الزمن..وفقا للتصور القرأنى

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts
  • ابراهيم الجيار
    عضو متميز
    • Mar 2009
    • 215

    #1

    الزمن..وفقا للتصور القرأنى

    الزمن هو اغرب المخلوقات الجبارة التى خلقها الله تعالى
    وليس الانسان سوى مسافر فى هذا الزمان.. والزمن مخلوق عجيب من فرط شفافيته ورقته لا يكاد يرى.

    ان احد لا يرى الزمان,صحيح ان الساعات فى ايدينا تعنى اعترافنا بهذا المخلوق الخفى الغامض.ورغم اعترافنا بوجود الزمن فنحن لانراه هل يتحرك الزمان او يدور حول نفسه
    (كما نقول فى لغتنا الدارجة الزمن دوار)....ام ان الذى يتحرك هو الانسان والزمن ثابت كطريق مسفلت له بداية هى حياتنا
    ونهاية هى موتنا!!!
    ولتقريب الامر على الاذهان....لنفترض الان ان هناك نقطة فى الزمان هى النقطة (س)...اذا افترضنا ان الانسان يسير نحو هذه النقطة.ان(س)سوف تعتبر بالنسبة لا نسان يسير نحوها الان هى المستقبل....لا الانسان لا يعرف ماذا سيقع له فى هذه النقطة.
    ---اذا وصل الانسان الى(س)صارت حاضرا.
    ----واذا ترك الانسان النقطة(س) صارت ماضيا
    اى ان الحاضر والمستقبل والماضى تقع جميعا فى نقطة واحدة...اليس هذا مدهشا!!!!

    فلو تأملنا الكرة الارضية ذاتها...فسوف نكتشف انها تضم الماضىوالحاضر والمستقبل معا بل انها تقع فى نفس الوقت
    فأختلاف التوقيت من بين بلد واخر هو خير دليل على ذلك
    ففى الوقت الذى تشرق فيه الشمس على نفس الكرة الارضية
    تغيب عن النصف الاخر منها ..اى ان الليل والنهار يولدان معا فى نفس الوقت وفى مكانين مختلفين هما فى الحقيقة وجه لمكان واحد هو الارض...كيف يقع هذا كله؟؟؟

    ان الارض تدور حول نفسها امام الشمس...ان هذا الدوران يعنى
    وجود الليل والنهار والزمان والوقت...ايعنى هذا ان الوقت دائرة...شئ رياضى كا لدائرة...نحن لا نعرف حقيقة الزمان لان
    احد لم يراه...انما نحن نخترقه او نعبر مجاله فقط.
    او بعبارة اخرى نحن نسير داخل الزمن ان جاز هذا التعبير...
    او نمر به كما يمر المسافر فى القطار بأعمدة التلغراف فيتصور انها تجرى بينما الحقيقة انها ثابتة .. و القطارهو الذى يجرى
    فى حين ذهب راى اخر ان القطار ثابت كأعمدة التلغراف هو الاخر وان الذى يتحرك هو الزمن!!!!

    والسؤال الذى يطرح نفسه الان بشدة اذا كنا لانعرف حقيقة الزمن لان احد لم يراه فكيف اكتشفنا وجوده؟؟؟
    بألاحداث....فالزمن شئ ليس له معنى الا فى وجود احداث تميزه
    تماما كالالوان التى لا نستطيع ان ندركها او نميزها الا فى وجود العين المبصرة وان مجرد تصور ماضى وحاضر ومستقبل هو الذى يوحى الينا بمرور الزمن وكأ نه سلسلة من الاحداث المتتابعة...ولولا الذاكرة التى حبانا الله اياها لكى تعيش فيها الاحداث التى نواجهها لما احسسنا بمرور الزمن.

    ونود ان نضيف ان الزمن نسبى لانه يتوقف على المكان الذى يقاس فيه فلكل كوكب فى المجموعة الشمسية يومه وعامه الخاصين به طبقا لسرعة دورانه حول نفسه وحول الشمس
    وبهذا يكون الزمن مرتبط بالحركة والمكان ولا وجود لاحدهما دون الاخر فاليوم فى كوكب الزهرة مثلا يعادل 242 يوما على الارض اى ان الفصول الاربعة على الزهرة تتعاقب جميعا خلال يوم واحد لان يومه يعادل سنة الارض تقريبا.

    كما اوضح لنا العلم ان المسافات الشاسعة بيننا وبين النجوم تقاس بما يسمى(السنة الضوئية) وهى المسافة التى يقطعها الضوء فى خلال سنة...اى الضوء الذى يأتينا من النجوم هو بمثابة رسول يحكى لنا على الارض ماحدث لها هناك فى الماضى البعيد.

