتها :

    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )(1) سورة الحجرات

    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاتشعرون )(2) سورة الحجرات
    { يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتكُمْ فَوْق صَوْت النَّبِيّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضكُمْ لِبَعْضٍ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : يَا أَيّهَا الَّذِينَ صَدَّقُوا اللَّه وَرَسُوله , لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتكُمْ فَوْق صَوْت رَسُول اللَّه تَتَجَهَّمُوهُ بِالْكَلَامِ , وَتُغْلِظُونَ لَهُ فِي الْخِطَاب { وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْربَعْضكُمْ لِبَعْضٍ } يَقُول : وَلا تُنَادُوهُ كَمَا يُنَادِي بَعْضكُمْ بَعْضًا : يَا مُحَمَّد , يَا مُحَمَّد , يَا نَبِيّ اللَّه , يَا نَبِيّ اللَّه , يَا رَسُول اللَّه . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضكُمْ لِبَعْضٍ } , قَالَ لا تُنَادُوهُ نِدَاء , وَلَكِنْ قَوْلاً لَيِّنًا ، يَا رَسُول اللَّه . حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضكُمْ لِبَعْضٍ } كَانُوا يَجْهَرُونَ لَهُ بِالْكَلَامِ , وَيَرْفَعُونَ أَصْوَاتهمْ , فَوَعَظَهُمْ اللَّه , وَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ . حَدَّثَنِي اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , كَانُوا يَرْفَعُونَ , وَيَجْهَرُونَ عِنْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَوُعِظُوا , وَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ . حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : أَخْبَرَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتكُمْ فَوْق صَوْت النَّبِيّ } . .. الْآيَة , هُوَ كَقَوْلِهِ : { لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُول بَيْنكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضكُمْ بَعْضًا } نَهَاهُمْ اللَّه أَنْ يُنَادُوهُ كَمَا يُنَادِي بَعْضهمْ بَعْضًا وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُشَرِّفُوهُ وَيُعَظِّمُوهُ , وَيَدْعُوهُ إِذَا دَعَوْهُ بِاسْمِ النُّبُوَّة . حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا زَيْد بْن حُبَاب , قَالَ : ثَنَا أَبُو ثَابِت ابْن ثَابِت قَيْس بْن الشَّمَّاس , قَالَ : ثَنِي عَمِّي إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن ثَابِت بْن شَمَّاس , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتكُمْ فَوْقصَوْت النَّبِيّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ } قَالَ : قَعَدَ ثَابِت فِي الطَّرِيق يَبْكِي , قَالَ : فَمَرَّ بِهِ عَاصِم بْن عَدِيّ مِنْ بَنِي الْعَجْلَان , فَقَالَ : مَا يُبْكِيك يَا ثَابِت ؟ قَالَ : لِهَذِهِ الْآيَة , أَتَخَوَّف أَنْ تَكُون نَزَلَتْ فِيَّ , وَأَنَا صَيِّت رَفِيع الصَّوْت قَالَ : فَمَضَى عَاصِم بْن عَدِيّ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : وَغَلَبَهُ الْبُكَاء , قَالَ : فَأَتَى اِمْرَأَته جَمِيلَة اِبْنَة عَبْد اللَّه بْن أُبَيّ بْن سَلُول , فَقَالَ لَهَا : إِذَا دَخَلْت بَيْت فَرَسِي , فَشُدِّي عَلَيَّ الضَّبَّة بِمِسْمَارٍ , فَضَرَبَتْهُ بِمِسْمَارٍ حَتَّى إِذَا خَرَجَ عَطَفَهُ وَقَالَ : لَا أَخْرُج حَتَّى يَتَوَفَّانِي اللَّه , أَوْ يَرْضَى عَنِّي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; قَالَ : وَأَتَى عَاصِم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ خَبَره , فَقَالَ : " اِذْهَبْ فَادْعُهُ لِي " فَجَاءَ عَاصِم إِلَى الْمَكَان , فَلَمْ يَجِدهُ , فَجَاءَ إِلَى أَهْله , فَوَجَدَهُ فِي بَيْت الْفَرَس , فَقَالَ لَهُ : إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوك , فَقَالَ : اِكْسِرْ الضَّبَّة , قَالَ : فَخَرَجَا فَأَتَيَا نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا يُبْكِيك يَا ثَابِت
    اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الزُّهْرِيّ , أَنَّ ثَابِت بْن قَيْس بْن شَمَّاس , قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتكُمْ فَوْق صَوْت النَّبِيّ } قَالَ : يَا نَبِيّ اللَّه , لَقَدْ خَشِيت أَنْ أَكُون قَدْ هَلَكْت , نَهَانَا اللَّه أَنْ نَرْفَع أَصْوَاتنَا فَوْق صَوْتك , وَإِنِّي اِمْرُؤٌ جَهِير الصَّوْت , وَنَهَى اللَّه الْمَرْء أَنْ يُحِبّ أَنْ يُحْمَد بِمَا لَمْ يَفْعَل , فَأَجِدنِي أُحِبّ أَنْ أُحْمَد ; وَنَهَى اللَّه عَنْ الْخُيَلَاء وَأَجِدنِي أُحِبّ الْجَمَال ; قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا ثَابِت أَمَا تَرْضَى أَنْ تَعِيش حَمِيدًا , وَتُقْتَل شَهِيدًا , وَتَدْخُل الْجَنَّة ؟ " فَعَاشَ حَمِيدًا , وَقُتِلَ شَهِيدًا يَوْم مُسَيْلِمَة . حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن سَهْل , قَالَ : ثَنَا مُؤَمَّل , قَالَ : ثَنَا نَافِع بْن عُمَر بْن جَمِيل الْجُمَحِيّ , قَالَ : ثَنِي اِبْن أَبِي مُلَيْكَة , عَنْ الزُّبَيْر , قَالَ : " قَدِمَ وَفْد أَرَاهُ قَالَ تَمِيم , عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مِنْهُمْ الْأَقْرَع بْن حَابِس , فَكَلَّمَ أَبُو بَكْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْتَعْمِلهُ عَلَى قَوْمه , قَالَ : فَقَالَ عُمَر : لَا تَفْعَل يَا رَسُول اللَّه , قَالَ : فَتَكَلَّمَا حَتَّى اِرْتَفَعَتْ أَصْوَاتهمَا عِنْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْر لِعُمَر : مَا أَرَدْت إِلَّا خِلَافِي , قَالَ : مَا أَرَدْت خِلَافك . قَالَ : وَنَزَلَ الْقُرْآن : { يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتكُمْ فَوْق صَوْت النَّبِيّ }. .. إِلَى قَوْله : { وَأَجْر عَظِيم } قَالَ : فَمَا حَدَّثَ عُمَر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْد ذَلِكَ , فَيَسْمَع النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : وَمَا ذَكَرَ اِبْن الزُّبَيْر جَدّه , يَعْنِي أَبَا بَكْر .
    أَنْ تَحْبَطَ
    وَقَوْله : { أَنْ تَحْبَط أَعْمَالكُمْ } يَقُول : أَنْ لا تَحْبَط أَعْمَالكُمْ فَتَذْهَب بَاطِلَة لاثَوَاب لَكُمْ عَلَيْهَا , وَلا جَزَاء بِرَفْعِكُمْ أَصْوَاتكُمْ فَوْق صَوْت نَبِيّكُمْ , وَجَهْركُمْ لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضكُمْ لِبَعْضٍ . وَقَدْ اِخْتَلَفَ أَهْل الْعَرَبِيَّة فِي مَعْنَى ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْكُوفَة : مَعْنَاهُ : لَا تَحْبَط أَعْمَالكُمْ . قَالَ : وَفِيهِ الْجَزْم وَالرَّفْع إِذَا وَضَعْت " لَا " مَكَان " أَنْ " . قَالَ : وَهِيَ فِي قِرَاءَة عَبْد اللَّه " فَتَحْبَط أَعْمَالكُمْ " وَهُوَ دَلِيل عَلَى جَوَاز الْجَزْم , وَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْبَصْرَة : قَالَ : أَنْ تَحْبَط أَعْمَالكُمْ : أَيْ مَخَافَة أَنْ تَحْبَط أَعْمَالكُمْ وَقَدْ يُقَال : أُسْنِدَ الْحَائِط أَنْيميل وقوله ( وانتم لا تشعرون ) يقول وأنتم لا تعلمون ولا تدرون .








    و من الحديث الشريف
    عنون البخاري رحمه الله في صحيحه بابا أسماه : رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس
    قال ، حدثنا محمد بن المثنى حدثنا خالد بن الحارث حدثنا حميد حدثنا أنس عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال ، خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال :
    خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى ان يكون خيراً لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة .
    صحيح البخاري المجلد الأول باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس ... ص 255
    وفي اللغة : تلاحى رجلان من ملاحاة الرجال أي مقاولتهم ومخاصمتهم ، ولاحيته ملاحاة ولحاء اذا نازعته ، انظر النهاية 4 /243

    وفي صحيح ابن حبان رحمه الله عنون بالآتي :
    ( ذكر السبب الذي من أجله نسي الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة القدر ) . وأورد حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه .

    وفي الفتح الرباني قال في شرحه لحديث عبادة رضي الله عنه في حديث المتلاحيان : أي تخاصما وتنازعا .

    وفي رواية لمسلم والامام احمد من حديث ابي سعيد رضي الله عنه : (فجاء رجلان يحتقّــان معهما الشيطان فنسيتها ) قال النووي في شرحه لصحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم ( يحتقّان ) هو بالقاف ومعناه : يطلب كل واحد منهما حقّه ويدّعي انه المحق ، وفيه ان المخاصمة مذمومه وانها سبب للعقوبه .


    وفي صحيح مسلم قال :

    حدثنا ابو الطاهر وحرملة ابن يحيى قالا أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة عبدالرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أُريت ليلة القدر ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها ... الحديث .


    قال ابن حجر في شرحه لصحيح البخاري ما نصّـه :

    قوله‏:‏ ‏(‏ فتلاحى‏ )‏ بالمهملة اي وقعـت بينهما ملاحاة، وهي المخاصمة والمنازعةوالمشاتمة، والاسم : اللحاء بالكسر والمد‏.‏
    وفي رواية ابي نضرة عن ابي سعيد عند مسلم ‏"‏ فجاء رجلان يختصمانمعهما الشيطان ‏"‏ ونحوه في حديث القلتان عند ابن اسحاق وزاد انه لقيهما عند سدةالمسجد فحجز بينهما ... فاتفقت هذه الاحاديث على سبب النسيان‏.‏وروى مسلم ايضا من طريق ابي سلمة عن ابي هريرة ان رسول الله صلىالله عليه وسلم قال ‏"‏ أُريتليلةالقدر، ثم أيقظني بعضاهلي فنسيتها ‏"‏ وهذا سبب اخر، فاما ان يحمل على التعدد بان تكون الرؤيا في حديثابي هريرة مناما فيكون سبب النسيان الايقاظ، وان تكون الرؤية في حديث غيره فياليقظة فيكون سبب النسيان ما ذكر من المخاصمة، او يحمل على اتحاد القصة ويكونالنسيان وقع مرتين عن سببين، ويحتمل ان يكون المعنى ايقظني بعض اهلي فسمعت تلاحيالرجلين فقمت لاحجز بينهما فنسيتها للاشتغال بهما، وقد روى عبد الرزاق من مرسل سعيدبن المسيب انه صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ الا اخبركم بليلةالقدر‏؟‏ قالوا‏:‏بلى‏.‏فسكت ساعة ثم قال‏:‏ لقد قلت لكم وانا اعلمها ثم انسيتها ‏"‏ فلميذكر سبب النسيان، وهو مما يقوى الحمل على التعدد‏ .‏

    قوله‏:‏ ‏(‏ لأخبركم بليلةالقدر ‏)‏أي بتعـيينليلةالقدر.‏

    قوله‏:‏ ‏( ‏فرفعـت‏ )‏ اي من قلبي ، فنسيت تعيينها للاشتغالبالمتخاصمين ،

    وقيل‏:‏ المعنى فرفعت بركتها في تلك السنة ، وقيل التاء في رفعتللملائكة لا لليلة‏ .‏









    عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) كان يسأل الصحابه عن ليلة القدر
    في صحيح ابن خزيمة , باب : الأمر بالتماس ليلة القدر وطلبها في العشر الأواخر من رمضان
    روى إبن خزيمة في صحيحه قال :
    حدثنا علي بن المنذر حدثنا ابن فضيل حدثنا عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه عن ابن عباس قال:
    كان عمر يدعوني مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فيقول لي :
    لا تكلّم حتى يتكلموا. قال :فدعاهم فسألهم عن ليلة القدرفقال :أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: التمسوها في العشر الاواخر . أي ليلة ترونها ؟
    صحيح ابن خزيمة الجزء الثالث ص 322 الحديث رقم ( 2172 ) وقال محققه الدكتور محمد مصطفى الأعظمي : إسناده صحيح .

    وفي مسند الامام احمد ,عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

    قال : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر ما قد علمتم ( فالتمسوها في العشر الأواخر وترا ) ففي أي الوتر ترونها ؟

    الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة : إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر : مسند أحمد : 1/58

    وفيــه :
    ( قال عمر رضي الله عنه : منيعلم متىليلةالقدر ؟ ) ، قالا : فـقال ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) :هي في العشر ، في سبع يمضين أو سبع يبقين)
    الراوي: لاحق بن حميد وعكرمة - خلاصة الدرجة : إسناده صحيح - المحدث : أحمد شاكر - المصدر : مسند أحمد 4/186


    يتبع



    sigpic

    تعليق


    • #3
      كتاب معرفة اسم ليلة القدر

      من أقوال الصحابة رضي الله عنهم و العلماء في تعيـين ليلة القدر

      قال بن حجـر العسقلانـي في فتـح الباري شرح صحيح البخاري مانصّــه

      لقد اختلف العلماء فيليلةالقدراختلافاً كثيرا . وتحصّل لنا من مذاهبهم في ذلك أكثر منأربعين قولا
      القولالأول :

      أنها رفعت أصلا ورأسا حكاه المتولي في التتمة عن الروافض والفاكهاني في شرح العمدة عن الحنفية وكأنه خطأ منه . والذي حكاه السروجي أنه قول الشيعة , وقد روى عبد الرزاق من طريق داود بن أبي عاصم عن عبد الله بن يحنس " قلت لأبي هريرة : زعموا أن ليلة القدر رفعت , قال : كذب من قال ذلك " ومن طريق عبد الله بن شريك قال : ذكر الحجاج ليلة القدر فكأنه أنكرها , فأراد زر بن حبيش أن يحصبه فمنعه قومه . الثاني : أنها خاصة بسنة واحدة وقعت في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكاه الفاكهاني أيضا . الثالث: أنها خاصة بهذه الأمة ولم تكن في الأمم قبلهم , جزم به ابن حبيب وغيره من المالكية ونقله عن الجمهور وحكاه صاحب " العدة " من الشافعية ورجحه , وهو معترض بحديث أبي ذر عند النسائي حيث قال فيه " قلت يا رسول الله أتكون مع الأنبياء فإذا ماتوا رفعت ؟ قال : لا بل هي باقية " وعمدتهم قول مالك في " الموطأ " بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تقاصر أعمار أمته عن أعمار الأمم الماضية فأعطاه الله ليلة القدر , وهذا يحتمل التأويل فلا يدفع التصريح في حديث أبي ذر . الرابع : أنها ممكنة في جميع السنة , وهو قول مشهور عن الحنفية حكاه قاضي خان وأبو بكر الرازي منهم , وروي مثله عن ابن مسعود وابن عباس وعكرمة وغيرهم , وزيف المهلب هذا القول وقال : لعل صاحبه بناه على دوران الزمان لنقصان الأهلة , وهو فاسد لأن ذلك لم يعتبر في صيام رمضان فلا يعتبر في غيره حتى تنقل ليلة القدر عن رمضان ا ه . ومأخذ ابن مسعود كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي بن كعب أنه أراد أن لا يتكل الناس . الخامس : أنها مختصة برمضان ممكنة في جميع لياليه , وهو قول ابن عمر رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عنه , وروي مرفوعا عنه أخرجه أبو داود , وفي " شرح الهداية " الجزم به عن أبي حنيفة وقال به ابن المنذر
      والمحاملي وبعض الشافعية ورجحه السبكي في " شرح المنهاج " وحكاه ابن الحاجب رواية , وقال السروجي في " شرح الهداية " قول أبي حنيفة إنها تنتقل في جميع رمضان وقال صاحباه إنها في ليلة معينة منه مبهمة , وكذا قال النسفي في " المنظومة " : ‏‏ وليلة القدربكل الشهر‏ ‏دائرة وعيناها فادراه ‏، ‏وهذا القول حكاه ابن العربي عن قوم وهو السادس . السابع : أنها أول ليلة من رمضان حكى عن أبي رزين العقيلي الصحابي , وروى ابن أبي عاصم من حديث أنس قال : ليلة القدر أول ليلة من رمضان , قال ابن أبي عاصم لا نعلم أحدا قال ذلك غيره .الثامن : أنها ليلة النصف من رمضان حكاه شيخنا سراج الدين ابن الملقن في " شرح العمدة " والذي رأيت في " المفهم " للقرطبي حكاية قول أنها ليلة النصف من شعبان , وكذا نقله السروجي عن صاحب " الطراز " فإن كانا محفوظين فهو القول التاسع : ثم رأيت في " شرح السروجي " عن " المحيط " أنها في النصف الأخير . العاشر : أنها ليلة سبع عشرة من رمضان , روى ابن أبي شيبة والطبراني من حديث زيد بن أرقم قال : ما أشك ولا أمتري أنها ليلة سبع عشرة من رمضان ليلة أنزل القرآن , وأخرجه أبو داود عن ابن مسعود أيضا . القول الحاديعشر : أنها مبهمة في العشر الأوسط حكاه النووي وعزاه الطبري لعثمان بن أبي العاص والحسن البصري وقال به بعض الشافعية . القول الثانيعشر : أنها ليلة ثمان عشرة قرأته بخط القطب الحلبي في شرحه وذكره ابن الجوزي في مشكله . الثالثعشر : أنها ليلة تسع عشرة رواه عبد الرزاق عن علي , وعزاه الطبري لزيد القول بن ثابت وابن مسعود , ووصله الطحاوي عن ابن مسعود . القول الرابععشر : أنها أول ليلة من العشر الأخير وإليه مال الشافعي وجزم به جماعة من الشافعية , ولكن قال السبكي إنه ليس مجزوما به عندهم لاتفاقهم على عدم حنث من علق يوم العشرين عتق عبده في ليلة القدر أنه لا يعتق تلك الليلة بل بانقضاء الشهر على الصحيح بناء على أنها في العشر الأخير وقيل بانقضاء السنة بناء على أنها لا تختص بالعشر الأخير بل هي في رمضان . القول الخامسعشر : مثل الذي قبله إلا أنه إن كان الشهر تاما فهي ليلة العشرين وإن كان ناقصا فهي ليلة إحدى وعشرين وهكذا في جميع الشهر وهو قول ابن حزم وزعم أنه يجمع بين الإخبار بذلك , ويدل له ما رواه أحمد والطحاوي من حديث عبد الله بن أنيس قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : التمسوها الليلة , قال وكانت تلك الليلة ليلة ثلاث وعشرين , فقال رجل : هذه أولى بثمان بقين , قال بل أولى بسبع بقين فإن هذا الشهر لا يتم . القول السادسعشر: أنها ليلة اثنين وعشرين وسيأتي حكايته بعد , وروى أحمد من حديث عبد الله ابن أنيس أنه " سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر وذلك صبيحة إحدى وعشرين فقال : كم الليلة ؟ قلت : ليلة اثنين وعشرين , فقال : هي الليلة أو القابلة " . القول السابععشر : أنها ليلة ثلاث وعشرين رواه مسلم عن عبد الله بن أنيس مرفوعا " أريت ليلة القدر ثم نسيتها " فذكر مثل حديث أبي سعيد لكنه قال فيه " ليلة ثلاث وعشرين بدل إحدى وعشرين " وعنه قال " قلت يا رسول الله إن لي بادية أكون فيها , فمرني بليلة القدر , قال : انزل ليلة ثلاث وعشرين " وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن معاوية قال " ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين " ورواه إسحاق في مسنده من طريق أبي حازم عن رجل من بني بياضة له صحبة مرفوعا , وروى عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا " من كان متحريها فليتحرها ليلة سابعة " وكان أيوب يغتسل ليلة ثلاث وعشرين ويمس الطيب , وعن ابن جريج عن عبيد الله ابن أبي يزيد عن ابن عباس " أنه كان يوقظ أهله ليلة ثلاث وعشرين , وروى عبد الرزاق من طريق يونس ابن سيف سمع سعيد بن المسيب يقول : استقام قول القوم على أنها ليلة ثلاث وعشرين , ومن طريق إبراهيم عن الأسود عن عائشة , وعن طريق مكحول أنه كان يراها ليلة ثلاث وعشرين . القول الثامنعشر : أنها ليلة أربع وعشرين كما تقدم من حديث ابن عباس في هذا الباب , وروى الطيالسي من طريق أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا " ليلة القدر ليلة أربع وعشرين " وروي ذلك عن ابن مسعود وللشعبي والحسن وقتادة , وحجتهم حديث واثلة أن القرآن نزل لأربع وعشرين من رمضان , وروى أحمد من طريق ابن لهيعة عن يزيد ابن أبي الخير الصنابحي عن بلال مرفوعا " التمسوا ليلة القدر ليلة أربع وعشرين " وقد أخطأ ابن لهيعة في رفعه فقد رواه عمرو بن الحارث عن يزيد بهذا الإسناد موقوفا بغير لفظه كما سيأتي في أواخر المغازي بلفظ " ليلة القدر أول السبع من العشر الأواخر " . القول التاسععشر : أنها ليلة خمس وعشرين حكاه ابن العربي في " العارضة " وعزاه ابن الجوزي في " المشكل " لأبي بكرة . القول العشرون : أنها ليلة ست وعشرين وهو قول لم أره صريحا إلا أن عياضا قال : ما من ليلة من ليالي العشر الأخير إلا وقد قيل إنها فيه . القول الحاديوالعشرون : أنها ليلة سبع وعشرين وهو الجادة من مذهب أحمد ورواية عن أبي حنيفة وبه جزم أبي بن كعب وحلف عليه كما أخرجه مسلم , وروى مسلم أيضا من طريق أبي حازم عن أبي هريرة قال " تذاكرنا ليلة القدر فقال صلى الله عليه وسلم : أيكم يذكر حين طلع القمر كأنه شق جفنة ؟ قال أبو الحسن الفارسي : أي ليلة سبع وعشرين فإن القمر يطلع فيها بتلك الصفة . وروى الطبراني من حديث ابن مسعود " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال : أيكم يذكر ليلة الصهباوات ؟ قلت : أنا , وذلك ليلة سبع وعشرين " ورواه ابن أبي شيبة عن عمر وحذيفة وناس من الصحابة , وفي الباب عن ابن عمر عند مسلم " رأى رجل ليلة القدر ليلة سبع وعشرين " ولأحمد من حديثه مرفوعا " ليلة القدر ليلة سبع وعشرين " ولابن المنذر " من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين " وعن جابر بن سمرة نحوه أخرجه الطبراني في أوسطه , وعن معاوية نحوه أخرجه أبو داود وحكاه صاحب " الحلية " من الشافعية عن أكثر العلماء , وقد تقدم استنباط ابن عباس عند عمر فيه وموافقته له , وزعم ابن قدامة أن ابن عباس استنبط ذلك من عدد كلمات السورة وقد وافق قوله فيها هي سابع كلمة بعد العشرين , وهذا نقله ابن حزم عن بعض المالكية وبالغ في إنكاره نقله ابن عطية في تفسيره وقال : إنه من ملح التفاسير وليس من متين العلم . واستنبط بعضهم ذلك في جهة أخرى فقال : ليلة القدر تسعة أحرف وقد أعيدت في السورة ثلاث مرات فذلك سبع وعشرون . وقال صاحب الكافي من الحنفية وكذا المحيط : من قال لزوجته أنت طالق ليلة القدر طلقت ليلة سبع وعشرين لأن العامة تعتقد أنها ليلة القدر . القول الثانيوالعشرون : أنها ليلة ثمان وعشرين وقد تقدم توجيهه قبل بقول . القول الثالثوالعشرون : أنها ليلة تسع وعشرين حكاه ابن العربي . القولالرابعوالعشرون : أنها ليلة ثلاثين حكاه عياض والسروجي في شرح الهداية ورواه محمد بن نصر والطبري عن معاوية وأحمد من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة . القول الخامسوالعشرون : أنها في أوتار العشر الأخير وعليه يدل حديث عائشة وغيرها في هذا الباب , وهو أرجح الأقوال وصار إليه أبو ثور والمزني وابن خزيمة وجماعة من علماء المذاهب . القول السادسوالعشرون : مثله بزيادة الليلة الأخيرة رواه الترمذي من حديث أبي بكرة وأحمد من حديث عبادة بن الصامت . القول السابعوالعشرون : تنتقل في العشر الأخير كله قاله أبو قلابة ونص عليه مالك والثوري وأحمد وإسحاق وزعم الماوردي أنه متفق عليه ; وكأنه أخذه من حديث ابن عباس أن الصحابة اتفقوا على أنها في العشر الأخير ثم اختلفوا في تعيينها منه كما تقدم , ويؤيد كونها في العشر الأخير حديث أبي سعيد الصحيح أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما اعتكف العشر الأوسط " إن الذي طلب أمامك " وقد تقدم ذكره قريبا , وتقدم ذكر اعتكافه صلى الله عليه وسلم العشر الأخير في طلب ليلة القدر واعتكاف أزواجه بعده والاجتهاد فيه كما في الباب الذي بعده , واختلف القائلون به فمنهم من قال هي فيه محتملة على حد سواء نقله الرافعي عن مالك وضعفه ابن الحاجب , ومنهم من قال بعض لياليه أرجى من بعض فقال الشافعي : أرجاه ليلة إحدى وعشرين وهو القول الثامنوالعشرون : وقيل أراه ليلة ثلاث وعشرين وهو القول التاسعوالعشرون : وقيل أرجاه ليلة سبع وعشرين وهو القولالثلاثون, القول الحاديوالثلاثون : أنها تنتقل في السبع الأواخر , وقد تقدم بيان المراد منه في حديث ابن عمر : هل المراد ليالي السبع من آخر الشهر أو آخر سبعة تعد من الشهر ؟ ويخرج من ذلك القول الثانيوالثلاثون . القول الثالثوالثلاثون : أنها تنتقل في النصف الأخير ذكره صاحب المحيط عن أبي يوسف ومحمد , وحكاه إمام الحرمين عن صاحب التقريب . القول الرابعوالثلاثون : أنها ليلة ست عشرة أو سبع عشرة رواه الحارث بن أبي أسامة من حديث عبد الله بن الزبير . القول الخامسوالثلاثون : أنها ليلة سبع عشرة أو تسع عشرة أو إحدى وعشرين رواه سعيد بن منصور من حديث أنس بإسناد ضعيف . القول السادسوالثلاثون : أنها في أول ليلة من رمضان أو آخر ليلة رواه ابن أبي عاصم من حديث أنس بإسناد ضعيف . القول السابعوالثلاثون : أنها أول ليلة أو تاسع ليلة أو سابع عشرة أو إحدى وعشرين أو آخر ليلة رواه ابن مردويه في تفسيره عن أنس بإسناد ضعيف . القول الثامنوالثلاثون : أنها ليلة تسع عشرة أو إحدى عشرة أو ثلاث وعشرين رواه أبو داود من حديث ابن مسعود بإسناد فيه مقال , وعبد الرزاق من حديث علي بإسناد منقطع , وسعيد بن منصور من حديث عائشة بإسناد منقطع أيضا . القول التاسعوالثلاثون : ليلة ثلاث وعشرين أو سبع وعشرين وهو مأخوذ من حديث ابن عباس في الباب حيث قال " سبع يبقين أو سبع يمضين " ولأحمد من حديث النعمان ابن بشير " سابعه تمضي أو سابعة تبقى " قال النعمان : فنحن نقول ليلة سبع وعشرين وأنتم تقولون ليلة ثلاث وعشرين . القولالأربعون : ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين كما سيأتي في الباب الذي بعده من حديث عبادة بن الصامت , ولأبي داود من حديثه بلفظ " تاسعة تبقى سابعة تبقى خامسة تبقى " قال مالك في " المدونة " قوله تاسعة تبقى ليلة إحدى وعشرين إلخ . القول الحاديوالأربعون : أنها منحصرة في السبع الأواخر من رمضان لحديث ابن عمر في الباب الذي قبله . القول الثانيوالأربعون: أنها ليلة اثنتين وعشرين أو ثلاث وعشرين لحديث عبد الله بن أنيس عند أحمد . القول الثالثوالأربعون: أنها في أشفاع العشر الوسط والعشر الأخير قرأته بخط مغلطاي . القول الرابعوالأربعون : أنها ليلة الثالثة من العشر الأخير أو الخامسة منه رواه أحمد من حديث معاذ بن جبل , والفرق بينه وبين ما تقدم أن الثالثة تحتمل ليلة ثلاث وعشرين وتحتمل ليلة سبع وعشرين فتنحل إلى أنها ليلة ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين وبهذا يتغاير هذا القول مما مضى . القول الخامسوالأربعون : أنها في سبع أو ثمان من أول النصف الثاني روى الطحاوي من طريق عطية بن عبد الله بن أنيس عن أبيه أنه " سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال : تحرها في النصف الأخير , ثم عاد فسأله فقال : إلى ثلاث وعشرين , قال : وكان عبد الله يحيي ليلة ست عشرة إلى ليلة ثلاث وعشرين ثم يقصر " . القول السادسوالأربعون : أنها في أول ليلة أو أخر ليلة أو الوتر من الليل أخرجه أبو داود في كتاب " المراسيل " عن مسلم بن إبراهيم عن أبي خلدة عن أبي العالية " أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فقال له : متى ليلة القدر ؟ فقال اطلبوها في أول ليلة وآخر ليلة والوتر من الليل " وهذا مرسل رجاله ثقات . وجميع هذه الأقوال التي حكيناها بعد الثالث فهلم جرا متفقة على إمكان حصولها والحث على التماسها . وقال ابن العربي : الصحيح أنها لا تعلم , وهذا يصلح أن يكون قولا آخر , وأنكر هذا القول النووي وقال : قد تظاهرت الأحاديث بإمكان العلم بها وأخبر به جماعة من الصالحين فلا معنى لإنكار ذلك . ونقل الطحاوي عن أبي يوسف قولا جوز فيه أنه يرى أنها ليلة أربع وعشرين أو سبع وعشرين , فإن ثبت ذلك عنه فهو قول آخر . هذا آخر ما وقفت عليه من الأقوال وبعضها يمكن رده إلى بعض , وإن كان ظاهرها التغاير , وأرجحها كلها أنها في وتر من العشر الأخير وأنها تنتقل كما يفهممن أحاديث هذا الباب , وأرجاها أوتار العشر , وأرجى أوتار العشر عند الشافعيةليلةإحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين على ما في حديث أبي سعيد وعبدالله بن أنيس , وأرجاها عند الجمهورليلةسبع وعشرين , وقدتقدمت أدلة ذلك .
































