موقف المثقف العربي مما يجري
لست ادري ان بقي للمثقف العربي او لصاحب الرأي او الفكر دور او رأي أو كلمة يقولها في خضم هذه الصراعات اتي تدور في كل ارجاء الوطن ، حرائق تشتعل لتاتي على الاخضر واليابس ؟؟ لا يسلم منها طفل ولا شيخ ولا شاب ، ولا طريق ولا مدرسة ولا بيت ؟؟ فقد اختطف الساسة كل الاراء والافكار والقرارات ، وتركوا صاحب الرأي او المثقف يتلهى بأي أمر آخر ، حتى يتناسى منظر تلك الدماء التي تسيل من نفوس بريئه ؟؟
لقد خاطبت احدى الزميلات على " الفيس بوك " بقولي : لم لا تنشرين مع زميلاتك سوى صور مآدب الاكل والطبخ ومناسبات الطعام ؟؟ الا يجدر بكن ان تتحدثن عما يجري في عالمنا ، وما يمكن ان تساهمن فيه من درء الاخطار ووقف الفتن ونزيف الدماء ، فرب رأي او كلمة تساهم في وقف صاروخ او اتلاف فتيل قنبلة او تفريغ برميل من المتفجرات ، كانت تتجه الى صدور الاطفال والنساء ؟؟ فاجابت : ان الشأن الوحيد الذي نتفق عليه هو الاكل والطبخ ولو تطرقنا للامور السياسيه ، فسوف نفقد الصداقة التي تجمعنا ؟؟؟؟ كما ان كلامنا غير مسموع على اية حال ؟؟؟
ان الفتن والمؤامرات ما عادت تطل برؤوسها من بعيد على وطننا ، بل اصبحت غربانا تحلق فوق رأس كل فرد منا مهما كانت هويته او اتجاهه الفكري او السياسي ، فقد رايت اليوم وانا اطالع جريدة الراي الاردنيه مقالين على نفس الصفحة ( 17 آب الجاري ) لكاتبين معروفين ، احدهما يعتبر ان سوريا الاسد اصبحت دولة محتله من قبل ايران ، واخر يدافع عن موقف روسيا في دعمه ووقوفه مع نظام الاسد الذي استمر يقاتل ما يفوق السنوات الاربع ؟؟؟
ان ما يجري في عالمنا العربي هو القتل ؟؟؟ فلا فرق بين قتل رحيم وقتل بشع ؟؟ فالقتل كله جرائم ؟؟ فلا فرق بين قتل رجل واحد وبين اغتيال مدينة باكملها : (( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون ( 32 ) ) – المائده .
بعد كل هذا نتساءل : ما الفائدة من ابداء الرأي او قول النصيحة طالما انها لن تلقى اذنا صاغيه ممن يديرون تلك الحروب القذره ؟؟ وهم منهمكون في تعزيز قواتهم ورسم اجنداتهم على جسد هذا الوطن المنهك ؟؟ والشعوب هي التي تدفع الثمن من دماء ابنائها في حروب ليست مقدسه ؟؟؟
يقول تعالى في سورة الاعراف : ( وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ( 164 ) فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ( 165 ) فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) ( 166 ) . ان الآيات الكريمه جاءت في سياق الحديث عن اليهود ، وما خالفوه واحتالوا عليه من اوامر جاءت في شريعتهم بعدم صيد الحيتان يوم السبت ، ولكنها تنطبق على كل من لا يستمع الى النصح وكلمة الحق ، او لا يريد اسماعها ؟؟ فلا يصح السكوت عن الحق ولو تبرئة للنفس والضمير امام الله ------
من هنا فان صاحب الرأي الحر والكلمة الطيبه والنصيحة المخلصه ، لا بد وان يأت بها تحت كل الظروف ، وهنا اتمنى واقول ان وقف الحروب وسفك الدماء يجب ان يكون له الاولوية المطلقه ، وان الحرب على الارهاب بشتى الوسائل المتاحه هي انجع الطرق للخروج من هذا النفق المظلم ؟؟ وهنا اؤيد ما يقوله الدكتور " عادل العبد الجادر" في مقاله ( صور من تاريخ الارهاب ) ، في " مجلة العربي " العدد 1681 لهذا الشهر ، والتي تصدر بالكويت ، فهو يرى بان الحركات الارهابيه اليوم تستخدم الشباب المقهور اجتماعيا لتحقيق مآربها ، فتدفع بهم الى التهلكه بعد ان تمنيهم بالنعيم في الاخره ، من خلال استخدام قياداتهم للنصوص الدينيه كذبا وتحريفا ، اننا نستطيع ان نئد الفتنه من خلال محاربة الفساد بانواعه واشكاله ، وتشريع القوانين التي تتوافق ورح الحياة المتمدنه في انقاذ الشعوب من الغبن والجهل والجوع والاستعباد ، وفتح باب الحوار مع الاجيال الناشئه باسلوب عصري متحضر ، يقوده فريق من المتخصصين المخلصين من العلماء والمعلمين ، بهدف نشر المحبة والسلام والتعايش السلمي بين اطياف المجتمع المحلي والاقليمي والعالمي ---- ان القانون الازلي الذي حكم الانسان به الارض هو فضائل الاخلاق ، وبمثل ذلك لا بد ان يكون الخطاب السياسي اكثر واقعيه واقرب الى الصدق ، في الحث على العمل وزرع الامل ، ولعل احساس الاجيال القادمه بالامن يجعلها قادره على الانتاج الفاعل والابداع على جميع الاصعده ، لتتفكر في حياتها الدنيا تفكيرا عمليا بناء ، وتدخر فضائل اعمالها للمساهمة في اعمار الارض واحياء الناس ، فيكون لها الاجر في الدنيا والاخره وذلك هو الاجر العظيم .
وانا اقول تاييدا واضافة لما ذكره الدكتور " عبد الجادر " ، بان الدول العظمى المتحضره ، تلجأ حين تقع في المحن والمصاعب والفتن الى علمائها وفلاسفتها وفقهائها واصحاب الفكر والراي فيها كي يقودوها ، او على الاقل كي يرشدوها الى الطريق المستقيم كي تخرج بسلام مما هي فيه من كوارث ؟؟ لا ان تسلم قيادتها الى هواة في السياسة والحرب ؟؟ , وبعدها لا ينفع الندم -------
لست ادري ان بقي للمثقف العربي او لصاحب الرأي او الفكر دور او رأي أو كلمة يقولها في خضم هذه الصراعات اتي تدور في كل ارجاء الوطن ، حرائق تشتعل لتاتي على الاخضر واليابس ؟؟ لا يسلم منها طفل ولا شيخ ولا شاب ، ولا طريق ولا مدرسة ولا بيت ؟؟ فقد اختطف الساسة كل الاراء والافكار والقرارات ، وتركوا صاحب الرأي او المثقف يتلهى بأي أمر آخر ، حتى يتناسى منظر تلك الدماء التي تسيل من نفوس بريئه ؟؟
لقد خاطبت احدى الزميلات على " الفيس بوك " بقولي : لم لا تنشرين مع زميلاتك سوى صور مآدب الاكل والطبخ ومناسبات الطعام ؟؟ الا يجدر بكن ان تتحدثن عما يجري في عالمنا ، وما يمكن ان تساهمن فيه من درء الاخطار ووقف الفتن ونزيف الدماء ، فرب رأي او كلمة تساهم في وقف صاروخ او اتلاف فتيل قنبلة او تفريغ برميل من المتفجرات ، كانت تتجه الى صدور الاطفال والنساء ؟؟ فاجابت : ان الشأن الوحيد الذي نتفق عليه هو الاكل والطبخ ولو تطرقنا للامور السياسيه ، فسوف نفقد الصداقة التي تجمعنا ؟؟؟؟ كما ان كلامنا غير مسموع على اية حال ؟؟؟
ان الفتن والمؤامرات ما عادت تطل برؤوسها من بعيد على وطننا ، بل اصبحت غربانا تحلق فوق رأس كل فرد منا مهما كانت هويته او اتجاهه الفكري او السياسي ، فقد رايت اليوم وانا اطالع جريدة الراي الاردنيه مقالين على نفس الصفحة ( 17 آب الجاري ) لكاتبين معروفين ، احدهما يعتبر ان سوريا الاسد اصبحت دولة محتله من قبل ايران ، واخر يدافع عن موقف روسيا في دعمه ووقوفه مع نظام الاسد الذي استمر يقاتل ما يفوق السنوات الاربع ؟؟؟
ان ما يجري في عالمنا العربي هو القتل ؟؟؟ فلا فرق بين قتل رحيم وقتل بشع ؟؟ فالقتل كله جرائم ؟؟ فلا فرق بين قتل رجل واحد وبين اغتيال مدينة باكملها : (( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون ( 32 ) ) – المائده .
