الكلمات الشركية التي تؤدي إلى الشرك

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts
  • معاوية
    المشرف العام
    • Feb 2000
    • 354

    #1

    الكلمات الشركية التي تؤدي إلى الشرك

    لقد بعث الله الأنبياء والرسل ليدعوا الناس إلى توحيد الله وترك الشرك، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل:36]. والشرك قد يكون بالاعتقاد أو بالعمل أو حتى بالكلمة التي ينطق بها الإنسان دون وعي. والكلمة في الإسلام لها وزن عظيم فقد يهوي المرء بكلمة في النار سبعين خريفاً وقد يرفع بكلمة التوحيد إلى أعلى الدرجات.

    الكلمات الشركية هي العبارات التي تشتمل على نسبة صفات الألوهية أو القدرة المطلقة أو التصرف في الكون لغير الله تعالى سواءً أكان ذلك لنبي أو ولي أو جن أو كوكب أو مخلوق آخر. وهي من أخطر ما يكون لأنها قد تنقض التوحيد وتدخل صاحبها في الشرك الأكبر إذا أطلقها معتقداً معناها أو في الشرك الأصغر إذا قالها على سبيل العادة أو المزاح دون قصد التعظيم.

    من أمثلة هذه الكلمات الحلف بغير الله مثل قول بعض الناس وحياتك أو بالنبي أو برأس أبي قال النبي ﷺ: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» [رواه الترمذي]. والمعنى أن القسم عبادة لا تجوز إلا لله وحده. فإن قصد الحالف تعظيم المخلوق مثل تعظيم الله فهذا شرك أكبر وإن جرى على لسانه عادةً فهو شرك أصغر. والبديل الصحيح أن يقول والله أو تالله أو بالله.

    ومنها قولهم ما شاء الله وشئت وهذا فيه تسوية بين مشيئة الله ومشيئة البشر وقد قال النبي ﷺ لمن قال له ما شاء الله وشئت: «أجعلتني لله ندًّا؟ قل ما شاء الله وحده» [رواه أحمد والنسائي]. والبديل الصحيح أن يقول ما شاء الله ثم شئت لأن ثم تفيد الترتيب والتبعية لا المساواة.

    ومنها طلب المدد من غير الله مثل يا بدوي مدد أو يا جيلاني أغثني وهذا من الشرك الأكبر لأنه صرف عبادة الدعاء والاستغاثة لغير الله قال تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجن:18]. والدعاء عبادة لا تجوز إلا لله فمن اعتقد أن الولي أو الميت يملك جلب النفع أو دفع الضر فقد وقع في الشرك الأكبر والبديل أن يقول يا الله أغثني أو يا رب أنقذني.

    ومنها نسبة النفع أو الضر لغير الله استقلالاً مثل قول المطر أنبت الزرع أو النجم سبب نزول المطر وقد أنكر النبي ﷺ على من قال مطرنا بنوء كذا وقال: «أما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب» [رواه مسلم]. فمن نسب التأثير إلى غير الله استقلالاً فقد وقع في الشرك الأكبر أما إن قصد السبب دون إضافة مشيئة الله فهو شرك أصغر. والصحيح أن يقول مطرنا بفضل الله ورحمته أو أنبت الله الزرع بالمطر.

    ومنها التساهل في الألفاظ التي تنقص من التوحيد مثل قول توكلت على الله وعليك أو لولا فلان لهلكت أو فلان يملك رزقي. فالتوكل عبادة لا تكون إلا لله وقول توكلت على الله وعليك يوهم التسوية والصواب أن يقول توكلت على الله ثم عليك أي أن الله هو المعتمد أولاً والمخلوق سبب فقط. وكذلك قول لولا فلان لهلكت إن قصد الاستقلال فهو شرك وإن قصد السببية جاز أن يقول لولا الله ثم فلان. أما قول فلان يملك رزقي فهو باطل لأن الرزق بيد الله وحده.

    ومن الصور الشائعة تعليق التمائم والأحجبة اعتقاداً أنها تحفظ من العين أو تدفع البلاء وهذا ينافي التوكل على الله. وكذلك الغلو في الأولياء بقول فلان يتصرف في الكون أو فلان يكشف الغيب وهذا شرك أكبر. ومن ذلك سبّ الدهر أو نسبة الحوادث إليه كقول لعنة الله على الزمان وقد قال النبي ﷺ: «لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر» [متفق عليه] أي أن الله هو الذي يقلب الليل والنهار.

    الكلمات الشركية خطورتها عظيمة فقد تخرج صاحبها من الإسلام إذا اعتقد معناها وتذهب بركة التوحيد وتجرّ إلى الغلو والبدع وتضعف التوكل على الله. والوقاية منها تكون بتعلم العقيدة الصحيحة من القرآن والسنة والتأدب بأدب اللسان فلا ينطق المسلم إلا بما يرضي الله واستبدال الألفاظ المحرمة بأخرى صحيحة مثل أن يقول ما شاء الله ثم شئت بدلاً من ما شاء الله وشئت أو أن يحلف بالله وحده بدلاً من الحلف بغيره والنصح للناس وتعليمهم برفق.

    وخاتمة القول أن الكلمات الشركية خطر عظيم يهدد عقيدة المسلم وقد تزلّ على لسان المرء دون قصد لذا وجب الحذر والحرص على التوحيد والالتزام بالألفاظ الشرعية قال النبي ﷺ: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم» [رواه البخاري]. فلنحفظ ألسنتنا ولنحرص على توحيدنا ولنجعل كلماتنا كلها في طاعة الله وتعظيمه.

مواضيع مرتبطة

Collapse

جاري العمل...