      ليلة القدر في تفسير الطبري

      ِ

      ( إنّـا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )


      الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقَدْر } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّا أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآن جُمْلَة وَاحِدَة إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فِي لَيْلَة الْقَدْر , وَهِيَ لَيْلَة الْحُكْم الَّتِي يَقْضِي اللَّه فِيهَاقَضَاء السَّنَة ; وَهُوَ مَصْدَر مِنْ قَوْلهمْ : قَدَرَ اللَّه عَلَيَّ هَذَا الْأَمْر , فَهُوَ يَقْدِر قَدْرًا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثني عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا دَاوُد , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : نَزَلَ الْقُرْآن كُلّه جُمْلَة وَاحِدَة فِي لَيْلَةالْقَدْرفِي رَمَضَان إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا , فَكَانَ اللَّه إِذَا أَرَادَ أَنْ يُحْدِث فِي الْأَرْض شَيْئًا أَنْزَلَهُ مِنْهُ حَتَّى جَمَعَهُ . حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى قَالَ : ثنا عَبْد الْوَهَّاب , قَالَ : ثنا دَاوُد , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : أَنْزَلَ اللَّه الْقُرْآن إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فِي ليلةالقدر, وَكَانَ اللَّه إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوحِيَ مِنْهُ شَيْئًا أَوْحَاهُ , فَهُوَ قَوْله : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةالْقَدْر } . - قَالَ : ثنا اِبْن أَبِي عَدِيّ , عَنْ دَاوُد , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فَذَكَرَ نَحْوه , وَزَادَ فِيهِ . وَكَانَ بَيْن أَوَّله وَآخِره عِشْرُونَ سَنَة . قَالَ ثنا عَمْرو بْن عَاصِم الْكِلَابِيّ , قَالَ : ثنا الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ , قَالَ : ثنا عِمْرَان أَبُو الْعَوَّام , قَالَ : ثنا دَاوُد بْن أَبِي هِنْد , عَنْ الشَّعْبِيّ , أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْل اللَّه : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةالْقَدْر } قَالَ : نَزَلَ أَوَّل الْقُرْآن فِي لَيْلَةالْقَدْر . حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثنا هُشَيْم , قَالَ : أَخْبَرَنَا حُصَيْن , عَنْ حَكِيم بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : نَزَلَ الْقُرْآن فِيلَيْلَة مِنْ السَّمَاء الْعُلْيَا إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا جُمْلَة وَاحِدَة , ثُمَّ فُرِّقَ فِي السِّنِينَ , وَتَلَا اِبْن عَبَّاس هَذِهِ الْآيَة : { فَلَا أُقْسِم بِمَوَاقِع النُّجُوم } قَالَ : نَزَلَ مُتَفَرِّقًا . حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثنا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ دَاوُد , عَنْ الشَّعْبِيّ , فِي قَوْله : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةالْقَدْر } قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ الْقُرْآن نَزَلَ جُمْلَة وَاحِدَة إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا . حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ سَلَمَة بْن كُهَيْل , عَنْ مُسْلِم , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر : أُنْزِلَ الْقُرْآن جُمْلَة وَاحِدَة , ثُمَّ أَنْزَلَ رَبّنَا فِي لَيْلَةالْقَدْر : {فِيهَا يُفْرَق كُلّ أَمْر حَكِيم } . قَالَ : ثنا جَرِير , عَنْ مَنْصُور , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةالْقَدْر } قَالَ : أُنْزِلَ الْقُرْآن جُمْلَة وَاحِدَة فِي لَيْلَةالْقَدْر , إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا , فَكَانَ بِمَوْقِعِ النُّجُوم , فَكَانَ اللَّه يُنْزِلهُ عَلَى رَسُوله , بَعْضه فِي إِثْر بَعْض , ثُمَّ قَرَأَ : { وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآن جُمْلَة وَاحِدَة كَذَلِكَ لِنُثَبِّت بِهِ فُؤَادك وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد لَيْلَة الْقَدْر : لَيْلَة الْحُكْم . - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا وَكِيع , عَنْ سُفْيَان , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةالْقَدْر } قَالَ : لَيْلَة الْحُكْم. ثنا وَكِيع . عَنْ سُفْيَان , عَنْ مُحَمَّد بْن سُوقَة , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر : يُؤْذَن لِلْحُجَّاجِ فِيلَيْلَةالْقَدْر, فَيُكْتَبُونَ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاء آبَائِهِمْ , فَلَا يُغَادر مِنْهُمْ أَحَد , وَلَا يُزَاد فِيهِمْ , وَلَا يُنْقَص مِنْهُمْ . حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثنا اِبْن عُلَيَّة , قَالَ : ثنا رَبِيعَة بْن كُلْثُوم , قَالَ : قَالَ رَجُل لِلْحَسَنِ وَأَنَا أَسْمَع : رَأَيْت لَيْلَةالْقَدْر فِي كُلّ رَمَضَان هِيَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , وَاَللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ إِنَّهَالَفِي كُلّ رَمَضَان , وَإِنَّهَالَلَيْلَةالْقَدْر ,فِيهَا يُفْرَق كُلّ أَمْر حَكِيم , فِيهَا يَقْضِي اللَّه كُلّ أَجَل وَعَمَل وَرِزْق , إِلَى مِثْلـهَا . حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب . قَالَ : ثنا وَكِيع , عَنْ سُفْيَان , عَنْ أَبِي إِسْحَاق , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عُمَر . قَالَ :لَيْلَةالْقَدْر فِي كُلّ رَمَضَان .
      sigpic

      تعليق


      • #4
        كتاب معرفة اسم ليلة القدر

        ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ )

        وَقَوْله : { وَمَا أَدْرَاك مَا لَيْلَة الْقَدْر } يَقُول : وَمَا أَشْعَرَك يَا مُحَمَّد أَيّ شَيْء لَيْلَة الْقَدْر ، لَيْلَة الْقَدْر خَيْر مِنْ أَلْف شَهْر .
        ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ )
        اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَى ذَلِكَ : الْعَمَل فِي لَيْلَةالْقَدْر بِمَا يُرْضِي اللَّه , خَيْر مِنْ الْعَمَل فِي غَيْرهَا أَلْف شَهْر . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , قَالَ : بَلَغَنِي عَنْ مُجَاهِد { لَيْلَةالْقَدْر خَيْر مِنْ أَلْف شَهْر } قَالَ : عَمَلهَا وَصِيَامـهَا وَقِيَامـهَا خَيْر مِنْ أَلْف شَهْر . قَالَ : ثنا الْحَكَم بْن بَشِير , قَالَ : ثنا عَمْرو بْن قَيْس الْمُلَائِيّ , قَوْله : { خَيْر مِنْ أَلْف شَهْر } قَالَ : عَمَل فِيـهَا خَيْر مِنْ عَمَل أَلْف شَهْر . وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّ لَيْلَةالْقَدْر خَيْر مِنْ أَلْف شَهْر , لَيْسَ فِيـهَالَيْلَةالْقَدْر. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { خَيْر مِنْ أَلْف شَهْر } لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةالْقَدْر . وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ مَا : حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا حَكَّام بْن سَلْم , عَنْ الْمُثَنَّى بْن الصَّبَّاح , عَنْ مُجَاهِد قَالَ : كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيل رَجُل يَقُوم اللَّيْل حَتَّى يُصْبِح , ثُمَّ يُجَاهِد الْعَدُوّ بِالنَّهَارِ حَتَّى يُمْسِي , فَفَعَلَ ذَلِكَ أَلْف شَهْر , فَأَنْزَلَ اللَّه هَذِهِ الْآيَة : { لَيْلَةالْقَدْر خَيْر مِنْ أَلْف شَهْر } قِيَام تِلْكَاللَّيْلَة خَيْر مِنْ عَمَل ذَلِكَ الرَّجُل . وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ مَا : حَدَّثَنِي أَبُو الْخَطَّاب الْجَارُودِيّ سُهَيْل , قَالَ : ثنا سَلْم بْن قُتَيْبَة , قَالَ : ثنا الْقَاسِم بْن الْفَضْل , عَنْ عِيسَى بْن مَازِن , قَالَ : قُلْت لِلْحَسَنِ بْن عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : يَا مُسَوِّد وُجُوه الْمُؤْمِنِينَ , عَمَدْت إِلَى هَذَا الرَّجُل , فَبَايَعْت لَهُ , يَعْنِي مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان ! فَقَالَ : إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيَ فِي مَنَامه بَنِي أُمَيَّة يَعْلُونَ مِنْبَره خَلِيفَة خَلِيفَة , فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ , فَأَنْزَلَ اللَّه : { إِنَّا أَعْطَيْنَاك الْكَوْثَر } و { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةالْقَدْر وَمَا أَدْرَاك مَا لَيْلَةالْقَدْر ، لَيْلَةالْقَدْر خَيْر مِنْ أَلْف شَهْر } يَعْنِي مُلْك بَنِي أُمَيَّة ; قَالَ الْقَاسِم : فَحَسْبنَا مُلْك بَنِي أُمَيَّة , فَإِذَا هُوَ أَلْف شَهْر . وَأَشْبَه الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِظَاهِرِ التَّنْزِيل قَوْل مَنْ قَالَ : عَمَل فِي لَيْلَةالْقَدْر خَيْر مِنْ عَمَل أَلْف شَهْر , لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةالْقَدْر . وَأَمَّا الْأَقْوَال الْأُخَر , فَدَعَاوَى مَعَانٍ بَاطِلَة , لَا دَلَالَة عَلَيْهَا مِنْ خَبَر وَلَا عَقْل , وَلَا هِيَ مَوْجُودَة فِي التَّنْزِيل .
        ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ )

        وَقَوْله : { تَنَزَّل الْمَلَائِكَة وَالرُّوحفِيهَا بِإِذْنِ رَبّهمْ مِنْ كُلّ أَمْر } اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَى ذَلِكَ : تَنَزَّل الْمَلَائِكَة وَجِبْرِيل مَعَهُمْ , وَهُوَ الرُّوح , فِي لَيْلَةالْقَدْر { بِإِذْنِ رَبّهمْ مِنْ كُلّ أَمْر } يَعْنِي بِإِذْنِ رَبّهمْ , مِنْ كُلّ أَمْر قَضَاهُ اللَّه فِي تِلْكَ السَّنَة , مِنْ رِزْق وَأَجَل وَغَيْر ذَلِكَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : { مِنْ كُلّ أَمْر } قَالَ : يُقْضَى فِيهَا مَا يَكُون فِي السَّنَة إِلَى مِثْلهَا . فَعَلَى هَذَا الْقَوْل مُنْتَهَى الْخَبَر , وَمَوْضِع الْوَقْف مِنْ كُلّ أَمْر . وَقَالَ آخَرُونَ : { تَنَزَّل الْمَلَائِكَة وَالرُّوح فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهمْ } لَا يَلْقَوْنَ مُؤْمِنًا وَلَا مُؤْمِنَة إِلَّا سَلَّمُوا عَلَيْهِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : حَدَّثَنَا عَنْ يَحْيَى بْن زِيَاد الْفَرَّاء , قَالَ : ثني أَبُو بَكْر بْن عَيَّاش , عَنْ الْكَلْبِيّ , عَنْ أَبِي صَالِح , عَنْ اِبْن عَبَّاس : أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأ : " مِنْ كُلّ اِمْرِئٍ سَلَام " وَهَذِهِ الْقِرَاءَة مَنْ قَرَأَ بِهَا وَجَّهَ مَعْنَى مِنْ كُلّ اِمْرِئٍ : مِنْ كُلّ مَلَك ; كَانَ مَعْنَاهُ عِنْده : تَنَزَّل الْمَلَائِكَة وَالرُّوحفِيهَا بِإِذْنِ رَبّهمْ مِنْ كُلّ مَلَك يُسَلِّم عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ; وَلَا أَرَى الْقِرَاءَة بِهَا جَائِزَة , لِإِجْمَاعِ الْحُجَّة مِنْ الْقُرَّاء عَلَى خِلَافهَا , وَأَنَّهَا خِلَاف لِمَا فِي مَصَاحِف الْمُسْلِمِينَ , وَذَلِكَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي مُصْحَف مِنْ مَصَاحِف الْمُسْلِمِينَ فِي قَوْله " أَمْر " يَاء , وَإِذَا قُرِئَتْ : " مِنْ كُلّ اِمْرِئٍ " لَحِقَتْهَا هَمْزَة , تَصِير فِي الْخَطّ يَاء . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ : الْقَوْل الْأَوَّل الَّذِي ذَكَرْنَاهُ قَبْل , عَلَى مَا تَأَوَّلَهُ قَتَادَة .








        ( سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ )

        وَقَوْله : { سَلَامهِيَ حَتَّى مَطْلَع الْفَجْر } سَلَام لَيْلَةالْقَدْر مِنْ الشَّرّ كُلّه مِنْ أَوَّلهَا إِلَى طُلُوع الْفَجْر مِنْلَيْلَتهَا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { سَلَام هِيَ } قَالَ : خَيْر { حَتَّى مَطْلَع الْفَجْر } . حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { مِنْ كُلّ أَمْر سَلَام هِيَ } أَيْ هِيَ خَيْر كُلّهَا إِلَى مَطْلَع الْفَجْر . حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا وَكِيع , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ جَابِر , عَنْ مُجَاهِد { سَلَام هِيَ حَتَّى مَطْلَع الْفَجْر } قَالَ : مِنْ كُلّ أَمْر سَلَام . حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْل اللَّه : { سَلَام هِيَ} قَالَ : لَيْسَ فِيهَا شَيْء , هِيَ خَيْركُلّهَا { حَتَّى مَطْلَع الْفَجْر } . حَدَّثَنِي مُوسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن الْمَسْرُوقِيّ , قَالَ : ثنا عَبْد الْحَمِيد الْحِمَّانِيّ , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ الْمِنْهَال , عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى , فِي قَوْله : { مِنْ كُلّ أَمْر سَلَامهِيَ } قَالَ : لَا يَحْدُث فِيهَا أَمْر . وَعُنِيَ بِقَوْلِهِ : { حَتَّى مَطْلَع الْفَجْر } : إِلَى مَطْلَع الْفَجْر . وَاخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله : { حَتَّى مَطْلَع الْفَجْر } فَقَرَأَتْ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْأَمْصَار , سِوَى يَحْيَى بْن وَثَّاب وَالْأَعْمَش وَالْكِسَائِيّ { مَطْلَع الْفَجْر } بِفَتْحِ اللَّام , بِمَعْنَى : حَتَّى طُلُوع الْفَجْر ; تَقُول الْعَرَب : طَلَعَتْ الشَّمْس طُلُوعًا وَمَطْلَعًا. وَقَرَأَ ذَلِكَ يَحْيَى بْن وَثَّاب وَالْأَعْمَش وَالْكِسَائِيّ : " حَتَّى مَطْلِع الْفَجْر " بِكَسْرِ اللاّم , تَوْجِيهًا مِنْهُمْ ذَلِكَ إِلَى الِاكْتِفَاء بِالِاسْمِ مِنْ الْمَصْدَر , وَهُمْ يَنْوُونَ بِذَلِكَ الْمَصْدَر . وَالصَّوَاب مِنْ الْقِرَاءَة فِي ذَلِكَ عِنْدنَا : فَتْح اللَّام لِصِحَّةِ مَعْنَاهُ فِي الْعَرَبِيَّة , وَذَلِكَ أَنَّ الْمَطْلَع بِالْفَتْحِ هُوَ الطُّلُوع , وَالْمَطْلِع بِالْكَسْرِ : هُوَ الْمَوْضِع الَّذِي تَطْلُعمِنْهُ , وَلَا مَعْنَى لِلْمَوْضِعِ الَّذِي تَطْلُع مِنْهُ فِي هَذَا الْمَوْضِع . آخِر تَفْسِير سُورَة الْقَدْر .





































































        أولاً :
        العلمُ بليلةِ القدرِ ليس من عِلم الغيب
        الأول : روى البخاري رحمه الله في صحيحه ،قال ، حدثني محمد أخبرنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: ( تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) الجزء الثاني ، باب فضل ليلة القدر ص 255
        فهل يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نتحرَاها وعلمها من علم الغيب ؟
        الثاني: روى البخاري في صحيحه قال : حدّثنا محمد ابن المثنى حدثنا خالد بن الحارث حدثنا حميد حدثنا أنس عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال صلى الله عليه وسلم : ( خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى ان يكون خيراً لكم فالتمسوها في التاسعـة والسابعة والخامسة ) .
        فهل يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلمبإلتماسهاثم يكون العلم بها من علم الغيب ؟
        الثالث: روى البخاري في صحيحه قال ، حدثنا عبدالله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحرّيها فليتحرّها في السبع الأواخر )
        فهل يوافـقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على توافـق رؤياهم ثم يأمرهم بتحرّيها في السبع الأواخر رجاء موافقتهم لها ثم يكون العلم بها من علم الغيب ؟
        الرابع:عن عائشة رضي الله عنها قالت ، قلت يارسول الله ، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال ( صلى الله عليه وسلم ) قولي : اللّهم إنك عفوٌ تحبُ العفو فأعفُ عني .
        رواه الخمسة غير أبي داود وصححه الترمذي والحاكم ، وقال عنه الشيخ الألباني في تحقيقه للمشكاة : إسناده صحيح .
        فهل يرد صلى الله عـليه وسلم بهذا القول لعـائشة رضي الله عنها لو كان عـلم ليلة القدر من عـلم الغـيب ؟
        الخامس: روى مسلم في صحيحه قال ، حدثنا محمد بن عباد وابن أبي عمر قالا حدثنا مروان وهو الفزاري عن يزيد وهو ابن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شقّ جفنه ) .
        فهاهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم يتذاكرون ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل لهم ان معرفتها من علم الغيب ، بل إنه صلى الله عليه وسلم ذكّرهم وقت أن طلع القمر كأنه شق جفنه ، فكأن ليلة القدر كانت تلك الليلة .

        السادس: روى ابن خزيمة في صحيحه قال ، حدثنا اسماعيل بن عليّه عن محمد بن اسحاق عن معاذ بن عبدالله بن خبيب عن اخيه فلان بن عبدالله بن خبيب قال ، جلسنا مع عبدالله بن انيس في مجلس جهـينه في هذا الشهرفـقـلنا :
        يا ابا يحيى هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة المباركه ؟ قال ، نعم ، جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر هذا الشهر فقال له رجل ، متى نلتمس هذه الليلة المباركه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إلتمسوها هذه الليلة ثلاث وعشرين .
        فهل يجيب الرسول صلى الله عليه وسلم السائل عن ليلة القدر بهذه الإجابة لو كان علمها من علم الغيب ؟


        السابع : روى مسلم في صحيحه قال ،وحدثنا محمد بن حاتم وابن أبي عمر كلاهما عن ابن عيينه قال ابن حاتم حدثنا سفيان ابن عيينة عن عبدة وعاصم ابن أبي النجود سمعا زرّ ابن حبيش يقول : سألت أُبيّ بن كعب رضي الله عنه فقلت ، إن أخاك ابن مسعود يقول ، من يقم الحول يصب ليلة القدر فقال : رحمه الله ، أراد ان لا يتكل الناس أما انه قد علم أنها في رمضان وانها في العشر الأواخر وانها ليلة سبع وعشرين ، ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين ...
        انظر شرح الصحيح للنووي رحمه الله ، ج 8 ص312 برقم 1762 .
        فياسبحان الله العظيم ، أيحلف أُبيّ بن كعـب صاحـب رسول الله بأنه يعـلمها ، ثم يكون العـلم بها من عـلم الغـيب ؟ لا اله الاّ الله .

        الثامن : أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يقول ليلة إحدى وعشرين ، متفق عليه .
        التاسع: عبدالله بن أُنيس رضي الله عنه يقول إنها ليلة ثلاث وعشرين ، رواه مسلم .
        العاشر : قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموعة الفتاوى ، المجلد 25 ص 285 و 286 ما نصّـه :
        فينبغي أن يتحرّاها المؤمن في العشر الأواخر جميعه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تحرّوها في العشر الأواخر ) .
        وتكون في السبع الأواخر أكثر وقد يكشفها الله لبعض الناس في المنام أو اليقظة فيرى أنوارها أو يرى من يقول له هذه ليلة القدر ، وقد يفتح الله على قلبه من المشاهدة ما يتبيــّن به الأمر .
        الحادي عشــر : وقال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم الجزء الثامن كتاب الصيام باب 40 ص / 314 مانصــّه :
        واعلم ان ليلة القدر موجودة كما سبق بيانه في أول الباب فإنها تـُـرى ويتحققها من شاء الله تعالى من بني آدم كل سنه في رمضان كما تظاهرت عليه هذه الأحاديث السابقة في الباب ، وإخبار الصالحين بها ورؤيتهم لها أكثر من ان تحصر .
        أبعـد هذا يكون العـلم بليلة القدر من علم الغـيب ؟ سبحان ربي العظيم .













        ثانياً :

        قوله صلى الله عليه وسلم :
        ( في التــاسعة والســابعة والــخامسة )

        الحديثُ الأول :

        روى البخاري رحمه الله في صحيحه باب الأعتكاف في العشر الأواخر ... قال :
        حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ
        بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الْأَوْسَطِ مِنْ رَمَضَانَ فَاعْتَكَفَ عَامًا حَتَّى إِذَا كَانَ لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْ صَبِيحَتِهَا مِنْ اعْتِكَافِهِ قَالَ مَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَعْتَكِفْ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ وَقَدْ أُرِيتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ مِنْ صَبِيحَتِهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَالْتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ فَمَطَرَتْ السَّمَاءُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَكَانَ الْمَسْجِدُ عَلَى عَرِيشٍ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فَبَصُرَتْ عَيْنَايَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَبْهَتِهِ أَثَرُ الْمَاءِ وَالطِّينِ مِنْ صُبْحِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ .
        قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر )
        ومنه : 1 - التماس ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر
        2 - معرفة أبي سعيد الخدري رضي الله عنه لهذا الوتر انه ( ليلة إحدى
        وعشرين ) .
        3 - معرفة أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان ليلة القدر كانت ليلة إحدى
        وعشرين .







        الحديث الثاني :
        روى البخاري رحمه الله في باب إلتماس ليلة القدر في السبع الاواخر :
        حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ وَكَانَ لِي صَدِيقًا فَقَالَ اعْتَكَفْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ فَخَرَجَ صَبِيحَةَ عِشْرِينَ فَخَطَبَنَا وَقَالَ إِنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا أَوْ نُسِّيتُهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي الْوَتْرِ وَإِنِّي رَأَيْتُ أَنِّي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ فَمَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيَرْجِعْ فَرَجَعْنَا وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً فَجَاءَتْ سَحَابَةٌ فَمَطَرَتْ حَتَّى سَالَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ وَكَانَ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ فِي جَبْهَتِهِ .
        قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر )
        ومنه 1 - تخصيص التماس ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر .
        2 - تعريف أبي سعيد الخدري رضي الله عنه لصبيحة ليلة القدر انها كانت
        صبيحة ليلة إحدى وعشرين .
        3 – ليلة القدر كانت في ليلة وتر وانها كانت ليلة إحدى وعشرين.
        sigpic

        تعليق


        • #5
          كتاب معرفة اسم ليلة القدر


          الحديث الثالث :
          روى مسلم رحمه الله في صحيحه باب : فضل ليلة القدر والحث على طلبها وبيان محلها وأرجى اوقات طلبها .


          حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا بَكْرٌ وَهُوَ ابْنُ مُضَرَ عَنْ ابْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَاوِرُ فِي الْعَشْرِ الَّتِي فِي وَسَطِ الشَّهْرِ فَإِذَا كَانَ مِنْ حِينِ تَمْضِي عِشْرُونَ لَيْلَةً وَيَسْتَقْبِلُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ يَرْجِعُ إِلَى مَسْكَنِهِ وَرَجَعَ مَنْ كَانَ يُجَاوِرُ مَعَهُ ثُمَّ إِنَّهُ أَقَامَ فِي شَهْرٍ جَاوَرَ فِيهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ الَّتِي كَانَ يَرْجِعُ فِيهَا فَخَطَبَ النَّاسَ فَأَمَرَهُمْ بِمَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ إِنِّي كُنْتُ أُجَاوِرُ هَذِهِ الْعَشْرَ ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أُجَاوِرَ هَذِهِ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ فَمَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَبِتْ فِي مُعْتَكَفِهِ وَقَدْ رَأَيْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي كُلِّ وِتْرٍ وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ مُطِرْنَا لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فِي مُصَلَّى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَقَدْ انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَوَجْهُهُ مُبْتَلٌّ طِينًا وَمَاءً .

          قوله صلى الله عليه وسلم ( فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي كُلِّ وِتْرٍ )
          ومنه : 1- إلتماس ليلة القدر يكون في الوتر من العشر الأواخر .
          2- يعرّف ابو سعيد الخدري رضي الله عنه ان الصلاة هي صلاة الصبح
          من صبيحة ليلة القدر وأنها صبيحة ليلة إحدى وعشرين، وأنها وتر .








