تحدقُ طويلاً في مرآتِك..علك تجد أناك الراحلة منذ زمن... أو ربما تبحث عن تلك الغائبة في عينيك ذات شتاء.." لست نرجسيا" عبارة قد تورطت بك..
فوق رصيف ما، وذات شتاء بارد حيث فقدت نعلك ذات يوم! المكان يعج بالصمت إلا من أصوات قد تعالت بالتأفف كلالة الانتظار طويلا..
وحدك من كنت تستغل وقتك بالتحديق المرهق لساعة في معصمك تعد الدقائق والثواني..ترقب حركة عقاربها... وحدك مسافر هذه المرة لا احد معك..
فوق ذلك الرصيف تجلس القرفصاء كمتأمل صيني يستطرد الريح عن أدغاله الغارقة في الإثم...
وحدك تنتظر....
*"لا باب يفتحه أمامك البحر"
الخريف الفائت كنت قد فقدت أزرار قميصك البالي...فوق الرصيف ذاته، والمساء ذاته.. حيث ما زلت تنتظر..
لم يكونوا وحدهم الذين مروا على أزرارك تتقاذفه أرجلهم،وأنت واجم تقذف بنظرك حيث تتدحرج.ز لم تبدي أية محاولة للانحناء والتقاطها من بين تلك الأقدام العملاقة..كنت فقط تحدق واجما مأخوذا في سبات يقظتك..
سقطت في المجاري..كما سقطت يوم ذاك نعلك في الإثم..
*"لا باب يغلقه عليك البحر".
كنت تتأمل في حرقة، وغصة درويش وقد قال قصيدته..
"ذات يوم سأجلس فوق الرصيف....رصيف الغريبة.."
فإذا بك تتوقف عن فعل ذلك..لمارة انحنت لالتقاط أزرار قميصك البائسة التي لم تسقط في مجاري لهوك..
انتشلتك إذا من الانتظار،والتحديق، ومن زحام درويش على رمال عقلك المتناثرة.. انطلقت بعيدا جدا...
*" ذات يوم أمر بأقمارها..
وأحك بليمونة رغبتي ...عانقيني لأولد ثانية
من روائح شمس، ونهار على كتفيك... ومن قدمين"..
هاجرت بعيدا حيث لا مارة، ولا قطعان أقدام تتقاذف أزرارك إلى الإثم
هاجرت وذات يوم سوف لن تجلس فوق ذاك الرصيف....
تمت....
تعليق