    فالزمن هو مقياس حياتنا...هو مقياس الاحداث التى نمر بها.
    والزمن من حجب الغيب....فهو يحجب عنا الماضى فلا ندرى ماحدث فيه....الا ان نقرأه فى كتب التاريخ او يرويه لنا الرواة

    كما ان الزمن هو حجاب المستقبل.....فنحن لا ندرى ماذا سيحدث غدا او بعد غد او فى الاعوام القادمة...وكل ما ندريه...هو حاضر نعيش هوماضى عشناه فنعرفه ومستقبل لا ندرى ما هو قضاء الله فيه..



    فالزمن يملكنا ولا نملكه.....فلا يستطيع الانسان منا ان يعيش خارج الزمن...لا يستطيع ان يبقى طفلا فلا يكبر....ولا ان يبقى شابا فلا يصل الى مرحلة الشيخوخة...ولا يستطيع انسان ان يعيد الماضى ليصحح اخطاءه...فلايمكنه لو ارتكب جريمة قتل ان يعيد الزمن حتى يتجنبها...ذلك هو الزمن فى حياتنا

    اما الله سبحانه وتعالى—خالق الزمن—لا زمن عنده فلا ماضى اختلف من علمه....ولا مستقبل خرج من قضائه...ولا احداث تجد....بل كل ما فى الكون بما فيه وحتى يوم القيامة فى علم الله يبديها لنا--ولكن لا يبتد يها---لانها فى علمه جل جلاله.


    ويجب ان نفرق بين امرين:
    اولهما: ان نعيش فى الزمن ولكن نفقد احساسنا به
    وثانيهما:ان يكون –الانسان- خارج الزمن

    فاولهما تعنى :مرحلة يسقط الزمن فيه عن الانسان(وذلك حتى نعرف المعنى الحقيقى للزمن)...وهو انه مقياس للاحداث اذا - توقف احساسنا بالزمن وفقد معناه.... فعندما ينام الانسان ويسكن سكونا مؤقتا....فان معنى الزمن عنده يتوقف....
    فاذا اسيقظ لا يعرف كم ساعة قضاها وهو نائم الا ان يكون قد نام والشمس مشرقة واسيقظ والدنيا ظلام او العكس. وهذه التجربة نعيشها جميعا الاوهى فقدان الاحساس بالزمن اثناء النوم---او فقدان الاحساس بالوقت مع من تحب وهى تجربة قد مر بها الكثير منافنحن توقف الزمن كمقياس للاحداث فالزمن هنا نشعر انه يمر سريعا---وفى الاحداث الحزينه نشعر ان الزمن يمر ببطئ--

    وثانيهما:ان الله سبحانه وتعالى افهمناانه يمكن---ان يجعل الانسان يعيش خارج نطاق الزمن تماما----اى لا تاثير للزمن عليه اى لا يكون الزمن مقياسا لحياته مثل قصة اهل الكهف..
    وقصة العزيز الرجل الصالح والفرق بينهما ان اهل الكهف انامهم الله ثلاثمائة سنة وتسعة, بينما العزيز الرجل الصالح
    اماته الله مائة عام .....ولكنهما يتفقان فى اجابتهما
    فى كم لبثتم؟؟؟
    فكل من سئل هذا السؤال اجاب:
    (يوما او بعض يوم....)
    فالميت (الميتة الكبرى) والنائم (الميتة الصغرى) لا يدركون الزمن لان ادراك الزمن انما يتأتى بمشاهدة الاحداث فالميت لا يشعر بالزمن لانه لايعيش احداثا,كالنائم الذى لا يدرى المدة التى نامها ولهذا كانت اجابة كل من سؤل هذا السؤال واحدة

    لا ن هذه اطول مدة يمكن ان يتخيلها الانسان لنومه
    (يوما او بعض..)كما ان النائم لايستطيع تحديد ذلك بدقة مثله
    مثل الميت لان الزمن ابن الحدث فان انعدم الحدث انعدم الزمن.