          الحديث الرابع :
          وروى مسلم رحمه الله في صحيحه :
          حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَاَبُو بَكْرِ بْنُخَلاَّدٍ قَالاَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الاَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ اَبِينَضْرَةَ، عَنْ اَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، - رضى الله عنه - قَالَ اعْتَكَفَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَشْرَ الاَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ يلتمس ليلة القدرقَبْلَاَنْ تُبَانَ لَهُ فَلَمَّا انْقَضَيْنَ اَمَرَ بِالْبِنَاءِ فَقُوِّضَ ثُمَّاُبِينَتْ لَهُ اَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الاَوَاخِرِ فَاَمَرَ بِالْبِنَاءِفَاُعِيدَ ثُمَّ خَرَجَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ ‏"‏ يَا اَيُّهَا النَّاسُ اِنَّهَاكَانَتْ اُبِينَتْ لِي ليلة القدر وَاِنِّيخَرَجْتُ لاُخْبِرَكُمْ بِهَا فَجَاءَ رَجُلاَنِ يَحْتَقَّانِ مَعَهُمَاالشَّيْطَانُ فَنُسِّيتُهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الاَوَاخِرِ مِنْرَمَضَانَ الْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ ‏"‏ ‏.‏قَالَ قُلْتُ يَا اَبَا سَعِيدٍ اِنَّكُمْ اَعْلَمُ بِالْعَدَدِ مِنَّا ‏.‏ قَالَاَجَلْ ‏.‏ نَحْنُ اَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْكُمْ ‏.‏ قَالَ قُلْتُ مَا التَّاسِعَةُوَالسَّابِعَةُ وَالْخَامِسَةُ قَالَ اِذَا مَضَتْ وَاحِدَةٌ وَعِشْرُونَ فَالَّتِيتَلِيهَا ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَهْىَ التَّاسِعَةُ فَاِذَا مَضَتْ ثَلاَثٌوَعِشْرُونَ فَالَّتِي تَلِيهَا السَّابِعَةُ فَاِذَا مَضَى خَمْسٌ وَعِشْرُونَفَالَّتِي تَلِيهَا الْخَامِسَةُ .‏ وَقَالَ ابْنُ خَلاَّدٍ مَكَانَ يَحْتَقَّانِيَخْتَصِمَانِ ‏.‏
          ومنه :
          1- تعريف أبي سعيد الخدري رضي الله عنه للتاسعة بأنها ( إذا مضت واحدة وعشرون فالتي تليها ثنتين وعشرين ) وعليه يكون إلتماس ليلة القدر هو في ليلة ثنتين وعشرين ! وهي ليست من الوتر .
          2- تعريف أبي سعيد الخدري رضي الله عنه للسابعة بأنها ( فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة ) وعليه يكون إلتماس ليلة القدر هو في ليلة أربع وعشرين ! وهي ليست من الوتر .
          3- تعريف أبي سعيد الخدري رضي الله عنه للخامسة بأنها ( فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة ) وعليه يكون إلتماس ليلة القدر هو في ليلة ست وعشرين ! وهي ليست من الوتر .
          ما تأوّلـه ابو سعيد الخدري رضي الله عنه بكون ( التاسعة ) هي ليلة ثنتين وعشرين والسابعة هي ليلة أربع وعشرين والخامسة هي الليلة السادسة والعشرين مبني على أن التاسعة هي ( تاسعة تبقى ) وأن السابعة هي ( سابعة تبقى ) وأن الخامسة هي ( خامسة تبقى ) ، فتكون ليلة ثنتين وعشرين هي ( التاسعة ) التي تبقى والرابعة والعشرين هي ( السابعة ) التي تبقى و السادسة والعشرين هي ( خامسة تبقى ) ، ولكن هذا التأويل يردّه قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
          الأول : ( تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر ) صحيح البخاري
          الثاني : ( أرى رؤياكم في العشر الأواخر، فاطلبوها في الوتر منها ) صحيح مسلم
          الثالث : ( فألتمسوها في العشر الأواخر في الوتر ) صحيح البخاري
          الرابع : ( فاطلبوها في الوتر منه ) صحيح مسلم
          فهذا يبيّن أن التاسعة هي وتر والسابعة وتر والخامسة وتر ، ولا تكون كذلك الاّ بكون الشهر تسعا وعشرين ليلة وتعريفه رضي الله عنه لـ ( التاسعة ) أنها ليلة (ثنتين وعشرين ) تكون فقط في كون الشهر ثلاثين ليلة وتعريفه للسابعة أنها ( ليلة أربع وعشرين ) تكون كذلك في كون الشهر ثلاثين ليلة وكذلك تعريفه رضي الله عنه لـ ( الخامسة ) أنها ( فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة ) تنطبق بكون الشهر ثلاثين ليلة ، أما بكون الشهر تسع وعشرون ليلة فهي تتطابق وتتفق مع كل الأحاديث الواردة في ليلة القدر وأنها لا تكون في الشفع أبدا ، ولم يرد نصا واحدا أبدا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتماس أوتحرّي أوطلب أوإبتغاء أوتحيّن ليلة القدرفي الشفع من العشر الأواخر من رمضان ، فلو أنها كانت تكون في الشفع من العشر الأواخر من رمضان عندما يكون الشهر ثلاثين ليلة لكان يبيّن هذا لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنّي أعتقد إعتقادا تاما أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( في تاسعة تبقى ) هو لأنه رسول الله فهو صلى الله عليه وسلم يقول هذا في أول الشهر وهوصلى الله عليه وسلم يعلم أن الشهر( لا يتم ) أي تسعا وعشرين ليلة ، أمّا أبو سعيد الخدري رضي الله عنه فهو يعرّف التاسعة بأنها (اِذَا مَضَتْ وَاحِدَةٌ وَعِشْرُونَ فَالَّتِيتَلِيهَا ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ ) من غير أن يبيّن رضي الله عنه كيف علم أن الشهر سيكون ثلاثين ليلة ؟! .





          الحديث الخامس :
          روى ابن حبّان رحمه الله في صحيحه ،الجزء الخامس ، باب الأعتكاف وليلة القدر ، ص : 267
          ( 3653 ) أخبرنا احمد بن علي بن المثنى حدثنا وهب بن بقيّة حدثنا خالد بن عبدالله عن الجريري عن ابي نضرة عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
          إعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الاوسط من رمضان وهو يلتمس ليلة القدر ثم أمر بالبناء فنقض ثم أبينت له في العشر الأواخر أمر بالبناء فأعيد فخرج الينا فقال : ( إنها أبينت لي ليلة القدر واني خرجت لأثبتها لكم فتلاحى رجلان فنسيتها فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة ) ، قلت : يا ابا سعيد إنكم أعلم بالعدد منا فأي ليلة التاسعة والسابعة والخامسة ، قال : إذا كان ليلة واحد وعشرين ثم دع ليلة ثم التي تليها هي السابعة ، ثم دع ليلة والتي تليها هي الخامسة .
          وفي هذا الحديث الشريف يترجم أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن ( التاسعة ) هي إحدى وعشرون ، وأن ( السابعة ) هي ثلاث وعشرون ، وأن ( الخامسة ) هي خمس وعشرون فالشهر بهذا هو تسع وعشرون .



          الحديث السادس :
          روى الإمام أحمد رحمه الله في مسنده :
          حَدَّثَنَا اِسْمَاعِيلُ، اَنْبَأَنَا اَيُّوبُ، عَنْعِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( الْتَمِسُوا ليلةالقدرفِيالْعَشْرِ الْاَوَاخِرِ فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى اَوْ خَامِسَةٍ تَبْقَى اَوْسَابِعَةٍ تَبْقَى ) ‏.‏
          والشهر بهذا هو تسع وعشرون وقوله صلى الله عليه وسلم ( التمسوا ليلة القدر في تاسعة تبقى أو خامسة تبقى أو سابعة تبقى ) هو قبل أن تأتي هذه الليالي في ذلك الشهر في تلك السنة وهو صلى الله عليه وسلم يعرف أن الشهرسيكون تسعا ًوعشرين ...








          الحديث السابع :
          روى الإمام أحمد رحمه الله في مسنده قال :
          حَدَّثَنَا اَبُو مُعَاوِيَةَ، وَيَعْلَى، قَالا حَدَّثَنَاالاعْمَشُ، عَنْ اَبِي صَالِحٍ، عَنْ اَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ( كَمْ مَضَى مِنْ الشَّهْرِ قَالَقُلْنَا مَضَتْ ثِنْتَانِ وَعِشْرُونَ وَبَقِيَ ثَمَانٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا بَلْ مَضَتْ مِنْهُ ثِنْتَانِ وَعِشْرُونَوَبَقِيَ سَبْعٌ اطْلُبُوهَا الليلة قَالَيَعْلَى فِي حَدِيثِهِ الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُون) َ‏.‏
          هذا تحديد الرسول صلى الله عليه وسلم لـ ( السابعة ) بأنها ليلة ثلاث وعشرين . والشهر تسع وعشرون . ومنه فالتاسعة إحدى وعشرون والخامسة خمس وعشرون .
          الحديث الثامن :
          روى الإمام أحمد رحمه الله في مسنده قال :
          قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ حَدَّثَنِي اَبِي، عَنِابْنِ اِسْحَاقَ، قَالَ حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍالْجُهَنِيُّ، عَنْ اَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ،قَالَ كَانَ رَجُلٌ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَدْ سَاَلَهُ فَاَعْطَاهُقَالَ جَلَسَ مَعَنَا عَبْدُ اللَّهُ بْنُ اُنَيْسٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسِهِ فِي مَجْلِسِ جُهَيْنَةَ قَالَ فِيرَمَضَانَ قَالَ فَقُلْنَا لَهُ يَا اَبَا يَحْيَى سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الليلةالْمُبَارَكَةِ مِنْ شَيْءٍ فَقَالَ نَعَمْ جَلَسْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اخِرِ هَذَا الشَّهْرِ فَقُلْنَا لَهُ يَا رَسُولَاللَّهِ مَتَى نَلْتَمِسُ هَذِهِ اليلة الْمُبَارَكَةَ قَالَ : ( الْتَمِسُوهَا هَذِهِ الليلة ) وَقَالَوَذَلِكَ مَسَاءَليلة ثَلَاثٍوَعِشْرِينَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ وَهِيَ إذا ً يَا رَسُولَ اللَّهِاَوَّلُ ثَمَانٍ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَاِنَّهَا لَيْسَتْ بِاَوَّلِ ثَمَانٍ وَلَكِنَّهَا اَوَّلُ السَّبْعِ اِنَّالشَّهْرَ لا يَتِمُّ‏.‏
          ومنه ان السابعة هي قطعا ثلاث وعشرون ، فقوله صلى الله عليه وسلم ( في التاسعة والسابعة والخامسة ) هي فقط في كون الشهر تسع وعشرون ليلة .فالوتر إذاً في كون الشهر ثلاثين ليلة هو الوتر المعروف إحدى وعشرون وثلاث وعشرون وخمس وعشرون وسبع وعشرون وتسع وعشرون اما في تحديد الليلة بالتاسعة والسابعة والخامسة فيلزم قطعا أن الشهر تسع وعشرين فتكون التاسعة هي إحدى وعشرين .




          الحديث التاسع :
          وفي مسنده رحمه الله قال :
          حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ، عَنْ أَبِيهِ،عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ يَقُولُ : ( الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ لِتِسْعٍ يَبْقَيْنَاَوْ لِسَبْعٍ يَبْقَيْنَ اَوْ لِخَمْسٍ اَوْ لِثَلاثٍ اَوْ اخِرِليلة ) .
          وهذا يبيّــن أن الشهر تسع وعشرون فتكون ليلة القدر وتراً و يكون :
          ( تسع يبقين ) ليلة إحدى وعشرين
          ( سبع يبقين ) ليلة ثلاث وعشرين
          ( خمس يبقين ) ليلة خمس وعشرين
          ( ثلاث ) ليلة سبع وعشرين
          ( آخر ليلة ) ليلة تسع وعشرين .




          الحديث العاشر :
          وفي مسنده رحمه الله قال :
          حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، اَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْدَاوُدَ بْنِ اَبِي هِنْدٍ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ،عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ اَبِي ذَرٍّ، قَالَ صُمْنَا مَعَرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَضَانَ فَلَمْ يَقُمْ بِنَاشَيْئًا مِنْ الشَّهْرِ حَتَّى بَقِيَ سَبْعٌ فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ نَحْوٌمِنْ ثُلُثِ اللَّيْلِ ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا الليلةالرَّابِعَةَ وَقَامَ بِنَا الليلة الَّتِيتَلِيهَا حَتَّى ذَهَبَ نَحْوٌ مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ قَالَ فَقُلْنَا يَا رَسُولَاللَّهِ لَوْ نَفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ قَالَ اِنَّ الرَّجُلَاِذَا قَامَ مَعَ الْاِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ بَقِيَّةُ لَيْلَتِهِثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا السَّادِسَةَ وَقَامَ بِنَا السَّابِعَةَ وَقَالَ وَبَعَثَاِلَى اَهْلِهِ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَقَامَ بِنَا حَتَّى خَشِينَا اَنْيَفُوتَنَا الْفَلَاحُ قَالَ قُلْتُ وَمَا الْفَلَاحُ قَالَ السُّحُورُ‏.
          فالرسول صلىالله عليه وسلم قام بهم حين بقي سبع وهي ليلة ثلاث وعشرين وهي وتر ولم يقم صلى الله عليه وسلم بهم في ( الليلة الرابعة ) وهي الرابعة والعشرون .
          ثم قام بهم في التي تليها وهي الخامسة والعشرون وهي من الوتر .
          ثم لم يقم بهم في الليلة السادسة والعشرين .
          ثم قام بهم في الليلة السابعة وهي السابعة والعشرون وهي من الوتر .


          sigpic

          تعليق


          • #6
            كتاب معرفة اسم ليلة القدر


            الحديث الحادي عشر :
            وروى رحمه الله في مسنده :
            حَدَّثَنَا اَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُعَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ، يَرُدُّهُ اِلَى اَبِي ذَرٍّاَنَّهُ قَالَ لَمَّا كَانَ الْعَشْرُ الْاَوَاخِرُ اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ اثْنَيْنِوَعِشْرِينَ قَالَ اِنَّا قَائِمُونَ الليلة اِنْ شَاءَاللَّهُ فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ اَنْ يَقُومَ فَلْيَقُمْ وَهِيَليلة ثَلَاثٍوَعِشْرِينَ فَصَلَّاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَاعَةًبَعْدَ الْعَتَمَةِ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمَّا كَانَ ليلة اَرْبَعٍوَعِشْرِينَ لَمْ يُصَلِّ شَيْئًا وَلَمْ يَقُمْ فَلَمَّا كَانَليلة خَمْسٍوَعِشْرِينَ قَامَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ يَوْمَ اَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ فَقَالَاِنَّا قَائِمُونَ الليلة اِنْ شَاءَاللَّهُ يَعْنِيليلة خَمْسٍوَعِشْرِينَ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَقُمْ فَصَلَّى بِالنَّاسِ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُاللَّيْلِ ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمَّا كَانَليلة سِتٍّوَعِشْرِينَ لَمْ يَقُلْ شَيْئًا وَلَمْ يَقُمْ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ صَلَاةِالْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ قَامَ فَقَالَ اِنَّا قَائِمُونَ اِنْشَاءَ اللَّهُ يَعْنِي ليلة سَبْعٍوَعِشْرِينَ فَمَنْ شَاءَ اَنْ يَقُومَ فَلْيَقُمْ قَالَ اَبُو ذَرٍّفَتَجَلَّدْنَا لِلْقِيَامِ فَصَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ ثُمَّ انْصَرَفَ اِلَى قُبَّتِهِ فِيالْمَسْجِدِ فَقُلْتُ لَهُ اِنْ كُنَّا لَقَدْ طَمِعْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ اَنْتَقُومَ بِنَا حَتَّى تُصْبِحَ فَقَالَ يَا اَبَا ذَرٍّ اِنَّكَ اِذَا صَلَّيْتَمَعَ اِمَامِكَ وَانْصَرَفْتَ اِذَا انْصَرَفَ كُتِبَ لَكَ قُنُوتُ لَيْلَتِكَ.
            من هذا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بهم وكما يوضحه نص كلام الصحابي رضي الله عنه :
            في ليلة ثلاث وعشرين ، وخمس وعشرين ، وسبع وعشرين .
            ولم يقم بهم ليلة ثنتين وعشرين ولا ليلة أربع وعشرين ولا ليلة ست وعشرين ، فلاخلاف هنا قطعا أكان الشهر تسعا وعشرين ليلة ام كان ثلاثين ليلة .





            الحديث الثاني عشر :

            وروى رحمه الله في مسنده :
            حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَأَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن ْليلة القدر، فَقَال ) هِيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْاَوَاخِرِ فَاِنَّهَاوَتْرٌليلة اِحْدَىوَعِشْرِينَ اَوْ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ اَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ اَوْ سَبْعٍوَعِشْرِينَ اَوْ اخِرِليلة مِنْرَمَضَانَ مَنْ قَامَهَا احْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) .‏
            وهذا يبيّــن ان الشهر تسع وعشرون فتكون ليلة القدر وتراً و يكون :
            ( تسع يبقين ) ليلة إحدى وعشرين
            ( سبع يبقين ) ليلة ثلاث وعشرين
            ( خمس يبقين ) ليلة خمس وعشرين
            ( ثلاث ) ليلة سبع وعشرين
            ( آخر ليلة ) ليلة تسع وعشرين .



            الحديث الثالث عشر :
            وروى الترمذي رحمه الله عن أبي بكرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إلتمسوها – يعني ليلة القدر – في تسع تبقين أو في سبع تبقين أو في خمس تبقين أو في ثلاث تبقين أو آخر ليلة . رواه الإمام أحمد في المسند والترمذي في سننه والحاكم في المستدرك والبيهقي في شعب الإيمان وفي صحيح ابن خزيمة بلفظ ( بقين ) . أنظر صحيح الجامع الصغير وزيادته للشيخ الألباني رحمه الله مج الأول ص 268 برقم 1243
            والشهر يكون بهذا تسعا وعشرين ليلة ، وليلة القدر هي في الوتر في إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين .
            فقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم رحمه الله في صحيحه : (يَا اَيُّهَا النَّاسُ اِنَّهَا كَانَتْ اُبِينَتْ لِيليلة القدر وَاِنِّيخَرَجْتُ لاُخْبِرَكُمْ بِهَا فَجَاءَ رَجُلاَنِ يَحْتَقَّانِ مَعَهُمَاالشَّيْطَانُ فَنُسِّيتُهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الاَوَاخِرِ مِنْرَمَضَانَ الْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ ‏"‏ ‏ تكون فيه التاسعة والسابعة والخامسة لا تخرج عن إحدى الليالي الوتر المحدّده في الحديث الشريف .
            وقال ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه المجلد 3 ص 326 ما نصّه :
            خبر أبي سعيد ، رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة إحدى وعشرين وأن جبينه وأرنبة أنفه لفي الماء والطين من هذا الجنس ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان أعلمهم انه رأى انه يسجد صبيحة ليلة القدر في ماء وطين ، فكانت ليلة إحدى وعشرين الوتر مما مضى من الشهر ، فيشبه أن يكون رمضان في تلك السنة كان تسعا وعشرين ، فكانت تلك الليلة التاسعة مما بقي من الشهر ، الحادية والعشرين مما مضى منه .
            ومن قوله رحمه الله ، فالتاسعة مما بقي من الشهرهي ليلة إحدى وعشرين والشهركان تسعا وعشرين .
            وقال رحمه الله في ص 324 باب : ذكر الدليل على أن الأمر بطلب ليلة القدر في الوتر مما يبقى من العشر الأواخر لا في الوتر مما يمضي منها .
            وأورد حديث أبي بكرة رضي الله عنه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (التمسوها في العشر الأواخر في تسع بقين أو في سبع بقين أو في خمس بقين أو في ثلاث بقين أو في آخر ليلة ) .

            الحديث الرابع عشر :

            وقال ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه المجلد الثالث ص 336 ح 2204 :
            حدثنا عبدة بن عبدالله الخزاعي ، أخبرنا زيد بن الحباب ، عن معاوية ، قال : حدثني نعيم بن زياد ابو طلحة الأنماري ، قال سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنه على منبر حمص يقول :
            قمنا مع رسول الله صلىالله عليه وسلم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين الى ثلث الليل ، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين الى نصف الليل ، ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن يفوتنا الفلاح ، وكنا نسمّيه السحور ، وأنتم تقولون ليلة سابعة ثلاث وعشرين ، ونحن نقول سابعة سبع وعشرين ، فنحن أصوب أم أنتم ؟ .
            فعرّف السابعة رضي الله عنه بأنها هي سبع وعشرون وهي وتر.














            ثالثـاً:
            ليلة القدر هي ليلة واحدة على أهل الأرض
            قوله عزّ وجلّ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ... ) الآيه (185) سورة البقرة
            قوله عزّ وجلّ : ( إنّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ) (3)الدخان
            قوله عزّ وجلّ : ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (4) الدخان
            قوله عزّ وجلّ : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (1)القدر
            قوله عزّ وجلّ : ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) (2)القدر
            قوله عزّ وجلّ : ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) (3) القدر
            قوله عزّ وجلّ : ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ) (4)القدر
            قوله عزّ وجلّ : ( سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) (5) القدر

            من الآيات الكريمة نعلم ان إبتداء تنزيل القرآن العظيم كان في شهر رمضان المبارك ، وان إبتداء التنزيل كان في ليلة من ليالي شهر رمضان ومن الآيات الكريمة نعـلم أنها ليلة واحدة ( لا أكثر ) ، وان الله عز وجل سمّى هذه الليلة بـ ( ليلة القدر ) ، وان هذه الليلة هي إحدى الليالي التي نعـرف وهي لا تعـدو ان تكون إحدى ليالي الأسبــوع .
            فليلة القدر هي ( ليلة واحدة ) و كما كانت أول ما كانت ستكون كذلك الى يوم القيامة ، فنزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء بمكة في ( ليلة القدر ) هو ضبط توقيت النزول أنه في ليلة ، وهذه الليلة ليست ليلة على غار حراء فقط ولا على مكة المكرمة فقط ولا على جزيرة العرب فقط ، بل هي ليلة على كل الأرض ، وتكون كذلك في حالة واحدة فقط وهي أن كونها ( ليلة ) على مكة المكرمة هي كذلك وفي التوقيت ذاته ليلة على مشرق الأرض بأكمله متراً مترا ، من أقصاه الى غار حراء ، ولأن الليل يبدأ بغروب الشمس وينتهي بطلوع الفجر كما هو معـروف من التعـريف الشرعي واللغـوي ، فإن توقيت إبتداء نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء هو فيما بعـد الساعة السادسة والنصف مساء بـتوقيت مكة المكرمة فيكون التوقيت في طوكيو في تلك اللحظة هو الثانية عشر والنصف ليلاً ، فبكون طلوع الفجر على طوكيو هو في الساعة الرابعة والنصف فجراً يكون التوقيت عند تلك اللحظة في مكة المكرمة هو تمام الساعة العاشرة والنصف ليلاً ، وبهذا ينحصرُ التوقيت التقريبي لنزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين الساعة السادسة والنصف والساعة العاشرة والنصف ليـلاًً بتوقيت مكة المكرمة ، وهذا التوقيت هو فيما بين الساعة الثانية عشر والنصف ليلاً الى الساعة الرابعة والنصف فجراً بتوقيت طوكيو مثلا ً لمشرق ِالأرض . فلو كان نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء بعـد طلوع الفجر على مشرق الأرض لم تكن ثمـّة ( ليلة ) كاملة على الأرض هناك ، ولم يكن ثمّـة ليلة قدرٍ في المشرق يتوافق توقيتها مع ليلة القدر على جزيرة العرب ، بل سيختلف توقيتها او إسمها وهذا لا يكون ، فليلة القدر هي ليلة واحدة على كل نفس مسلمة في أي بقعة من بقاع الأرض أكان في قارب في المحيط الهادي ام كان في طوكيو ام كان في بكين ام كان في كابل ام كان مكة المكرمة ام كان في الرباط ام كان في نيويورك ام كان في سان فرانسيسكو ، ستمرّ عليه ليلة القدر كليلة واحدة وهذا يبرهن ويدلل ويثبت أن ليلة دخول شهر رمضان على كوكب الأرض هو كذلك في ليلة واحدة ، كما هي ليلة القدر تغشى كوكب الأرض كـليلة واحدة من أقصى مشرقه الى أقصى مغـربه ومن أقصى قطبه الشمالي الى أقصى قطبه الجنوبي ،
            مع تثبيت التوقيت في القطبين فليلة القدر فيهما تكون توقيتا ًمحدداً من ساعات الليل في الجنوب وبقدرها وفي نفس الوقت تكون ليلة القدر ساعات محددة من النهار في القطب الشمالي حيث ان الليل في الجنوب يطول لأشهر والنهار في الشمال يطول لأشهر ، ( حسب الصيف والشتاء ) ...
            وهذا يتوافق وينضبط بقوله صلى الله عليه وسلم عن التوقيت للصلاة في أيام الدجّـال من الحديث الذي رواه مسلم في الصحيح عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه : قلنا يارسول الله وما لبثه في الأرض ؟ قال : ( أربعون يوما ، يوم كسنة، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم ) قلنا يارسول الله : فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : ( لا ، أقدروا له قدره ) . مشكاة المصابيح بتحقيق الشيخ الألباني ج3 ص / 1507






            رابعـاً :
            شهر رمضان يهلّ بليلة واحدة على كوكب الأرض
            قوله عزّ وجل ّ: ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ... ) الآيه (185) سورة البقرة
            قوله عزّ وجلّ : ( إنّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ) (3)الدخان
            قوله عزّ وجلّ : ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (4) الدخان
            قوله عزّ وجلّ : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (1)القدر
            قوله عزّ وجلّ : ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) (2)القدر
            قوله عزّ وجلّ : ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) (3) القدر
            قوله عزّ وجلّ : ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ) (4)القدر
            قوله عزّ وجلّ : ( سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) (5) القدر

            من الآيات الكريمة نعلم أن ليلة القدر هي ليلة واحدة في شهر رمضان المبارك ولن يكون في شهر رمضان ليلتيّ قدر ولا ليالي قدر .
            ومن هذا فـإن المسلمين في أي بقعة على هذه الأرض لتكون عندهم ليلة قدر واحدة فإنه يلزم ان يهلّ عليهم شهر رمضان المبارك في ليلة واحدة ...
            ومما هو معـلوم في إختلاف الدول الإسلامية في تحديد الليلة التي يدخل فيها شهر رمضان المبارك و عـلى هذا الإختلاف يترتب أمر في غاية الخطورة وهو أن بعض الدول الإسلامية يصوم يوماً ليس من رمضان على أنه من رمضان ودولاً أ ُخــرى تفطر في يوم من رمضان على أنه ليس من رمضان ويكون الوضع كالتالي :
            الدولة ( س ) صامت يوم الأحد كأول يوم من رمضان
            الدولة ( ص ) صامت يوم الإثنين كأول يوم من رمضان
            ومن هذا تكون ليلة القدر عند المسلمين في الدولة ( س ) هي ليلة الثلاثاء ليلة الرابع والعشرين من العشر الأواخر ...
            وتكون ليلة القدر عند الدولة ( ص ) هي ليلة الثلاثاء ليلة الخامس والعشرين من العشر الأواخر من نفس الشهر في نفس السنة !! فإن ( قيل ) إنها ليلة الخامس والعشرين عند الدولة ( ص ) فستكون ليلة الأربعـاء !!
            وهذا ما يتضــاد حتماً مع التوجيه النبوي الكريم بتحرّي وإلتماس وتحــيّن وطلب ليلة القدر في ليلة واحدة من العشر الأواخر من رمضان ...
            وهذا يوجب أن المسلمين في الدولتين إما انهم أفطروا يوما من رمضان ويحسبون أنه ليس من رمضان أو أنهم صاموا يوماً ليس من رمضان ويحسبون أنه من رمضان ...
            فالحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسول الله النبي العربي محمد بن عبدالله الذي هدانا الله بهديه الى معـرفة وتحديد ليلة القدر المباركة وبها نستطيع تحديد دخول شهر رمضان على أهل الأرض تحديداً قطعيّ الصحّــة ...
            فليلة القدر هي ليلة واحدة ذات إسم واحد ثابت لا يتغـير ولن يتغـير إسمها الى يوم القيامة ، وتكون في أحدى ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان ، وهي تنتقل من وتر في سنة الى وتر آخر في سنة أخرى الى وتر غيره في السنة الأخرى ، وهي تـنتقـل بترتيب دقـيق ومنضبــط فتبارك الله بديــع السماوات والأرض ذو العرش العظيم .












            sigpic

            تعليق


            • #7
              كتاب معرفة اسم ليلة القدر

              خامسا :
              تحديد ومعرفة إسم ليلةالقدر
              قوله عزّ وجلّ : ( إنّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ) (3) الدخان
              قوله عزّ وجلّ : ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (4) الدخان
              قوله عزّ وجلّ : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (1) القدر
              قوله عزّ وجلّ : ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) (2) القدر
              قوله عزّ وجلّ : ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) (3) القدر
              قوله عزّ وجلّ : ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ) (4) القدر
              قوله عزّ وجلّ : ( سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) (5) القدر

              من الآيات الكريمات نعلم أن ليلةالقدر هي ( ليلة واحدة ) وأن إسم هذه الليلة لا يعدو ان يكون إحدى الليالي السبع التي نعرف أي إنها إما ليلة السبت أو ليلة الاحد أو ليلة الاثنين أو ليلة الثلاثاء أو ليلة الاربعاء أو ليلة الخميس أو ليلة الجمعة ...
              ومن الحديث الشريف تزداد معـرفتنا لهذه الليلة المباركة للبحث عنها وتحديدهاومعرفة إسمها .

              قوله صلى الله عليه وسلم : ( إلتمسوهافي العشر الأواخر ) صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما.
              قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوهافي العشر الغوابر ) صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .
              قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوها في العشر الغوابر ) صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه .
              قوله صلى الله عليه وسلم : ( إلتمسوهافي العشر الأواخر) صحيح ابن خزيمة عن أبي بكرة رضي الله عنه .
              قوله صلى الله عليه وسلم : ( تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها .

              فليلة القدر هي : ( ليلة واحدة ) ذات إسم واحد وهي في العشرالأواخر من شهر رمضان ...

              ثم تزداد معرفتنا من الاحاديث الشريفة التي تُخصّص أياما ً محددة من العشر الأواخر من رمضان ومنها :

              قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوهافي العشر الأواخرفي الوتر ) صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
              قوله صلى الله عليه وسلم : ( تحرّوا ليلة القدرفي الوترمن العشر الأواخر) صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها .

              قوله صلى الله عليه وسلم : ( التمسوا ليلة القدر في الوترمن العشرالاواخر ) صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها .
              قوله صلى الله عليه وسلم : ( فاطلبوهافي الوتر منه ) صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .
              قوله صلى الله عليه وسلم : (إلتمسوهاهذه الليلة ثلاث وعشرين ) صحيح ابن خزيمه عن عبدالله بن أُنيس رضي الله عنه .