بعد كل هذا نتساءل : ما الفائدة من ابداء الرأي او قول النصيحة طالما انها لن تلقى اذنا صاغيه ممن يديرون تلك الحروب القذره ؟؟ وهم منهمكون في تعزيز قواتهم ورسم اجنداتهم على جسد هذا الوطن المنهك ؟؟ والشعوب هي التي تدفع الثمن من دماء ابنائها في حروب ليست مقدسه ؟؟؟
يقول تعالى في سورة الاعراف : ( وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ( 164 ) فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ( 165 ) فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) ( 166 ) . ان الآيات الكريمه جاءت في سياق الحديث عن اليهود ، وما خالفوه واحتالوا عليه من اوامر جاءت في شريعتهم بعدم صيد الحيتان يوم السبت ، ولكنها تنطبق على كل من لا يستمع الى النصح وكلمة الحق ، او لا يريد اسماعها ؟؟ فلا يصح السكوت عن الحق ولو تبرئة للنفس والضمير امام الله ------
من هنا فان صاحب الرأي الحر والكلمة الطيبه والنصيحة المخلصه ، لا بد وان يأت بها تحت كل الظروف ، وهنا اتمنى واقول ان وقف الحروب وسفك الدماء يجب ان يكون له الاولوية المطلقه ، وان الحرب على الارهاب بشتى الوسائل المتاحه هي انجع الطرق للخروج من هذا النفق المظلم ؟؟ وهنا اؤيد ما يقوله الدكتور " عادل العبد الجادر" في مقاله ( صور من تاريخ الارهاب ) ، في " مجلة العربي " العدد 1681 لهذا الشهر ، والتي تصدر بالكويت ، فهو يرى بان الحركات الارهابيه اليوم تستخدم الشباب المقهور اجتماعيا لتحقيق مآربها ، فتدفع بهم الى التهلكه بعد ان تمنيهم بالنعيم في الاخره ، من خلال استخدام قياداتهم للنصوص الدينيه كذبا وتحريفا ، اننا نستطيع ان نئد الفتنه من خلال محاربة الفساد بانواعه واشكاله ، وتشريع القوانين التي تتوافق ورح الحياة المتمدنه في انقاذ الشعوب من الغبن والجهل والجوع والاستعباد ، وفتح باب الحوار مع الاجيال الناشئه باسلوب عصري متحضر ، يقوده فريق من المتخصصين المخلصين من العلماء والمعلمين ، بهدف نشر المحبة والسلام والتعايش السلمي بين اطياف المجتمع المحلي والاقليمي والعالمي ---- ان القانون الازلي الذي حكم الانسان به الارض هو فضائل الاخلاق ، وبمثل ذلك لا بد ان يكون الخطاب السياسي اكثر واقعيه واقرب الى الصدق ، في الحث على العمل وزرع الامل ، ولعل احساس الاجيال القادمه بالامن يجعلها قادره على الانتاج الفاعل والابداع على جميع الاصعده ، لتتفكر في حياتها الدنيا تفكيرا عمليا بناء ، وتدخر فضائل اعمالها للمساهمة في اعمار الارض واحياء الناس ، فيكون لها الاجر في الدنيا والاخره وذلك هو الاجر العظيم .
وانا اقول تاييدا واضافة لما ذكره الدكتور " عبد الجادر " ، بان الدول العظمى المتحضره ، تلجأ حين تقع في المحن والمصاعب والفتن الى علمائها وفلاسفتها وفقهائها واصحاب الفكر والراي فيها كي يقودوها ، او على الاقل كي يرشدوها الى الطريق المستقيم كي تخرج بسلام مما هي فيه من كوارث ؟؟ لا ان تسلم قيادتها الى هواة في السياسة والحرب ؟؟ , وبعدها لا ينفع الندم -------
تعليق