    لذلك يقول تعالى عمن ماتوا حتى ايام ادم عليه السلام:
    (كانهم يوم يرونها لم يلبثوا الاعشية او ضحاها)

    طبعا ا لقارئ الحاذق سنجد ما سطرناه هو شرح مبسط لنظرية النسبية لاينشتين (البعد الرابع الزمكان) ....ولكن وفقا للمفهوم الاسلامى...
    ولا اخفيكم اننى وانا اسطر ما بين ايديكم اصابنى فى الحلق غصة واعتصرنى الالم كتاب الله بين ايد ينا وتحت اعينا
    ليلا ونهارا وينطق ويصف الارض با نها بيضاوية (الارض دحاها) قبل تصويرها من الفضاء... ويتكلم عن نظرية النسبية
    قبل اينشتين(عرش بلقيس...كم لبثنا؟يوما اوبعض يوم....وغيرها) واشار الينا ودلنا على اطوار الخلق....
    فلم نلتفت الى تلك الاشارات وان كفينا مع عقولنا فى البحث فى توافه الامور فمتى سنفيق من غفلتنا
    وانا هنا اوجه صرختى الى رسول الله محمدا حبيبه وصفيه لاننى اصبحت اشعر اننى كالصارخ فى البرية
    فاقول له بحب:
    ان الاسلام قد قعد بة اهلة, والزمن بالناس يعدو,

    والحياة فى العالم فكر يتحقق,وهى عندنا حلم يتبدد, هذة أمتك تملأ الارض, ولكن قد فرغت قلوبها من الايمان,والايمان فى دينك قول وعمل كانت بة المعجزة الاسلامية ولكنة عندنا قول وجدل,تكون بة الفرقة الجاهلية....


    وسوف نعرض فى الموضوع القادم لموضوع الة الزمن بين الحقيقة والخيال؟وهل يمكن تحقيق الفكرة والصعوبات التى تواجهها




    آخر تعديل بواسطة ابراهيم الجيار; 11-03-2010, 02:56 PM.
    فى يوم صحيت شاعر براحة وصفا* الهم زال والحزن راح واختفى*
    خدنى العجب وسألت روحى سؤال انا مت؟..ولا وصلت للفلسفة
    عجبى
  • جار القمر80
    عضو متميز

    • Aug 2008
    • 5122

    #2
    الرد: الزمن..وفقا للتصور القرأنى

    السلام عليكم أخي الملهم ابراهيم ,,,

    مقال غني وقيم وفلسفة رشيقة لمعنى الزمن وماهيته ,,

    بالرغم من أن مقالك الجميل أغنى ثقافتي عن الزمن , ولكنه بالنسبة لي وللكثير يبقى من أسرار حياتنا

    لأن من المهم والاجدر أن نفهم الزمن من المنظور الإلهي , وكيف نمسك بالزمن ونجعله لنا وليس علينا

    نقرئ في القرآن الكريم ما يبعث في النفس الخوف فهو الذي خلق الأرض والسموات في ستة ايام ثم استوى على العرش ,, ويوم كمائة عام مما تعدون ,,,

    أنا اول الخائفين من هذا الموضوع .. ولعلي ( العبد لله ) كغيري من الكثيرين الذي هم في غفلة عن الزمن والله المستعان ...

    رائعة مقالتك اخي ورائع قلمك

    للتثبيت

    تعليق

    • المهندسه نور
      عضو متميز
      • Dec 2005
      • 10421

      #3
      الرد: الزمن..وفقا للتصور القرأنى

      موضوع موفق أخي ابراهيم ..

      شكراا لك ......................



      تعليق

      • صقرالنوايف
        نائب المدير العام


        • Jun 2005
        • 25677

        #4
        الرد: الزمن..وفقا للتصور القرأنى

        شكرا اخي إبراهيم على الموضوع الشيق
        لي عوده

        تعليق

        • خربشات حلم
          عضو بارز
          • Sep 2009
          • 1240

          #5
          الرد: الزمن..وفقا للتصور القرأنى

          تحيه طيبه ..لشخصك وفكرك استاذي الرائع .... تحيااااااااااااتي لسمو عقلك وتحليلك المنطقي للزمن ومايحمله من ألغاز !!! (الزمن) دوما يشغلنا ويؤرقنا بتفاصيله وسير الاحداث فيه واعجبني حينما وصفته بانه طريق ونحن نمثل فيه نقطة (س).. ودوما نتذكر الحديث القدسي ..قال الله تعالى .. (لا تسبوا الدهر فاني انا الدهر)..! وبما أن الله هو الزمن اذا هو المتحكم هو من بيده زمام الامور !!ولكن اذا كما تقول ان الزمن ثابت ونحن من نمشي فكيف ستتنتهي الارض ؟؟ كل ماعلى الارض سيفنى قال تعالى (كل من عليها فان ,ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام),سوره الرحمن,,وفي الحديث القدسي يقطع الله بانه تعالى هو الدهر والدهر احدى اسماء الزمن والوقت ,فكيف ترى أستاذي بان الزمن هو مخلوق اذن ؟؟؟ وقد حرم الله سب الدهر .. ولكن لم ينكر على الدنيا ذلك !! فالدنيا شيئ والزمن شيئ ..وقد اخطئ اذا سميته شيئ !!لان الله منزهه عن هذا ..كيف اكتشفنا وجود الزمن ؟؟؟سؤال يدعو الى الحيرى حقا .. ولكن استنادا للحديث القدسي .. بما ان الدهر هو الله اذا بنفس الطريقه التي اكتشفنا بها الخالق ..بنفس الطريقه التي اكتشفنا بها انه المعطي, المحيي ,المميت ,الرازق فلكل فعل فاعل وفعل الخلق من خالق عظيم وكذلك ووجودنا بزمان لانعلم ماهيته وقد لايخصنا فمن عند عالم حكيم .(.فالزمن يملكنا ولا نملكه..)..هنا اجابه لكل التساؤلات ...فلا يستطيع الانسان منا ان يعيش خارج الزمن...لا يستطيع ان يبقى طفلا فلا يكبر....ولا ان يبقى شابا فلا يصل الى مرحلة الشيخوخة...ولا يستطيع انسان ان يعيد الماضى ليصحح اخطاءه...فلايمكنه لو ارتكب جريمة قتل ان يعيد الزمن حتى يتجنبها...ذلك هو الزمن فى حياتنا