              فـ ( ليلة القدر )
              هي اذاً ليلة واحدة ، وهي في العشر الأواخر ، وهي في ليالي الوتر ،
              أي أنها إما ليلة 21 أو ليلة 23 أو ليلة 25 أو ليلة 27 أو ليلة 29
              وهذه الليلة المباركه نجد أن بعـض الصحابة رضي الله عـنهم جميعا
              قد عرفها ومنهم :
              أبوسعيد الخدري رضي الله عنه وكان يقول : ( ليلة 21 ) صحيح مسلم
              عبدالله ابن أنيس رضي الله عنه وكان يقول : ( ليلة 23 ) صحيح مسلم
              عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما وكان يقول : ( ليلة 23) مسند الامام احمد
              ما يوضّـحه حديث أبي ذرّ رضي الله عنه انها في ( ليلة 27 ) صحيح ابن خزيمة
              أبيّ ابن كعب رضي الله عنه وكان يقول : ( ليلة 27 ) صحيح مسلم .
              فهي ليلة واحدة ، ذات اسم واحد ، تكون في الوتر من العشر الأواخر ... وهي تـتنـقـّل في ليالي الوتر .
              والسؤال هو : كيف نعرف ليلة القدر ؟
              يعرّفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ليلة القدر :

              ( ليلة القدر ليلة سمحة، طلقة، لا حارة و لا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء ) . رواه ابو داود والبيهقي و قال عنه الشيخ الألباني صحيح ،في صحيح الجامع ، 5475
              ( ليلة القدر ليلة سابعة، أو تاسعة و عشرين، إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى ) رواه أحمد عن أبي هريرة ، ورواه ابوداود وابن خزيمة ، وقال عنه الشيخ الألباني حسـن ، صحيح الجامع ، 5473
              ليلة القدر ليلة بلجة، لا حارة و لا باردة، ولا يرمى فيها بنجم، و من علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها . حسّنـه الألباني في صحيح الجامع ، 5472




              و في صحيح مسلم :

              وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، كِلاَهُمَا عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ ابْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ،عَنْ عَبْدَةَ، وَعَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، سَمِعَا زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ، يَقُولُ سَأَلْتُ أُبَىَّ بْنَ كَعْبٍ رضى الله عنه فَقُلْتُ إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ يُصِبْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ‏.‏فَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ أَرَادَ أَنْ لاَ يَتَّكِلَ النَّاسُ أَمَا إِنَّهُ قَدْ عَلِمَ أَنَّهَا فِي رَمَضَانَ وَأَنَّهَا فِي ْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وَأَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ‏.‏ثُمَّ حَلَفَ لاَ يَسْتَثْنِي أَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ فَقُلْتُ بِأَىِّ شَىْءٍ تَقُولُ ذَلِكَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ قَالَبِالْعَلاَمَةِ أَوْ بِالآيَةِ الَّتِي أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
              (أَنَّهَا تَطْلُعُ يَوْمَئِذٍ لاَ شُعَاعَ لَهاَ ) .
              قال ابن خزيمة في صحيحه ، باب ذكر الخبر المفسّر للـَّفظة المجملة التي ذكرتها ، والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بطلب ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في الوتر منها لا في الشفع . ج 3 ص /323
              قال ابن خزيمة في صحيحه باب ذكر الأمر بطلب ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين إذ جائز ان تكون ليلة القدر في بعض السنين ليلة إحدى وعشرين وفي بعض ليلة ثلاث وعشرين . ج 3 ص / 328
              وقال رحمه الله ، في صحيحه : باب ذكر كون ليلة القدر في بعض السنين ليلة سبع وعشرين ، إذ ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر في الوتر . ج 3 ص / 329

              قال النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم : قال القاضي عياض وشذ ّ قومٌ فقالوا رفعت لقوله صلىالله عليه وسلم حين تلاحا الرجلان ( فرفعت ) وهذا غلط من هؤلاء ... لأن آخر الحديث يرد عليهم فإنه صلى الله عليه وسلم قال ( فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في السبع والتسع ) هكذا في أول صحيح البخاري ثم قال النووي :وفيه ( أي الحديث السابق ) بأن المراد برفعها رفع بيان علم عينها ، ولو كان رفع وجودها لم يأمر صلى الله عليه وسلم بإلتماسها .انتهى قوله . ج 8 ص / 308 و 309
              وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم وأجمع من يعتدّ به على وجودها ودوامها الى آخر الدهر للأحاديث الصحيحة المشهورة قال القاضي : وأختلفوا في محلّها فقال جماعة هي متنقلة تكون في سنة في ليلة وتكون في أخرى في ليلة أخرى وهكذا ، وبهذا يجمع بين الأحاديث ويقال كل حديث جاء بأحد أوقاتها ولا تعارض فيها قال ونحو هذا قول مالك والثوري وأحمد وإسحاق وأبي ثور وغيرهم قالوا وإنما تنتقل في العشر الأواخر من رمضان .
              انتهى قوله ونقـله رحمه الله ، ج 8 ص / 306

              وفي تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي للمباركفوري ما نصّه :
              قوله ( وقد روي عن أبيّ بن كعب ) رواه الترمذي في هذا الباب ، وروي عن أبي قلابة أنه قال : ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر ، ونص عليه مالك والثوري وأحمد واسحاق ...

              وبفضل ٍ وتوفيق ٍ من الله عزّ وجل أعانني الله عزّ وجل وله الحمد حتى يرضى على تحرّي وطلب والتماس وتحيّـــن ليلة القدر لمعرفتها تحديداً من ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان بالعلامة أو الآية التي حددها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الواردة في حديث أُبيّ بن كعب رضي الله فهذه هي العلامة الحقيقية والصحيحة لزوما ً قطعيا لا شك فيه أبدا وهي الدّالة على معرفة وتحديد ليلة القدر بمعرفة صبيحة ليلة القدر ،

              فبمعرفة صبيحة ليلة القدر نعرف إسم ليلة القدر ويسهل تحديد تاريخها من بين ليالي الوتر .
              فخلال سنوات عديدة ومنذ سنة 1419 للهجرة النبوية الشريفة وفي مواقع مختلفة في حائل وفي مكة المكرمة وفي المدينة المنورة قمت ولله الحمد بمراقبة طلوع الشمس في العشر الأواخر من رمضان فوجدت ورأيت وتبيّـن لي أن صبيحة واحدة تطلع الشمس فيها لا شعاع لها وهي صبيحة ليلة الثلاثاء في الوتر من العشر الأواخر من رمضان في كل سنة ولم تنتقل هذه الصبيحة من صبيحة ليلة الثلاثاء أبدا ، والذي ينتقل ليس إسم هذه الليلة بل تاريخها وبقي طلوعها لا شعاع لها صبيحة الثلاثاء ثابت لم يتغـيّر في سنة 1419 وسنة 1420 وسنة 1421 وسنة 1422 وسنة 1423 وسنة 1424 وسنة 1425 فهي تطلع لا شعاع لها في صبيحة ليلة الثلاثاء فقط وتنتقل من وتر الى وتر الى وتر الى وتر الى وتر في أوتار العشر الأواخر 21 و 23 و 25 و 27 و 29 وحيث أنها في انتقالها قد أكملت خمس تنقلات في الخمس ليالي الوتر فقد إتضحـت معالم تنقلاتها وأصبح من السهل معرفتها قبل أن تأتي لتثبت صحّـة هذه المعرفة بعد رؤيتها في صبيحة ليلة الثلاثاء والمحدّدة سلفا في يوم محدّد من أيام الوتر ، فإنتظمت حركتها بهذا وإنتظم انتقالها ، فتبيـّن بالمتابعة والرصد بالعين المجرّدة أن الحركة الإنتقالية لليلة القدر في أوتار العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك هي : 27 ثم 23 ثم 25 ثم 21 ثم 23 ثم 25 ثم 29 ثم 25 ثم تعود بدورة منتظمة ثابتة ، والتقاويم الهجرية تساعد كثيرا على متابعة انتقالات ليلة القدر بعد معرفة إسمها فتراها واضحة أمام عينيك في ليالي الوتر من العشر الأواخر ونستطيع أن نعلم بهذا صحّــة دخول شهر رمضان ...



              ســادســاً :

              رؤيــة الشمس صبيحة ليلة القدر :
              على الرائي للشمس ان يركّــز لـعـدّة ثواني في قرص الشمس ذاته ليرى الحقيقة المدهشة ان الشمس لا شعاع لها وأنه يستطيع أن ينظر اليها بلا أي تأثير على عينيه وكأنما صار بين عينيه وبين أشعـة الشمس حجاب غير مرئي يحجب أشعـتها لينظر اليها بسهولة وليرى قرص الشمس مستديراً كأنما هو القمر ، ولو نظر اليها في نفس التوقيـت في صبيحة اليوم التالي او في غيره من أيام العشـرالأخيرة من رمضان او في أي يوم من أيام السنة لوجد إختلافاً عظيماً ...














              سـابـعـاً:


              الجدول المرفق يبيّـن انتقال ليلة القدر في سنوات ماضية ويثبت حركتها الإنتقالية في سنوات آتية :





              السنة
              دخول شهر رمضان

              ليلة القــدر
              تحديد توقيت ليلة القــدر
              1419
              ليلة الســبت
              ليلة الثــلاثـاء

              25 رمضان
              1420

              ليلة الخميس
              ليلة الثــلاثـاء
              27 رمضان
              1421

              ليلة الاثنين
              ليلة الثــلاثـاء
              23 رمضان
              1422

              ليلة السبت
              ليلة الثــلاثـاء
              25 رمضان
              1423

              ليلة الاربعاء
              ليلة الثــلاثـاء
              21 رمضان
              1424

              ليلة الاثنين
              ليلة الثــلاثـاء
              23 رمضان
              1425

              ليلة السبت
              ليلة الثــلاثـاء
              25 رمضان
              1426
              ليلة الثلاثاء
              ليلة الثــلاثـاء
              29 رمضان
              1427
              ليلة السبت
              ليلة الثــلاثـاء
              25 رمضان
              1428
              ليلة الخميس
              ليلة الثــلاثـاء
              27رمضان

              1429

              ليلة الاثنين
              ليلة الثــلاثـاء
              23 رمضان
























              ومنه ولله الحمد تتّـضح نتائج جديدة على الفكر الإسلامي ومنها :
              sigpic

              تعليق


              • #8
                كتاب معرفة اسم ليلة القدر

                الأولـى
                لا تطلع الشمس ( لا شعاع لها ) و ( بيضاء ) الاّ في صبيحة ليلة الثلاثاء فقط في الوتر من العشر الأواخر من رمضان .

                الثانيـــة
                ليلة القدرهي ليلة الثلاثاء ولن يتغير إسمها الى يوم القيامة
                الثالثـــة
                شهر رمضان المبارك لن يهلّ على كوكب الأرض في ليلة الجمعة ولا في ليلة الأحد الى يوم القيامة .
                الرابـــعة
                ضبط دخول شهر رمضان المبارك على كوكب الأرض في القرون القادمة ضبطا تاماً .
                الخامســـة
                ضبط دخول شهر رمضان المبارك منذ نزول الوحي أول مرّة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي الليلة الأولى التي بشّر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبوّة في آخر رسالات الله عزّ وجل الى أهل الأرض ،
                السادســة
                ضبط دخول شهـر ذي الحجة ضبطاً تاما .
                الســابعـة
                ضبط دخول السنة الهجرية ضبطاً تاماً ...
                والنتيجـة الثامنـة
                البحث في تحديد ومعرفة هذا ( الشيء ) ، الذي يحول بين أهل الأرض والشمس حيث انه يحجب ( بطريقة ما ) جزءاً من أشعـة الشمس ، فتكون في ذلك اليوم ( فقط ) مختلفة كلياً عن طلوعها في أيام السنة الباقية ... وتبقى منتظمة القوّة في إشعاعها حتى نفس اليوم تحديداً من السنة الآتية لتطلع فيه ( لا شعاع لها ) ... وهكذا ، فحدوث هذه الظاهرة يستدل منه على حدوث تغيّـر في قوّة طاقة إشعاع الشمس فهي لا تصل ( كاملة ) الى الأرض صبيحة ذلك اليوم ، صبيحة تلك الليلة المباركة ...









                ثامنـاً :

                ليلتــان لن يُـهلّ رمضان بأي منهــما الى قيام الســاعة

                قوله صلى الله عليه وسلم : ( تحرّوا ليلة القدر في الوتر منالعشر الاواخر) صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها .
                قوله صلى الله عليه وسلم : ( فاطلبوهافي الوتر منه ) صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .
                قوله صلى الله عليه وسلم :( فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأوَاخِرِ وَالْتَمِسُوهَافِي كُلِّ وِتْرٍ)صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
                قوله صلى الله عليه وسلم : ( فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِفِي كُلِّ وِتْرٍ)
                صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
                قوله صلى الله عليه وسلم: (أَرَى رُؤْيَاكُمْ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فَاطْلُبُوهَا فِي الْوِتْرِمِنْهَا ) صحيح مسلم عن سالم بن عبدالله بن عمر رضي الله عنهم .
                من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نعلم أن ليلة القدر لن تكون إلاّ في ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان ،
                فبإدخال شهر رمضان المبارك في ليلة الجمعة تكون ليلة القدر هي ليلة الثلاثاء ولكن تاريخها يكون هو السادس والعشرين من العشرالأواخر وهذا ما يتعارض مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم أن ليلة القدر هي في ( الوتر من العشر الأواخر ) ، فبهذا لن يدخل شهر رمضان على أهل الأرض إلى يوم القيامة بليلة الجمعة ،
                وفي إدخال شهر رمضان المبارك في ليلة الأحد تكون ليلة القدر هي ليلة الثلاثاء ويكون تاريخها هو الرابع والعشرين من العشر الأواخر من رمضان وهذا ما يتعارض مع تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم للأمّة أن ليلة القدر هي في ( الوتر من العشر الأواخر) وبهذا لن يدخل شهر رمضان المبارك على أهل الأرض في ليلة الأحد إلى قيام الساعة ...



                تاسعـاً:
                صبيحة ليلة القـدرـــالظاهرة الكونيّة .
                الأول:قوله صلى الله عليه وسلم ( صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع) رواه مسلم ، وابن حنبل ،والنسائي ، والترمذي وأبو داود عن أُبي ّ بن كعب رضي الله عنه ، صحيح الجامع الصغير وزيادته للشيخ الألباني مج 2 ص / 701 رقم الحديث 3754
                الثاني:قوله صلى الله عليه وسلم ( إنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها ) رواه مسلم عن أبيّ بن كعب ، شرح صحيح مسلم للنووي ج 8 ص / 313
                الثالث :في صحيح ابن حبّان أورد حديث أبيّ بن كعب وعنون له بـ :ذكر صفة الشمس عند طلوعها صبيحة ليلة القدر . مج 5 ص / 277 برقم 3681
                الرابع :في صحيح ابن حبّان ، عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنـّي كنت أُريت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر وهي طلقة بلجة لا حارّة ولا باردة كأن فيها قمرا ... الحديث . مج 5 ص / 277 ، بلجة أي مشرقة والبـُلجة ضوء الصبح ، النهاية ج1 / ص151
                الخامس :في صحيح ابن حبّان عنون بـ : ذكر علامة ليلة القدر بوصف ضوء الشمس صبيحتها بلا شعاع . وأورد قول أُبيّ بن كعب رضي الله عنه ( وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها كأنها طست) . مج 5 ص / 277 برقم 3682
                السادس :في صحيح ابن حبّان عنون بـ : ذكر البيان بأن ضوء الشمس في ذلك اليوم إنما يكون بلا شعاع الى ان ترتفع، ثم قال : فكان زرّ بن حبيش يواصل الى السحر فإذا كان قبلها بيوم أو بعدها صعد المنارة فنظر الى مطلع الشمس ويقول ، إنها تطلع لا شعاع لها حتى ترتفع . المصدر السابق برقم 3683
                السابع :في شرحه للصحيح قال النووي في حديث أُبيّ بن كعب رضي الله عنه : هكذا هو في جميع النسخ انها تطلع من غير ذكر الشمس وحذفت للعلم فعاد الضمير الى معلوم كقوله تعالى ( توارت بالحجاب ) ، ونظائره . والشعاع بضم الشين قال أهل اللغة هو مايرى من ضوؤها عند بروزها مثل الحبال والقضبان مقبلة اليك إذا نظرت اليها قال صاحب المحكم بعد ان ذكر هذا المشهور وقيل هو الذي تراه ممتدا بعد الطلوع قال : وقيل هو انتشار ضوؤها وجمعه أشعّة وشُعُع بضم الشين والعين وأشعّـت الشمس نشرت شعاعها . قال القاضي عياض : قيل معنى لا شعاع لها أنها علامة جعلها الله تعالى لها ، قال : وقيل بل لكثرة إختلاف الملائكة في ليلتها ونزولها الى الأرض وصعودها بما تنزّلت به سـتـرت بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها ! والله أعلم ، انتهى قول النووي ونقـله رحمه الله .
                الثامن :أورد البيهقي في شعب الأيمان وأبو داود الطيالسي عن ابن عباس رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليلة القدر ليلة سمحة طلقة ، لا حارّة ولا بارده تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء ) صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته مج 2 برقم 5475
                التاسع :قال المباركفوري في شرحه لجامع الترمذي وهويشرح حديث أُبيّ بن كعب رضي الله عنه قال ما نصـّه : ( ليس لها شعاع ) قال الطيبي : الشعاع مايرى من ضوء الشمس عند صدورها مثل الحبال والقضبان مقبلة اليك . وقال : قيل فائدة العلامة ( طلوع الشمس صبيحتها ليس لها شعاع )أن يشكُر على حصول تلك النعمة إن قام بخدمة تلك الليلة وإلاّ فيتأسف على مافاته من الكرامة ويتدارك في السنة التالية . إنتهى قوله رحمه الله . أنظر تحفة الأحوذي مج 3 ص / 506 ــ 507 ...

                فطلوع الشمس صبيحة ليلة القدر ( لا شعاع لها ) ليس طلوعها على مكة المكرمة ولا على الحجاز ولا على جزيرة العرب فقط بل طلوعها على أهل الأرض كافة أكانوا في مشارق الأرض ام كانوا في مغاربها ستطلع الشمس صبيحة ليلة القدر على المسلم الذي في طوكيو وإن راقبها سيجدها ( لا شعاع لها ) وكذلك تكون على الصين ويراها من يراقبها انها تطلع لا شعاع لها ، ثم تكون كذلك على الباكستان ثم جزيرة العرب ثم بلاد المغرب العربي ثم على المحيط الأطلسي ثم على المكسيك وما حولها ثم على المحيط الهادي ... فهي ترى بالعين المجرّده ويجد الرّائي إختلافاً كبيراً بين طلوعها صبيحة ليلة القدر وطلوعها في صباحات أيام أُخرى أكان الرّائي مسلما ام غير مسلم ولكن توقيت الرؤية الفاصلة لمعرفتها هو ( طلوعها ) ثم ترتفع على الشرق ويشتدّ نورها عليهم لتطلع بنفس الصفة على من بعدهم ( لا شعاع لها ) ثم ترتفع على هؤلاء لتطلع على مكان آخر وهي بذات الحالة والصفة فكونها ضعيفة حمراء او لاشعاع لها عند طلوعها صفة ثابتة فيها مع انها تكون الساعة الثانية عشر ظهراً في سماء طوكيو وتكون في نفس اللحظة قد طلعت للتو على مكة المكرمة ويراها من يراقبها عند طلوعها أنها ( لا شعاع لها ) فصفة (ضعف نورها ) هي صفة للشمس وهي بالتالي تكون باقية كل ذلك اليوم ولكنها لا تكون واضحة كما هي لحظة طلوعها ...فهذه الخاصيّة لا تفارق الشمس حتى تُكمل الأرض دورتها لتغرب شمس اليوم الذي كان صبحُه صُبح ليلة القدر ولتنتهي عندئذ هذه الظاهرة الكونية العظيمة ليلة القدر وصبيحة ليلة القدر ، وهذه الظاهرة تعود بتوقيت في غاية الدقّة والإنضباط ، منذ صبيحة الليلة التي بعث فيها الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم ، والثابت حقاً انها تكرّرت منذ أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم هادياً ومبشراً ونذيرا وداعياً الى الله بإذنه وسراجاً منيرا 1438 مرّة حتى صبيحة ليلة القدر في شهر رمضان الماضي في سنة خمس وعشرين وأربعمائة والف من الهجرة .

                فحدوث هذه الظاهرة يثير الدهشة حقا ً ، فهذا الجسم الذي يمرُّ بين الشمس وبين الأرض حتى أنه يحدث ظاهرةً يمكن رصدها بالعين المجرّدة من أي موقع ٍعلى الأرض وتأثير هذا الجسم على القوّة الأشعاعية للشمس وحجبـه لجزء من أشعّة الشمس ويمرّ من أمام الشمس بوقت طويل جدا قدره 24 ساعة لا ينجذب الى الشمس ولا يجذب الشمس مع أن الإفتراض الرياضي لتقدير حجمه انه كبير فهو يمرّ أمام قرص الشمس في اللحظة الأولى لطلوع الشمس على مشرق الأرض ، ثم إنه يبقى مارّا ً أمام الشمس متناسباً في سرعته مع سرعة دوران الأرض حول نفسها ، فيكون قد عبر بكامله من أمام الشمس في الوقت الذي تُكْمِل فيه الأرضُ دورتها حول محورها ، ليبقى جاريا ً في فلكه حتى مرور سنة كاملة ليمرّ في نفس المسار وفي نفس الليلة ( تماما ًفي نفس الليلة ، ولا يتغيّر إسم هذه الليلة ، وهذا من أكثر مايدهش في هذه الظاهرة ) فهو يُكمل دورته حول الشمس في سنةٍ هجرية كاملة ...
                هل هوالكوكب الحادي عشـر المكمّـل للعدد الوارد في القرآن الكريم عن عدد الكواكب في المجموعـة الشمسية في قوله عزّ وجل :
                ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ) الآية 4 ، سورة يوسف ، عليه السلام .
                ( أحد عشر كوكبا )وآخركوكب في المجموعة الشمسية تم إكتشافه (حتى الآن ) هو الكوكب العاشــر وكان هذا في عام 2003 م
                لماذا في يوم واحد ( فقط ) في السنة تطلع الشمس بيضاء لا شعاع لها ؟
                ما هي صفات هذا ( الجسم ) الذي إمّا انه يمرّ من أمام الشمس بصفة غازيه و يُرى تأثيره على أشـعـة الشمس من سطح أي كوكب في المجموعة أو انه بقوّة ما يؤثر على قوّة الإشعاع الصادر من الشمس لتـُرى في تلك الصبيحة المباركة أنها لا شعاع لها ، فهو بمسار بين الشمس والأرض ( لتقارب إكماله لدورته السنوية مع دورة الأرض حول الشمس ) ، ام انه بقوّة هائلة وبرغم بعـده السحيق عن مجموعتنا الشمسية وسرعته الهائلة يمر بأقرب مسافة الى الشمس فيؤثر في قوّة إشعاعها هذا التأثير ؟ الإجابة التي في نفسي هي: لا أعـــــلم !!
                ولعل من يمتـلك إمكانيات الرصـد لهذه الظاهرة ( والرصـد لعله يكون في نقطة مشرق الأرض أي في اللحظة التي يمرُّ بها أول جزء من هذا الجسم أمام أول جزء من الشمس لحظة طلوعهاعلى مشرق الأرض ) سيجد الإجابة الحقيقية ، فظاهرة طلوع الشمس لا شعاع لها ليست قولاً من قول البشر الذي فيه إحتمالات من الخطــأ ، بل هي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ... وتبارك الله بديع السماوات والأرض ، والحمد لله رب العالمين .

















                عاشـــراً :
                هذه جداول يتبيّــن فيها تحديد ليلة القدر بناءً على الليلة التي يدخل فيها شهر رمضان على أهل الأرض :
                السبت
                1
                الأحد
                2
                الأثنين
                3
                الثلاثاء
                4
                الأربعاء
                5
                الخميس
                6
                الجمعة
                7
                السبت
                8
                الأحد
                9
                الأثنين
                10
                الثلاثاء
                11
                الأربعاء
                12
                الخميس
                13
                الجمعة
                14
                السبت
                15
                الأحد
                16
                الأثنين
                17
                الثلاثاء
                18
                الأربعاء
                19
                sigpic

                تعليق


                • #9
                  كتاب معرفة اسم ليلة القدر

                  كتاب / معرفة اسم ليلة القدر
                  لمؤلفه الأستاذ / ممدوح بن متعب الجبرين
                  (الصفحة الأولى من 3 صفحات)

                  الـــــدلائــــــل
                  لَيلةُ القدْرِ في القــُرآنِ الكــَرِيم
                  فهرس مواضيع الدلائل :
                  1. ليلة القدرفي القرآن الكريم
                  2. رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يريد ان يخبر بإسم ليلة القدر
                  3. رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوجّه الصحابة والأمّة لطلب ليلة القدر
                  4. من أسباب رفع العلم بـليلة القدر
                  5. عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كان يسأل الصحابة عن ليلة القدر
                  6. معرفة الصحابة رضي الله عنهم لـليلة القدر
                  7. من أقـوال الصحـابة رضي الله عنهم والعـلماء في تعـيين ليلة القدر
                  8. ليلـة القدر في تفسير الطبري
                  بـِـــــــسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِـيم
                  إنّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ
                  خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)
                  سورة القدر

                  بـِـــــــسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِـيم

                  حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)
                  سورة الدخان
                  وقوله عزّ وجل ّ :
                  شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىسَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيد ُبِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ .
                  (185)سورة البقـرة

                  رسول الله صلى الله عليه وسلم
                  كــان يريــد أن يــخبر بإســم ليــلة الــقدر

                  1 ــ روى البخاري رحمه الله في صحيحه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال صلى الله عليه وسلم :خرجتُ لأُخبركم بليلة القدر ... الحديث .
                  إبن حجر رحمه الله في شرحه لصحيح البخاري ، في قوله صلى الله عليه وسلم ( لأخبركم ) ، قال : أي بتعيين ليلة القدر .

                  2ــ في صحيح مسلم رحمه الله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنها أُبينَت لي ليلة القدر وإنّي خرجت لأخبركم بها ... الحديث .

                  3 ــ روى الامام أحمد بن حنبل في مسنده عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال :
                  خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :خرجت وانا أريد أن أخبركم بليلة القدر... الحديث .

                  4 ــ روى إبن حبّان في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :أيها الناس إني قد أّبينت لي ليلة القدر فخرجت أّحدثكم بها ... الحديث .
                  5 ــ روى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن إبن عباس رضي الله عنهما أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال : جئت مسرعاً أخبركم بليلة القدر ...الحديث .

                  6 ــ وروى ابن خزيمة في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ، فخرج الينا ، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنها أبينت لي ليلة القدر وإني خرجت لأبيـّـنها لكم ... الحديث .

                  7 ــ روى إبن حبّان في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها أُبينت لي ليلة القدر وإنّي خرجت لأُثْبِتها لكم ... الحديث .

                  sigpic

                  تعليق


                  • #10
                    كتاب معرفة اسم ليلة القدر

                    رسول الله صلى الله عليه وسلم
                    يـوجـّه الصحــابة والأُمّـــة لطلــــب ليلـــة القـــدر

                    في صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسه.
                    وفي لسان العرب ، لمس ، الإلتماس : الطلب ، والتلمُّــس : التطـلّب مرّة بعد أُخرى .
                    في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
                    تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان .
                    وفي لسان العرب ، التحرّي : القصد والإجتهاد في الطلب والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول .
                    في صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: رأى رجلٌ ان ليلة القدر ليلة سبع وعشرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أرى رؤياكم في العشر الأواخر فاطلبوها في الوتر منها .
                    وفي لسان العرب ، الطلب : محاولة وجدان الشيء وأَخذه .

                    في صحيح إبن حبّان ان ابن عمر رضي الله عنهما قال ، ُسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدرفقال : تحرّوها في السبع الاواخر من رمضان .

                    في صحيح ابن حبّان ، عن عيينة بن عبدالرحمن عن أبيه قال ، ذكرت ليلة القدر عند أبي بـكرة رضي الله عنه فقال ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إلتمسوها في العشر الأواخر في سبع بقين أو خمس بقين أو ثلاث بقين أو في آخر ليله ...
                    وفيه ايضا عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلتمسوا ليلة القدر في آخر ليله .

                    وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تحيّـنوا ليلة القدر في العشر الأواخر أو قال في التسع الأواخر .

                    النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم قال : قوله صلى الله عليه وسلم ( تحيّـنوا ليلة القدر ) ، أياطلبواحينهاوهوزمانها .

                    روى الامام أحمد بن حنبل في المسند ، عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ان رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ، يانبي اللهإني شيخ عليل يشقّ عليّ القيام فأمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها ليلة القدر قال: عليك بالسابعه . رواه البيهقي في السنن الكبرى وأورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح .

                    قوله صلى الله عليه وسلم : ( فمن كان متحرّيها فليتحرّها في السبع الأواخر ) صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .
                    قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر ) صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
                    قوله صلى الله عليه وسلم : ( تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها .
                    قوله صلى الله عليه وسلم : ( التمسوا ليلة القدر في الوتر من العشرالأواخر ) صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها .
                    قوله صلى الله عليه وسلم : ( التمسوها في العشر الأواخر ) صحيح البخاري عن إبن عباس رضي الله عنهما.
                    قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة ) صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه .
                    قوله صلى الله عليه وسلم: ( فأبتغـوهافي العشر الأواخر وأبتغوها في كل وتر)صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
                    قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوها في العشر الغوابر ) صحيح ابن حبّان عن أبي هريرة رضي الله عنه .
                    قوله صلى الله عليه وسلم : (فالتمسوها في العشر الأواخر ) صحيح ابن حبّان عن أبي هريرة رضي الله عنه .
                    قوله صلى الله عليه وسلم تحرّوا ليلة القدر في السبع الأواخر) صحيح مسلم عن إبن عمر رضي الله عنهما .
                    قوله صلى الله عليه وسلم : ( فاطلبوها في الوتر منه ) صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .
                    قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوها في العشر الغوابر ) صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .
                    قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوها في العشر الغوابر ) صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه .
                    قوله صلى الله عليه وسلم : ( تحينّوا ليلة القدر ... ) صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .
                    قوله صلى الله عليه وسلم : ( إلتمسوها في العشر الأواخر) صحيح ابن خزيمة عن أبي بكرة رضي الله عنه .
                    قوله صلى الله عليه وسلم : ( إلتمسوها الليله ) صحيح ابن خزيمة عن أبي هريرة رضي الله عنه .
                    قوله صلى الله عليه وسلم : ( إلتمسوها في العشر الأواخر) صحيح ابن خزيمة عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .
                    قوله صلى الله عليه وسلم : (إلتمسوها هذه الليله ثلاث وعشرين ) صحيح ابن خزيمة عن عبدالله بن أُنيس رضي الله عنه .

                    وفي صحيح إبن خزيمة باب : الأمر بإلتماس ليلة القدر وطلبها في الوتر .
                    وفيه باب :ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأَمر بطلب ليلة القدر في السبع الأواخر .


                    من أسباب رفع علم الرسول صلى الله عليه وسلم لليلة القدر
                    إستـدلالمن القرآن الكريم :
                    من سورة الحجــرات ، و تفسير الطبري رحمه الله لبعـض آياتها :

                    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )(1) سورة الحجرات

                    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاتشعرون )(2) سورة الحجرات
                    { يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتكُمْ فَوْق صَوْت النَّبِيّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضكُمْ لِبَعْضٍ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : يَا أَيّهَا الَّذِينَ صَدَّقُوا اللَّه وَرَسُوله , لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتكُمْ فَوْق صَوْت رَسُول اللَّه تَتَجَهَّمُوهُ بِالْكَلَامِ , وَتُغْلِظُونَ لَهُ فِي الْخِطَاب { وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْربَعْضكُمْ لِبَعْضٍ } يَقُول : وَلا تُنَادُوهُ كَمَا يُنَادِي بَعْضكُمْ بَعْضًا : يَا مُحَمَّد , يَا مُحَمَّد , يَا نَبِيّ اللَّه , يَا نَبِيّ اللَّه , يَا رَسُول اللَّه . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضكُمْ لِبَعْضٍ } , قَالَ لا تُنَادُوهُ نِدَاء , وَلَكِنْ قَوْلاً لَيِّنًا ، يَا رَسُول اللَّه . حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضكُمْ لِبَعْضٍ } كَانُوا يَجْهَرُونَ لَهُ بِالْكَلَامِ , وَيَرْفَعُونَ أَصْوَاتهمْ , فَوَعَظَهُمْ اللَّه , وَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ . حَدَّثَنِي اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , كَانُوا يَرْفَعُونَ , وَيَجْهَرُونَ عِنْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَوُعِظُوا , وَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ . حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : أَخْبَرَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتكُمْ فَوْق صَوْت النَّبِيّ } . .. الْآيَة , هُوَ كَقَوْلِهِ : { لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُول بَيْنكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضكُمْ بَعْضًا } نَهَاهُمْ اللَّه أَنْ يُنَادُوهُ كَمَا يُنَادِي بَعْضهمْ بَعْضًا وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُشَرِّفُوهُ وَيُعَظِّمُوهُ , وَيَدْعُوهُ إِذَا دَعَوْهُ بِاسْمِ النُّبُوَّة . حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا زَيْد بْن حُبَاب , قَالَ : ثَنَا أَبُو ثَابِت ابْن ثَابِت قَيْس بْن الشَّمَّاس , قَالَ : ثَنِي عَمِّي إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن ثَابِت بْن شَمَّاس , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتكُمْ فَوْقصَوْت النَّبِيّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ } قَالَ : قَعَدَ ثَابِت فِي الطَّرِيق يَبْكِي , قَالَ : فَمَرَّ بِهِ عَاصِم بْن عَدِيّ مِنْ بَنِي الْعَجْلَان , فَقَالَ : مَا يُبْكِيك يَا ثَابِت ؟ قَالَ : لِهَذِهِ الْآيَة , أَتَخَوَّف أَنْ تَكُون نَزَلَتْ فِيَّ , وَأَنَا صَيِّت رَفِيع الصَّوْت قَالَ : فَمَضَى عَاصِم بْن عَدِيّ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : وَغَلَبَهُ الْبُكَاء , قَالَ : فَأَتَى اِمْرَأَته جَمِيلَة اِبْنَة عَبْد اللَّه بْن أُبَيّ بْن سَلُول , فَقَالَ لَهَا : إِذَا دَخَلْت بَيْت فَرَسِي , فَشُدِّي عَلَيَّ الضَّبَّة بِمِسْمَارٍ , فَضَرَبَتْهُ بِمِسْمَارٍ حَتَّى إِذَا خَرَجَ عَطَفَهُ وَقَالَ : لَا أَخْرُج حَتَّى يَتَوَفَّانِي اللَّه , أَوْ يَرْضَى عَنِّي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; قَالَ : وَأَتَى عَاصِم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ خَبَره , فَقَالَ : " اِذْهَبْ فَادْعُهُ لِي " فَجَاءَ عَاصِم إِلَى الْمَكَان , فَلَمْ يَجِدهُ , فَجَاءَ إِلَى أَهْله , فَوَجَدَهُ فِي بَيْت الْفَرَس , فَقَالَ لَهُ : إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوك , فَقَالَ : اِكْسِرْ الضَّبَّة , قَالَ : فَخَرَجَا فَأَتَيَا نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا يُبْكِيك يَا ثَابِت
                    اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الزُّهْرِيّ , أَنَّ ثَابِت بْن قَيْس بْن شَمَّاس , قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتكُمْ فَوْق صَوْت النَّبِيّ } قَالَ : يَا نَبِيّ اللَّه , لَقَدْ خَشِيت أَنْ أَكُون قَدْ هَلَكْت , نَهَانَا اللَّه أَنْ نَرْفَع أَصْوَاتنَا فَوْق صَوْتك , وَإِنِّي اِمْرُؤٌ جَهِير الصَّوْت , وَنَهَى اللَّه الْمَرْء أَنْ يُحِبّ أَنْ يُحْمَد بِمَا لَمْ يَفْعَل , فَأَجِدنِي أُحِبّ أَنْ أُحْمَد ; وَنَهَى اللَّه عَنْ الْخُيَلَاء وَأَجِدنِي أُحِبّ الْجَمَال ; قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا ثَابِت أَمَا تَرْضَى أَنْ تَعِيش حَمِيدًا , وَتُقْتَل شَهِيدًا , وَتَدْخُل الْجَنَّة ؟ " فَعَاشَ حَمِيدًا , وَقُتِلَ شَهِيدًا يَوْم مُسَيْلِمَة . حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن سَهْل , قَالَ : ثَنَا مُؤَمَّل , قَالَ : ثَنَا نَافِع بْن عُمَر بْن جَمِيل الْجُمَحِيّ , قَالَ : ثَنِي اِبْن أَبِي مُلَيْكَة , عَنْ الزُّبَيْر , قَالَ : " قَدِمَ وَفْد أَرَاهُ قَالَ تَمِيم , عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مِنْهُمْ الْأَقْرَع بْن حَابِس , فَكَلَّمَ أَبُو بَكْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْتَعْمِلهُ عَلَى قَوْمه , قَالَ : فَقَالَ عُمَر : لَا تَفْعَل يَا رَسُول اللَّه , قَالَ : فَتَكَلَّمَا حَتَّى اِرْتَفَعَتْ أَصْوَاتهمَا عِنْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْر لِعُمَر : مَا أَرَدْت إِلَّا خِلَافِي , قَالَ : مَا أَرَدْت خِلَافك . قَالَ : وَنَزَلَ الْقُرْآن : { يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتكُمْ فَوْق صَوْت النَّبِيّ }. .. إِلَى قَوْله : { وَأَجْر عَظِيم } قَالَ : فَمَا حَدَّثَ عُمَر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْد ذَلِكَ , فَيَسْمَع النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : وَمَا ذَكَرَ اِبْن الزُّبَيْر جَدّه , يَعْنِي أَبَا بَكْر .
                    أَنْ تَحْبَطَ
                    وَقَوْله : { أَنْ تَحْبَط أَعْمَالكُمْ } يَقُول : أَنْ لا تَحْبَط أَعْمَالكُمْ فَتَذْهَب بَاطِلَة لاثَوَاب لَكُمْ عَلَيْهَا , وَلا جَزَاء بِرَفْعِكُمْ أَصْوَاتكُمْ فَوْق صَوْت نَبِيّكُمْ , وَجَهْركُمْ لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضكُمْ لِبَعْضٍ . وَقَدْ اِخْتَلَفَ أَهْل الْعَرَبِيَّة فِي مَعْنَى ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْكُوفَة : مَعْنَاهُ : لَا تَحْبَط أَعْمَالكُمْ . قَالَ : وَفِيهِ الْجَزْم وَالرَّفْع إِذَا وَضَعْت " لَا " مَكَان " أَنْ " . قَالَ : وَهِيَ فِي قِرَاءَة عَبْد اللَّه " فَتَحْبَط أَعْمَالكُمْ " وَهُوَ دَلِيل عَلَى جَوَاز الْجَزْم , وَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْبَصْرَة : قَالَ : أَنْ تَحْبَط أَعْمَالكُمْ : أَيْ مَخَافَة أَنْ تَحْبَط أَعْمَالكُمْ وَقَدْ يُقَال : أُسْنِدَ الْحَائِط أَنْيميل وقوله ( وانتم لا تشعرون ) يقول وأنتم لا تعلمون ولا تدرون .

                    و من الحديث الشريف
                    عنون البخاري رحمه الله في صحيحه بابا أسماه : رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس
                    قال ، حدثنا محمد بن المثنى حدثنا خالد بن الحارث حدثنا حميد حدثنا أنس عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال ، خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال :
                    خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى ان يكون خيراً لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة .
                    صحيح البخاري المجلد الأول باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس ... ص 255
                    وفي اللغة : تلاحى رجلان من ملاحاة الرجال أي مقاولتهم ومخاصمتهم ، ولاحيته ملاحاة ولحاء اذا نازعته ، انظر النهاية 4 /243

                    وفي صحيح ابن حبان رحمه الله عنون بالآتي :
                    ( ذكر السبب الذي من أجله نسي الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة القدر ) . وأورد حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه .

                    وفي الفتح الرباني قال في شرحه لحديث عبادة رضي الله عنه في حديث المتلاحيان : أي تخاصما وتنازعا .

                    وفي رواية لمسلم والامام احمد من حديث ابي سعيد رضي الله عنه : ( فجاء رجلان يحتقّــان معهما الشيطان فنسيتها ) قال النووي في شرحه لصحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم ( يحتقّان ) هو بالقاف ومعناه : يطلب كل واحد منهما حقّه ويدّعي انه المحق ، وفيه ان المخاصمة مذمومه وانها سبب للعقوبه .

                    وفي صحيح مسلم قال :

                    حدثنا ابو الطاهر وحرملة ابن يحيى قالا أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة عبدالرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أُريت ليلة القدر ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها ... الحديث .

                    قال ابن حجر في شرحه لصحيح البخاري ما نصّـه :

                    قوله‏:‏ ‏(‏ فتلاحى‏ )‏ بالمهملة اي وقعـت بينهما ملاحاة، وهي المخاصمة والمنازعةوالمشاتمة، والاسم : اللحاء بالكسر والمد‏.‏
                    وفي رواية ابي نضرة عن ابي سعيد عند مسلم ‏"‏ فجاء رجلان يختصمانمعهما الشيطان ‏"‏ ونحوه في حديث القلتان عند ابن اسحاق وزاد انه لقيهما عند سدةالمسجد فحجز بينهما ... فاتفقت هذه الاحاديث على سبب النسيان‏.‏وروى مسلم ايضا من طريق ابي سلمة عن ابي هريرة ان رسول الله صلىالله عليه وسلم قال ‏"‏ أُريتليلةالقدر، ثم أيقظني بعضاهلي فنسيتها ‏"‏ وهذا سبب اخر، فاما ان يحمل على التعدد بان تكون الرؤيا في حديثابي هريرة مناما فيكون سبب النسيان الايقاظ، وان تكون الرؤية في حديث غيره فياليقظة فيكون سبب النسيان ما ذكر من المخاصمة، او يحمل على اتحاد القصة ويكونالنسيان وقع مرتين عن سببين، ويحتمل ان يكون المعنى ايقظني بعض اهلي فسمعت تلاحيالرجلين فقمت لاحجز بينهما فنسيتها للاشتغال بهما، وقد روى عبد الرزاق من مرسل سعيدبن المسيب انه صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ الا اخبركم بليلةالقدر‏؟‏ قالوا‏:‏بلى‏.‏فسكت ساعة ثم قال‏:‏ لقد قلت لكم وانا اعلمها ثم انسيتها ‏"‏ فلميذكر سبب النسيان، وهو مما يقوى الحمل على التعدد‏ .‏

                    قوله‏:‏ ‏(‏ لأخبركم بليلةالقدر ‏)‏أي بتعـيينليلةالقدر.‏

                    قوله‏:‏ ‏( ‏فرفعـت‏ )‏ اي من قلبي ، فنسيت تعيينها للاشتغالبالمتخاصمين ،

                    وقيل‏:‏ المعنى فرفعت بركتها في تلك السنة ، وقيل التاء في رفعتللملائكة لا لليلة‏ .‏

                    عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) كان يسأل الصحابه عن ليلة القدر
                    في صحيح ابن خزيمة , باب : الأمر بالتماس ليلة القدر وطلبها في العشر الأواخر من رمضان
                    روى إبن خزيمة في صحيحه قال :
                    حدثنا علي بن المنذر حدثنا ابن فضيل حدثنا عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه عن ابن عباس قال:
                    كان عمر يدعوني مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فيقول لي :
                    لا تكلّم حتى يتكلموا. قال :فدعاهم فسألهم عن ليلة القدر فقال :أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: التمسوها في العشر الاواخر . أي ليلة ترونها ؟
                    صحيح ابن خزيمة الجزء الثالث ص 322 الحديث رقم ( 2172 ) وقال محققه الدكتور محمد مصطفى الأعظمي : إسناده صحيح .
                    وفي مسند الامام احمد ,عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
                    قال : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر ما قد علمتم ( فالتمسوها في العشر الأواخر وترا ) ففي أي الوتر ترونها ؟

                    الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة : إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر : مسندأحمد : 1/58

                    وفيــه :
                    ( قال عمر رضي الله عنه : منيعلم متىليلةالقدر ؟) ،قالا : فـقال ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) :هي في العشر ، في سبع يمضين أو سبع يبقين)
                    الراوي: لاحق بن حميد وعكرمة - خلاصة الدرجة : إسناده صحيح - المحدث : أحمد شاكر - المصدر : مسندأحمد 4/186
                    sigpic

                    تعليق


                    • #11
                      كتاب معرفة اسم ليلة القدر

                      من أقوال الصحابة رضي الله عنهم و العلماء في تعيـين ليلة القدر

                      قال بن حجـر العسقلانـي في فتـح الباري شرح صحيح البخاري مانصّــه

                      لقد اختلف العلماء فيليلةالقدراختلافاً كثيرا . وتحصّل لنا من مذاهبهم في ذلك أكثر منأربعين قولا
                      القولالأول :

                      أنها رفعت أصلا ورأسا حكاه المتولي في التتمة عن الروافض والفاكهانيفي شرح العمدة عن الحنفية وكأنه خطأ منه . والذي حكاه السروجي أنه قول الشيعة , وقدروى عبد الرزاق من طريق داود بن أبي عاصم عن عبد الله بن يحنس " قلت لأبي هريرة :زعموا أنليلةالقدررفعت , قال :كذب من قال ذلك " ومن طريق عبد الله بن شريك قال : ذكر الحجاجليلةالقدرفكأنه أنكرها , فأراد زر بن حبيش أن يحصبهفمنعه قومه . الثاني : أنها خاصة بسنة واحدة وقعت في زمن رسول الله صلى الله عليهوسلم حكاه الفاكهاني أيضا . الثالث: أنها خاصة بهذه الأمة ولم تكن في الأمم قبلهم ,جزم به ابن حبيب وغيره من المالكية ونقله عن الجمهور وحكاه صاحب " العدة " منالشافعية ورجحه , وهو معترض بحديث أبي ذر عند النسائي حيث قال فيه " قلت يا رسولالله أتكون مع الأنبياء فإذا ماتوا رفعت ؟ قال : لا بل هي باقية " وعمدتهم قول مالكفي " الموطأ " بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تقاصر أعمار أمته عن أعمارالأمم الماضية فأعطاه اللهليلةالقدر,وهذا يحتمل التأويل فلا يدفع التصريح في حديث أبي ذر . الرابع : أنها ممكنةفي جميع السنة , وهو قول مشهور عن الحنفية حكاه قاضي خان وأبو بكر الرازي منهم ,وروي مثله عن ابن مسعود وابن عباس وعكرمة وغيرهم , وزيف المهلب هذا القول وقال :لعل صاحبه بناه على دوران الزمان لنقصان الأهلة , وهو فاسد لأن ذلك لم يعتبر فيصيام رمضان فلا يعتبر في غيره حتى تنقلليلةالقدرعن رمضان ا ه . ومأخذ ابن مسعود كما ثبت في صحيح مسلم عنأبي بن كعب أنه أراد أن لا يتكل الناس . الخامس : أنها مختصة برمضان ممكنة في جميعلياليه,وهو قول ابن عمر رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيحعنه , وروي مرفوعا عنه أخرجه أبو داود , وفي " شرح الهداية " الجزم به عن أبي حنيفةوقال به ابن المنذر
                      والمحاملي وبعض الشافعية ورجحه السبكي في " شرح المنهاج " وحكاه ابن الحاجب رواية , وقال السروجي في " شرح الهداية " قول أبي حنيفة إنها تنتقل في جميع رمضان وقال صاحباه إنها في ليلة معينة منه مبهمة , وكذا قال النسفي في " المنظومة " : ‏‏ وليلة القدربكل الشهر‏ ‏دائرة وعيناها فادراه ‏، ‏وهذا القول حكاه ابن العربي عن قوم وهو السادس . السابع : أنها أول ليلة من رمضان حكى عن أبي رزين العقيلي الصحابي , وروى ابن أبي عاصم من حديث أنس قال : ليلة القدر أول ليلة من رمضان , قال ابن أبي عاصم لا نعلم أحدا قال ذلك غيره . الثامن: أنها ليلة النصف من رمضان حكاه شيخنا سراج الدين ابن الملقن في " شرح العمدة " والذي رأيت في " المفهم " للقرطبي حكاية قول أنها ليلة النصف من شعبان , وكذا نقله السروجي عن صاحب " الطراز " فإن كانا محفوظين فهو القول التاسع : ثم رأيت في " شرح السروجي " عن " المحيط " أنها في النصف الأخير . العاشر : أنها ليلة سبع عشرة من رمضان , روى ابن أبي شيبة والطبراني من حديث زيد بن أرقم قال : ما أشك ولا أمتري أنها ليلة سبع عشرة من رمضان ليلة أنزل القرآن , وأخرجه أبو داود عن ابن مسعود أيضا . القول الحاديعشر : أنها مبهمة في العشر الأوسط حكاه النووي وعزاه الطبري لعثمان بن أبي العاص والحسن البصري وقال به بعض الشافعية . القول الثانيعشر : أنها ليلة ثمان عشرة قرأته بخط القطب الحلبي في شرحه وذكره ابن الجوزي في مشكله . الثالثعشر: أنها ليلة تسع عشرة رواه عبد الرزاق عن علي , وعزاه الطبري لزيد القولبن ثابت وابن مسعود , ووصله الطحاوي عن ابن مسعود . القول الرابععشر : أنها أول ليلة من العشر الأخير وإليه مال الشافعي وجزم به جماعة من الشافعية , ولكن قال السبكي إنه ليس مجزوما به عندهم لاتفاقهم على عدم حنث من علق يوم العشرين عتق عبده في ليلة القدر أنه لا يعتق تلك الليلة بل بانقضاء الشهر على الصحيح بناء على أنها في العشر الأخير وقيل بانقضاء السنة بناء على أنها لا تختص بالعشر الأخير بل هي في رمضان . القول الخامسعشر : مثل الذي قبله إلا أنه إن كان الشهر تاما فهي ليلة العشرين وإن كان ناقصا فهي ليلة إحدى وعشرين وهكذا في جميع الشهر وهو قول ابن حزم وزعم أنه يجمع بين الإخبار بذلك , ويدل له ما رواه أحمد والطحاوي من حديث عبد الله بن أنيس قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : التمسوها الليلة , قال وكانت تلك الليلة ليلة ثلاث وعشرين , فقال رجل : هذه أولى بثمان بقين , قال بل أولى بسبع بقين فإن هذا الشهر لا يتم . القول السادسعشر: أنها ليلة اثنين وعشرين وسيأتي حكايته بعد , وروى أحمد من حديث عبد الله ابن أنيس أنه " سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر وذلك صبيحة إحدى وعشرين فقال : كم الليلة ؟ قلت : ليلة اثنين وعشرين , فقال : هي الليلة أو القابلة " . القول السابععشر : أنها ليلة ثلاث وعشرين رواه مسلم عن عبد الله بن أنيس مرفوعا " أريت ليلة القدر ثم نسيتها " فذكر مثل حديث أبي سعيد لكنه قال فيه " ليلة ثلاث وعشرين بدل إحدى وعشرين " وعنه قال " قلت يا رسول الله إن لي بادية أكون فيها , فمرني بليلة القدر , قال : انزل ليلة ثلاث وعشرين " وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن معاوية قال " ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين " ورواه إسحاق في مسنده من طريق أبي حازم عن رجل من بني بياضة له صحبة مرفوعا , وروى عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا " من كان متحريها فليتحرها ليلة سابعة " وكان أيوب يغتسل ليلة ثلاث وعشرين ويمس الطيب , وعن ابن جريج عن عبيد الله ابن أبي يزيد عن ابن عباس " أنه كان يوقظ أهله ليلة ثلاث وعشرين , وروى عبد الرزاق من طريق يونس ابن سيف سمع سعيد بن المسيب يقول : استقام قول القوم على أنها ليلة ثلاث وعشرين , ومن طريق إبراهيم عن الأسود عن عائشة , وعن طريق مكحول أنه كان يراها ليلة ثلاث وعشرين . القول الثامنعشر : أنها ليلة أربع وعشرين
                      sigpic

                      تعليق


                      • #12
                        كتاب معرفة اسم ليلة القدر

                        الثامنعشر : أنهاليلةأربع وعشرين كما تقدم من حديث ابن عباس في هذا الباب , وروىالطيالسي من طريق أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا "ليلةالقدرليلةأربع وعشرين " وروي ذلك عن ابنمسعود وللشعبي والحسن وقتادة , وحجتهم حديث واثلة أن القرآن نزل لأربع وعشرين منرمضان , وروى أحمد من طريق ابن لهيعة عن يزيد ابن أبي الخير الصنابحي عن بلالمرفوعا " التمسواليلةالقدرليلةأربع وعشرين " وقد أخطأ ابن لهيعة في رفعه فقد رواه عمرو بنالحارث عن يزيد بهذا الإسناد موقوفا بغير لفظه كما سيأتي في أواخر المغازي بلفظ "ليلةالقدرأول السبع من العشرالأواخر " . القول التاسععشر : أنهاليلةخمس وعشرين حكاهابن العربي في " العارضة " وعزاه ابن الجوزي في " المشكل " لأبي بكرة . القولالعشرون: أنهاليلةست وعشرين وهو قول لم أره صريحا إلا أنعياضا قال : ما منليلةمنلياليالعشر الأخير إلا وقد قيل إنها فيه . القول الحاديوالعشرون : أنهاليلةسبع وعشرين وهو الجادة من مذهب أحمد ورواية عن أبي حنيفة وبهجزم أبي بن كعب وحلف عليه كما أخرجه مسلم , وروى مسلم أيضا من طريق أبي حازم عن أبيهريرة قال " تذاكرناليلةالقدرفقال صلى الله عليه وسلم : أيكم يذكر حين طلع القمر كأنه شق جفنة ؟ قال أبوالحسن الفارسي : أيليلةسبع وعشرين فإن القمر يطلع فيهابتلك الصفة . وروى الطبراني من حديث ابن مسعود " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلمعنليلةالقدرفقال : أيكم يذكرليلةالصهباوات ؟ قلت : أنا , وذلكليلةسبع وعشرين " ورواه ابن أبي شيبة عن عمر وحذيفة وناس من الصحابة , وفي البابعن ابن عمر عند مسلم " رأى رجلليلةالقدرليلةسبع وعشرين " ولأحمد من حديثه مرفوعا "ليلةالقدرليلةسبع وعشرين " ولابن المنذر " من كان متحريها فليتحرهاليلةسبع وعشرين " وعن جابر بن سمرة نحوه أخرجه الطبراني في أوسطه , وعن معاويةنحوه أخرجه أبو داود وحكاه صاحب " الحلية " من الشافعية عن أكثر العلماء , وقد تقدماستنباط ابن عباس عند عمر فيه وموافقته له , وزعم ابن قدامة أن ابن عباس استنبط ذلكمن عدد كلمات السورة وقد وافق قوله فيها هي سابع كلمة بعد العشرين , وهذا نقله ابنحزم عن بعض المالكية وبالغ في إنكاره نقله ابن عطية في تفسيره وقال : إنه من ملحالتفاسير وليس من متين العلم . واستنبط بعضهم ذلك في جهة أخرى فقال :ليلةالقدرتسعة أحرف وقد أعيدت في السورةثلاث مرات فذلك سبع وعشرون . وقال صاحب الكافي من الحنفية وكذا المحيط : من قاللزوجته أنت طالقليلةالقدرطلقتليلةسبع وعشرين لأن العامة تعتقد أنهاليلةالقدر.القول الثانيوالعشرون : أنهاليلةثمان وعشرين وقد تقدم توجيهه قبل بقول . القول الثالثوالعشرون : أنهاليلةتسع وعشرين حكاه ابن العربي . القولالرابعوالعشرون: أنهاليلةثلاثين حكاه عياض والسروجي فيشرح الهداية ورواه محمد بن نصر والطبري عن معاوية وأحمد من طريق أبي سلمة عن أبيهريرة . القول الخامسوالعشرون : أنها في أوتار العشر الأخير وعليه يدل حديث عائشةوغيرها في هذا الباب , وهو أرجح الأقوال وصار إليه أبو ثور والمزني وابن خزيمةوجماعة من علماء المذاهب . القول السادسوالعشرون : مثله بزيادةالليلةالأخيرة رواه الترمذي من حديث أبي بكرة وأحمد من حديثعبادة بن الصامت . القول السابعوالعشرون : تنتقل في العشر الأخير كله قاله أبو قلابةونص عليه مالك والثوري وأحمد وإسحاق وزعم الماوردي أنه متفق عليه ; وكأنه أخذه منحديث ابن عباس أن الصحابة اتفقوا على أنها في العشر الأخير ثم اختلفوا في تعيينهامنه كما تقدم , ويؤيد كونها في العشر الأخير حديث أبي سعيد الصحيح أن جبريل قالللنبي صلى الله عليه وسلم لما اعتكف العشر الأوسط " إن الذي طلب أمامك " وقد تقدمذكره قريبا , وتقدم ذكر اعتكافه صلى الله عليه وسلم العشر الأخير في طلبليلةالقدرواعتكاف أزواجه بعده والاجتهادفيه كما في الباب الذي بعده , واختلف القائلون به فمنهم من قال هي فيه محتملة علىحد سواء نقله الرافعي عن مالك وضعفه ابن الحاجب , ومنهم من قال بعضلياليهأرجى من بعض فقال الشافعي : أرجاهليلةإحدى وعشرين وهو القول الثامنوالعشرون : وقيل أراهليلةثلاث وعشرين وهو القول التاسعوالعشرون : وقيل أرجاهليلةسبع وعشرين وهو القولالثلاثون, القول الحاديوالثلاثون : أنها تنتقل فيالسبع الأواخر , وقد تقدم بيان المراد منه في حديث ابن عمر : هل المرادلياليالسبعمن آخر الشهر أو آخر سبعة تعد من الشهر ؟ ويخرج منذلك القول الثانيوالثلاثون . القول الثالثوالثلاثون : أنها تنتقل في النصف الأخيرذكره صاحب المحيط عن أبي يوسف ومحمد , وحكاه إمام الحرمين عن صاحب التقريب . القولالرابعوالثلاثون: أنهاليلةست عشرة أو سبع عشرة رواهالحارث بن أبي أسامة من حديث عبد الله بن الزبير . القول الخامسوالثلاثون : أنهاليلةسبع عشرة أو تسع عشرة أو إحدى وعشرين رواه سعيد بنمنصور من حديث أنس بإسناد ضعيف . القول السادسوالثلاثون : أنها في أولليلةمن رمضان أو آخرليلةرواه ابن أبيعاصم من حديث أنس بإسناد ضعيف . القول السابعوالثلاثون : أنها أولليلةأو تاسعليلةأو سابع عشرة أو إحدىوعشرين أو آخرليلةرواه ابن مردويه في تفسيره عن أنسبإسناد ضعيف . القول الثامنوالثلاثون : أنهاليلةتسع عشرةأو إحدى عشرة أو ثلاث وعشرين رواه أبو داود من حديث ابن مسعود بإسناد فيه مقال ,وعبد الرزاق من حديث علي بإسناد منقطع , وسعيد بن منصور من حديث عائشة بإسناد منقطعأيضا . القول التاسعوالثلاثون :ليلةثلاث وعشرين أو سبعوعشرين وهو مأخوذ من حديث ابن عباس في الباب حيث قال " سبع يبقين أو سبع يمضين "ولأحمد من حديث النعمان ابن بشير " سابعه تمضي أو سابعة تبقى " قال النعمان : فنحننقولليلةسبع وعشرين وأنتم تقولونليلةثلاث وعشرين . القولالأربعون : ليلةإحدى وعشرين أوثلاث وعشرين أو خمس وعشرين كما سيأتي في الباب الذي بعده من حديث عبادة بن الصامت ,ولأبي داود من حديثه بلفظ " تاسعة تبقى سابعة تبقى خامسة تبقى " قال مالك في "المدونة " قوله تاسعة تبقىليلةإحدى وعشرين إلخ . القولالحاديوالأربعون: أنها منحصرة في السبع الأواخر من رمضان لحديث ابن عمر في البابالذي قبله . القول الثانيوالأربعون: أنهاليلةاثنتين وعشرين أو ثلاث وعشرين لحديث عبد الله بن أنيس عند أحمد . القول الثالثوالأربعون: أنها في أشفاع العشر الوسط والعشر الأخير قرأته بخط مغلطاي . القول الرابعوالأربعون : أنهاليلةالثالثة من العشر الأخير أو الخامسةمنه رواه أحمد من حديث معاذ بن جبل , والفرق بينه وبين ما تقدم أن الثالثة تحتملليلةثلاث وعشرين وتحتملليلةسبعوعشرين فتنحل إلى أنهاليلةثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أوسبع وعشرين وبهذا يتغاير هذا القول مما مضى . القول الخامسوالأربعون : أنها في سبعأو ثمان من أول النصف الثاني روى الطحاوي من طريق عطية بن عبد الله بن أنيس عن أبيهأنه " سأل النبي صلى الله عليه وسلم عنليلةالقدرفقال : تحرها في النصف الأخير , ثم عاد فسأله فقال : إلىثلاث وعشرين , قال : وكان عبد الله يحييليلةست عشرة إلىليلةثلاث وعشرين ثم يقصر " . القول السادسوالأربعون : أنهافي أولليلةأو أخرليلةأو الوترمنالليلأخرجه أبو داود في كتاب " المراسيل " عن مسلم بنإبراهيم عن أبي خلدة عن أبي العالية " أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهويصلي فقال له : متىليلةالقدر؟فقال اطلبوها في أولليلةوآخرليلةوالوتر منالليل"وهذا مرسل رجاله ثقات . وجميع هذهالأقوال التي حكيناها بعد الثالث فهلم جرا متفقة على إمكان حصولها والحث علىالتماسها . وقال ابن العربي : الصحيح أنها لا تعلم , وهذا يصلح أن يكون قولا آخر ,وأنكر هذا القول النووي وقال : قد تظاهرت الأحاديث بإمكان العلم بها وأخبر به جماعةمن الصالحين فلا معنى لإنكار ذلك . ونقل الطحاوي عن أبي يوسف قولا جوز فيه أنهيرىأنهاليلةأربع وعشرين أو سبع وعشرين , فإن ثبت ذلك عنه فهوقول آخر . هذا آخر ما وقفت عليه من الأقوال وبعضها يمكن رده إلى بعض , وإن كانظاهرها التغاير , وأرجحها كلها أنها في وتر من العشر الأخير وأنها تنتقل كما يفهممن أحاديث هذا الباب , وأرجاها أوتار العشر , وأرجى أوتار العشر عند الشافعيةليلةإحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين على ما في حديث أبي سعيد وعبدالله بن أنيس , وأرجاها عند الجمهورليلةسبع وعشرين , وقدتقدمت أدلة ذلك .
                        sigpic

