* لمـــاذا أعيـــش * خاطرة

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts
  • أحمد فؤاد صوفي
    عضو
    • Jul 2025
    • 32

    #1

    * لمـــاذا أعيـــش * خاطرة

    * لمـــاذا أعيـــش *
    كل منا الآن يعيش لرغبة عنده . . جعلها لحياته هدفاً . . فهذا يعيش لولده. . وهذا يعيش لزوجته . . وذاك يعيش لتنمية ثروته . . وآخر يعيش ليحافظ على مركزه . .
    وقد نجد رجلاً قد تناسى والديه لأنهما يعيقان تقدمه أو يؤخران وصوله إلى أهدافه . . أو إنه بسببهما تنقص ثروته . . ونجد آخر قد تناسى مبادءه . . فلا مانع لديه من بعض الاحتيال وبعض الكذب . . اللذان يعجلان ويضمنان له تنفيذ مآربه . . والوصول إلى غايته وهو – برأيه - لا يؤذي أحداً . . وهذا رجل جليل مركزه . . عظيمة ثروته . . يؤذي من حوله . . وهو يقول بقناعة راسخة . . لكل منا قدره . . أنا لا أؤذي أحداً . . بل إن قدر من حولي أن يكون أذاهم عن طريقي . . وقدري أن أكون هكذا . . سيداً مسموع الكلمة . . ! !
    علينا هنا ألا ننسى . .أن الولد الذي يعشقه والداه . .ويفديانه بروحهما . .هو من خلق الله . . والله أولى بحفظه ورعايته . . وما هما إلا وسيلة لتنفيذ إرادة خالقهما في هذا الولد في حفظه ورعايته . . وهما . . ومهما قدما من جهد . . فهل بإمكانهما ضمان صحة ولدهما . .أو ضمان رجاحة عقله . .أو ضمان رزقه . . أوبالأحرى ضمان حياته . . ! !
    والتاجر . . الذي نسي أهله . . أبويه . . أقاربه . . وجند نفسه ونذرها في تطوير تجارته . . وزيادة غناه . . كي يشار إليه بالبنان . . وكي يتمنى كثيرون أن يكون قدوتهم . . ! ! ماذا بوسعه أن يضمن ! ! حياته كلما نام . . أم بقاء ثروته كلما استيقظ . .
    إن كل شيء لهو بيد الله . . فلو ذهبت الثروة . . فماذا يبقى لهذا التاجر . !! ولد يلعنه . . ! ! أم والدة غاضبة عليه . . ! !
    إن كل ثروات الدنيا لا تساوي كلمة حنان واحدة من أم لولدها . . وكل جمال العالم لا يساوي غضْبة واحدة من أم على ولدها . .
    مابال الناس مبادؤهم قست . . ! ! وعقولهم خفَّت . . وإدراكهم غاب . . قطعوا بأيديهم أرحامهم . . وهم مازالوا على صلواتهم يحافظون . . وعلى صيامهم مواظبون . . ولزكاتهم مانحون . . ويظنون أن الدين هو هكذا . .
    أما يدركون أن كل ما يُـفعل لغير وجه الله فالنار أولى به ! ! وأنه من لم تنهه صلاته عن الفاحشة فلا فائدة منه ولا موجب – لتعبه – وخسارة وقته ومن لم ينهه صيامه عن السوء . . فلماذا يجوع ! !
    إن أمامنا هدف واحد هو التقوى . . التقوى في مفهومها الكبير . . ومعناها العميم . . أن نتقي - ماقدرنا - ما أمرنا الله أن ننتهي عنه . . ونتبع - ماقدرنا - ما أمرنا الله أن نفعله ونجاريه . .
    كل فعل يبدأ بإسم الله . . أي لأجل الله . . ونحن وسيلة لهذا الفعل . . وعملنا هو لله . . وله فقط . .
    فعندما ندرس . . نجد ونسهر الليالي . . ليس لتحصيل علامة عالية . . وليس ليقال عنا من أهلينا أو مدرّسينا كلاماً حسناً . . ولكننا ندرس حتى نفهم ماندرسه فهماً كافياً . . عسى الله أن يبارك لنا في علمنا كي نستخدمه للخير ولصالح الأمة . .
    وكذلك عندما نقرأ كتاباً . . فنحن لا نقرؤه استمتاعاً به فقط . . بل كي نستفيد مما ورد فيه . . من تجاربه . . كي نتبع خيره . . وننأى عن معايبه . . وبالنتيجة كي نرقى بأنفسنا إلى مراتب عالية من مراتب الأخلاق . .لكي نتبع مآثر الأنبياء . . ونستحق أن نكون من البشر . .
    وعندما نتاجر . . نشتري ونبيع . . لا نغش . . ولا نحسِّن في بضاعة معيبة. . لا نعطي بيانات كاذبة . . لا نطمع بربح فاحش . . حتى لو سنحت لنا الفرصة . . وكل ذلك لتقوية ذاتنا على ذاتنا . . وتعويداً لها . . خروجاً من لذائذ فانية . . لا بد أن تنتهي . .وجرياً وراء مكاسب خالدة يوم الحساب . . وعندما نرزق بالولد . . يتحتم علينا أن نربيه تربية حسنة . . لا ليقال أن إبن فلان تربيته عالية . . ولكن لنجهز هذا المخلوق الجديد كي يكون عبداً صالحاً نتباهى به يوم القيامة . .
    هذا هو الهدف . . ولا هدف غيره . .
    إنها إذن المدينة الفاضلة . . النابعة من المجتمع الفاضل . . التي يستمر حلمنا بها . . ولا يتوقف . . حتى يتوقف الزمان . .
    والخير في هذا العالم . .يجب ألا ينتهي . .وهو لايمكن أن ينتهي . .
    وروحنا هي نفحة من روح الله . . فكيف يمكن للخير أن ينتهي . .!
    نرجو الله أن يبقى معنا . . ولا يكلنا لأنفسنا طرفة عين . . وأن يعيننا على فعل الخيرات . . واتباع الإحسان واصطياد الحسنات . . عسى أن نكون يوم الفزع الأكبر من عتقاء النار . . ومن أحباب الله . . إنه سميع مجيب .



