السلام عليكم
نقلت لكم قصة من اطرف ما قرأت وحبيت تشاركوني في قرائتها
يحكى أن أخوين، كان أحدهما غنياً، والآخر فقيراً، وكان لكل منهما ولد اسمه أحمد، وكان الغني يزور أخاه الفقير، بين حين وآخر، مصطحباً معه ابنه أحمد، وكان إذا حان وقت الغداء، أعرب لأخيه الفقير عن رغبته في تناول نوع ما من الطعام، ثم يستأذنه في إرسال ابنه إلى السوق، لشراء ذاك النوع، وكان الأخ الفقير يستجيب لرغبة أخيه، وعندئذ يعطي الغني ابنه بعض النقود، ويقول له اذهب واشتر لنا ذلك النوع من الطعام، فيأخذ ابنه النقود ويخرج.
وما إن يصير الولد خارج الدار حتى يقول الغني لأخيه الفقير: "أحمد يمتطي الآن الجواد"، وبعد قليل يقول: "هو الآن في الطريق إلى السوق"، وبعد حين آخر: "هو الآن في السوق"، ثم يقول: "هو الآن يساوم في شراء الطعام"، ثم يقول: هو الآن يشتري ذلك النوع"، ثم يقول: هو الآن يمتطي جواده ويعود"، ثم يقول: "هو الآن في الطريق إلينا"، ثم يقول: "هو الآن في باب الدار".
وعندئذ ينادي، فيجيبه ابنه، ثم ما يلبث أن يدخل حاملاً ذلك النوع من الطعام الذي أوصاه به أبوه.
وكان هذا دأب الغني، في كل مرة يزور فيها أخاه الفقير، يفخر أمامه بقدرته على شراء ما يشتهي من ألوان الطعام، ويزهى بذكاء ابنه، وحسن تصرفه.
وكان الفقير يحس بالألم والضيق، لفقره، وعدم قدرته على شراء شيء مما يشتهي، ولضعف ابنه، وقلة حيلته.
وذات يوم قرر الفقير أن يزور أخاه، ويفعل مثل ما يفعل، فحمل ما كان قد ادخره لذلك من مال، واصطحب ابنه، ومضى إلى زيارة أخيه، ولما حان وقت الغداء اقترح على أخيه الغني نوعاً من الطعام، واستأذنه في ارسال ابنه لشرائه من السوق، فوافق الأخ، فنادى الفقير ابنه، فأعطاه صرة النقود، وأوصاه، وحذره، وحثه على الإسراع، ولما خرج الولد، التفت الفقير إلى أخيه الغني، وقال له: "أحمد الآن يمتطي الحمار"، وبعد قليل قال له: "هو الآن في الطريق"، ثم قال: "هو الآن في السوق"، ثم أخذ يقول مثلما كان يقول أخاه من قبل، متتبعاً مراحل مضي ابنه إلى السوق، وعودته منه، حتى بلغ قوله: "هو الآن في الباب، عائد من السوق، ثم نادى ابنه، فجاء صوته: "نعم يا أبي"، فقال له: "عجل، هات الطعام، فجاء الصوت ثانية: "أنا هنا يا أبي، ما أزال أحاول وضع السرج على الحمار".
القصة للدكتور أحمد زياد محبّك
ان شاء الله تعجبكم
شكرااا
تعليق