
إخواني وأخواتي الأعزاء ,,,
يسعدني هنا أن أضع بين يديكم ,,سلسلة من القصص والمواقف واللقاءات التي تتحدث عن حياة الملك عبدالله الخاصة
والشخصية ,..
وسأبدأ هذه السلسلة باللقاء الذي أجري مع
رئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين وهويروي الجانب الآخر من حياة الملك عبدالله:
«أبومتعب» لم تغيره الألقاب وظل أكثر الناس تواضعاً وحباً لشعبه


أجرى الحوار - أحمد الجميعة:
أكد معالي الأستاذ إبراهيم بن عبدالرحمن الطاسان رئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين على المكانة الكبيرة التي يحتلها
الملك عبدالله في قلوب شعبه.
وقال في حديث ل «الرياض» حول الجوانب الشخصية في حياة الملك عبدالله إن الصفات الشخصية والعملية التي يتمتع بها خادم
الحرمين أكسبته محبة الناس، ودعاءهم له بالنصر والتمكين.
وأضاف أن عبدالله بن عبدالعزيز إنسان ومواطن وأمير وملك هو عبدالله بن عبدالعزيز لم يتغير، ولم تغيره الألقاب.
وأشار إلى أن علاقة الملك عبدالله بأبنائه المواطنين قائمة على الاحترام والحب المتبادل، إلى جانب اهتمامه - حفظه الله - بتلبية
احتياجاتهم، والوقوف بجانبهم، مشيراً أن زيارات الملك عبدالله للأسواق والأماكن العامة في عدد من المدن أظهرت مدى
بساطته وتواضعه وقربه إلى شعبه.
وقال إن خادم الحرمين الشريفين تلقى نبأ وفاة الملك فهد - رحمه الله - في مبكرة من صباح يوم يوم الاثنين 26/6/1426ه، وتوجه
وقال إن خادم الحرمين الشريفين تلقى نبأ وفاة الملك فهد - رحمه الله - في مبكرة من صباح يوم يوم الاثنين 26/6/1426ه، وتوجه
إلى المستشفى مباشرة ليلقي نظرة الوداع الأخيرة على أخيه.
وأضاف أن الملك عبدالله في يوم البيعة كان ممتناً كثيراً لوفاء المواطنين الذي وصفه قائلاً: «انه ليس بمستغرب».
وأشار الطاسان في حديثه إلى جملة من المواقف الشخصية للملك عبدالله التي تعبّر عن تواضعه وحبه لشعبه، وفيما يلي نص الحوار
مع معالي الأستاذ إبراهيم الطاسان:
بداية العلاقة
٭ بدايةً معالي الاستاذ نرغب منكم الحديث عن علاقتكم مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله؟
- بدأت علاقتي مع الملك عبدالله - حفظه الله - عندما كنت أعمل في وزارة المالية، وترشحت قبل أكثر من عشرين عاماً لعضوية
مجلس إدارة نادي الفروسية، واخترت حينها أميناً عاماً لصندوق النادي، وعضو اللجنة التنفيذية التي يترأسها الأمير بدر بن
عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني، حيث بدأت في تلك المرحلة علاقتي «العملية» مع الملك عبدالله واستمرت الى ما قبل
عشر سنوات، بعد ذلك شرّفني - حفظه الله - بالعمل لديه في الشؤون الخاصة، حيث أصبحت أكثر التصاقاً به، وبشكل يومي،
منذ ما يقرب من احد عشر عاماً ولا أزال.