    * أحمد فؤاد صوفي *
    اللاذقية - ســـــوريا
  • ساندروز
    المدير العام

    • Sep 2000
    • 12010

    #2
    الأستاذ الأديب أحمد فؤاد صوفي،

    قرأت خاطرتكم البديعة «لماذا أعيش» فهزّت في داخلي الكثير من المعاني التي قد يمرّ بها كل إنسان في رحلة الحياة. لقد وضعتم يدكم على جوهر الخلل الذي يعيشه الناس اليوم؛ إذ غابت عنهم البوصلة الحقيقية، فانشغلوا بالمظاهر والأهداف الدنيوية الضيقة، ونسوا أن الأصل هو التقوى والعمل لوجه الله وحده.

    إنّ حديثكم عن الأب الذي يغفل والديه في سبيل طموحه، أو عن التاجر الذي يجعل ثروته معبودًا يتبعه، هو تصوير صادق لواقع ملموس في مجتمعاتنا. كم من شخص نراه ظاهره التدين – صلاة وصيام وزكاة – ولكنه مقطوع الرحم، أو غارق في الغش والطمع، ناسياً أن الدين معاملة، وأن كل عبادة لا تنهى عن الفحشاء والمنكر إنما هي طقوس بلا روح.

    أعجبني تأكيدكم على أن الهدف الأسمى هو التقوى بمعناها الشامل، وأن كل فعل ينبغي أن يبدأ باسم الله وينتهي به، سواء في الدراسة أو العمل أو التجارة أو التربية. هذه الفكرة تعيد الإنسان إلى أصله: عبدًا لله، لا لغيره.

    إنها رسالة عظيمة في زمن باتت فيه الموازين مضطربة، والأولويات مقلوبة. فشكراً لكم على هذا النصح الصادق الذي يذكّرنا بالمدينة الفاضلة التي نحلم بها، مجتمع يقوم على البرّ والرحمة والصدق.

    نسأل الله أن يجعل كلماتكم في ميزان حسناتكم، وأن ينفع بها قارئها، وأن يعيننا جميعًا على أن نعيش لله، لا لغيره.

    مع خالص التقدير والاحترام،



    هاتف:
    0055-203 (715) 001
    0800-888 (715) 001

    تعليق

    • أحمد فؤاد صوفي
      عضو
      • Jul 2025
      • 32

      #3
      اضيف في الأساس بواسطة ساندروز
      الأستاذ الأديب أحمد فؤاد صوفي،

      قرأت خاطرتكم البديعة «لماذا أعيش» فهزّت في داخلي الكثير من المعاني التي قد يمرّ بها كل إنسان في رحلة الحياة. لقد وضعتم يدكم على جوهر الخلل الذي يعيشه الناس اليوم؛ إذ غابت عنهم البوصلة الحقيقية، فانشغلوا بالمظاهر والأهداف الدنيوية الضيقة، ونسوا أن الأصل هو التقوى والعمل لوجه الله وحده.

      إنّ حديثكم عن الأب الذي يغفل والديه في سبيل طموحه، أو عن التاجر الذي يجعل ثروته معبودًا يتبعه، هو تصوير صادق لواقع ملموس في مجتمعاتنا. كم من شخص نراه ظاهره التدين – صلاة وصيام وزكاة – ولكنه مقطوع الرحم، أو غارق في الغش والطمع، ناسياً أن الدين معاملة، وأن كل عبادة لا تنهى عن الفحشاء والمنكر إنما هي طقوس بلا روح.

      أعجبني تأكيدكم على أن الهدف الأسمى هو التقوى بمعناها الشامل، وأن كل فعل ينبغي أن يبدأ باسم الله وينتهي به، سواء في الدراسة أو العمل أو التجارة أو التربية. هذه الفكرة تعيد الإنسان إلى أصله: عبدًا لله، لا لغيره.

      إنها رسالة عظيمة في زمن باتت فيه الموازين مضطربة، والأولويات مقلوبة. فشكراً لكم على هذا النصح الصادق الذي يذكّرنا بالمدينة الفاضلة التي نحلم بها، مجتمع يقوم على البرّ والرحمة والصدق.

      نسأل الله أن يجعل كلماتكم في ميزان حسناتكم، وأن ينفع بها قارئها، وأن يعيننا جميعًا على أن نعيش لله، لا لغيره.

      مع خالص التقدير والاحترام،
      -------------------------
      أشكرك أيها المكرم على جمال الحضور وجمال التعبير ،،
      وأرجو الله أن يكون دوماً بجانبك ،،
      تحيتي لك واحترامي ،،

      تعليق

      مواضيع مرتبطة

      Collapse

      جاري العمل...