اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصه طويله انصحكم بقرائتها

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • قصه طويله انصحكم بقرائتها

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    رغم طولها .. أنصحكم بقراءتها
    ((يــــــأيـــــــــهــــــــــا الذيــن آ منــــوا لا يسـخر قـوم من قــوم
    عـســـى أن يـــــــــكونوا خـيــــــــــــــراَ مــنــــهـــــــم ))


    لم أكن قد تجاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي، ما زلت أذكر تلك
    الليلة، كنت سهراناً مع الشّلة في إحدى الشاليهات، كانت سهرة حمراء بمعنى
    الكلمة، أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد،
    بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه، أجل كنت
    أسخرمن هذا وذاك، لم يسلم أحد منّي أحد حتى شلّتي .. صار بعض الرّجال يتجنّبني
    كي يسلم من لساني تعليقاتي اللاذعة..
    تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق، والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه
    ليتعثّر. تعثّر وانطلقت ضحكتي التي دوت في السّوق .. عدت إلى بيتي متأخراً ،
    وجدت زوجتي في انتظاري .. كانت في حالة يرثى لها !!
    - أين كنتَ يا راشد؟!
    - في المريخ (أجبتها ساخراً) عند أصحابي بالطبع ..
    كانت في حالة يرثى لها، قالت والعبرة تخنقها:
    - راشد… أنا تعبة جداً… الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكاً…
    سقطت دمعة صامته على جبينها ، أحسست أنّي أهملت زوجتي ، كان المفروض أن أهتم
    بها وأقلّل من سهراتي خاصة أنّها في شهرها التاسع…
    قاست زوجتي الآلام يوم وليلة في المستشفى، حتى رأى طفلي النور… لم أكن في
    المستشفى ساعتها، تركت رقم هاتف المنزل وخرجت، اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم
    سالم ..
    حين وصلت المستشفى طُلب منّي أن أراجع الطبيبة… أي طبيبة؟! المهم الآن أن أرى
    ابني سالم… لابد من مراجعة الطبيبة… أجابتني موظّفة الاستقبال بحزم !!
    صُدمت حين عرفت أن ابني أعمى!!!! تذكّرت المتسوّل… سبحان الله كما تدين تدان!!!
    لم تحزن زوجتي .. كانت مؤمنة بقضاء الله راضية .. طالما نصحتني… طالما طلبت
    منّي أن أكف عن تقليد الآخرين… كلاّ هي لا تسميه تقليداً بل غيبة… ومعها كل
    الحق!!
    لم أكن أهتم بسالم كثيراً، اعتبرته غير موجود في المنزل، حين يشتد بكاءه أهرب
    إلى الصالة لأنام فيها .. كانت زوجتي تهتم به كثيراً ، وتحبّه .. لحظة لا تظنوا
    أنّي أكرهه،أنا لا أكرهه لكن لم أستطع أن أحبّه!.
    أقامت زوجتي احتفالاً حين خطا خطواته الأولى، وحين أكمل الثّانية اكتشفنا أنّه
    أعرج!!!!!!!!.
    كلّما زدت ابتعاداً عنه ازدادت زوجتي حباً واهتماماً بسالم حتى بعد أن أنجبت
    عمر وخالد..
    مرّت السنوات كنت لاهٍ وغافل، غرّتني الدنيا وما فيها، كنت كاللعبة في يد رفقة
    سوء مع أنّي كنت أظن أنّي من يلعب عليهم.. لم تيأس زوجتي من إصلاحي، كانت تدعو
    لي دائماً بالهداية، لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة ، أو إهمالي لسالم واهتمامي
    بباقي إخوته ..
    كبر سالم، ولم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحد المدارس الخاصة بالمعاقين ..
    لم أكن أحس بمرور السنوات .. أيّامي سواء .. عمل ونوم وطعام وسهر!!! حتّى ذلك
    اليوم .. كان يوم الجمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً، ما يزال الوقت
    باكراً لكن لا يهم، أخذت دشّاً سريعاً، لبست وتعطّرت وهممت بالخروج ..
    استوقفني منظره، كان يبكي بحرقة! إنّها المرّة الأولى التي أرى فيها سالم يبكي
    مذ كان طفلاً .. أأخرج…؟ لا .. كيف أتركه وهو في هذه الحالة؟! أهو الفضول أم
    الشفقة؟! لا يهم…
    سألته… سالم لماذا تبكي؟!.
    حين سمع صوتي توقّف ، بدأ يتحسّس ما حوله… ما بِه يا ترى؟! واكتشفت أن ابني
    يهرب منّي!!!… الآن أحسست به… أين كنت منذ عشر سنوات؟! تبعته… كان قد دخل
    غرفته… رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه، وتحت إصراري عرفت السبب … تأخّر
    عليه شقيقه عمر الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد، اليوم الجمعة خاف ألاّ يجد
    مكاناً في السطر الأوّل، نادى والدته لكن لا مجيب، حينها…
    حينها وضعت يدي على فمه كأنّي أطلب منه أن يكف عن حديثه، أكملت : حينها بكيت يا
    سالم…
    لا أعلم ما الذي دفعني لأقول له: سالم لا تحزن… هل تعلم من سيرافقك اليوم إلى
    المسجد؟! أجاب: أكيد عمر… ليتني أعلم إلى أين ذهب؟! قلت له: لا يا سالم أنا من
    سيرافقك! استغرب سالم، لم يصدّق، ظنّ أنّي أسخر منه، عاد إلى بكائه، مسحت دموعه
    بيدي، وأمسكت بيده. أردت أن وصله بالسيّارة رفض قائلاً: أبي المسجد قريب، أريد
