الوعي واللاوعي أحيانا من يجبرنا على التحدي تارة وعلى الرضوخ تارة أخرى
تتداعى الحروف، والكلمات متناقضات لا تدع لي مجال لأخذ قيلولة من الوقت استرخي فيه لأفكر مليا..
نفسها الطاولة والمحبرة.. الكرسي.. وتلك االاوراق الميتة التي لا تقوى على المقاومة حين تنجرف سيول الكلمات الميتة أيضا تريد أن تبعث الحياة إلى .. وأنا ساكن لا حراك سوى أنني استجيب للآهات التي أغرقت عيوني بالدموع....
لا أجد غيرها... الكرسي البالي الذي مل الانتظار طويلا... هجرته بعد أن وهنت قواي ولم اعد قادرا على استخدام اصغر أطرافي..كالكسيح حين لا أقوى على شئ سوى الانتظار.
ليس غير هذا السرير الغريب الذي يحتضنني بقوة قبل أن يبعثني للرحيل الأبدي..
يرسم لي الغياب الآتي الحارق لكل أمنيات الحياة أو الأمل.. وأي أمل غير هذا الذي تبعثه لي أوراقي التي لا انفك أحدق فيها مليا وتحدق بي.. باسمة..الرجاء يغيب.. والمسافات ما بيني وبينها طويلة جدا جدا...
المدينة تغوص في ظلام حالك وسبات عميق إلا من هذه الأضواء التي تتراء لي أقمارا تحوم من حولي.. والكلمات ترفضني.. تغادرني, اركن إلى نفسي فتأبى الانصياع..
حين كنا نجلس سوية على الرصيف تأتين حاملة إلي ورقة، وقلم: أكتب.
ماذا أكتب.
أي شيء..أي شي.
انظر حولي ليس غير الظلام... والرصيف.. وعمود الإنارة هنا. هل اكتب..؟
نعم..فقط اكتب..
آه.. وكأنها الآن تلح علي لأنهض... انهض
ولكن لا قيام فبعد قليل سأرحل..
حين انظر حولي هذه المرة.. لا أجد هنا من أودعهم غير هذه المنضدة، والكرسي...\
وهذا السرير الذي سيودعني..وصوتها الحاني فقط...
أكتب...أكتب
لم أقوى حينها على الكتابة... وها أنا اخذلها ثانية، ولا أقوى على النهوض لا اعي الآن سوى أنني راحل للأبدية...
تمت
تعليق