كنتم خير امة اخرجت للناس

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts
  • نواف محمود
    مشرف أعلى


    • Jun 2011
    • 1534

    #1

    كنتم خير امة اخرجت للناس

    كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله - صدق الله العظيم

    لكي نفهم معنى هذه الاية الكريمه , لا بد ان نعود لأصل الدعوة الاسلاميه وقواعدها العامه ؟؟

    لقد جاءت دعوة الرسول عليه السلام ثلاثة عشر عاما في مكه يدعو الى لتوحيد, بمعنى تنقية العقيدة الابراهيميه مما علق بها من الشرك , وكانت تلك هي النظريه – ثم جاء التطبيق العملي بعد الهجرة الى المدينه المنوره بالبناء على قواعد الاخلاق والقيم العامه: قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ( الى اخر الآيات ) ---

    المسلمون الذين آمنوا برسالة الرسول عليه السلام , فهموا ان الاسلام هو رساله عامه للمسلمين جميعا وحتى قيلم الساعه ؟ وقد تفانوا في الدفاع عن ذلك , كما حدث في العديد من المعارك الاسلاميه , كما ان الاسلام امتد خلال فترة قصيره الى اقطار العالم شرقا وغربا بفضل الدعوة , وبفضل الفتوحات التي جاءت لتبليغ الدعوة ومحاربة من يقف في وجهها, -- خلافا للاقوام الاخرى الذين قالوا لنبيهم ( اذهب انت وربك فقاتلا -- ) – ( مثل الذين حملوا التوراة – الخ الايه ) ----- ( وجعلوا من بعض البشر آلهه ) ----

    ان الايات الكريمه التي تنص على قوله تعالى : كنتم خير امة للناس --- هي التأهيل و التكليف من الله عز وجل لامة الاسلام بالدعوة الى الله حتى قيام الساعه , وكل من يتخلف فهو المقصر --- --- لنجعل من الصحابي " مصعب ابن عمير" مثلا اعلى في الدعوة الى الاسلام -------


    آخر تعديل بواسطة نواف محمود; 14-07-2025, 09:30 AM.
  • معاوية
    المشرف العام
    • Feb 2000
    • 362

    #2
    جزاك الله خيرًا يا أستاذ نواف على هذا المقال القيّم الذي يعيدنا إلى جوهر الرسالة الإسلامية، ويذكرنا بأصل التكليف الرباني لهذه الأمة المباركة. لقد أحسنت في ربطك بين الآية الكريمة وبين السيرة النبوية الشريفة، من التأسيس العقدي في مكة إلى البناء القيمي في المدينة، مما يعكس فهماً دقيقًا لمراحل الدعوة وتدرجها في تربية الأمة.

    ولكن اسمح لي أن أضيف تعقيبًا على بعض النقاط المهمة التي أثرتها، بما يثري النقاش ويكمل الصورة:


    ١. "خير أمة" ليست وصفًا ثابتًا بل وظيفة مشروطة

    قوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس" مشروط بتأدية مهام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان الحق بالله، كما ذكرتَ. وهذا يعني أن هذه الخيرية ليست وصفًا دائمًا يُمنح تلقائيًا، بل هي أمانة وواجب، فإذا تخلت الأمة عن هذه الوظائف سقطت خيريتها وسبقها غيرها كما قال الإمام الشافعي.


    ٢. الدعوة قبل السيف

    أثنيت على دور الفتوحات في نشر الإسلام، وهو صحيح تاريخيًا، لكن لا بد من التأكيد على أن الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة هي الأصل والمقدَّم على كل وسيلة أخرى. فقد بعث النبي ﷺ داعيًا لا جبارًا، وكانت دعوته قائمة على الكلمة، لا على السلاح. والسيرة مليئة بمواقف الحِلم والتسامح التي جذبت الناس إلى الإسلام أكثر من أي غزو أو فتح.


    ٣. مصعب بن عمير.. نموذج راقٍ للداعية

    رائع أنك استشهدت بمصعب بن عمير، فهو بحق أول سفير في الإسلام، نشر الدعوة في يثرب قبل الهجرة، دون قتال أو عنف، بل بالحوار والخلق الكريم. وقد نجح في إدخال قبائل كاملة إلى الإسلام فقط بفضل منطقه وأخلاقه وصدق إيمانه. هذا النموذج يجب أن يكون القدوة للدعاة في هذا الزمن، خاصة حين تواجه الدعوة تحديات في عالم تتعدد فيه المرجعيات والثقافات.


    ٤. الحاجة إلى تجديد الفهم لا الاكتفاء بالماضي

    أشرتَ إلى ماضي الأمة المجيد، وهو مصدر فخر بلا شك، لكن يجب أن يكون ذلك دافعًا لتجديد الفهم والتطبيق في الواقع المعاصر. فالآيات التي خاطبت الصحابة رضي الله عنهم، هي نفسها تخاطبنا اليوم، ولكن بمنهج وفهم يتناسب مع تحديات العصر. فـ"الأمر بالمعروف" اليوم قد يكون بكلمة طيبة، أو مشروع تعليمي، أو تطبيق تقني، أو مبادرة اجتماعية.


    ٥. لا تكتمل الخيرية بدون الشهادة على الناس

    قال تعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس"، أي أن الأمة الإسلامية مطالبة بتقديم النموذج الأخلاقي والعملي للعالم. ليست فقط في الدعوة المباشرة، بل في القدوة في العمل، الصدق، العدالة، والإحسان. ومتى ما غابت هذه الشهادة، ضعفت الرسالة وضاعت الخيرية.


    الخاتمة:

    مقالك أثار فينا الحنين إلى أصالة الإسلام وروحه النقية، ولكن المهمة لا تزال قائمة، والتكليف لم يسقط. فـ"كنتم خير أمة" ليست مجرد مدح، بل عهدٌ وعمل ومسؤولية.

    نسأل الله أن نكون ممن يستحق هذا الشرف، لا بمجرد الانتماء، بل بالعلم والعمل والدعوة على بصيرة.

    مع خالص الشكر والتقدير،

    تعليق

    مواضيع مرتبطة

    Collapse

    جاري العمل...