    أن أخطو إلى المسجد..
    لا أذكر متى آخر مرّة دخلت فيها المسجد ولا أذكر آخر سجدة سجدتها .. هي المرّة
    الأولى التي أشعر فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية ..
    مع أن المسجد كان مليئاً بالمصلّين إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل
    .. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصليت بجانبه .. بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم
    مصحفاً... استغربت كيف سيقرأ وهو أعمى؟! هذا ما تردّد في نفسي، ولم أصرّح به
    خوفاً من جرح مشاعره .. طلب منّي أن أفتح له المصحف على سورة الكهف، نفّذت ما
    طلب، وضع المصحف أمامه وبدأ في قراءة السورة، يا الله!! إنّه يحفظ سورة الكهف
    كاملة وعن ظهر
    غيب!!! خجلت من نفسي، أمسكت مصحفاً، أحسست برعشة في أوصالي، قرأت وقرأت، قرأت
    ودعوت الله أن يغفر لي ويهديني .. هذه المرّة أنا من بكى حزناً وندماً على ما
    فرّطت، ولم أشعر إلاّ بيد تمسح عنّي دموعي، لقد كان سالم!.
    عدنا إلى المنزل .. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع
    حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم!!.
    من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد، هجرت رفقاء السوء وأصبحت لي رفقة
    خيّرة عرفتها في المسجد.. ذقت طعم الإيمان معهم، عرفت منهم أشياء ألهتني عنها
    الدنيا.. لم أفوّت حلقة ذكر أو قيام .. ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر وأنا نفس
    الشخص الذي هجرته سنوات!!! رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي
    من
    النّاس ..
    أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي، اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من
    عيون زوجتي، الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم، من يراه يظنّه ملك الدنيا
    وما فيها .. حمدت الله كثيراً وصلّيت له كثيراً على نعمه ..
    ذات يوم قرر أصحابي أن يتوجّهوا إلى أحد المناطق البعيدة للدعوة، تردّدت في
    الذهاب، استخرت الله واستشرت زوجتي، توقعت أن ترفض لكن حدث العكس!! فرحت كثيراً
    بل شجّعتني ..
    حين أخبرت سالم عزمي على الذهاب، أحاط جسمي بذراعيه الصغيرين فرحاً، ووالله لو
    كان طويل القامة مثلي لما توانى عن تقبيل رأسي .. بعدها توكّلت على الله وقدّمت
    طلب إجازة مفتوحة بدون راتب من عملي، والحمد لله جاءت الموافقة بسرعة، أسرع
    ممّا تصوّرت .. تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل
    كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي .. اشتقت لهم كثيراً… كم اشتقت
    لسالم!! تمنّيت سماع صوته، هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت .. إمّا أن
    يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم .. كلّما أحدّث زوجتي أطلب منها أن
    تبلغه سلامي وتقبّله، كانت تضحك حين تسمعني أقول هذا الكلام إلاّ آخر مرّة
    هاتفتها فيها .. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة، تغيّر صوتها… قالت لي: إن شاء الله
    ..
    أخيراً عدت إلى المنزل، طرقت الباب، تمنّيت أن يفتح سالم لي الباب لكن فوجئت
    بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره.. حملته بين ذراعي وهو يصيح… بابا
    يا بابا يا… انقبض صدري حين دخلت البيت، استعذت بالله من الشيطان الرجيم..
    سعدت زوجتي بقدومي لكن هناك شيء قد تغيّر فيها، تأمّلتها جيداً، إنّها نظرات
    الحزن التي ما كانت تفارقها .. سألتها ما بكِ؟! لا شيء.. لا شيء هكذا ردّت ..
    فجأة تذكّرت من نسيته للحظات، قلت لها: أين سالم؟! خفضت رأسها لم تجب، لم أسمع
    حينها سوى صوت ابني خالد الذي ما يزال يرن في أذني حتى هذه اللحظة… بابا ثالم
    لاح الجنّة عند الله !!
    لم تتمالك زوجتي الموقف أجهشت بالبكاء وخرجت من الغرفة ..
    عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين، أخذته زوجتي إلى
    المستشفى، لازمته يومين وبعد ذلك فارقته الحمى حين فارقت روحه جسده .. أحسست أن
    ما حدث ابتلاء واختبار من الله سبحانه وتعالى… أجل إنّه اختبار وأيّ اختبار؟!
    صبرت على مصابي وحمدت الله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه ..
    ما زالت أحس بيده تمسح دموعي، وذراعه تحيطني ..
    كم حزنت على سالم الأعمى الأعرج!!! لم يكن أعمى، أنا من كنت أعمى حين انسقت
    وراء رفقة سوء، ولم يكن أعرج، لأنه استطاع أن يسلك طريق الإيمان رغم كل شيء ..
    سالم الذي امتنعت يوماً عن حبّه!! اكتشفت أنّي أحبّه أكثر من أخوته!!! بكيت
    كثيراً … كثيراً، ومازلت حزيناً…كيف لا أحزن وقد كانت هدايتي على يديه؟!
    متأكّداً لو أنكم عرفتم سالم ستحبّونه أكثر ممّا أحببناه!

