اعلان

Collapse
No announcement yet.

البيان الصادر عن الوزارة إثر الزلزال

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts

  • البيان الصادر عن الوزارة إثر الزلزال

    البيان الصادر عن الوزارة إثر الزلزال


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال هلك الناس فهو أهلكهم)).
    لقد فوجئت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ببعض التفسيرات الخرافية للزلزال الذي أصاب جزءً عزيزا من هذا الوطن المفدّى. وهي وإن كانت تعتقد أن هناك جهات مختصة كفيلة بكفّ الشعوذة باسم العلم، فإنها ترى أنه من واجبها أن تساهم في كفّ التهويل والتجريم باسم الدين.

    لما توفي إبراهيم ابنُ النبي صلى الله عليه وسلم كسفت الشمسُ، فظن الناس أنها عـلامة حزن وأسى، فأجاب عليه السلام: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته))… وكذلك الظواهر الكونية الأخرى.

    إن ارتباط العذاب الإلهي بعصيان العباد وارد ولكن بالنسبة للأمم السابقة لأن الله تعالى أيّد رسله إليهم بالمعجزات المحسوسة، أما الأمة المحمدية فـقد عـصمها الله من هـذا البلاء بـدوام شكرها وإيمانها واستغفارها ودعائها. فقد قال الله عز وجل: "ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم". ومعناه عند المفسرين أن الله لا يعذب قوما فيهم من يؤمن به ويشكره.

    وقال: "ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون". فهو لم يعذب كفار قريش رغم كفرهم لأنهم كانوا كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقولون في طوافهم بالكعبة: "غفرانك". فما بالنا بأمة مؤمنة شاكرة مستغفرة، كان أول ردّ فعلها –بعد الزلزال – قول: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله، إنّا لله وإنّا إليه راجعون".

    وفي صحيح البخاري عن جابر قال: »لما نزلت هذه الآية: "قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم" أي بالرجم بالحجارة والطوفان وغيرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو مجاب الدعاء-: ((أعوذ بوجهك))، ولما نزل قوله تعالى: "ومن تحت أرجلكم" بالخسف والرجفة أي الزلزال، قال: ((أعوذ بوجهك))«.

    قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري: وفي الحديث دليل أن الخسف والرجم لا يقعان في هذه الأمة... والأحاديث التي تخالف ذلك في أسانيدها مقال غالبا.

    وإنه يجب علينا أن نفرق بين بلاء الله عزّ وجل وانتقامه -المعفاة منه الأمة المحمدية– وبين ابتلائه أي امتحانه الوارد في مثل قول الله تعالى: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين". وهو الابتلاء الذي لم ينج منه حتى الأنبياء كما حصل لنبي الله أيوب عليه السلام وهو من خيرة خلقه ومصطفاه، وحاشى أن يكون ابتلاؤه إياه سخطا عليه وانتقاما منه.

    فالموقف الصحيح أن يتذكر المسلم الآخرة ويتّعض بما حدث: لو كتب الله له الموت هل كان ليلقى الله وهو عنه راض؟ وهل أدى أماناته؟ وقضى دينه؟ وأرجع مظالمه؟ وهل نجح في الامتحان الذي امتحنه الله به؟

    والحقيقة أن المجتمع الجزائري نجح في الامتحان، لأننا كنّا نظن أنفسنا شيعا فوجدنا أن الأمة الجزائرية عائلة واحدة تسارع في إنقاذ الهدمى، والتبرع بالدم والمال، وستخرج من محنتها وهي أكثر تقوى لله وأشدّ إيمانا بقضائه وقدره، وأوعى بأخطائها، وأكثر حزما في أن تستدرك ما فاتها بالإيمان والعلم.
    وإذا كان الدعاء يرد القضاء، والصدقة تنفي البلاء، فإننا نذكر بقول الله تعالى: "قل ما يعبء بكم ربي لولا دعاؤكم" والذي مقتضاه أن الله يرد المحن بالدعاء والتضرع والتصدق على عباده، ونرفع أكفّ الضراعة والدعاء للمولى الرحمن الرحيم أن يتقبل ضحايا الزلزال شهداء عنده في الجنة، ويلهم ذويهم جميل الصبر والسلوان.

    اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء. ولك الحمد على كل حال.


    منقول عن موقع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجمهورية الجزائرية

  • #2
    الرد: البيان الصادر عن الوزارة إثر الزلزال

    يعطيك الف عافيه أخي الجزائري
    على نقل الخبر
    ونسأل الله أن يكفينا شر الزلازل والمحن
    تقبل خالص تحياتي،،

    تعليق

    Working...
    X