                        تعليق


                        • #13
                          كتاب معرفة اسم ليلة القدر

                          ليلة القدر في تفسير الطبري
                          ِ
                          ( إنّـا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )

                          الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقَدْر } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّا أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآن جُمْلَة وَاحِدَة إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فِي لَيْلَة الْقَدْر , وَهِيَ لَيْلَة الْحُكْم الَّتِي يَقْضِي اللَّه فِيهَاقَضَاء السَّنَة ; وَهُوَ مَصْدَر مِنْ قَوْلهمْ : قَدَرَ اللَّه عَلَيَّ هَذَا الْأَمْر , فَهُوَ يَقْدِر قَدْرًا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثني عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا دَاوُد , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : نَزَلَ الْقُرْآن كُلّه جُمْلَة وَاحِدَة فِي لَيْلَة الْقَدْر فِي رَمَضَان إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا , فَكَانَ اللَّه إِذَا أَرَادَ أَنْ يُحْدِث فِي الْأَرْض شَيْئًا أَنْزَلَهُ مِنْهُ حَتَّى جَمَعَهُ . حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى قَالَ : ثنا عَبْد الْوَهَّاب , قَالَ : ثنا دَاوُد , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : أَنْزَلَ اللَّه الْقُرْآن إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فِي ليلة القدر, وَكَانَ اللَّه إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوحِيَ مِنْهُ شَيْئًا أَوْحَاهُ , فَهُوَ قَوْله : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقَدْر } . - قَالَ : ثنا اِبْن أَبِي عَدِيّ , عَنْ دَاوُد , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فَذَكَرَ نَحْوه , وَزَادَ فِيهِ . وَكَانَ بَيْن أَوَّله وَآخِره عِشْرُونَ سَنَة . قَالَ ثنا عَمْرو بْن عَاصِم الْكِلَابِيّ , قَالَ : ثنا الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ , قَالَ : ثنا عِمْرَان أَبُو الْعَوَّام , قَالَ : ثنا دَاوُد بْن أَبِي هِنْد , عَنْ الشَّعْبِيّ , أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْل اللَّه : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقَدْر } قَالَ : نَزَلَ أَوَّل الْقُرْآن فِي لَيْلَة الْقَدْر . حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثنا هُشَيْم , قَالَ : أَخْبَرَنَا حُصَيْن , عَنْ حَكِيم بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : نَزَلَ الْقُرْآن فِي لَيْلَة مِنْ السَّمَاء الْعُلْيَا إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا جُمْلَة وَاحِدَة , ثُمَّ فُرِّقَ فِي السِّنِينَ , وَتَلَا اِبْن عَبَّاس هَذِهِ الْآيَة : { فَلَا أُقْسِم بِمَوَاقِع النُّجُوم } قَالَ : نَزَلَ مُتَفَرِّقًا . حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثنا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ دَاوُد , عَنْ الشَّعْبِيّ , فِي قَوْله : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقَدْر } قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ الْقُرْآن نَزَلَ جُمْلَة وَاحِدَة إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا . حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ سَلَمَة بْن كُهَيْل , عَنْ مُسْلِم , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر : أُنْزِلَ الْقُرْآن جُمْلَة وَاحِدَة , ثُمَّ أَنْزَلَ رَبّنَا فِي لَيْلَة الْقَدْر : { فِيهَا يُفْرَق كُلّ أَمْر حَكِيم } . قَالَ : ثنا جَرِير , عَنْ مَنْصُور , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقَدْر } قَالَ : أُنْزِلَ الْقُرْآن جُمْلَة وَاحِدَة فِي لَيْلَة الْقَدْر , إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا , فَكَانَ بِمَوْقِعِ النُّجُوم , فَكَانَ اللَّه يُنْزِلهُ عَلَى رَسُوله , بَعْضه فِي إِثْر بَعْض , ثُمَّ قَرَأَ : { وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآن جُمْلَة وَاحِدَة كَذَلِكَ لِنُثَبِّت بِهِ فُؤَادك وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد لَيْلَة الْقَدْر : لَيْلَة الْحُكْم . - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا وَكِيع , عَنْ سُفْيَان , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقَدْر } قَالَ : لَيْلَة الْحُكْم. ثنا وَكِيع . عَنْ سُفْيَان , عَنْ مُحَمَّد بْن سُوقَة , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر : يُؤْذَن لِلْحُجَّاجِ فِي لَيْلَة الْقَدْر , فَيُكْتَبُونَ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاء آبَائِهِمْ , فَلَا يُغَادر مِنْهُمْ أَحَد , وَلَا يُزَاد فِيهِمْ , وَلَا يُنْقَص مِنْهُمْ . حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثنا اِبْن عُلَيَّة , قَالَ : ثنا رَبِيعَة بْن كُلْثُوم , قَالَ : قَالَ رَجُل لِلْحَسَنِ وَأَنَا أَسْمَع : رَأَيْت لَيْلَة الْقَدْر فِي كُلّ رَمَضَان هِيَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , وَاَللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ إِنَّهَالَفِي كُلّ رَمَضَان , وَإِنَّهَا لَلَيْلَة الْقَدْر , فِيهَا يُفْرَق كُلّ أَمْر حَكِيم , فِيهَا يَقْضِي اللَّه كُلّ أَجَل وَعَمَل وَرِزْق , إِلَى مِثْلـهَا . حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب . قَالَ : ثنا وَكِيع , عَنْ سُفْيَان , عَنْ أَبِي إِسْحَاق , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عُمَر . قَالَ : لَيْلَة الْقَدْر فِي كُلّ رَمَضَان .
                          ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ )
                          وَقَوْله : { وَمَا أَدْرَاك مَا لَيْلَة الْقَدْر } يَقُول : وَمَا أَشْعَرَك يَا مُحَمَّد أَيّ شَيْء لَيْلَة الْقَدْر ، لَيْلَة الْقَدْر خَيْر مِنْ أَلْف شَهْر .
                          ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ )
                          اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَى ذَلِكَ : الْعَمَل فِي لَيْلَةالْقَدْر بِمَا يُرْضِي اللَّه , خَيْر مِنْ الْعَمَل فِي غَيْرهَا أَلْف شَهْر . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , قَالَ : بَلَغَنِي عَنْ مُجَاهِد { لَيْلَة الْقَدْر خَيْر مِنْ أَلْف شَهْر } قَالَ : عَمَلهَا وَصِيَامـهَا وَقِيَامـهَا خَيْر مِنْ أَلْف شَهْر . قَالَ : ثنا الْحَكَم بْن بَشِير , قَالَ : ثنا عَمْرو بْن قَيْس الْمُلَائِيّ , قَوْله : { خَيْر مِنْ أَلْف شَهْر } قَالَ : عَمَل فِيـهَا خَيْر مِنْ عَمَل أَلْف شَهْر . وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّ لَيْلَة الْقَدْر خَيْر مِنْ أَلْف شَهْر , لَيْسَ فِيـهَا لَيْلَة الْقَدْر . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { خَيْر مِنْ أَلْف شَهْر } لَيْسَ فِيهَا لَيْلَة الْقَدْر . وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ مَا : حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا حَكَّام بْن سَلْم , عَنْ الْمُثَنَّى بْن الصَّبَّاح , عَنْ مُجَاهِد قَالَ : كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيل رَجُل يَقُوم اللَّيْل حَتَّى يُصْبِح , ثُمَّ يُجَاهِد الْعَدُوّ بِالنَّهَارِ حَتَّى يُمْسِي , فَفَعَلَ ذَلِكَ أَلْف شَهْر , فَأَنْزَلَ اللَّه هَذِهِ الْآيَة : { لَيْلَة الْقَدْر خَيْر مِنْ أَلْف شَهْر } قِيَام تِلْكَ اللَّيْلَة خَيْر مِنْ عَمَل ذَلِكَ الرَّجُل . وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ مَا : حَدَّثَنِي أَبُو الْخَطَّاب الْجَارُودِيّ سُهَيْل , قَالَ : ثنا سَلْم بْن قُتَيْبَة , قَالَ : ثنا الْقَاسِم بْن الْفَضْل , عَنْ عِيسَى بْن مَازِن , قَالَ : قُلْت لِلْحَسَنِ بْن عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : يَا مُسَوِّد وُجُوه الْمُؤْمِنِينَ , عَمَدْت إِلَى هَذَا الرَّجُل , فَبَايَعْت لَهُ , يَعْنِي مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان ! فَقَالَ : إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيَ فِي مَنَامه بَنِي أُمَيَّة يَعْلُونَ مِنْبَره خَلِيفَة خَلِيفَة , فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ , فَأَنْزَلَ اللَّه : { إِنَّا أَعْطَيْنَاك الْكَوْثَر } و { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقَدْر وَمَا أَدْرَاك مَا لَيْلَة الْقَدْر ، لَيْلَة الْقَدْر خَيْر مِنْ أَلْف شَهْر } يَعْنِي مُلْك بَنِي أُمَيَّة ; قَالَ الْقَاسِم : فَحَسْبنَا مُلْك بَنِي أُمَيَّة , فَإِذَا هُوَ أَلْف شَهْر . وَأَشْبَه الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِظَاهِرِ التَّنْزِيل قَوْل مَنْ قَالَ : عَمَل فِي لَيْلَة الْقَدْر خَيْر مِنْ عَمَل أَلْف شَهْر , لَيْسَ فِيهَا لَيْلَة الْقَدْر . وَأَمَّا الْأَقْوَال الْأُخَر , فَدَعَاوَى مَعَانٍ بَاطِلَة , لَا دَلَالَة عَلَيْهَا مِنْ خَبَر وَلَا عَقْل , وَلَا هِيَ مَوْجُودَة فِي التَّنْزِيل .

                          ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ )

                          وَقَوْله : { تَنَزَّل الْمَلَائِكَة وَالرُّوح فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهمْ مِنْ كُلّ أَمْر } اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَى ذَلِكَ : تَنَزَّل الْمَلَائِكَة وَجِبْرِيل مَعَهُمْ , وَهُوَ الرُّوح , فِي لَيْلَة الْقَدْر { بِإِذْنِ رَبّهمْ مِنْ كُلّ أَمْر } يَعْنِي بِإِذْنِ رَبّهمْ , مِنْ كُلّ أَمْر قَضَاهُ اللَّه فِي تِلْكَ السَّنَة , مِنْ رِزْق وَأَجَل وَغَيْر ذَلِكَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : { مِنْ كُلّ أَمْر } قَالَ : يُقْضَى فِيهَا مَا يَكُون فِي السَّنَة إِلَى مِثْلهَا . فَعَلَى هَذَا الْقَوْل مُنْتَهَى الْخَبَر , وَمَوْضِع الْوَقْف مِنْ كُلّ أَمْر . وَقَالَ آخَرُونَ : { تَنَزَّل الْمَلَائِكَة وَالرُّوح فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهمْ } لَا يَلْقَوْنَ مُؤْمِنًا وَلَا مُؤْمِنَة إِلَّا سَلَّمُوا عَلَيْهِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : حَدَّثَنَا عَنْ يَحْيَى بْن زِيَاد الْفَرَّاء , قَالَ : ثني أَبُو بَكْر بْن عَيَّاش , عَنْ الْكَلْبِيّ , عَنْ أَبِي صَالِح , عَنْ اِبْن عَبَّاس : أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأ : " مِنْ كُلّ اِمْرِئٍ سَلَام " وَهَذِهِ الْقِرَاءَة مَنْ قَرَأَ بِهَا وَجَّهَ مَعْنَى مِنْ كُلّ اِمْرِئٍ : مِنْ كُلّ مَلَك ; كَانَ مَعْنَاهُ عِنْده : تَنَزَّل الْمَلَائِكَة وَالرُّوح فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهمْ مِنْ كُلّ مَلَك يُسَلِّم عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ; وَلَا أَرَى الْقِرَاءَة بِهَا جَائِزَة , لِإِجْمَاعِ الْحُجَّة مِنْ الْقُرَّاء عَلَى خِلَافهَا , وَأَنَّهَا خِلَاف لِمَا فِي مَصَاحِف الْمُسْلِمِينَ , وَذَلِكَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي مُصْحَف مِنْ مَصَاحِف الْمُسْلِمِينَ فِي قَوْله " أَمْر " يَاء , وَإِذَا قُرِئَتْ : " مِنْ كُلّ اِمْرِئٍ " لَحِقَتْهَا هَمْزَة , تَصِير فِي الْخَطّ يَاء . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ : الْقَوْل الْأَوَّل الَّذِي ذَكَرْنَاهُ قَبْل , عَلَى مَا تَأَوَّلَهُ قَتَادَة .

                          ( سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ )

                          وَقَوْله : { سَلَام هِيَ حَتَّى مَطْلَع الْفَجْر } سَلَام لَيْلَة الْقَدْر مِنْ الشَّرّ كُلّه مِنْ أَوَّلهَا إِلَى طُلُوع الْفَجْر مِنْ لَيْلَتهَا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { سَلَام هِيَ } قَالَ : خَيْر { حَتَّى مَطْلَع الْفَجْر } . حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { مِنْ كُلّ أَمْر سَلَام هِيَ } أَيْ هِيَ خَيْر كُلّهَا إِلَى مَطْلَع الْفَجْر . حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا وَكِيع , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ جَابِر , عَنْ مُجَاهِد { سَلَام هِيَ حَتَّى مَطْلَع الْفَجْر } قَالَ : مِنْ كُلّ أَمْر سَلَام . حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْل اللَّه : { سَلَام هِيَ} قَالَ : لَيْسَ فِيهَا شَيْء , هِيَ خَيْر كُلّهَا { حَتَّى مَطْلَع الْفَجْر } . حَدَّثَنِي مُوسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن الْمَسْرُوقِيّ , قَالَ : ثنا عَبْد الْحَمِيد الْحِمَّانِيّ , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ الْمِنْهَال , عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى , فِي قَوْله : { مِنْ كُلّ أَمْر سَلَام هِيَ } قَالَ : لَا يَحْدُث فِيهَا أَمْر . وَعُنِيَ بِقَوْلِهِ : { حَتَّى مَطْلَع الْفَجْر } : إِلَى مَطْلَع الْفَجْر . وَاخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله : { حَتَّى مَطْلَع الْفَجْر } فَقَرَأَتْ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْأَمْصَار , سِوَى يَحْيَى بْن وَثَّاب وَالْأَعْمَش وَالْكِسَائِيّ { مَطْلَع الْفَجْر } بِفَتْحِ اللَّام , بِمَعْنَى : حَتَّى طُلُوع الْفَجْر ; تَقُول الْعَرَب : طَلَعَتْ الشَّمْس طُلُوعًا وَمَطْلَعًا. وَقَرَأَ ذَلِكَ يَحْيَى بْن وَثَّاب وَالْأَعْمَش وَالْكِسَائِيّ : " حَتَّى مَطْلِع الْفَجْر " بِكَسْرِ اللاّم , تَوْجِيهًا مِنْهُمْ ذَلِكَ إِلَى الِاكْتِفَاء بِالِاسْمِ مِنْ الْمَصْدَر , وَهُمْ يَنْوُونَ بِذَلِكَ الْمَصْدَر . وَالصَّوَاب مِنْ الْقِرَاءَة فِي ذَلِكَ عِنْدنَا : فَتْح اللَّام لِصِحَّةِ مَعْنَاهُ فِي الْعَرَبِيَّة , وَذَلِكَ أَنَّ الْمَطْلَع بِالْفَتْحِ هُوَ الطُّلُوع , وَالْمَطْلِع بِالْكَسْرِ : هُوَ الْمَوْضِع الَّذِي تَطْلُع مِنْهُ , وَلَا مَعْنَى لِلْمَوْضِعِ الَّذِي تَطْلُع مِنْهُ فِي هَذَا الْمَوْضِع . آخِر تَفْسِير سُورَة الْقَدْر .
                          (انتهت الصفحة الأولى من 3 صفحات)
                          ==================================================================================================== ==================================================================================================
                          كتاب / معرفة اسم ليلة القدر
                          لمؤلفه الأستاذ / ممدوح بن متعب الجبرين
                          (الصفحة الثانية من 3 صفحات)
                          النتائـــج :
                          فهرس الصفحة الثانية :
                          1. العـلم بـليلة القدر ليس من عـلم الغـيب
                          2. قوله صلى الله عليه وسلم ( في التاسعة والسابعة والخامسة )
                          3. ليلة القدر هي ليلة واحــدة على أهل الأرض
                          4. شهر رمضـان يُـهلّ بليلة واحدة على كوكب الأرض
                          5. تحــديــد ومـعــرفـة إسـم ليـلـة القــدر
                          6. رؤيـة الشــمس صبيحـة ليلــة القدر
                          7. جدول يحدد ليلة القدر في سـنوات ماضية وفي سنوات آتيــة
                          8. ليلـتان لن يُـهلّ بأي منهما رمضان على كوكب الأرض الى قيام الســاعة
                          أولاً :
                          العلمُ بليلةِ القدرِ ليس من عِلم الغيب
                          الأول : روى البخاري رحمه الله في صحيحه ،قال ، حدثني محمد أخبرنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: ( تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) الجزء الثاني ، باب فضل ليلة القدر ص 255
                          فهل يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نتحرَاها وعلمها من علم الغيب ؟
                          الثاني: روى البخاري في صحيحه قال : حدّثنا محمد ابن المثنى حدثنا خالد بن الحارث حدثنا حميد حدثنا أنس عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال صلى الله عليه وسلم : ( خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى ان يكون خيراً لكم فالتمسوها في التاسعـة والسابعة والخامسة ) .
                          فهل يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلمبإلتماسهاثم يكون العلم بها من علم الغيب ؟
                          الثالث: روى البخاري في صحيحه قال ، حدثنا عبدالله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحرّيها فليتحرّها في السبع الأواخر )
                          فهل يوافـقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على توافـق رؤياهم ثم يأمرهم بتحرّيها في السبع الأواخر رجاء موافقتهم لها ثم يكون العلم بها من علم الغيب ؟
                          الرابع: عن عائشة رضي الله عنها قالت ، قلت يارسول الله ، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال ( صلى الله عليه وسلم ) قولي : اللّهم إنك عفوٌ تحبُ العفو فأعفُ عني .
                          رواه الخمسة غير أبي داود وصححه الترمذي والحاكم ، وقال عنه الشيخ الألباني في تحقيقه للمشكاة : إسناده صحيح .
                          فهل يرد صلى الله عـليه وسلم بهذا القول لعـائشة رضي الله عنها لو كان عـلم ليلة القدر من عـلم الغـيب ؟
                          الخامس: روى مسلم في صحيحه قال ، حدثنا محمد بن عباد وابن أبي عمر قالا حدثنا مروان وهو الفزاري عن يزيد وهو ابن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شقّ جفنه ) .
                          فهاهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم يتذاكرون ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل لهم ان معرفتها من علم الغيب ، بل إنه صلى الله عليه وسلم ذكّرهم وقت أن طلع القمر كأنه شق جفنه ، فكأن ليلة القدر كانت تلك الليلة .

                          السادس: روى ابن خزيمة في صحيحه قال ، حدثنا اسماعيل بن عليّه عن محمد بن اسحاق عن معاذ بن عبدالله بن خبيب عن اخيه فلان بن عبدالله بن خبيب قال ، جلسنا مع عبدالله بن انيس في مجلس جهـينه في هذا الشهرفـقـلنا :
                          يا ابا يحيى هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة المباركه ؟ قال ، نعم ، جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر هذا الشهر فقال له رجل ، متى نلتمس هذه الليلة المباركه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلتمسوها هذه الليلة ثلاث وعشرين .
                          فهل يجيب الرسول صلى الله عليه وسلم السائل عن ليلة القدر بهذه الإجابة لو كان علمها من علم الغيب ؟

                          sigpic

                          تعليق


                          • #14
                            كتاب معرفة اسم ليلة القدر

                            السابع : روى مسلم في صحيحه قال ،وحدثنا محمد بن حاتم وابن أبي عمر كلاهما عن ابن عيينه قال ابن حاتم حدثنا سفيان ابن عيينة عن عبدة وعاصم ابن أبي النجود سمعا زرّ ابن حبيش يقول : سألت أُبيّ بن كعب رضي الله عنه فقلت ، إن أخاك ابن مسعود يقول ، من يقم الحول يصب ليلة القدر فقال : رحمه الله ، أراد ان لا يتكل الناس أما انه قد علم أنها في رمضان وانها في العشر الأواخر وانها ليلة سبع وعشرين ، ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين ...
                            انظر شرح الصحيح للنووي رحمه الله ، ج 8 ص312 برقم 1762 .
                            فياسبحان الله العظيم ، أيحلف أُبيّ بن كعـب صاحـب رسول الله بأنه يعـلمها ، ثم يكون العـلم بها من عـلم الغـيب ؟ لا اله الاّ الله .

                            الثامن : أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يقول ليلة إحدى وعشرين ، متفق عليه .
                            التاسع: عبدالله بن أُنيس رضي الله عنه يقول إنها ليلة ثلاث وعشرين ، رواه مسلم .
                            العاشر : قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموعة الفتاوى ، المجلد 25 ص 285 و 286 ما نصّـه :
                            فينبغي أن يتحرّاها المؤمن في العشر الأواخر جميعه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تحرّوها في العشر الأواخر ) .
                            وتكون في السبع الأواخر أكثر وقد يكشفها الله لبعض الناس في المنام أو اليقظة فيرى أنوارها أو يرى من يقول له هذه ليلة القدر ، وقد يفتح الله على قلبه من المشاهدة ما يتبيــّن به الأمر .
                            الحادي عشــر : وقال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم الجزء الثامن كتاب الصيام باب 40 ص / 314 مانصــّه :
                            واعلم ان ليلة القدر موجودة كما سبق بيانه في أول الباب فإنها تـُـرى ويتحققها من شاء الله تعالى من بني آدم كل سنه في رمضان كما تظاهرت عليه هذه الأحاديث السابقة في الباب ، وإخبار الصالحين بها ورؤيتهم لها أكثر من ان تحصر .
                            أبعـد هذا يكون العـلم بليلة القدر من علم الغـيب ؟ سبحان ربي العظيم .

                            ثانياً :
                            قوله صلى الله عليه وسلم :
                            ( في التــاسعة والســابعة والــخامسة )
                            الحديثُ الأول :

                            روى البخاري رحمه الله في صحيحه باب الأعتكاف في العشر الأواخر ... قال :
                            حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ
                            بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الْأَوْسَطِ مِنْ رَمَضَانَ فَاعْتَكَفَ عَامًا حَتَّى إِذَا كَانَ لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْ صَبِيحَتِهَا مِنْ اعْتِكَافِهِ قَالَ مَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَعْتَكِفْ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ وَقَدْ أُرِيتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ مِنْ صَبِيحَتِهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَالْتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ فَمَطَرَتْ السَّمَاءُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَكَانَ الْمَسْجِدُ عَلَى عَرِيشٍ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فَبَصُرَتْ عَيْنَايَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَبْهَتِهِ أَثَرُ الْمَاءِ وَالطِّينِ مِنْ صُبْحِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ .
                            قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر )
                            ومنه : 1 - التماس ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر
                            2 - معرفة أبي سعيد الخدري رضي الله عنه لهذا الوتر انه ( ليلة إحدى
                            وعشرين ) .
                            3 - معرفة أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان ليلة القدر كانت ليلة إحدى
                            وعشرين .
                            الحديث الثاني :

                            روى البخاري رحمه الله في باب إلتماس ليلة القدر في السبع الاواخر :
                            حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ وَكَانَ لِي صَدِيقًا فَقَالَ اعْتَكَفْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ فَخَرَجَ صَبِيحَةَ عِشْرِينَ فَخَطَبَنَا وَقَالَ إِنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا أَوْ نُسِّيتُهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي الْوَتْرِ وَإِنِّي رَأَيْتُ أَنِّي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ فَمَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيَرْجِعْ فَرَجَعْنَا وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً فَجَاءَتْ سَحَابَةٌ فَمَطَرَتْ حَتَّى سَالَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ وَكَانَ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ فِي جَبْهَتِهِ .
                            قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر )
                            ومنه 1 - تخصيص التماس ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر .
                            2 - تعريف أبي سعيد الخدري رضي الله عنه لصبيحة ليلة القدر انها كانت
                            صبيحة ليلة إحدى وعشرين .
                            3 – ليلة القدر كانت في ليلة وتر وانها كانت ليلة إحدى وعشرين.


                            الحديث الثالث :

                            روى مسلم رحمه الله في صحيحه باب : فضل ليلة القدر والحث على طلبها وبيان محلها وأرجى اوقات طلبها .