    منقول من :
    qcat.net is your first and best source for all of the information you’re looking for. From general topics to more of what you would expect to find here, qcat.net has it all. We hope you find what you are searching for!
    سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضى نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته
    مجموعة احباء الاسلام

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزيت خير الجزاء على هذه القصة
    والله اني تأثر كثيرا وبكيت فرحا


    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخوكم ومحبكم

    waheed999@maktoob.com
    الصمت بعض الأحيان يكون من أفضل الأجوبة

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله

      جزاك الله ألف خير على هذه القصة
      لقد دمعت عيني وأنا أقرأها

      سبحان الله كأن سالم ولد فقط لهداية والده وعندما أتم المهمة رحل وعاد إلى الكريم الرحيم

      أختك عنان السماء
      لا إله إلا أنت سبحانك ..... إني كنت من الظالمين
      __________________________________
      إذا غامرت في شرف مروم... فلا تقنع بما دون النجوم
      فطعم الموت في امر حقير... كطعم الموت في امر عظيم

      تعليق


      • #4
        جزاك الله الف خير..
        بصراحة قصة جدا رائعة..
        ونسأل الله لنا ولكم الهداية.. وحلاوة الإيمان..
        بينما تشعر انك شخص في هذا العالم ..
        هناك من يشعر بأنك العالم بأسره

        تعليق


        • #5
          الله يوفقك ياdaijavoux7 على القصه
          الشيقه جدا وباذن الله تزيدنا من القصص

          تعليق


          • #6
            جزاك الله الف خير وتسلم على هالقصة الرائعة
            مالي مع الناس ذكرى وميعاد
            انتي لي الذكرى وميعادي الموت


            عـــ الابـتـسـامـة ـــاشق
            اللي يبي يواصلني على المسنجر
            mohd_aubaid@hotmail.com

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم

              الف شكر لكم اخواني على الاطراء الجميل ومتابعتكم للقصه
              بس الصراحه اللي نشوفه منكم احلى بكثير
              سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضى نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته
              مجموعة احباء الاسلام

              تعليق

              تشغيل...
              X