أيها العقل... مَن رآك؟*
عبد الله القصيمي
إن الذي لا يعلم بوجودي لا يُعَدُّ مسيئًا إليَّ. ولكن المسيء هو الذي يعلم بوجودي ويعلن اعترافه بي، ثم ينسب إليَّ الشرور والنقائص.
إن الشيخ الذي يملأ لسانه بالله وتسبيحاته، ويملأ تصوراته بالخوف منه ومن جحيمه، ثم يملأ أعضائه وشهواته بالكذب والخيانة والصغائر وعبادة الأقوياء، لهو أكفر من أيِّ زنديق في هذا العالم.
الإنسان لديه قدرة خارقة على الإنكار والتكذيب , أكثر من قدرته على الإثبات في كل شيء , يعني القدرة على الكفر أسهل من القدرة على الإيمان .لذلك نجد أنه من السهل على المرأة التي عاشت عمرا مع زوجها وأكلت خيره وشبابه أن تقول في لحظة ما رايت منك خيرا قط , لكن قلة هي الزوجات الائي يعترفن ويفين ولو ببعض مما قدم لهن من معروف , إذا الإنسان ظلوم كفار , في حياته الإعتيادية , والكفر بنعم اله ليس بالأمر المستغرب على الأكثرية لأنهم يفعلون الكفر مع البشر أيضا ، وقال تعالى ( إن الإنسان لظلوم كفار ) .لدرجة أن من يجحد الفضل ليس بمستغرب قدر ما يستغرب الوفي الشكور في سلوك الناس العادي , إذا من يكفر بنعم الله لم ياتي بجديد وليس عملا خارقا أن تكون ملحدا كافرا لأن هذا هو الشائع والأكثر العجيب هو من يشكر مع إمكانية الكفر هنا الروعة والجمال الأخلاقي .
لقد وُجِدْنا، فأردنا وجودنا، ثم وضعنا له تفسيرًا عقليًّا وأدبيًّا.
إن جميع ما يفعله البشر ليس إلا علاجًا لغلطة وجودهم.
*
لقد خلق الإلهُ الإنسانَ لكي يعبده ويطيعه. ولكنه كان يعلم قبل أن يفعل ذلك أنه لن يعبده ولن يطيعه. فهل كانت رغبته في عبادة الإنسان له غير ناضجة، أم كانت خطته لتحقيق رغبته غير كافية؟
*
إن من أسوأ ما في المتديِّنين أنهم يتسامحون مع الفاسدين ولا يتسامحون مع المفكرين.
والعقيدة تشمل الفلسفة لا يشترط أن تكون دينا كما يتوقع القصيمي , هذا الكاتب ينطلق من عقيدة تنفي وجود إله وتعتمد على المادة ونلاحظ أن عقيدته تكذبه لأن كل ماكتبه كان بدافع العقيدة الإلحادية وليس بسبب دافع آخر ,هو يريد من المؤمنين أن يتركوا عقائدهم بينما هو يتمسك بها ويبشر بها ، إذا الأفكار والعقائد هي أقوى محركات الإنسان بل لأجلها يعيش ,, فهو ضرب لنا مثلا ونسي نفسه . وعقيدة هذا أكبر دافع له على الكتابة .
المفكر العظيم لا يفكر إلا بالدين ، هل يستحق القصيمي هذا اللقب الذي يلصقه به اتباعه ، المفكر العظيم هو من يفكر بكل شيء ، وليس فقط بنقض الدين ، لقبه الصحيح أن يسمى – أرأيت الذي يكذب بالدين – فقط ، وليس مفكر عظيم ، المفكر العظيم يقدم لنا أرآؤه في كل مجالات الحياة ، ونستطيع أن نسترشد بارآءه في فهم الإنسان وفي الاقتصاد والتنميه وفي العلوم والأديان كذلك ، وليس فقط محاربة الدين الإسلامي فقط تصنع منك مفكرا عظيما ، هذا نقص في الثقافة وفي الموسوعية وفي الفلسفة ، القصيمي لا هم له إلا نقض الدين الدين الإسلامي ، وليته ينقض الدين الإسلامي فلسفيا ، بل هو ينتقد مشائخ الدين الإسلامي حيث كان واحدا منهم في يوم من الأيام ، والتنافس والغيره فعلت فعلتهما ونزغ الشيطان بينه وبين رفاقه علماء الدين ، كلا يريد المكانه والتفوق على حساب الآخر ، لم يتفوق فأصابته ردة فعل فأراد أن يوصلها الى الآخر بطريقة متطرفه ، فقرأ لملاحدة الغرب وتبنى أفكارهم ، ثم صاغها على أنها من بنات أفكاره لكي يأتي كل مصاب بردة فعل ليجعل منه شيخاً عظيما ، إنه شيخ ردود الأفعال .
يتبع ..
تعليق