صفات الملك عبدالله
٭ طوال هذه المدة التي عملت فيها مع الملك عبدالله، ما الصفات العملية والشخصية التي يتميّز بها خادم الحرمين؟
- في البداية لا يمكن الفصل بين الصفات العملية والشخصية للملك عبدالله، فكل واحدة منها هي امتداد للأخرى، وهذا ما يميزه -
حفظه الله -، فهو أولاً إنسان صادق مع الله - إن شاء الله - ويضع مخافة الله أمامه في الأمور كلها، وثانياً هو صادق مع
نفسه التي يحملها دائماً على التوكل على الله، وعلى النزاهة والعدل، وعلى حب الخير، والإخلاص في العمل، والإحساس
بالمسؤولية لما يخدم دينه ووطنه وأمته، إلى جانب ذلك فهو يحب الصدق، والرجل الصادق معه، خصوصاً في نقل المعلومة
الدقيقة، حتى لو أخطأ فهو يحب أن يعترف الإنسان بخطئه ويعمل على تجاوزه، كما يكره الملك عبدالله الإنسان المتملق
والمتزلف بالقول أو العمل، وفي المقابل يحب أن يهتم الإنسان بعمله المكلف به، وترك الحديث عن الآخرين، أو التدخل في
أعمالهم، أما على المستوى الشخصي فهو رجل فارس وشجاع بمواقفه، وأعماله التي لا تعد ولا تحصى، وهو إنسان بسيط
بتواضعه وقربه من الناس، وكرهه للبذخ، إلى جانب ذلك فهو رجل يحب الوسطية والاعتدال في أمور الدين والدنيا، وينبذ
الغلو والتطرف، كذلك يتمتع الملك عبدالله بسمة الوفاء لشعبه أولاً، وللعاملين معه ثانياً، حيث دائماً ما يسأل عمن يعمل معه،
ويسعى إلى تلمس مشكلاتهم ويحلها، حتى في سفرياته الخارجية دائماً ما يحرص على المرافقين له، ويسأل عن احتياجاتهم،
ويسعى إلى راحتهم، ولو عرف أن أحداً من العاملين معه مَرِض يسأل عنه في الحال، ويهاتفه للاطمئنان عليه.. كما أنه يتذكر
كثيراً من عمل معه، ويدعو للأموات منهم بالمغفرة والرحمة.
إن الحديث عن صفات هذا القائد العظيم تجبر الجميع على احترامه والاتفاق على حبه، وهذا ما لمسناه.. ليس على المستوى الداخلي
في المملكة، بل حتى عندما يتباحث مع زعماء الدول ووفودهم الرسمية دائماً ما يعجبون بصراحته وصدقه ووضوحه، حتى
انهم يخرجون من مقابلته وهم يحملون في نفوسهم حباً واعجاباً به.
٭ ولكن هذه الصفات المميزة لهذا القائد العظيم، كيف هي بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد؟
- تقصد من سؤالك هل تغيّر الملك عبدالله بعد توليه مقاليد الحكم، أقول لك ولكل مواطن إن عبدالله بن عبدالعزيز إنسان ومواطن
وأمير وملك هو نفسه عبدالله بن عبدالعزيز، لم يتغيّر، ولم تتبدل مواقفه، ولم تتحول مبادئه، بل على العكس - حفظه الله -
تزايدت مسؤولياته بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وهو في ذلك طلب العون من الله سبحانه وتعالى، ثم من شعبه أن
يعينوه على تحمل هذه المسؤولية بالنصح والدعاء له، صدقني عرفت عبدالله بن عبدالعزيز على مدى عشرين سنة، في كل
يوم يثبت أنه الإنسان البسيط المتواضع الذي يخاف الله ويخشاه في السر والعلن.. عرفته بمبادئه الأربعة (عقيدة ووطن وصبر
وعمل)، عرفته قريباً إلى شعبه، ومحباً لهم، ومقدراً لولائهم، حريصاً على تلمس احتياجاتهم.. عرفته أكثر الناس وفاءً
وإخلاصاً.. عرفته داعياً للحوار والتسامح واحترام الآخر.. هكذا عرفته لم تغيره الألقاب.
العلاقة مع المواطن
٭ وماذا عن علاقة الملك عبدالله بأبنائه؟
- دعني أحول السؤال ليكون أبناء الملك عبدالله هم جميع المواطنين لأنه دائماً ما يردد في مجلسه أن جميع المواطنين بلا استثناء هم
أبناؤه ويجب عليه رعايتهم، والوقوف معهم، وتلمس مشكلاتهم وإيجاد الحلول المناسبة لها، وهو أيضاً فخور بأن يكون أباً
وقائداً لهم، ويقدر حجم التلاحم معه، ومبادلته شعور المحبة والمسؤولية، لذلك دائماً ما يحث أبناءه المواطنين أن يكونوا قدوة
في الخير، وأن يكونوا قريبين من الله في القول والعمل.