                            حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا بَكْرٌ وَهُوَ ابْنُ مُضَرَ عَنْ ابْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَاوِرُ فِي الْعَشْرِ الَّتِي فِي وَسَطِ الشَّهْرِ فَإِذَا كَانَ مِنْ حِينِ تَمْضِي عِشْرُونَ لَيْلَةً وَيَسْتَقْبِلُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ يَرْجِعُ إِلَى مَسْكَنِهِ وَرَجَعَ مَنْ كَانَ يُجَاوِرُ مَعَهُ ثُمَّ إِنَّهُ أَقَامَ فِي شَهْرٍ جَاوَرَ فِيهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ الَّتِي كَانَ يَرْجِعُ فِيهَا فَخَطَبَ النَّاسَ فَأَمَرَهُمْ بِمَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ إِنِّي كُنْتُ أُجَاوِرُ هَذِهِ الْعَشْرَ ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أُجَاوِرَ هَذِهِ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ فَمَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَبِتْ فِي مُعْتَكَفِهِ وَقَدْ رَأَيْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي كُلِّ وِتْرٍ وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ مُطِرْنَا لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فِي مُصَلَّى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَقَدْ انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَوَجْهُهُ مُبْتَلٌّ طِينًا وَمَاءً .

                            قوله صلى الله عليه وسلم ( فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي كُلِّ وِتْرٍ )
                            ومنه : 1- إلتماس ليلة القدر يكون في الوتر من العشر الأواخر .
                            2- يعرّف ابو سعيد الخدري رضي الله عنه ان الصلاة هي صلاة الصبح
                            من صبيحة ليلة القدر وأنها صبيحة ليلة إحدى وعشرين، وأنها وتر .

                            الحديث الرابع :
                            وروى مسلم رحمه الله في صحيحه :
                            حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَاَبُو بَكْرِ بْنُخَلاَّدٍ قَالاَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الاَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ اَبِينَضْرَةَ، عَنْ اَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، - رضى الله عنه - قَالَ اعْتَكَفَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَشْرَ الاَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ يلتمس ليلة القدرقَبْلَاَنْ تُبَانَ لَهُ فَلَمَّا انْقَضَيْنَ اَمَرَ بِالْبِنَاءِ فَقُوِّضَ ثُمَّاُبِينَتْ لَهُ اَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الاَوَاخِرِ فَاَمَرَ بِالْبِنَاءِفَاُعِيدَ ثُمَّ خَرَجَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ ‏"‏ يَا اَيُّهَا النَّاسُ اِنَّهَاكَانَتْ اُبِينَتْ لِي ليلة القدر وَاِنِّيخَرَجْتُ لاُخْبِرَكُمْ بِهَا فَجَاءَ رَجُلاَنِ يَحْتَقَّانِ مَعَهُمَاالشَّيْطَانُ فَنُسِّيتُهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الاَوَاخِرِ مِنْرَمَضَانَ الْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ ‏"‏ ‏.‏قَالَ قُلْتُ يَا اَبَا سَعِيدٍ اِنَّكُمْ اَعْلَمُ بِالْعَدَدِ مِنَّا ‏.‏ قَالَاَجَلْ ‏.‏ نَحْنُ اَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْكُمْ ‏.‏ قَالَ قُلْتُ مَا التَّاسِعَةُوَالسَّابِعَةُ وَالْخَامِسَةُ قَالَ اِذَا مَضَتْ وَاحِدَةٌ وَعِشْرُونَ فَالَّتِيتَلِيهَا ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَهْىَ التَّاسِعَةُ فَاِذَا مَضَتْ ثَلاَثٌوَعِشْرُونَ فَالَّتِي تَلِيهَا السَّابِعَةُ فَاِذَا مَضَى خَمْسٌ وَعِشْرُونَفَالَّتِي تَلِيهَا الْخَامِسَةُ .‏ وَقَالَ ابْنُ خَلاَّدٍ مَكَانَ يَحْتَقَّانِيَخْتَصِمَانِ ‏.‏
                            ومنه :
                            1- تعريف أبي سعيد الخدري رضي الله عنه للتاسعة بأنها ( إذا مضت واحدة وعشرون فالتي تليها ثنتين وعشرين ) وعليه يكون إلتماس ليلة القدر هو في ليلة ثنتين وعشرين ! وهي ليست من الوتر .
                            2- تعريف أبي سعيد الخدري رضي الله عنه للسابعة بأنها ( فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة ) وعليه يكون إلتماس ليلة القدر هو في ليلة أربع وعشرين ! وهي ليست من الوتر .
                            3- تعريف أبي سعيد الخدري رضي الله عنه للخامسة بأنها ( فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة ) وعليه يكون إلتماس ليلة القدر هو في ليلة ست وعشرين ! وهي ليست من الوتر .
                            ما تأوّلـه ابو سعيد الخدري رضي الله عنه بكون ( التاسعة ) هي ليلة ثنتين وعشرين والسابعة هي ليلة أربع وعشرين والخامسة هي الليلة السادسة والعشرين مبني على أن التاسعة هي ( تاسعة تبقى ) وأن السابعة هي ( سابعة تبقى ) وأن الخامسة هي ( خامسة تبقى ) ، فتكون ليلة ثنتين وعشرين هي ( التاسعة ) التي تبقى والرابعة والعشرين هي ( السابعة ) التي تبقى و السادسة والعشرين هي ( خامسة تبقى ) ، ولكن هذا التأويل يردّه قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
                            الأول : ( تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر ) صحيح البخاري
                            الثاني : ( أرى رؤياكم في العشر الأواخر، فاطلبوها في الوتر منها ) صحيح مسلم
                            الثالث : ( فألتمسوها في العشر الأواخر في الوتر ) صحيح البخاري
                            الرابع : ( فاطلبوها في الوتر منه ) صحيح مسلم
                            فهذا يبيّن أن التاسعة هي وتر والسابعة وتر والخامسة وتر ، ولا تكون كذلك الاّ بكون الشهر تسعا وعشرين ليلة وتعريفه رضي الله عنه لـ ( التاسعة ) أنها ليلة (ثنتين وعشرين ) تكون فقط في كون الشهر ثلاثين ليلة وتعريفه للسابعة أنها ( ليلة أربع وعشرين ) تكون كذلك في كون الشهر ثلاثين ليلة وكذلك تعريفه رضي الله عنه لـ ( الخامسة ) أنها ( فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة ) تنطبق بكون الشهر ثلاثين ليلة ، أما بكون الشهر تسع وعشرون ليلة فهي تتطابق وتتفق مع كل الأحاديث الواردة في ليلة القدر وأنها لا تكون في الشفع أبدا ، ولم يرد نصا واحدا أبدا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتماس أوتحرّي أوطلب أوإبتغاء أوتحيّن ليلة القدرفي الشفع من العشر الأواخر من رمضان ، فلو أنها كانت تكون في الشفع من العشر الأواخر من رمضان عندما يكون الشهر ثلاثين ليلة لكان يبيّن هذا لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنّي أعتقد إعتقادا تاما أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( في تاسعة تبقى ) هو لأنه رسول الله فهو صلى الله عليه وسلم يقول هذا في أول الشهر وهوصلى الله عليه وسلم يعلم أن الشهر( لا يتم ) أي تسعا وعشرين ليلة ، أمّا أبو سعيد الخدري رضي الله عنه فهو يعرّف التاسعة بأنها (اِذَا مَضَتْ وَاحِدَةٌ وَعِشْرُونَ فَالَّتِيتَلِيهَا ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ ) من غير أن يبيّن رضي الله عنه كيف علم أن الشهر سيكون ثلاثين ليلة ؟! .
                            sigpic

                            تعليق


                            • #15
                              كتاب معرفة اسم ليلة القدر

                              الحديث الخامس :
                              روى ابن حبّان رحمه الله في صحيحه ،الجزء الخامس ، باب الأعتكاف وليلة القدر ، ص : 267
                              ( 3653 ) أخبرنا احمد بن علي بن المثنى حدثنا وهب بن بقيّة حدثنا خالد بن عبدالله عن الجريري عن ابي نضرة عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
                              إعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الاوسط من رمضان وهو يلتمس ليلة القدر ثم أمر بالبناء فنقض ثم أبينت له في العشر الأواخر أمر بالبناء فأعيد فخرج الينا فقال : ( إنها أبينت لي ليلة القدر واني خرجت لأثبتها لكم فتلاحى رجلان فنسيتها فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة ) ، قلت : يا ابا سعيد إنكم أعلم بالعدد منا فأي ليلة التاسعة والسابعة والخامسة ، قال : إذا كان ليلة واحد وعشرين ثم دع ليلة ثم التي تليها هي السابعة ، ثم دع ليلة والتي تليها هي الخامسة .
                              وفي هذا الحديث الشريف يترجم أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن ( التاسعة ) هي إحدى وعشرون ، وأن ( السابعة ) هي ثلاث وعشرون ، وأن ( الخامسة ) هي خمس وعشرون فالشهر بهذا هو تسع وعشرون .


                              الحديث السادس :
                              روى الإمام أحمد رحمه الله في مسنده :
                              حَدَّثَنَا اِسْمَاعِيلُ، اَنْبَأَنَا اَيُّوبُ، عَنْعِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( الْتَمِسُوا ليلةالقدرفِيالْعَشْرِ الْاَوَاخِرِ فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى اَوْ خَامِسَةٍ تَبْقَى اَوْسَابِعَةٍ تَبْقَى ) ‏.‏
                              والشهر بهذا هو تسع وعشرون وقوله صلى الله عليه وسلم ( التمسوا ليلة القدر في تاسعة تبقى أو خامسة تبقى أو سابعة تبقى ) هو قبل أن تأتي هذه الليالي في ذلك الشهر في تلك السنة وهو صلى الله عليه وسلم يعرف أن الشهرسيكون تسعا ًوعشرين ...

                              الحديث السابع :
                              روى الإمام أحمد رحمه الله في مسنده قال :
                              حَدَّثَنَا اَبُو مُعَاوِيَةَ، وَيَعْلَى، قَالا حَدَّثَنَاالاعْمَشُ، عَنْ اَبِي صَالِحٍ، عَنْ اَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ( كَمْ مَضَى مِنْ الشَّهْرِ قَالَقُلْنَا مَضَتْ ثِنْتَانِ وَعِشْرُونَ وَبَقِيَ ثَمَانٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا بَلْ مَضَتْ مِنْهُ ثِنْتَانِ وَعِشْرُونَوَبَقِيَ سَبْعٌ اطْلُبُوهَا الليلة قَالَيَعْلَى فِي حَدِيثِهِ الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُون) َ‏.‏
                              هذا تحديد الرسول صلى الله عليه وسلم لـ ( السابعة ) بأنها ليلة ثلاث وعشرين . والشهر تسع وعشرون . ومنه فالتاسعة إحدى وعشرون والخامسة خمس وعشرون .
                              الحديث الثامن :
                              روى الإمام أحمد رحمه الله في مسنده قال :
                              قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ حَدَّثَنِي اَبِي، عَنِابْنِ اِسْحَاقَ، قَالَ حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍالْجُهَنِيُّ، عَنْ اَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ،قَالَ كَانَ رَجُلٌ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَدْ سَاَلَهُ فَاَعْطَاهُقَالَ جَلَسَ مَعَنَا عَبْدُ اللَّهُ بْنُ اُنَيْسٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسِهِ فِي مَجْلِسِ جُهَيْنَةَ قَالَ فِيرَمَضَانَ قَالَ فَقُلْنَا لَهُ يَا اَبَا يَحْيَى سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الليلةالْمُبَارَكَةِ مِنْ شَيْءٍ فَقَالَ نَعَمْ جَلَسْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اخِرِ هَذَا الشَّهْرِ فَقُلْنَا لَهُ يَا رَسُولَاللَّهِ مَتَى نَلْتَمِسُ هَذِهِ اليلة الْمُبَارَكَةَ قَالَ : ( الْتَمِسُوهَا هَذِهِ الليلة ) وَقَالَوَذَلِكَ مَسَاءَليلة ثَلَاثٍوَعِشْرِينَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ وَهِيَ إذا ً يَا رَسُولَ اللَّهِاَوَّلُ ثَمَانٍ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَاِنَّهَا لَيْسَتْ بِاَوَّلِ ثَمَانٍ وَلَكِنَّهَا اَوَّلُ السَّبْعِ اِنَّالشَّهْرَ لا يَتِمُّ‏.‏
                              ومنه ان السابعة هي قطعا ثلاث وعشرون ، فقوله صلى الله عليه وسلم ( في التاسعة والسابعة والخامسة ) هي فقط في كون الشهر تسع وعشرون ليلة .فالوتر إذاً في كون الشهر ثلاثين ليلة هو الوتر المعروف إحدى وعشرون وثلاث وعشرون وخمس وعشرون وسبع وعشرون وتسع وعشرون اما في تحديد الليلة بالتاسعة والسابعة والخامسة فيلزم قطعا أن الشهر تسع وعشرين فتكون التاسعة هي إحدى وعشرين .

                              الحديث التاسع :
                              وفي مسنده رحمه الله قال :
                              حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ، عَنْ أَبِيهِ،عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ يَقُولُ : ( الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ لِتِسْعٍ يَبْقَيْنَاَوْ لِسَبْعٍ يَبْقَيْنَ اَوْ لِخَمْسٍ اَوْ لِثَلاثٍ اَوْ اخِرِليلة ) .
                              وهذا يبيّــن أن الشهر تسع وعشرون فتكون ليلة القدر وتراً و يكون :
                              ( تسع يبقين ) ليلة إحدى وعشرين
                              ( سبع يبقين ) ليلة ثلاث وعشرين
                              ( خمس يبقين ) ليلة خمس وعشرين
                              ( ثلاث ) ليلة سبع وعشرين
                              ( آخر ليلة ) ليلة تسع وعشرين .

                              الحديث العاشر :
                              وفي مسنده رحمه الله قال :
                              حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، اَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْدَاوُدَ بْنِ اَبِي هِنْدٍ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ،عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ اَبِي ذَرٍّ، قَالَ صُمْنَا مَعَرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَضَانَ فَلَمْ يَقُمْ بِنَاشَيْئًا مِنْ الشَّهْرِ حَتَّى بَقِيَ سَبْعٌ فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ نَحْوٌمِنْ ثُلُثِ اللَّيْلِ ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا الليلةالرَّابِعَةَ وَقَامَ بِنَا الليلة الَّتِيتَلِيهَا حَتَّى ذَهَبَ نَحْوٌ مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ قَالَ فَقُلْنَا يَا رَسُولَاللَّهِ لَوْ نَفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ قَالَ اِنَّ الرَّجُلَاِذَا قَامَ مَعَ الْاِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ بَقِيَّةُ لَيْلَتِهِثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا السَّادِسَةَ وَقَامَ بِنَا السَّابِعَةَ وَقَالَ وَبَعَثَاِلَى اَهْلِهِ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَقَامَ بِنَا حَتَّى خَشِينَا اَنْيَفُوتَنَا الْفَلَاحُ قَالَ قُلْتُ وَمَا الْفَلَاحُ قَالَ السُّحُورُ‏.
                              فالرسول صلىالله عليه وسلم قام بهم حين بقي سبع وهي ليلة ثلاث وعشرين وهي وتر ولم يقم صلى الله عليه وسلم بهم في ( الليلة الرابعة ) وهي الرابعة والعشرون .
                              ثم قام بهم في التي تليها وهي الخامسة والعشرون وهي من الوتر .
                              ثم لم يقم بهم في الليلة السادسة والعشرين .
                              ثم قام بهم في الليلة السابعة وهي السابعة والعشرون وهي من الوتر .

                              الحديث الحادي عشر :
                              وروى رحمه الله في مسنده :
                              حَدَّثَنَا اَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُعَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ، يَرُدُّهُ اِلَى اَبِي ذَرٍّاَنَّهُ قَالَ لَمَّا كَانَ الْعَشْرُ الْاَوَاخِرُ اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ اثْنَيْنِوَعِشْرِينَ قَالَ اِنَّا قَائِمُونَ الليلة اِنْ شَاءَاللَّهُ فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ اَنْ يَقُومَ فَلْيَقُمْ وَهِيَليلة ثَلَاثٍوَعِشْرِينَ فَصَلَّاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَاعَةًبَعْدَ الْعَتَمَةِ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمَّا كَانَ ليلة اَرْبَعٍوَعِشْرِينَ لَمْ يُصَلِّ شَيْئًا وَلَمْ يَقُمْ فَلَمَّا كَانَليلة خَمْسٍوَعِشْرِينَ قَامَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ يَوْمَ اَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ فَقَالَاِنَّا قَائِمُونَ الليلة اِنْ شَاءَاللَّهُ يَعْنِيليلة خَمْسٍوَعِشْرِينَ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَقُمْ فَصَلَّى بِالنَّاسِ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُاللَّيْلِ ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمَّا كَانَليلة سِتٍّوَعِشْرِينَ لَمْ يَقُلْ شَيْئًا وَلَمْ يَقُمْ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ صَلَاةِالْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ قَامَ فَقَالَ اِنَّا قَائِمُونَ اِنْشَاءَ اللَّهُ يَعْنِي ليلة سَبْعٍوَعِشْرِينَ فَمَنْ شَاءَ اَنْ يَقُومَ فَلْيَقُمْ قَالَ اَبُو ذَرٍّفَتَجَلَّدْنَا لِلْقِيَامِ فَصَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ ثُمَّ انْصَرَفَ اِلَى قُبَّتِهِ فِيالْمَسْجِدِ فَقُلْتُ لَهُ اِنْ كُنَّا لَقَدْ طَمِعْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ اَنْتَقُومَ بِنَا حَتَّى تُصْبِحَ فَقَالَ يَا اَبَا ذَرٍّ اِنَّكَ اِذَا صَلَّيْتَمَعَ اِمَامِكَ وَانْصَرَفْتَ اِذَا انْصَرَفَ كُتِبَ لَكَ قُنُوتُ لَيْلَتِكَ.
                              من هذا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بهم وكما يوضحه نص كلام الصحابي رضي الله عنه :
                              في ليلة ثلاث وعشرين ، وخمس وعشرين ، وسبع وعشرين .
                              ولم يقم بهم ليلة ثنتين وعشرين ولا ليلة أربع وعشرين ولا ليلة ست وعشرين ، فلاخلاف هنا قطعا أكان الشهر تسعا وعشرين ليلة ام كان ثلاثين ليلة .
                              sigpic

                              تعليق


                              • #16
                                كتاب معرفة اسم ليلة القدر

                                الحديث الثاني عشر :

                                وروى رحمه الله في مسنده :
                                حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَأَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن ْليلة القدر، فَقَال ) هِيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْاَوَاخِرِ فَاِنَّهَاوَتْرٌليلة اِحْدَىوَعِشْرِينَ اَوْ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ اَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ اَوْ سَبْعٍوَعِشْرِينَ اَوْ اخِرِليلة مِنْرَمَضَانَ مَنْ قَامَهَا احْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ‏ ) .‏
                                وهذا يبيّــن ان الشهر تسع وعشرون فتكون ليلة القدر وتراً و يكون :
                                ( تسع يبقين ) ليلة إحدى وعشرين
                                ( سبع يبقين ) ليلة ثلاث وعشرين
                                ( خمس يبقين ) ليلة خمس وعشرين
                                ( ثلاث ) ليلة سبع وعشرين
                                ( آخر ليلة ) ليلة تسع وعشرين .

                                الحديث الثالث عشر :
                                وروى الترمذي رحمه الله عن أبي بكرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إلتمسوها – يعني ليلة القدر – في تسع تبقين أو في سبع تبقين أو في خمس تبقين أو في ثلاث تبقين أو آخر ليلة . رواه الإمام أحمد في المسند والترمذي في سننه والحاكم في المستدرك والبيهقي في شعب الإيمان وفي صحيح ابن خزيمة بلفظ ( بقين ) . أنظر صحيح الجامع الصغير وزيادته للشيخ الألباني رحمه الله مج الأول ص 268 برقم 1243
                                والشهر يكون بهذا تسعا وعشرين ليلة ، وليلة القدر هي في الوتر في إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين .
                                فقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم رحمه الله في صحيحه : (يَا اَيُّهَا النَّاسُ اِنَّهَا كَانَتْ اُبِينَتْ لِيليلة القدر وَاِنِّيخَرَجْتُ لاُخْبِرَكُمْ بِهَا فَجَاءَ رَجُلاَنِ يَحْتَقَّانِ مَعَهُمَاالشَّيْطَانُ فَنُسِّيتُهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الاَوَاخِرِ مِنْرَمَضَانَ الْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ ‏"‏ ‏ تكون فيه التاسعة والسابعة والخامسة لا تخرج عن إحدى الليالي الوتر المحدّده في الحديث الشريف .
                                وقال ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه المجلد 3 ص 326 ما نصّه :
                                خبر أبي سعيد ، رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة إحدى وعشرين وأن جبينه وأرنبة أنفه لفي الماء والطين من هذا الجنس ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان أعلمهم انه رأى انه يسجد صبيحة ليلة القدر في ماء وطين ، فكانت ليلة إحدى وعشرين الوتر مما مضى من الشهر ، فيشبه أن يكون رمضان في تلك السنة كان تسعا وعشرين ، فكانت تلك الليلة التاسعة مما بقي من الشهر ، الحادية والعشرين مما مضى منه .
                                ومن قوله رحمه الله ، فالتاسعة مما بقي من الشهرهي ليلة إحدى وعشرين والشهركان تسعا وعشرين .
                                وقال رحمه الله في ص 324 باب : ذكر الدليل على أن الأمر بطلب ليلة القدر في الوتر مما يبقى من العشر الأواخر لا في الوتر مما يمضي منها .
                                وأورد حديث أبي بكرة رضي الله عنه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (التمسوها في العشر الأواخر في تسع بقين أو في سبع بقين أو في خمس بقين أو في ثلاث بقين أو في آخر ليلة ) .

                                الحديث الرابع عشر :

                                وقال ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه المجلد الثالث ص 336 ح 2204 :
                                حدثنا عبدة بن عبدالله الخزاعي ، أخبرنا زيد بن الحباب ، عن معاوية ، قال : حدثني نعيم بن زياد ابو طلحة الأنماري ، قال سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنه على منبر حمص يقول :
                                قمنا مع رسول الله صلىالله عليه وسلم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين الى ثلث الليل ، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين الى نصف الليل ، ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن يفوتنا الفلاح ، وكنا نسمّيه السحور ، وأنتم تقولون ليلة سابعة ثلاث وعشرين ، ونحن نقول سابعة سبع وعشرين ، فنحن أصوب أم أنتم ؟ .
                                فعرّف السابعة رضي الله عنه بأنها هي سبع وعشرون وهي وتر.


                                ثالثـاً:
                                ليلة القدر هي ليلة واحدة على أهل الأرض

                                قوله عزّ وجلّ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ... ) الآيه (185) سورة البقرة
                                قوله عزّ وجلّ : ( إنّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ) (3) الدخان
                                قوله عزّ وجلّ : ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (4) الدخان
                                قوله عزّ وجلّ : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (1) القدر
                                قوله عزّ وجلّ : ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) (2) القدر
                                قوله عزّ وجلّ : ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) (3) القدر
                                قوله عزّ وجلّ : ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ) (4) القدر
                                قوله عزّ وجلّ : ( سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) (5) القدر

                                من الآيات الكريمة نعلم ان إبتداء تنزيل القرآن العظيم كان في شهر رمضان المبارك ، وان إبتداء التنزيل كان في ليلة من ليالي شهر رمضان ومن الآيات الكريمة نعـلم أنها ليلة واحدة ( لا أكثر ) ، وان الله عز وجل سمّى هذه الليلة بـ ( ليلة القدر ) ، وان هذه الليلة هي إحدى الليالي التي نعـرف وهي لا تعـدو ان تكون إحدى ليالي الأسبــوع .
                                فليلة القدر هي ( ليلة واحدة ) و كما كانت أول ما كانت ستكون كذلك الى يوم القيامة ، فنزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء بمكة في ( ليلة القدر ) هو ضبط توقيت النزول أنه في ليلة ، وهذه الليلة ليست ليلة على غار حراء فقط ولا على مكة المكرمة فقط ولا على جزيرة العرب فقط ، بل هي ليلة على كل الأرض ، وتكون كذلك في حالة واحدة فقط وهي أن كونها ( ليلة ) على مكة المكرمة هي كذلك وفي التوقيت ذاته ليلة على مشرق الأرض بأكمله متراً مترا ، من أقصاه الى غار حراء ، ولأن الليل يبدأ بغروب الشمس وينتهي بطلوع الفجر كما هو معـروف من التعـريف الشرعي واللغـوي ، فإن توقيت إبتداء نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء هو فيما بعـد الساعة السادسة والنصف مساء بـتوقيت مكة المكرمة فيكون التوقيت في طوكيو في تلك اللحظة هو الثانية عشر والنصف ليلاً ، فبكون طلوع الفجر على طوكيو هو في الساعة الرابعة والنصف فجراً يكون التوقيت عند تلك اللحظة في مكة المكرمة هو تمام الساعة العاشرة والنصف ليلاً ، وبهذا ينحصرُ التوقيت التقريبي لنزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين الساعة السادسة والنصف والساعة العاشرة والنصف ليـلاًً بتوقيت مكة المكرمة ، وهذا التوقيت هو فيما بين الساعة الثانية عشر والنصف ليلاً الى الساعة الرابعة والنصف فجراً بتوقيت طوكيو مثلا ً لمشرق ِالأرض . فلو كان نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء بعـد طلوع الفجر على مشرق الأرض لم تكن ثمـّة ( ليلة ) كاملة على الأرض هناك ، ولم يكن ثمّـة ليلة قدرٍ في المشرق يتوافق توقيتها مع ليلة القدر على جزيرة العرب ، بل سيختلف توقيتها او إسمها وهذا لا يكون ، فليلة القدر هي ليلة واحدة على كل نفس مسلمة في أي بقعة من بقاع الأرض أكان في قارب في المحيط الهادي ام كان في طوكيو ام كان في بكين ام كان في كابل ام كان مكة المكرمة ام كان في الرباط ام كان في نيويورك ام كان في سان فرانسيسكو ، ستمرّ عليه ليلة القدر كليلة واحدة وهذا يبرهن ويدلل ويثبت أن ليلة دخول شهر رمضان على كوكب الأرض هو كذلك في ليلة واحدة ، كما هي ليلة القدر تغشى كوكب الأرض كـليلة واحدة من أقصى مشرقه الى أقصى مغـربه ومن أقصى قطبه الشمالي الى أقصى قطبه الجنوبي ،
                                مع تثبيت التوقيت في القطبين فليلة القدر فيهما تكون توقيتا ًمحدداً من ساعات الليل في الجنوب وبقدرها وفي نفس الوقت تكون ليلة القدر ساعات محددة من النهار في القطب الشمالي حيث ان الليل في الجنوب يطول لأشهر والنهار في الشمال يطول لأشهر ، ( حسب الصيف والشتاء ) ...
                                وهذا يتوافق وينضبط بقوله صلى الله عليه وسلم عن التوقيت للصلاة في أيام الدجّـال من الحديث الذي رواه مسلم في الصحيح عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه : قلنا يارسول الله وما لبثه في الأرض ؟ قال : ( أربعون يوما ، يوم كسنة، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم ) قلنا يارسول الله : فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : ( لا ، أقدروا له قدره ) . مشكاة المصابيح بتحقيق الشيخ الألباني ج3 ص / 1507

                                رابعـاً :
                                شهر رمضان يهلّ بليلة واحدة على كوكب الأرض

                                قوله عزّ وجل ّ: ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ... ) الآيه (185) سورة البقرة
                                قوله عزّ وجلّ : ( إنّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ) (3) الدخان
                                قوله عزّ وجلّ : ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (4) الدخان
                                قوله عزّ وجلّ : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (1) القدر
                                قوله عزّ وجلّ : ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) (2) القدر
                                قوله عزّ وجلّ : ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) (3) القدر
                                قوله عزّ وجلّ : ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ) (4) القدر
                                قوله عزّ وجلّ : ( سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) (5) القدر

                                من الآيات الكريمة نعلم أن ليلة القدر هي ليلة واحدة في شهر رمضان المبارك ولن يكون في شهر رمضان ليلتيّ قدر ولا ليالي قدر .
                                ومن هذا فـإن المسلمين في أي بقعة على هذه الأرض لتكون عندهم ليلة قدر واحدة فإنه يلزم ان يهلّ عليهم شهر رمضان المبارك في ليلة واحدة ...
                                ومما هو معـلوم في إختلاف الدول الإسلامية في تحديد الليلة التي يدخل فيها شهر رمضان المبارك و عـلى هذا الإختلاف يترتب أمر في غاية الخطورة وهو أن بعض الدول الإسلامية يصوم يوماً ليس من رمضان على أنه من رمضان ودولاً أ ُخــرى تفطر في يوم من رمضان على أنه ليس من رمضان ويكون الوضع كالتالي :
                                الدولة ( س ) صامت يوم الأحد كأول يوم من رمضان
                                الدولة ( ص ) صامت يوم الإثنين كأول يوم من رمضان
                                ومن هذا تكون ليلة القدر عند المسلمين في الدولة ( س ) هي ليلة الثلاثاء ليلة الرابع والعشرين من العشر الأواخر ...
                                وتكون ليلة القدر عند الدولة ( ص ) هي ليلة الثلاثاء ليلة الخامس والعشرين من العشر الأواخر من نفس الشهر في نفس السنة !! فإن ( قيل ) إنها ليلة الخامس والعشرين عند الدولة ( ص ) فستكون ليلة الأربعـاء !!
                                وهذا ما يتضــاد حتماً مع التوجيه النبوي الكريم بتحرّي وإلتماس وتحــيّن وطلب ليلة القدر في ليلة واحدة من العشر الأواخر من رمضان ...
                                وهذا يوجب أن المسلمين في الدولتين إما انهم أفطروا يوما من رمضان ويحسبون أنه ليس من رمضان أو أنهم صاموا يوماً ليس من رمضان ويحسبون أنه من رمضان ...
                                فالحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسول الله النبي العربي محمد بن عبدالله الذي هدانا الله بهديه الى معـرفة وتحديد ليلة القدر المباركة وبها نستطيع تحديد دخول شهر رمضان على أهل الأرض تحديداً قطعيّ الصحّــة ...
                                فليلة القدر هي ليلة واحدة ذات إسم واحد ثابت لا يتغـير ولن يتغـير إسمها الى يوم القيامة ، وتكون في أحدى ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان ، وهي تنتقل من وتر في سنة الى وتر آخر في سنة أخرى الى وتر غيره في السنة الأخرى ، وهي تـنتقـل بترتيب دقـيق ومنضبــط فتبارك الله بديــع السماوات والأرض ذو العرش العظيم .

