وتتلاقى نظرات عيناي بنظرات عيناها
من الشوق بليتُ بالعطشِ
وكان الشوق هو سبب شقياها
لو أن لي غدير ماء قبل أن أسقيّ نفسي
لأرسلت على الفور لها سقياها
لكنني في صحراءٍ ضعيف حيلة
قد أضناني العطش كما أضناها
كل من رأني أشفق عليّ
وأشفق عليها كل من رآها
يا أشواقي تاهت مني خطايّ
وأنتظرت كثيراً فما أستقامت خطاها
عشنا قصةٌ في الغرامِ قصيرة
بلغت من الحزن منتهاها
بانت بوادر الفراق رغم جمعنا
فخرّت له قواي كما خرّت قواها
يا لوعة الحرمان دعيني
هي دائي وليس لي دواءٌ سواها
رأيتها وقد تنائت خلف الأطياف
في صحوي وفي حلمي آراها
أراها قد توجت فوق عرش مشاعري
وأراني ملكٌ متربع على عرشِ هواها
زارتني في منامي تشتكي بعدي
زادتني هماً على همي بشكواها
هيجت أحزاني وهمومي
زادت حسرتي على أيامي وأياها
أتذكرها ودموعي تنهمر
تتكاثر وتتزايد عند ذكراها
راحت تنحدر سيلٌ فوق خدودي
أناديها وكل قطرةٍ تردد صداها
يامن فقدتكِ ليتك تعودي
لتهنأ نفسي ويذهب عنها آساها
تقديري
خالد الفردي
تعليق