علاقته بأبنائه
٭ ولكن معالي الاستاذ أنا أقصد أبناء الملك - حفظه الله - الذين يحملون اسمه؟
- أنا أعرف ما تقصده، ولكن أحببت أن أوضح أولاً علاقة الملك عبدالله بأبنائه المواطنين، أما الاجابة عن سؤالك، فإن الملك عبدالله لا
يفرق بين أبنائه، جميعهم عنده سواسية، ودائماً ما يقول أحب أن أرى أبناء عبدالله بن عبدالعزيز ليسوا أصحاب مظاهر وترف
وبذخ، ولكن أحب أن أراهم أكثر الناس تواضعاً وبساطة واحتراماً للآخرين.. أحب أن أراهم أكثر الناس فعلاً للخير
والمداومة عليه، لذلك ليس بمستغرب أن أبناء الملك عبدالله قد أخذوا كثيراً من صفات والدهم.
من جانب آخر الملك عبدالله على الرغم من مشاغله ومسؤولياته اليومية، دائم السؤال عن ابنائه في دراستهم وسلوكياتهم وأعمالهم،
ويتفقد أحوالهم، ويمارس دوره كأب مسؤول عن أبنائه.
٭ ولكن لماذا اهتمامك بإبراز علاقة الملك عبدالله بأبنائه المواطنين؟
- هذا الاهتمام ليس نابعاً من عندي، وإنما هو نابع من الملك عبدالله شخصياً، ويلمسه كل مواطن، فهو - حفظه الله - كلف مسؤولاً
ليتولى شؤون المواطنين، والنظر في شكاويهم ومتطلباتهم بشكل يومي، كما وجه - حفظه الله - باستقبال طلب أي مواطن
وعرضه عليه، ويفرح جداً إذا نقلنا إليه حالة مواطن يحتاج فعلاً للمساعدة، كذلك الحال بالنسبة للعاملين معه.
٭ وما المواقف التي تتذكرها حول علاقة الملك عبدالله بالمواطنين والأعمال الخيرية والإنسانية عموما؟
- أنت تطرح علي سؤالاً يحتاج إلى إجابة كل يوم، وما أجيبك عنه اليوم تأكد يا أخ أحمد أنه يختلف في إجابته عن اليوم الذي قبله،
فأنت تطلب منّي أمراً يصعب حصره. ولكن فيما يبدو لي أن الأمر واضح لكل مواطن، فمجلس الملك عبدالله لا يخلو من
المواطنين الذين يجلسون بجانبه على الكرسي ويتحدثون معه مباشرة عن حاجاتهم، إلى جانب لقاءاته العفوية مع المواطنين
في الأسواق والأماكن العامة، حتى إنه وصل إلى منازلهم كما هو معروف في زيارته للأحياء الغفيرة بمدينة الرياض.
كذلك فهو لم يبخل بماله وجاهه في مساعدة المحتاجين بشكل دائم ويومي، اضافة إلى اهتمامه الخاص بعتق رقاب كثير من المواطنين
الذين تحمل عنهم الدية ليعودوا للحياة من جديد، وبناء وتوسعة المساجد وإقامة المساكن الشعبية للفقراء والمحتاجين.. كل
هذه الأعمال وأكثر هي تعبير حقيقي عن جوهر العلاقة المتميزة بين الملك عبدالله وأبنائه المواطنين، كذلك من جانب آخر
اهتم كثيراً ببناء الإنسان السعودي ليس بالمال، وإنما بالفكر الذي يغذي وعيه للنهوض بمسؤولياته تجاه دينه ووطنه، فهو على
سبيل المثال دعا إلى الحوار الوطني ونجح في ذلك، وأرسى قيم التسامح في المجتمع، وترك باب العفو مفتوحاً لكل مواطن
أذنب في حق وطنه، وعزز مظاهر الانفتاح المسؤول في المجتمع، حتى أصبح المواطنون أكثر تلاحماً مع قيادتهم لمواجهة
التحديات..
