ولم يكن تعليم الاولاد من اولويات نظام حركة طالبان التي ابعدت البنات ايضا من المدارس عندما تولت السلطة في كابول في ١٩٩٦. ولانه من قبائل الهزارة الشيعية كان ظبي الله (١١ سنة) واسرته يعانون في ظل طالبان التي يهيمن عليها البشتون.
ولكن الحياة لم تكن افضل بعد هروبهم الى ايران. قال ظبي الله "لم يحبونا. ولم نستطع الحياة بحرية". كما ان الفقر المدقع اجبره على العمل مثل الكبار بدلا من الذهاب الى المدرسة.
وعندما عادت عائلته الى كابول في اغسطس اب واشتغل ابوه بوابا سنحت الفرصة لظبي الله للذهاب الى المدرسة. قال "امل ان اتعلم شيئا حتى التحق بعمل جيد في المستقبل."
ومنذ يونيو حزيران الماضي تدير جماعة اطفال العالم الفرنسية مركزا خاصا في احد اكثر الاحياء فقرا في غرب كابول للاطفال الذين حرموا من التعليم.
قالت كاثرين ريا رئيسة البعثة " اكثرهم يحكي روايات مروعة عن الاشياء التي تعرضوا لها وانعدام المساعدة من السلطات المحلية لان لديهم مهام كثيرة ولا يستطيعون الاهتمام بكل انسان وكل طفل."
ويمنح المركز الاطفال فرصة لمواصلة ما فاتهم من الدراسة والاهم من ذلك منحهم فرصة للعب مع اقرانهم.
وتحيط بالمركز شواهد على حروب افغانستان التي استمرت ٢٣ عاما.. مبان قديمة ايلة للسقوط مثقبة بالطلقات ولا توجد بها كهرباء. وبالقرب من المركز يوجد معسكر سابق لطالبان يديره الان العسكريون. وتوجد في الخارج حيث يلعب الاطفال بقايا دبابة سوفيتية قديمة.
لا توجد احصائيات للاعاقة الذهنية التي اصابت الاطفال من حياة العنف والفقر وان كانت دراسة اجرتها منظمة (انقذوا الاطفال) اشارت الى ان اطفال افغانستان يتميزون بالصمود والشجاعة.
واشادت الدراسة بالروابط العائلية القوية والشعور بالانتماء الى المجموع. وقالت انه طالما اعتاد الاباء والاطفال على تأثير الحرب فانه يحب التركيز الان على حلول عملية. أكدت دراسة اخرى هذا الرأي مما حفز صندوق الامم المتحدة لاغاثة الطفولة (اليونيسيف) على تعديل برامجه.
قال ادوار كاوردين المتحدث باسم الصندوق في افغانستان "الاسلوب مختلف الان. انه ليس علاجا نفسيا لصدمة ولكنه بالاكثر مساعدة الاطفال على التركيز على حياتهم اليومية مثل الذهاب الى المدرسة واللعب مع اطفال اخرين."
وفي اكبر عدد من نوعه سجل نحو اربعة ملايين طفل في المدارس في العام الدراسي الذي بدأ هذا الشهر. وقال كاوردين ان ٣٠ في المئة من السبعة الاف مدرسة في افغانستان اصيبت باضرار جسيمة خلال اكثر من عقدين من الاحتلال السوفيتي والحرب الاهلية وحكم طالبان.
وأضاف يقول "نصف عدد المدارس فقط يوجد بها مياه نقية بينما اقل من ٤٠ في المئة لا يوجد بها وسائل صحية."
وفي مركز اطفال العالم يتعلم ٣٠٠ طفل القراءة والكتابة.
قال ايرف لاند الطبيب النفساني بالمركز "نحاول مساعدتهم على التعبير عن انفسهم. لهم الحق في التعبير عن انفسهم واللعب كما يريدون والدراسة."
اضاف يقول "انه امر مهم جدا بالنسبة لهم. ونرى الان نتائج طيبة جدا. الاطفال اطفال. من السهل جدا مساعدتهم الان."
كما تبذل جهود لتشجيع الاباء على الاشتراك في البرنامج. ويعقد العاملون بالمركز جلسة أو جلستين مع الاباء الذين يريدون مناقشة احوال اطفالهم.
ويقول العاملون انه يكفي ان يلعب الاطفال مع بعضهم البعض بضع ساعات يوميا. قالت رحيمة (تسع سنوات) التي بقيت عائلتها في كابول اثناء الحرب "انني سعيدة جدا لانني اتعلم هنا لانه اثناء حكم طالبان لم نستطع التعلم أو اللعب."
تعليق