                                sigpic

                                تعليق


                                • #17
                                  كتاب معرفة اسم ليلة القدر

                                  خامسا :
                                  تحديد ومعرفة إسم ليلةالقدر

                                  قوله عزّ وجلّ : ( إنّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ) (3) الدخان
                                  قوله عزّ وجلّ : ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (4) الدخان
                                  قوله عزّ وجلّ : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (1) القدر
                                  قوله عزّ وجلّ : ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) (2) القدر
                                  قوله عزّ وجلّ : ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) (3) القدر
                                  قوله عزّ وجلّ : ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ) (4) القدر
                                  قوله عزّ وجلّ : ( سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) (5) القدر

                                  من الآيات الكريمات نعلم أن ليلةالقدر هي ( ليلة واحدة ) وأن إسم هذه الليلة لا يعدو ان يكون إحدى الليالي السبع التي نعرف أي إنها إما ليلة السبت أو ليلة الاحد أو ليلة الاثنين أو ليلة الثلاثاء أو ليلة الاربعاء أو ليلة الخميس أو ليلة الجمعة ...
                                  ومن الحديث الشريف تزداد معـرفتنا لهذه الليلة المباركة للبحث عنها وتحديدهاومعرفة إسمها .

                                  قوله صلى الله عليه وسلم : ( إلتمسوهافي العشر الأواخر ) صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما.
                                  قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوهافي العشر الغوابر ) صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .
                                  قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوها في العشر الغوابر ) صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه .
                                  قوله صلى الله عليه وسلم : ( إلتمسوهافي العشر الأواخر) صحيح ابن خزيمة عن أبي بكرة رضي الله عنه .
                                  قوله صلى الله عليه وسلم : ( تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها .

                                  فليلة القدر هي : ( ليلة واحدة ) ذات إسم واحد وهي في العشرالأواخر من شهر رمضان ...

                                  ثم تزداد معرفتنا من الاحاديث الشريفة التي تُخصّص أياما ً محددة من العشر الأواخر من رمضان ومنها :

                                  قوله صلى الله عليه وسلم : ( فالتمسوهافي العشر الأواخرفي الوتر ) صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
                                  قوله صلى الله عليه وسلم : ( تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها .

                                  قوله صلى الله عليه وسلم : ( التمسوا ليلة القدر في الوترمن العشرالاواخر ) صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها .
                                  قوله صلى الله عليه وسلم : ( فاطلبوهافي الوتر منه ) صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .
                                  قوله صلى الله عليه وسلم : (إلتمسوهاهذه الليلة ثلاث وعشرين ) صحيح ابن خزيمه عن عبدالله بن أُنيس رضي الله عنه .

                                  فـ ( ليلة القدر )
                                  هي اذاً ليلة واحدة ، وهي في العشر الأواخر ، وهي في ليالي الوتر ،
                                  أي أنها إما ليلة 21 أو ليلة 23 أو ليلة 25 أو ليلة 27 أو ليلة 29
                                  وهذه الليلة المباركه نجد أن بعـض الصحابة رضي الله عـنهم جميعا
                                  قد عرفها ومنهم :
                                  أبوسعيد الخدري رضي الله عنه وكان يقول : ( ليلة 21 ) صحيح مسلم
                                  عبدالله ابن أنيس رضي الله عنه وكان يقول : ( ليلة 23 ) صحيح مسلم
                                  عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما وكان يقول : ( ليلة 23) مسند الامام احمد
                                  ما يوضّـحه حديث أبي ذرّ رضي الله عنه انها في ( ليلة 27 ) صحيح ابن خزيمة
                                  أبيّ ابن كعب رضي الله عنه وكان يقول : ( ليلة 27 ) صحيح مسلم .
                                  فهي ليلة واحدة ، ذات اسم واحد ، تكون في الوتر من العشر الأواخر ... وهي تـتنـقـّل في ليالي الوتر .
                                  والسؤال هو : كيف نعرف ليلة القدر ؟
                                  يعرّفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ليلة القدر :

                                  ( ليلة القدر ليلة سمحة، طلقة، لا حارة و لا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء ) . رواه ابو داود والبيهقي و قال عنه الشيخ الألباني صحيح ،في صحيح الجامع ، 5475
                                  ( ليلة القدر ليلة سابعة، أو تاسعة و عشرين، إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى ) رواه أحمد عن أبي هريرة ، ورواه ابوداود وابن خزيمة ، وقال عنه الشيخ الألباني حسـن ، صحيح الجامع ، 5473
                                  ليلة القدر ليلة بلجة، لا حارة و لا باردة، ولا يرمى فيها بنجم، و من علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها . حسّنـه الألباني في صحيح الجامع ، 5472

                                  و في صحيح مسلم :

                                  وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، كِلاَهُمَا عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ ابْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ،عَنْ عَبْدَةَ، وَعَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، سَمِعَا زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ، يَقُولُ سَأَلْتُ أُبَىَّ بْنَ كَعْبٍ رضى الله عنه فَقُلْتُ إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ يُصِبْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ‏.‏فَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ أَرَادَ أَنْ لاَ يَتَّكِلَ النَّاسُ أَمَا إِنَّهُ قَدْ عَلِمَ أَنَّهَا فِي رَمَضَانَ وَأَنَّهَا فِي ْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وَأَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ‏.‏ثُمَّ حَلَفَ لاَ يَسْتَثْنِي أَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ فَقُلْتُ بِأَىِّ شَىْءٍ تَقُولُ ذَلِكَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ قَالَبِالْعَلاَمَةِ أَوْ بِالآيَةِ الَّتِي أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
                                  (أَنَّهَا تَطْلُعُ يَوْمَئِذٍ لاَ شُعَاعَ لَهاَ ) .
                                  قال ابن خزيمة في صحيحه ، باب ذكر الخبر المفسّر للـَّفظة المجملة التي ذكرتها ، والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بطلب ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في الوتر منها لا في الشفع . ج 3 ص /323
                                  قال ابن خزيمة في صحيحه باب ذكر الأمر بطلب ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين إذ جائز ان تكون ليلة القدر في بعض السنين ليلة إحدى وعشرين وفي بعض ليلة ثلاث وعشرين . ج 3 ص / 328
                                  وقال رحمه الله ، في صحيحه : باب ذكر كون ليلة القدر في بعض السنين ليلة سبع وعشرين ، إذ ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر في الوتر . ج 3 ص / 329

                                  قال النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم : قال القاضي عياض وشذ ّ قومٌ فقالوا رفعت لقوله صلىالله عليه وسلم حين تلاحا الرجلان ( فرفعت ) وهذا غلط من هؤلاء ... لأن آخر الحديث يرد عليهم فإنه صلى الله عليه وسلم قال ( فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في السبع والتسع ) هكذا في أول صحيح البخاري ثم قال النووي :وفيه ( أي الحديث السابق ) بأن المراد برفعها رفع بيان علم عينها ، ولو كان رفع وجودها لم يأمر صلى الله عليه وسلم بإلتماسها .انتهى قوله . ج 8 ص / 308 و 309
                                  وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم وأجمع من يعتدّ به على وجودها ودوامها الى آخر الدهر للأحاديث الصحيحة المشهورة قال القاضي : وأختلفوا في محلّها فقال جماعة هي متنقلة تكون في سنة في ليلة وتكون في أخرى في ليلة أخرى وهكذا ، وبهذا يجمع بين الأحاديث ويقال كل حديث جاء بأحد أوقاتها ولا تعارض فيها قال ونحو هذا قول مالك والثوري وأحمد وإسحاق وأبي ثور وغيرهم قالوا وإنما تنتقل في العشر الأواخر من رمضان .
                                  انتهى قوله ونقـله رحمه الله ، ج 8 ص / 306

                                  وفي تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي للمباركفوري ما نصّه :
                                  قوله ( وقد روي عن أبيّ بن كعب ) رواه الترمذي في هذا الباب ، وروي عن أبي قلابة أنه قال : ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر ، ونص عليه مالك والثوري وأحمد واسحاق ...

                                  وبفضل ٍ وتوفيق ٍ من الله عزّ وجل أعانني الله عزّ وجل وله الحمد حتى يرضى على تحرّي وطلب والتماس وتحيّـــن ليلة القدر لمعرفتها تحديداً من ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان بالعلامة أو الآية التي حددها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الواردة في حديث أُبيّ بن كعب رضي الله فهذه هي العلامة الحقيقية والصحيحة لزوما ً قطعيا لا شك فيه أبدا وهي الدّالة على معرفة وتحديد ليلة القدر بمعرفة صبيحة ليلة القدر ،

                                  فبمعرفة صبيحة ليلة القدر نعرف إسم ليلة القدر ويسهل تحديد تاريخها من بين ليالي الوتر .
                                  فخلال سنوات عديدة ومنذ سنة 1419 للهجرة النبوية الشريفة وفي مواقع مختلفة في حائل وفي مكة المكرمة وفي المدينة المنورة قمت ولله الحمد بمراقبة طلوع الشمس في العشر الأواخر من رمضان فوجدت ورأيت وتبيّـن لي أن صبيحة واحدة تطلع الشمس فيها لا شعاع لها وهي صبيحة ليلة الثلاثاء في الوتر من العشر الأواخر من رمضان في كل سنة ولم تنتقل هذه الصبيحة من صبيحة ليلة الثلاثاء أبدا ، والذي ينتقل ليس إسم هذه الليلة بل تاريخها وبقي طلوعها لا شعاع لها صبيحة الثلاثاء ثابت لم يتغـيّر في سنة 1419 وسنة 1420 وسنة 1421 وسنة 1422 وسنة 1423 وسنة 1424 وسنة 1425 فهي تطلع لا شعاع لها في صبيحة ليلة الثلاثاء فقط وتنتقل من وتر الى وتر الى وتر الى وتر الى وتر في أوتار العشر الأواخر 21 و 23 و 25 و 27 و 29 وحيث أنها في انتقالها قد أكملت خمس تنقلات في الخمس ليالي الوتر فقد إتضحـت معالم تنقلاتها وأصبح من السهل معرفتها قبل أن تأتي لتثبت صحّـة هذه المعرفة بعد رؤيتها في صبيحة ليلة الثلاثاء والمحدّدة سلفا في يوم محدّد من أيام الوتر ، فإنتظمت حركتها بهذا وإنتظم انتقالها ، فتبيـّن بالمتابعة والرصد بالعين المجرّدة أن الحركة الإنتقالية لليلة القدر في أوتار العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك هي : 27 ثم 23 ثم 25 ثم 21 ثم 23 ثم 25 ثم 29 ثم 25 ثم تعود بدورة منتظمة ثابتة ، والتقاويم الهجرية تساعد كثيرا على متابعة انتقالات ليلة القدر بعد معرفة إسمها فتراها واضحة أمام عينيك في ليالي الوتر من العشر الأواخر ونستطيع أن نعلم بهذا صحّــة دخول شهر رمضان ...

                                  ســادســاً :
                                  رؤيــة الشمس صبيحة ليلة القدر :

                                  على الرائي للشمس ان يركّــز لـعـدّة ثواني في قرص الشمس ذاته ليرى الحقيقة المدهشة ان الشمس لا شعاع لها وأنه يستطيع أن ينظر اليها بلا أي تأثير على عينيه وكأنما صار بين عينيه وبين أشعـة الشمس حجاب غير مرئي يحجب أشعـتها لينظر اليها بسهولة وليرى قرص الشمس مستديراً كأنما هو القمر ، ولو نظر اليها في نفس التوقيـت في صبيحة اليوم التالي او في غيره من أيام العشـرالأخيرة من رمضان او في أي يوم من أيام السنة لوجد إختلافاً عظيماً ...
                                  sigpic

                                  تعليق


                                  • #18
                                    كتاب معرفة اسم ليلة القدر

                                    سـابـعـاً:
                                    الجدول المرفق يبيّـن انتقال ليلة القدر في سنوات ماضية ويثبت حركتها الإنتقالية في سنوات آتية :


                                    السنة
                                    دخول شهر رمضان

                                    ليلة القــدر
                                    تحديد توقيت ليلة القــدر
                                    1419
                                    ليلة الســبت
                                    ليلة الثــلاثـاء
                                    25 رمضان
                                    1420
                                    ليلة الخميس
                                    ليلة الثــلاثـاء
                                    27 رمضان
                                    1421
                                    ليلة الاثنين
                                    ليلة الثــلاثـاء
                                    23 رمضان
                                    1422
                                    ليلة السبت
                                    ليلة الثــلاثـاء
                                    25 رمضان
                                    1423
                                    ليلة الاربعاء
                                    ليلة الثــلاثـاء
                                    21 رمضان
                                    1424
                                    ليلة الاثنين
                                    ليلة الثــلاثـاء
                                    23 رمضان
                                    1425
                                    ليلة السبت
                                    ليلة الثــلاثـاء
                                    25 رمضان
                                    1426
                                    ليلة الثلاثاء
                                    ليلة الثــلاثـاء
                                    29 رمضان
                                    1427
                                    ليلة السبت
                                    ليلة الثــلاثـاء
                                    25 رمضان
                                    1428
                                    ليلة الخميس
                                    ليلة الثــلاثـاء
                                    27رمضان

                                    1429

                                    ليلة الاثنين
                                    ليلة الثــلاثـاء
                                    23 رمضان















                                    ومنه ولله الحمد تتّـضح نتائج جديدة على الفكر الإسلامي ومنها :

                                    الأولـى
                                    لا تطلع الشمس ( لا شعاع لها ) و ( بيضاء ) الاّ في صبيحة ليلة الثلاثاء فقط في الوتر من العشر الأواخر من رمضان .

                                    الثانيـــة
                                    ليلة القدرهي ليلة الثلاثاء ولن يتغير إسمها الى يوم القيامة

                                    الثالثـــة
                                    شهر رمضان المبارك لن يهلّ على كوكب الأرض في ليلة الجمعة ولا في ليلة الأحد الى يوم القيامة .

                                    الرابـــعة
                                    ضبط دخول شهر رمضان المبارك على كوكب الأرض في القرون القادمة ضبطا تاماً .
                                    الخامســـة
                                    ضبط دخول شهر رمضان المبارك منذ نزول الوحي أول مرّة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي الليلة الأولى التي بشّر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبوّة في آخر رسالات الله عزّ وجل الى أهل الأرض ،
                                    السادســة
                                    ضبط دخول شهـر ذي الحجة ضبطاً تاما .
                                    الســابعـة
                                    ضبط دخول السنة الهجرية ضبطاً تاماً ...

                                    والنتيجـة الثامنـة
                                    البحث في تحديد ومعرفة هذا ( الشيء ) ، الذي يحول بين أهل الأرض والشمس حيث انه يحجب ( بطريقة ما ) جزءاً من أشعـة الشمس ، فتكون في ذلك اليوم ( فقط ) مختلفة كلياً عن طلوعها في أيام السنة الباقية ... وتبقى منتظمة القوّة في إشعاعها حتى نفس اليوم تحديداً من السنة الآتية لتطلع فيه ( لا شعاع لها ) ... وهكذا ، فحدوث هذه الظاهرة يستدل منه على حدوث تغيّـر في قوّة طاقة إشعاع الشمس فهي لا تصل ( كاملة ) الى الأرض صبيحة ذلك اليوم ، صبيحة تلك الليلة المباركة ...
                                    ثامنـاً :
                                    ليلتــان لن يُـهلّ رمضان بأي منهــما الى قيام الســاعة
                                    قوله صلى الله عليه وسلم : ( تحرّوا ليلة القدر في الوتر منالعشر الاواخر) صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها .
                                    قوله صلى الله عليه وسلم : ( فاطلبوهافي الوتر منه ) صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .
                                    قوله صلى الله عليه وسلم فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأوَاخِرِ وَالْتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ) صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
                                    قوله صلى الله عليه وسلم : ( فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي كُلِّ وِتْرٍ)
                                    صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
                                    قوله صلى الله عليه وسلم : (أَرَى رُؤْيَاكُمْ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فَاطْلُبُوهَا فِي الْوِتْرِ مِنْهَا ) صحيح مسلم عن سالم بن عبدالله بن عمر رضي الله عنهم .
                                    من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نعلم أن ليلة القدر لن تكون إلاّ في ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان ،
                                    فبإدخال شهر رمضان المبارك في ليلة الجمعة تكون ليلة القدر هي ليلة الثلاثاء ولكن تاريخها يكون هو السادس والعشرين من العشرالأواخر وهذا ما يتعارض مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم أن ليلة القدر هي في ( الوتر من العشر الأواخر ) ، فبهذا لن يدخل شهر رمضان على أهل الأرض إلى يوم القيامة بليلة الجمعة ،
                                    وفي إدخال شهر رمضان المبارك في ليلة الأحد تكون ليلة القدر هي ليلة الثلاثاء ويكون تاريخها هو الرابع والعشرين من العشر الأواخر من رمضان وهذا ما يتعارض مع تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم للأمّة أن ليلة القدر هي في ( الوتر من العشر الأواخر) وبهذا لن يدخل شهر رمضان المبارك على أهل الأرض في ليلة الأحد إلى قيام الساعة ...
                                    (انتهت الصفحة الثانية من 3 صفحات)
                                    المصدر : الأستاذ ممدوح بن متعب الجبرين
                                    ==================================================================================================== ===============================
                                    كتاب / معرفة اسم ليلة القدر
                                    لمؤلفه الأستاذ / ممدوح بن متعب الجبرين
                                    (الصفحة الثالثة والأخيرة من 3 صفحات)
                                    الدلائل - القسم الثاني
                                    فهرس الصفحة الثالثة :
                                    1. صبيحــة ليلــة القدر ــ الظـاهرة الكونــيّة
                                    2. جدول يحدد ليلة القدر عند دخول رمضان في ليلة السبت
                                    3. جدول يحدد ليلة القدر عند ( إدخال ) رمضان في ليلة الأحد
                                    4. جدول يحدد ليلة القدر عند دخول رمضان في ليلة الإثـنيـن
                                    5. جدول يحدد ليلة القدر عند دخول رمضان في ليلة الثـلاثاء
                                    6. جدول يحدد ليلة القدر عند دخول رمضان في ليلة الأربــعـاء
                                    7. جدول يحدد ليلة القدر عند دخول رمضان في ليلة الخـميـس
                                    8. جدول يحدد ليلة القدر عند ( إدخال ) رمضان في ليلة الجمـعـة
                                    تاسعـاً:
                                    صبيحة ليلة القـدرـــالظاهرة الكونيّة .
                                    الأول:قوله صلى الله عليه وسلم ( صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع) رواه مسلم ، وابن حنبل ،والنسائي ، والترمذي وأبو داود عن أُبي ّ بن كعب رضي الله عنه ، صحيح الجامع الصغير وزيادته للشيخ الألباني مج 2 ص / 701 رقم الحديث 3754
                                    الثاني: قوله صلى الله عليه وسلم ( إنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها ) رواه مسلم عن أبيّ بن كعب ، شرح صحيح مسلم للنووي ج 8 ص / 313
                                    الثالث : في صحيح ابن حبّان أورد حديث أبيّ بن كعب وعنون له بـ :ذكر صفة الشمس عند طلوعها صبيحة ليلة القدر . مج 5 ص / 277 برقم 3681
                                    الرابع : في صحيح ابن حبّان ، عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنـّي كنت أُريت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر وهي طلقة بلجة لا حارّة ولا باردة كأن فيها قمرا ... الحديث . مج 5 ص / 277 ، بلجة أي مشرقة والبـُلجة ضوء الصبح ، النهاية ج1 / ص151
                                    الخامس : في صحيح ابن حبّان عنون بـ : ذكر علامة ليلة القدر بوصف ضوء الشمس صبيحتها بلا شعاع . وأورد قول أُبيّ بن كعب رضي الله عنه ( وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها كأنها طست) . مج 5 ص / 277 برقم 3682
                                    السادس : في صحيح ابن حبّان عنون بـ : ذكر البيان بأن ضوء الشمس في ذلك اليوم إنما يكون بلا شعاع الى ان ترتفع، ثم قال : فكان زرّ بن حبيش يواصل الى السحر فإذا كان قبلها بيوم أو بعدها صعد المنارة فنظر الى مطلع الشمس ويقول ، إنها تطلع لا شعاع لها حتى ترتفع . المصدر السابق برقم 3683
                                    السابع : في شرحه للصحيح قال النووي في حديث أُبيّ بن كعب رضي الله عنه : هكذا هو في جميع النسخ انها تطلع من غير ذكر الشمس وحذفت للعلم فعاد الضمير الى معلوم كقوله تعالى ( توارت بالحجاب ) ، ونظائره . والشعاع بضم الشين قال أهل اللغة هو مايرى من ضوؤها عند بروزها مثل الحبال والقضبان مقبلة اليك إذا نظرت اليها قال صاحب المحكم بعد ان ذكر هذا المشهور وقيل هو الذي تراه ممتدا بعد الطلوع قال : وقيل هو انتشار ضوؤها وجمعه أشعّة وشُعُع بضم الشين والعين وأشعّـت الشمس نشرت شعاعها . قال القاضي عياض : قيل معنى لا شعاع لها أنها علامة جعلها الله تعالى لها ، قال : وقيل بل لكثرة إختلاف الملائكة في ليلتها ونزولها الى الأرض وصعودها بما تنزّلت به سـتـرت بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها ! والله أعلم ، انتهى قول النووي ونقـله رحمه الله .
                                    الثامن : أورد البيهقي في شعب الأيمان وأبو داود الطيالسي عن ابن عباس رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليلة القدر ليلة سمحة طلقة ، لا حارّة ولا بارده تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء ) صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته مج 2 برقم 5475
                                    التاسع : قال المباركفوري في شرحه لجامع الترمذي وهويشرح حديث أُبيّ بن كعب رضي الله عنه قال ما نصـّه : ( ليس لها شعاع ) قال الطيبي : الشعاع مايرى من ضوء الشمس عند صدورها مثل الحبال والقضبان مقبلة اليك . وقال : قيل فائدة العلامة ( طلوع الشمس صبيحتها ليس لها شعاع )أن يشكُر على حصول تلك النعمة إن قام بخدمة تلك الليلة وإلاّ فيتأسف على مافاته من الكرامة ويتدارك في السنة التالية . إنتهى قوله رحمه الله . أنظر تحفة الأحوذي مج 3 ص / 506 ــ 507 ...

                                    فطلوع الشمس صبيحة ليلة القدر ( لا شعاع لها ) ليس طلوعها على مكة المكرمة ولا على الحجاز ولا على جزيرة العرب فقط بل طلوعها على أهل الأرض كافة أكانوا في مشارق الأرض ام كانوا في مغاربها ستطلع الشمس صبيحة ليلة القدر على المسلم الذي في طوكيو وإن راقبها سيجدها ( لا شعاع لها ) وكذلك تكون على الصين ويراها من يراقبها انها تطلع لا شعاع لها ، ثم تكون كذلك على الباكستان ثم جزيرة العرب ثم بلاد المغرب العربي ثم على المحيط الأطلسي ثم على المكسيك وما حولها ثم على المحيط الهادي ... فهي ترى بالعين المجرّده ويجد الرّائي إختلافاً كبيراً بين طلوعها صبيحة ليلة القدر وطلوعها في صباحات أيام أُخرى أكان الرّائي مسلما ام غير مسلم ولكن توقيت الرؤية الفاصلة لمعرفتها هو ( طلوعها ) ثم ترتفع على الشرق ويشتدّ نورها عليهم لتطلع بنفس الصفة على من بعدهم ( لا شعاع لها ) ثم ترتفع على هؤلاء لتطلع على مكان آخر وهي بذات الحالة والصفة فكونها ضعيفة حمراء او لاشعاع لها عند طلوعها صفة ثابتة فيها مع انها تكون الساعة الثانية عشر ظهراً في سماء طوكيو وتكون في نفس اللحظة قد طلعت للتو على مكة المكرمة ويراها من يراقبها عند طلوعها أنها ( لا شعاع لها ) فصفة (ضعف نورها ) هي صفة للشمس وهي بالتالي تكون باقية كل ذلك اليوم ولكنها لا تكون واضحة كما هي لحظة طلوعها ...فهذه الخاصيّة لا تفارق الشمس حتى تُكمل الأرض دورتها لتغرب شمس اليوم الذي كان صبحُه صُبح ليلة القدر ولتنتهي عندئذ هذه الظاهرة الكونية العظيمة ليلة القدر وصبيحة ليلة القدر ، وهذه الظاهرة تعود بتوقيت في غاية الدقّة والإنضباط ، منذ صبيحة الليلة التي بعث فيها الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم ، والثابت حقاً انها تكرّرت منذ أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم هادياً ومبشراً ونذيرا وداعياً الى الله بإذنه وسراجاً منيرا 1438 مرّة حتى صبيحة ليلة القدر في شهر رمضان الماضي في سنة خمس وعشرين وأربعمائة والف من الهجرة .

                                    فحدوث هذه الظاهرة يثير الدهشة حقا ً ، فهذا الجسم الذي يمرُّ بين الشمس وبين الأرض حتى أنه يحدث ظاهرةً يمكن رصدها بالعين المجرّدة من أي موقع ٍعلى الأرض وتأثير هذا الجسم على القوّة الأشعاعية للشمس وحجبـه لجزء من أشعّة الشمس ويمرّ من أمام الشمس بوقت طويل جدا قدره 24 ساعة لا ينجذب الى الشمس ولا يجذب الشمس مع أن الإفتراض الرياضي لتقدير حجمه انه كبير فهو يمرّ أمام قرص الشمس في اللحظة الأولى لطلوع الشمس على مشرق الأرض ، ثم إنه يبقى مارّا ً أمام الشمس متناسباً في سرعته مع سرعة دوران الأرض حول نفسها ، فيكون قد عبر بكامله من أمام الشمس في الوقت الذي تُكْمِل فيه الأرضُ دورتها حول محورها ، ليبقى جاريا ً في فلكه حتى مرور سنة كاملة ليمرّ في نفس المسار وفي نفس الليلة ( تماما ًفي نفس الليلة ، ولا يتغيّر إسم هذه الليلة ، وهذا من أكثر مايدهش في هذه الظاهرة ) فهو يُكمل دورته حول الشمس في سنةٍ هجرية كاملة ...
                                    هل هوالكوكب الحادي عشـر المكمّـل للعدد الوارد في القرآن الكريم عن عدد الكواكب في المجموعـة الشمسية في قوله عزّ وجل :
                                    ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ) الآية 4 ، سورة يوسف ، عليه السلام .
                                    ( أحد عشر كوكبا ) وآخركوكب في المجموعة الشمسية تم إكتشافه (حتى الآن ) هو الكوكب العاشــر وكان هذا في عام 2003 م
                                    لماذا في يوم واحد ( فقط ) في السنة تطلع الشمس بيضاء لا شعاع لها ؟
                                    ما هي صفات هذا ( الجسم ) الذي إمّا انه يمرّ من أمام الشمس بصفة غازيه و يُرى تأثيره على أشـعـة الشمس من سطح أي كوكب في المجموعة أو انه بقوّة ما يؤثر على قوّة الإشعاع الصادر من الشمس لتـُرى في تلك الصبيحة المباركة أنها لا شعاع لها ، فهو بمسار بين الشمس والأرض ( لتقارب إكماله لدورته السنوية مع دورة الأرض حول الشمس ) ، ام انه بقوّة هائلة وبرغم بعـده السحيق عن مجموعتنا الشمسية وسرعته الهائلة يمر بأقرب مسافة الى الشمس فيؤثر في قوّة إشعاعها هذا التأثير ؟ الإجابة التي في نفسي هي: لا أعـــــلم !!
                                    ولعل من يمتـلك إمكانيات الرصـد لهذه الظاهرة ( والرصـد لعله يكون في نقطة مشرق الأرض أي في اللحظة التي يمرُّ بها أول جزء من هذا الجسم أمام أول جزء من الشمس لحظة طلوعهاعلى مشرق الأرض ) سيجد الإجابة الحقيقية ، فظاهرة طلوع الشمس لا شعاع لها ليست قولاً من قول البشر الذي فيه إحتمالات من الخطــأ ، بل هي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ... وتبارك الله بديع السماوات والأرض ، والحمد لله رب العالمين .
                                    sigpic

                                    تعليق


                                    • #19
                                      الرد: كتاب معرفة اسم ليلة القدر

                                      بارك الله فيك يا أخي على الموضوع الرائع

                                      تعليق


                                      • #20
                                        الرد: كتاب معرفة اسم ليلة القدر

                                        جزاك الله خيرًا
                                        ووفقنا واياكم لقيام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا

                                        تعليق

                                        تشغيل...
                                        X