كذلك الملك عبدالله يتابع بشكل جيد الحالات الإنسانية للمواطنين المنشورة في الصحف اليومية، ويوجه في أكثر من مرة بمتابعة كثير
من هذه الحالات بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة. زيارة الفقراء
٭ أشرت في إجابتك عن سؤال أردت أن أطرحه حول زيارته الفقراء في عدد من أحياء الرياض، فكيف تمت هذه الزيارة؟ وهل هناك
ترتيبات سبقت تلك الزيارة؟
- أبداً هذه الزيارة كانت مفاجئة للجميع، حيث بادر الملك عبدالله بنفسه للقيام بهذه الزيارة، وكانت في شهر رمضان المبارك، وطلب
من بعض اخوانه، إلى جانب وزير العمل والشؤون الاجتماعية آنذاك الدكتور علي النملة ومرافقته، كما طلب مني ذلك أيضاً،
وخرجنا في سيارات «عادية» لا توحي بموكب الملك عبدالله، وتوقفنا كثيراً عند زحمة السيارات على جسر الخليج وطريق
الملك فهد إلى أن وصلنا إلى الحي المقصود، وتحولت الجولة إلى لقاء أبوي.. بسيط.. وعفوي.. بكل ما تحمله الكلمة من
معنى.. وكما شاهد الجميع عبر التلفاز والصحف كيف كانت هي فرحة المواطنين بلقاء الملك عبدالله.
الأمر المهم الذي أحب أن أعلن عنه هنا وهو يُنشر للمرة الأولى، ولم يفصح عنه أحد، أن الملك عبدالله همس في أذني قائلاً: «غداً
الصباح تصل مساعدة عاجلة لهؤلاء المحتاجين»، وفعلاً تم تقديم المساعدة العاجلة لقاطني ذلك الحي.
الحامي هو الله
٭ يلحظ الجميع أن الملك عبدالله أثناء وجوده في عدد من الأماكن والمناسبات العامة أن عفويته ورغبته بالقرب من المواطنين تضاعف
من مسؤولية الحراسة الأمنية عليه؟
- نعم هذا صحيح، والأدلة والشواهد على ذلك كثيرة، ففي زيارته الأسواق والأماكن العامة في الرياض وجدة والدمام والمدينة، وفي
مكة مؤخراً، تفاجأنا كما تفاجأ المسؤولون عن الحراسة الأمنية، أن جميع الترتيبات الأمنية لسير الملك عبدالله وتنقلاته بين
عدد من المواقع في المكان الواحد تتغير لحظة ما يكون هناك مواطنون أو مواطنات يرغبون السلام عليه، أو التحدث معه،
أو تقديم شكوى أو مساعدة، ففي هذه الظروف يصعب السيطرة على الموقف، وحين يأتي الوقت الذي نسأل فيه الملك عن
ذلك يجيب «لا تحرموني من رؤية شعبي»، ثم يتابع قائلاً: «الحامي هو الله، وثقتي في شعبي أكبر من أن يقف حاجز أمامها».
ومن المواقف أيضا حين يسير موقف الملك عبدالله في الطريق إلى القصر أو الديوان ويتوقف فجأة، ليتفاجأ الجميع أن سبب
التوقف ليس عطلاً في السيارة، وإنما عين الملك عبدالله شاهدت مواطناً أو مواطنة تحتاج المساعدة، فينادي بصوته، ويفتح
النافذة، ويتحدث بعفوية مطلقة، ويسأل عن حاجته، ويوجه بتقديم المساعدة، ولا يكتفي بذلك - حفظه الله - بل يسأل في اليوم
التالي ماذا عملتم بموضوع الرجل أو المرأة التي قابلناها يوم أمس..
هذا هو عبدالله بن عبدالعزيز ببساطته وعفويته.
برنامج الملك اليومي
٭ وماذا عن برنامج الملك عبدالله اليومي؟
- برنامج الملك - حفظه الله - يختلف من وقت لآخر، بحسب الأيام والاجازات، فهو يتوجه في كل صباح كالمعتاد إلى الديوان
الملكي، ويمكث هناك إلى ما بعد العصر، ثم يعود إلى قصره، وبعد صلاة المغرب يستقبل رئيس الديوان الملكي، والشؤون
الخاصة، وشؤون المواطنين، وينهي المعاملات المعروضة عليه، وبعد صلاة العشاء يحين موعد اتصالاته الخاصة، إلى جانب
تلقي المكالمات المهمة، ثم يحين موعد راحته.
يتبـــــــــــــــــع
تعليق