          اما الله سبحانه وتعالى—خالق الزمن—لا زمن عنده فلا ماضى اختلف من علمه....ولا مستقبل خرج من قضائه...ولا احداث تجد....بل كل ما فى الكون بما فيه وحتى يوم القيامة فى علم الله يبديها لنا--ولكن لا يبتد يها---لانها فى علمه جل جلاله.
          ..لك مني كل الاحترام والتقدير والشكر لشخصك وعبقريه منطقك استاااااااذي القيم ..ودوما مواضيعك شيقه وغنيه ومختلفة ..ونحن هنا ننتظر سطورك وفلسفتك المسلمة الدينه ..تحياااااااااتي .(خربشات)

          تعليق

          • ابراهيم الجيار
            عضو متميز
            • Mar 2009
            • 215

            #6
            الرد: الزمن..وفقا للتصور القرأنى

            عزيزتى خربشات
            تحية كريمة لشخصك وعقلك الوقاد
            وبعد
            اشكرك على كلماتك الرقيقة فلقد وصفتينى بأوصاف انا اقل منها كثيرا.....فانا ياعزيزتى
            رجل لايملك الا الكلام --اى ممن يوصفه المجتمع بالثرثار--- احترف مهنة التسكع العقلى—أحاول من خلال كلماتى ان اكون اداة لتجديد وتغيير وتعديل الافكار وسلاحى فى هذا ينحصر... فى التساؤل والتعجب والاستفهام.....ابحث من خلال تلك الادوات.. فى مشكلة الانسان....لذا فانا انسان المشكلة ورجل التساؤل خالق علامة الاستفهام... دائما اجد فى اثر الحقيقة ...لذا فانا لازال ابدا
            سالكا,وسائرا, وحائرا ,وعابرا,وناظرا,ومسافرا وراء الحقيقة.

            و اعلم انها مهمة عسيرة لا يمكن ان تنتهى
            فى يوم صحيت شاعر براحة وصفا* الهم زال والحزن راح واختفى*
            خدنى العجب وسألت روحى سؤال انا مت؟..ولا وصلت للفلسفة
            عجبى

            تعليق

            • خربشات حلم
              عضو بارز
              • Sep 2009
              • 1240

              #7
              الرد: الزمن..وفقا للتصور القرأنى

              .... رااااااائع أستاذي ..احي تسكعك العقلي ..احي فكرك المتمرد الذي يبحث دوما عن الاستفهامات ؟؟؟؟احي ثرثرتك المختلفة ..أنا لا أقبل أن تسمي سمو الفكر .. بالثرثره .. بل بالفلسفة .. نتاج وهج وأناقة فكرك ..تحياااااااااااااااااتي لك أ/ابراهيم .. تحياااااااتي ..لقلمك ... لك مني جزيل الشكر والاحترام ..أختك الثرثاره (خربشات)

              تعليق

              • ابراهيم الجيار
                عضو متميز
                • Mar 2009
                • 215

                #8
                الرد: الزمن..وفقا للتصور القرأنى

                العزيزة خربشات
                تحية كريمة لشخصك...شكرا على كلماتك ايها الثرثارة...اقصد ايها الفليسوفة ودام الاحترام الذى يربطنا
                ابراهيم
                فى يوم صحيت شاعر براحة وصفا* الهم زال والحزن راح واختفى*
                خدنى العجب وسألت روحى سؤال انا مت؟..ولا وصلت للفلسفة
                عجبى

                تعليق

                مواضيع مرتبطة

                Collapse

                جاري العمل...